Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجنوب السوري بين المعارك الموضعية واحتمالات الحرب الإقليمية

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. لا يبدو واضحاً حتى اللحظة أنّ قيادة الكيان الصهيوني تمارس التعقّل، ولا يبدو أنّها تقرأ جيداً طبيعة التحولات الميدانية الجارية في سورية وخصوصاً في الجنوب السوري، حيث لا تزال هذه القيادة تندفع أكثر في رفع سقف المواجهة على الساحة السياسية بشكلٍ يحمل الكثير من التوتر، وبمتابعة مراكز الدراسات ووسائل الإعلام الصهيونية يبدو واضحاً جنوح غالبية في الكيان الصهيوني الى إعادة تثبيت موازين قوى وسيطرة على الجغرافيا تختلف عن تلك التي تجري حالياً وتقوم برسمها وحدات الجيش العربي السوري.

ولا يجب أن تغيب عن بالنا الانتخابات الصهيونية والخطاب الناري لنتنياهو في الكونغرس الاميركي الذي يبدو في مضمونه انتزاعًا لشرعية ضربة محتملة قد يُقدم عليها الكيان الصهيوني في الجنوب السوري تحت عنوان الدفاع عن أمن "إسرائيل"، وهو احتمال اذا ما تم سيدفع المنطقة الى أتون من نار حارقة، فـ"إسرائيل" من وجهة نظر قياداتها لن تسمح بعودة الجيش السوري وحلفائه من محور المقاومة الى خط التماس المباشر مع الجيش الصهيوني، وهو أمرٌ عملت "إسرائيل" على منعه عبر مساعدتها المباشرة للجماعات المسلّحة بالسيطرة على أراضٍ شاسعة من القنيطرة الى درعا يتم استعادتها حالياً من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه.

وحتى لا نسترسل كثيراً في هذا الاحتمال، فمن المفترض أنّ قيادة الجيش العربي السوري ومعها الحلفاء من محور المقاومة قد قاموا بإعداد الخطط اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات قبل الشروع بتنفيذ عملية استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية هامّة وعلى رأسها مثلث الربط الاستراتيجي الذي يربط ثلاث جبهات (دمشق – القنيطرة – درعا)، والممتد من دير العدس ويصل الى دير ماكر وهو ما تم تنفيذه في الخطوة الأولى من العملية.

بدايةً، كيف تجري مسارات العملية في مهمتها الرئيسية والمهمات اللاحقة؟

الملفت للنظر أنّ الجيش العربي السوري ومنذ فترة طويلة لم يستخدم تشكيلات كبرى تتجاوز كتيبة مشاة مدعومة بتشكيل صغير من المدرعات، نظراً لتوزع وحداته على أغلب الأرض السورية واضطراره للقتال في أكثر من 2000 موقع قتال، وهو أمر يكفي للدلالة على مدى الجهد المطلوب في جوانب السيطرة والربط والإمداد، وكان من الممكن أن يشكل ثغرة كبيرة للجيش العربي السوري لولا الإبداعات الكبيرة على المستويين القيادي والميداني، وهو أمر يُحسب للجيش السوري ولا بد أنّ مفاصله ستُدرّس في المستقبل في الكليات العسكرية باعتباره نمطاً جديداً في القتال يجمع بين الانماط الكلاسيكية للجيوش وقواعد القتال الانصارية (حرب العصابات أو المجموعات الصغيرة).

في معركة السيطرة على مثلث الربط المذكور أعلاه كان ملفتاً استخدام الجيش العربي السوري لتشكيل قتالي كبير تدل الصور الميدانية على أنه يتجاوز لوائي مشاة مدعوم بلواء مدفعية ولواء مدرعات، وهو أمر يدل على أنّ القوة التي اندفعت لتنفيذ العملية كانت جزءًا من قوة الاحتياط التي تكلمت عنها في أكثر من موضوع سابق، وهي القوات المنتشرة من خط القتال في القنيطرة ودرعا وصولًا للعاصمة دمشق.

وهذا الاندفاع في جوهره هو رسالة واضحة للجيش الصهيوني أنّ الجيش العربي السوري لا يزال قادراً على الدفع بتشكيلات كبيرة في ميدان معقد والانتقال الى الحركة والنار في وقت قياسي.

وهنا قد يتساءل البعض ماذا عن قدرة الطيران الصهيوني في وقف اندفاع هذه التشكيلات، والجواب هو أنّ الجانب الصهيوني الذي قام بأكثر من غارة داخل الاراضي السورية خلال أربع سنوات كان أحد أهدافه استطلاع وكشف قدرات شبكة الدفاع الجوي السورية التي التزمت أغلب بطاريتها الحديثة الصمت الراداري، وهي بذلك فوّتت على الصهاينة قدرة استكشاف قدرات هذه الصواريخ والتي من المؤكد أنها ستشكل مظلة حماية للتشكيلات البرية في ظل أي حرب واسعة قد يقوم بها الجيش الصهيوني، مما يجعل المعركة محصورة بين القوات البرية من الجانبين بمختلف صنوفها بما فيها الأسلحة المضادة للدروع والتي بات الجيش العربي السوري والمقاومة يمتلكان خبرات عالية جداً في استخدامها.

وبالعودة الى مسار المعركة كان للمرحلة الاولى من المهمة والتي سيطرت فيها وحدات الجيش العربي السوري على دير العدس ودير ماكر الوقع الأكبر والمفاجأة التي أدّت فيما بعد الى سيطرة الجيش السوري على مجموعة من التلال الاستراتيجية الحاكمة التي ساعدته على بسط السيطرة على تلال فاطمة وتل الصياد، ما يعني قدرة الجيش في المهمة اللاحقة على التقدم باتجاه كفر شمس وكفر ناسج، إضافةً الى السيطرة على حمريت وسبسبة ومحيطهما، ما سيؤمن للجيش السوري القدرة على إنشاء قوس مترابط يمتد من دير العدس ويمر بدير ماكر ويصل الى جبا وتلّي الكروم والشعار، وهي خطوة سيتم الانطلاق منها باتجاه المال وتل المال ومسحرة وتل مسحرة، كما أنّ السيطرة على كفر شمس وكفر ناسج ستؤمن للجيش العربي السوري القدرة على الاندفاع باتجاه تل الحارة.

هذه الخطوات والتي ترافقها مقدمات تماس في منطقة الصنمين ستؤمن للجيش السوري القدرة على السيطرة من جديد على خطوط إمداد آمنة باتجاه درعا، وستفصل مجددًا القنيطرة عن درعا ممّا يعتبر طعنة في قلب فكرة الحزام الأمني لـ"إسرائيل".

هذه العمليات، إضافةً الى ما تحققه من سيطرة جغرافية على مواقع جغرافية هامة ستعقّد ظروف المعركة على الجماعات المسلّحة المنتشرة في أرياف الكسوة وفي خان الشيح ومحيطها وداريا ويجعلها ضمن الطوق ويحرمها من خطوط الإمداد والتواصل مع الجماعات المسلّحة في الجنوب السوري ويمنح العاصمة دمشق مزيداً من نطاق الأمان.

إلّا أنّ هذه الإجراءات ستكون ناقصة إن لم تعمد وحدات الجيش العربي السوري الى إنهاء تواجد الجماعات المسلّحة في جباثا الخشب ومعبر القنيطرة، وكذلك القضاء على وجودها في مناطق بيت تيما وبيت سابر وبيت جن ومحيطها، فقد تعمد هذه الجماعات بدعم إسرائيلي الى تنفيذ عملية مفاجئة لخرق خط الدفاع من جهة سعسع وصولاً الى قطنا، قد تتحرك فيه الجماعات المحاصرة في خان الشيح وريف الكسوة بالموازاة لخلق حالة بلبلة في عمق وحدات الجيش السوري التي تنفذ عملياتها حاليًا في القنيطرة ودرعا.

إنّ الهدف الرئيسي لوحدات الجيش السوري هو الوصول الى خط التماس مع الجيش الصهيوني من جهة القنيطرة والى درعا وامتدادها من الجانب الأردني، إلّا أنّ تحقيق هذه المهمة تعترضه الكثير من المصاعب وأهمها عامل الوقت الذي تستلزمه العمليات العسكرية، خصوصاً أنّ الجماعات المسلّحة لا تزال تمتلك عمقاً جغرافيا قتالياً وخطوط امداد مفتوحة باتجاه "إسرائيل" والأردن، إضافةً الى أنّ غرفة العمليات المشتركة في الأردن لا تزال تشرف على العمليات العسكرية في الجنوب السوري.

هذه المعالم الحالية للمعركة قد تتبدل وتتغير ويسودها الكثير من المفاجآت اذا ما دخل الجيش الصهيوني على خط المعركة، خصوصاً أنّ قواعد الاشتباك الجديدة جاءت على عكس رغبة الجانب الصهيوني والاحساس المتزايد بالخطر من قدرة الجيش السوري والمقاومة الوصول الى التماس المباشر مع الجيش الصهيوني وهو أمر يعرف هذه الجيش مخاطره التي خبرها جيدًا أثناء احتلاله لجنوب لبنان.

ختاماً: هذه المعركة ليست المعركة الوحيدة ولن تكون المعركة المفصلية، فهي جزء من معارك أخرى تُخاض على الأرض السورية استلزمت الكثير من الوقت والجهد ولا تزال بحاجة الى الكثير من الجهد والوقت.

الوسوم (Tags)

السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-03-05 03:36:30   الجنوب السوري بين المعارك الموضعية واحتمالات الحرب الإقليمية
الصهاينة مع الصهاينة الاردنية او بدونهم سينفذون شيء ما وقوي،وصحيح ان المجموعات ستحاول الاختراق من قطنا،أرجو ان تبقى العيون مفتوحة،لو أراد أهل هذه المناطق ان يساعدوا الجيش لفعلوا لكنهم عملاء وخونة خاصة من أهل كفر حور وبيت جن وبيت سابر وبيتيما،وانا اعرف عن ماذا أتكلم
هيام الزغبي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz