Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
النفس الأمّارة بالسوء ..بقلم: الدكتور محمد رقية
دام برس : دام برس | النفس الأمّارة بالسوء ..بقلم:   الدكتور محمد رقية

دام برس:

هناك حكمة ربانية لايدركها معظم البشر وهي سؤال الملائكة لله عز وجل (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ..) البقرة30 , أي أننا مفسدون في الأرض وسفاكوا دماء إلا من رحم ربي من الأنبياء والرسل والأئمة والصديقين والصالحين والشهداء والزهّاد والعبّاد والأولياء والأبرار والعلماء والخاشعين والمتبعين رسله والمحبين له تبارك وتعالى .

وهذا بدأ منذ بداية النسل البشري عندما قتل قابيل ( ممثل الشر ) أخاه هابيل ( ممثل الخير ) وما الندم الذي أبداه قابيل بعد مقتل أخيه , إلا بذرة خير صغيرة انعكست في الخيّرين من البشر , إلا أن القوى المسيطرة هي القوى الشريرة , أي النفس الأمارة بالسوء .وهذا انعكس في تاريخ البشرية كلها بسيطرة الحروب وقوى الشر على هذا التاريخ بكل مراحلة . رغم وجود مراحل انتصرت فيها قوى الخير إلا أنها قليلة . فمن يطلع على تاريخ البشرية يجد أنه بمعظمه تاريخ حروب وقتال حتى بين أبناء العرق الواحد أو القبائل المتجانسة .

فمثلا مالذي جعل أغلب الأنبياء والرسل والأئمة يتم تعذيبهم وقتلهم من بني مجتمعهم ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء , التي تفسد في الأرض .

ما الذي جعل نيرون الامبراطور الروماني يقتل أمه وزوجته وأخاه ومعلمه وأحرق مدينة روما عام 64 ميلادية  ؟ ! حيث دمر الحريق معظم أنحاء المدينة واتي على كثير من الآثار والأبنية والمعابد التي ترجع إلى عصور الملكية والجمهورية والإمبراطورية. وتحولت أثمن آثار الفن الإغريقي -التي ظلت تجمع لعده قرون من الزمان- إلى تراب ورماد.والاضطهاد الدموي للمسيحيين على مدى أربع سنوات ذاق فيه المسيحيون كل أصناف التعذيب الوحشي , وكان من ضحاياه الرسولان بولس وبطرس اللذان قتلا عام 68 م .إنها النفس الأمارة بالسوء .

ما الذي جعل هولاكو الذي سيطر على بغداد عام 656 هجرية ( 1258م )  وهو المنتصر أن يحرق كتب خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد , التي كان فيها من الكتب مالا يحصى كثرة ولايقوم عليها نفاسة , ويرميها في نهر دجلة ,؟ التي لوبقيت لربما كانت غيرت جزءا" من تاريخ البشرية وتطورها الحضاري . إنها النفس الأمارة بالسوء .

ما الذي جعل زعران أوروبا يقضون على شعب بأكمله في أمريكا ( الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين  ) بعد اكتشافها عام 1492م , مستخدمين كل طرق الإفناء بما فيها الحرب الجرثومية ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء .

مالذي أدى إلى انتشار المنظمات السرية العدوانية العديدة وعلى رأسها الماسونية التي تخطط للعالم الآن , والصهيونية العالمية المشرفة على التنفيذ والحمير المنفذين ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء .

مالذي جعل العالم يتعرض خلال أقل من ثلاثين عاما لحربين عالميتين زهقت فيها أرواح عشرات ملايين البشر وآلاف مؤلفة من مليارات الدولارات , التي لو صرفت على تطوير المجتمعات لكانت الأرض كلها أصبحت جنة من جنان الخلد ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء .

مالذي جعل أمريكا تضرب مديني هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بالقنابل النووية , وهي المنتصرة في الحرب . إنها النفس الأمارة بالسوء . مالذي جعل القوى الغربية تطرد شعب فلسطين من دياره , ليحل محلهم جموع بشرية من كل دول العالم ؟ وكل حروب الخليج منذ عام 1991 وحرب أفغانستان وحرب العراق وقتل مليون عراقي وحروب يوغسلافيا والصومال وكل الحروب الأخرى, ثم أحداث ما أسموه الربيع العربي ( العبري ) والعدوان المستمر على سورية منذ اربع سنوات , كله ناتج عن سيطرة قوى الشر في العقل البشري ( أي النفس الأمارة بالسوء ) على قوى الخير .

قد يقول قائل إنها لعبة المصالح , نعم ولكن لو أن القوى الخيرة هي الغالبة لدى الانسان لكان استطاع أن يحقق هذه المصالح بالطرق السلمية والخيرة .

مالذي يجعل أميرا" من الأمراء يصرف ملايين الدولارات ربما في سهرة ماجنة واحدة ولا يعطي فقيرا" دولارا" واحدا" ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء . ولو بسطنا الأمر أكثر فإن معظمنا مستعد أن يصرف آلاف الليرات ( إن كان معه ) في سهرة معينة وهو مبسوط ومرتاح , وغير مستعد أن يعطي جزء من هذا المبلغ لمحتاج . وهذا نعيشه ونعاينه يوميا" والسبب النفس الأمارة بالسوء , الذي يجب بذل مجهود كبير لدى الانسان الخيّر للسيطرة عليها وتغليب النفس الرحمانية .

مالذي يجعل المسؤولين بكل مستوياتهم في القطاعات العامة والخاصة  يستغلون مواقعهم ليزداد الفساد ويسيطر على مفاصل المجتمعات ؟ إنها النفس الأمارة بالسوء.

وهذا لايعني أن قوى الخير غائبة , انها موجودة وتعاني كثيرا وأولها القوى المدافعة عن سورية , من رجال صدقوا وما بدلوا تبديلا , الذين أجهضوا هجمات هذه القوى الشريرة وهي الشيطان الأكبر, وسيبقون كذلك حتى تحقيق النصر المبين عليها .

هذا هو وضع البشرية ,فساد في الأرض وسفك دماء وسيبقى كذلك حتى قيام الساعة , أو يقضي الله أمرا" كان مفعولا .

 

الوسوم (Tags)

الإنسان   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz