دام برس - ريتا قاجو :

لا تفوّت السعودية فرصة، لتعبّر فيها عن دعمها "لديمقراطية" الشعوب و"حقوق" الإنسان في سوريا والوطن العربي بل في العالم ! في الوقت التي يُحرّم على نسائها أبسط حقوقهن بما فيها قيادة السيارات! انتحر مسؤولوها على المنابر الدولية "تعاطفاً" مع الشعب السوري مطالبين بتدخل أجنبي لإيقاف "المجازر" في سوريا، وهم الأكثر إجراماً وتخلفاً وإجحافاً بحقوق الإنسان وخاصة النساء !
لجين الهذلول وميساء العامودي، سيدتان سعوديتان اعتقلتهما السلطات السعودية "بتهمة" القيادة، عندما حاولتا الدخول عبر الحدود الإمارتية السعودية .
تتحدث صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن الموضوع في تقرير نشرته أن أربعة أشخاص مقربين من السيدتين، قالوا أن قضيتهما أُحيلت إلى محكمة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مشاركاتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتقاد سياسة التضييق على النساء، وتؤكد الصحيفة أن الأشخاص الأربعة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من انتقام السلطات السعودية لهم.
ويؤكد ناشطون أن السلطات السعودية لا تكفّ عن ممارساتها التعسفية، حيث أن محكمة الجنايات المتخصصة في الرياض، أصدرت أحكام بالسجن بحق عدد كبير من العمال والناشطين والمعارضين السلميين.
وذكرت "نيويورك تايمز" أنّ منظمة "هيومن رايتس ووتش" حذرت من ازدياد حملات الاعتقال للناشطين السلميين عبر الإنترنت، بما فيها الحملة التي تقودها الناشطات السعوديات، لرفع حظر القيادة عن المرأة.
كما أدرجت منظمة "مراسلون بلا حدود" السعودية هذا العام من بين مجموعة بلدان، تعتبر فيها الأجهزة الحكومية "أعداء للإنترنت".
وتشير الصحيفة إلى تاريخ السلطات السعودية في تضييق الخناق على المرأة، وتذكر أنه في عام 1990 أُلقي القبض على خمسين امرأة بسبب قيادة السيارات، كما تمت مصادرة جوازات سفرهن وخسروا وظائفهن، ومؤخراً في عام 2011 حُكم على سيدة بالجلد عشر جلدات لنفس السبب !
مملكة لا تستثني فرصة لسحق أي محاولة لرفع سقف الحريات، وإعطاء الحقوق الكاملة للمواطنين، وتتجرأ "بوقاحة" على انتقاد الدول الأخرى واعتبار نفسها "عرابة" ثوراتهم المزعومة، محكمة الإرهاب فيها تعتقل النساء بسبب تغريدة على "تويتر" ، بينما تصدر لسوريا والعالم مئات الإرهابيين !