Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 15:51:22
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيان الاحتلال و حزب الله ... المواجهة المؤجلة!!

دام برس :

"الغارة الاسرائيلية على موكب لحزب الله في القنيطرة والرد السريع للحزب باستهداف موكب عسكري اسرائيلي في مزارع شبعا، خلق واقعا جديدا ورسم معادلة جديدة ستحكم قواعد المواجهة بين حزب الله واسرائيل في المرحلة القادمة" ، هذا ما تؤكده دوائر دبلوماسية مطلعة على ما يدور من تطورات وتبادل للضربات بين حزب الله واسرائيل في الايام الاخيرة، والتي كان آخرها الصفعة التي تعرضت  لها اسرائيل نتيجة رد حزب الله الذي لم يتأخر انتقاما لهجوم القنيطرة.

وتقول الدوائر الدبلوماسية لـ (المنــار) أن المحور الذي ينتمي اليه حزب الله ويضم سوريا وايران لن يتحمل بعد الآن أي اعتداءات وهجمات اسرائيلية عليه سواء كانت تلك الهجمات والاعتداءات الاسرائيلية في الداخل السوري أو عبر الحدود بين اسرائيل ولبنان أو حتى من خلال "الهجمات الصامتة" ـ عمليات الاغتيال ـ التي تقوم بها اسرائيل من خلال أجهزتها الاستخبارية لاستهداف كوادر وقيادات من حزب الله، وهذا ما أكدت عليه السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، في خطابه الاستراتيجي الجمعة الماضية.
وتضيف الدوائر أن خطاب نصر الله حمل معه الكثير من الاشارات التي تؤكد أن قواعد اللعبة والمواجهة بين الحزب واسرائيل قد أصبحت مختلفة منذ هجوم القنيطرة، وهي اشارات تدل على أن المحور الذي ينتمي اليه الحزب لن يتردد في خوض مواجهة عسكرية مفتوحة تغيب عنها وتسقط جميع الخطوط الحمراء والقيود اذا ما واصلت اسرائيل هجماتها ضد أركان هذا المحور.
 
ـ لا مكان للهروب من المسؤولية ـ
 
وترى الدوائر الدبلوماسية أن اسرائيل ستكون عاجزة في الفترة المقبلة عن الاقدام على اية عملية لاستهدف كوادر حزب الله حتى لو لم تقدم على تبني العملية، أي أن عمليات الاغتيال التي كانت تتم لقيادات وكوادر بارزة في حزب الله داخل لبنان في الفترة الماضية والتي كان ابرزها اغتيال القيادي في الجناح العسكري للحزب، حسان اللقيس أمام منزله في بيروت، وهي عملية اغتيال لم تتبناها اسرائيل لكنها تمت بحرفية عالية وظهرت بصمات اسرائيل واضحة عليها، وهو ما دفع الحزب الى اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن تلك العملية. وتضيف الدوائر أن مثل هذه العمليات "الغامضة" التي كانت اسرائيل تبادر الى تنفيذها ضد حزب الله عبر خلايا اغتيال تابعة للاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية ، كانت تختبىء وراء "ساتر" عدم اعلان المسؤولية ، لن يكون بالامكان من الان فصاعدا ومع تغير قواعد اللعبة بالنسبة للمحور الذي ينتمي اليه حزب الله، أن تواصل اسرائيل الاختباء وراء مثل تلك "السواتر" وتنفذ عمليات الاغتيال دون أن تحاسب على افعالها تحت شعار "التهرب من المسؤولية". فأي فعل اسرائيلي من الان فصاعدا سيقابله حزب الله برد فعل سريع بنفس المقدار وبنفس الحجم.
ويدرك المستوى العسكري والسياسي في اسرائيل أن المواجهة مع حزب الله هي مواجهة مؤجلة يمكن أن تنفجر في اية لحظة، وهي مواجهة مؤجلة منذ أن انتهت حرب تموز 2006 ـ حرب لبنان الثانية ـ التي لم تنجح فيها اسرائيل في الحاق الهزيمة بحزب الله. كما أن الطرفين (حزب الله واسرائيل) يواصلان الاستعداد منذ العام 2006 لمواجهة قد تندلع في أية لحظة بين الطرفين، وهي بالتأكيد ستكون مواجهة مفروضة قد يتسبب بها "حادث أمني" هنا أو هناك ليكون الانزلاق نحو مواجهة عسكرية واسعة بين الجانبين. فمنع اندلاع مواجهة واسعة نتيجة الغارة الاسرائيلية في الجولان ورد حزب الله على العملية في مزارع شبعا، لا يعني ان فرص اندلاع المواجهة الشاملة بين الطرفين قد تلاشت بل هي كما اشرنا "مواجهة مؤجلة" وهم ما يجمع عليه الطرفان.
 
ـ استعدادات اسرائيلية هستيرية ـ
 
وفي ضوء هذا الواقع الموجود على الحدود الشمالية بين اسرائيل ولبنان، تواصل المؤسسة العسكرية في اسرائيل استعداداتها التي تكثفت في الاونة الاخيرة، وهي استعدادات بدأتها اسرائيل في العام 2006 في اطار الاستفادة من دروس الحرب على لبنان، ولكن هذه الاستعدادات تعاظمت وأخذت اشكالا مختلفة منذ أن انتهت المواجهة بين اسرائيل ومجموعات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة (عملية الجرف الصامد) وهي عملية مواجهة واسعة "كشفت" أمام المستوى العسكري في اسرائيل العديد من "الثغرات" و "الاخفاقات" في الاسلوب العسكري المتبع في مواجهة حرب العصابات. وبالفعل بدأ الجيش الاسرائيلي محاولة اصلاح "الخلل" في اساليبه العسكرية وقام بالعديد من الخطوات والاجراءات ، وهي اجراءات لا تأتي فقط في اطار الاستعداد لمواجهة قادمة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، فالعين الاسرائيلية هي دائما موجهة نحو الحدود الشمالية ونحو الخطر القادم من حزب الله. هذه الاستعدادات لمواجهة قادمة، اخذت شكلا "هستيريا" منذ غارة القنيطرة، لكن هذه الاجراءات والاستعدادات لم تمنع رد حزب الله على الغارة. ومن بين الاستعدادات "الهستيرية" للجيش الاسرائيلي ، عمليات "الحفر" التي بدأتها للبحث عما تصفه اسرائيل بـ "الانفاق الهجومية" على طول الحدود بين اسرائيل ولبنان.
وتتنوع اشكال الاستعدادات الاسرائيلية لـ "المواجهة المؤجلة" مع حزب الله ما بين استعدادات لرفع مستوى الأمن في التجمعات السكانية الحدودية مع لبنان وفي التجمعات الاسرائيلية في منطقة هضبة الجولان الى اجراءات عسكرية لتعزيز الخطوط الدفاعية للجيش الاسرائيلي على طول المنطقة الحدودية.
 
ـ تشكيل فرق أمنية في المستوطنات ـ
 
ففي الاونة الاخيرة بدأ الجيش الاسرائيلي احياء قنوات الاتصال بين مسؤولي الامن في التجمعات السكانية الاسرائيلية الحدودية في الشمال وبين قيادات الجيش العاملة في تلك المنطقة، حيث يعمل الجيش حاليا على اعادة تشكيل الفرق الامنية في كل تجمع سكاني اسرائيلي ليشكلوا ردا أوليا في حال تعرض تجمعاتهم وقراهم الى هجمات قادمة من وراء الحدود.
ولا تقتصر الاستعدادات الاسرائيلية على تقوية النظام الدفاعي للتجمعات الاسرائيلية الحدودية، واجراءات على طول الحدود بل تتجاوزها لمحاولة حماية سماء المناطق الشمالية من خلال نشر بطاريات منظومة "القبة الحديدية" في محاولة لخلق حماية جزئية من القذائف الصاروخية التي قد يطلقها حزب الله في مواجهة قادمة مفتوحة. لكن القائمين على هذه المنظومة الدفاعية يؤكدون أن هذه المنظومة لم تتعامل مع الخطر الصاروخي القادم من الحدود الشمالية، وهذا يعني أن هذا الخطر سيكون مختلفا عن الخطر الصاروخي في المنطقة الجنوبية الذي تعامل معه القائمون على تشغيل هذه المنظومة لسنوات، كما أن هذه المنظومة لا يمكن ان تتعامل مع خطر قذائف الهاون.. ويرى القائمون على تشغيل المنظومة أن ما تعاملوا معه خلال حملة "الجرف الصامد" كان استعداد وتهيئة لما قد يواجهونه قريبا في المنطقة الشمالية.. ولن تتعامل هذه المنظومة الدفاعية مع خطر القذائف فقط وانما ايضا مع خطر "الطائرات بدون طيار المفخخة" التي يمكن أن يوجهها الحزب باتجاه اهداف اسرائيلية استراتيجية...
 
ـ قدرات عالية لحزب الله ـ
 
ويعترف ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي بأن مقاتلي حزب الله يتمتعون اليوم بقدرات قتالية عالية ومجهزون باسلحة متنوعة ويمتلكون قذائف صاروخية من انواع مختلفة بالاضافة الى قدرة عالية على عملية الرصد والتتبع من خلال وسائل الرصد البشري والمراقبة التي تتم من وراء الحدود، أو من خلال الطائرات بدون طيار الذي بات الحزب يمتلك عددا كبيرا منها ويجيد مقاتلو الحزب استخدامها والاستفادة من "المد المعلوماتي" الذي تقدمه في ميدان القتال. كما ان مقاتلي الحزب باتوا اليوم موجودين على امتداد الحدود الشمالية من لبنان الى سوريا وفي أي مواجهة شاملة سيكون الالتحام على طول هذه الحدود ولن يقتصر على الحدود مع لبنان.

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,   اسرائيل   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz