دام برس :
وفي اليوم الثالث والثلاثين بعد المئة عادت عين العرب (كوباني) إلى سيطرة أبنائها بالكامل. الهزيمة التي مُني بها تنظيم «الدولة الإسلامية» ليست الأولى على الأراضي السوريّة، لكنّها الأبرز في هذا السياق حتى الآن. فرغم أن فشل اقتحامات التنظيم قد تكرّر في الآونة الأخيرة (في دير الزور، وشاعر) غير أن التحوّلات التي مرّت بها معركة عين العرب تجعلها مرشّحة بقوّة لتتحوّل إلى نقطة فاصلة بين حقبتين، بفعل رمزيّة استحقّتها، ولا سيّما في ظل تضافر العوامل التي قد تجعلُ «ما بعد كوباني» مختلفاً تماماً عمّا قبلها، الأمر الذي سيتحوّل على الأرجح إلى حافز لسعي كثير من الجهات إلى مصادرة انتصار عين العرب، وادّعاء الفضل الأساسي فيه.
من هذا المنطلق يُمكن تفسير الموقف الذي صدر عن وزارة الدفاع الأميركية أمس، حيث نقلت تقارير إعلامية متطابقة عن المتحدث باسم البنتاغون قوله: «لست مستعداً للقول إن النصر تحقق في المعركة». الكولونيل ستيف وارن حرص على تأكيد أن «المعركة مستمرة. لكن اعتباراً من الآن، أعتقد أن القوات الصديقة لديها قوة الدفع»، الأمر الذي يعكس حرص الولايات المتحدة، وما تمثله بوصفها «رأس التحالف الدولي» على «حقّها» في إعلان الانتصار. وإذا كانت الغارات التي شنّها «التحالف» قد أدّت دوراً في الحدّ من تحرّكات مقاتلي «داعش»، فالثابت أن هزيمة التنظيم ما كانت لتتحقق لولا عناد المقاتلين الأكراد، وإصرارهم على قلبِ الموازين بعد أن كادت المدينة تنضمّ إلى مناطق سلطة «داعش» في أوج «تمدّده». وفي تصريح لمراسل «الأخبار» أيهم مرعي، أكد الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» بولات جان أنّ «مدينة كوباني باتت محررة، وهي بالكامل تحت سيطرة وحدات حماية الشعب». وأوضح أن «المعارك تتركز الآن في قرى حلنج وتل حاجب وكازكا». بدوره، رئيس هيئة الدفاع في «المجلس التنفيذي لمقاطعة كوباني» عصمت الشيخ حسن، أكّد للمراسل أن «داعش لم ينسحب من كوباني، بل أُجبر على التراجع نتيجة الضربات القوية التي تلقّاها». وبيّن شيخ حسن «أن معارك الريف بدأت، القوات الكردية ستطرد داعش من 360 قرية يسيطر عليها الآن كما طردته من المدينة». المصدر أوضح أن «التنسيق على الأرض مع قوات التحالف كان له دور كبير في الحدّ من قوة داعش وتحقيق النصر، على الرغم من المنعكسات السلبية للقصف الذي خلف دماراً كبيراً». وفي تصريح مماثل أشاد الناطق باسم حزب الاتحاد الديمقراطي نواف خليل بـ«دور قوات البشمركة وطيران التحالف في تحرير مدينة كوباني»، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ «الفضل الأكبر هو للقوى الاستراتيجية المتمثلة بوحدات حماية الشعب والمرأة في تحرير المدينة».
الأخبار