Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بداية تصدع داعش التي ولى مقاتلوه الأدبار

دام برس :

لم تقتصر "شريعة" القتل التي ابتدعتها "المدرسة التكفيرية" على الأبرياء والمدنيين أو المخالفين سياسياٌ ودينياً، بل وصلت حد جز رؤوس "الداعشيين" أنفسهم، والسبب هو محاولات فرار جماعية "الحكم المقدس" قد صدر يُقتلون بتهمة " الأدبار عن القتال في المعركة".فقد ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعدم 100 من مقاتليه الأجانب عند محاولتهم الفرار من مدينة "الرقة" هرباً من المعارك.

هذا الحدث ليس اعتيادياً، ليس فعل القتل الذي قام به داعش هو الجديد، فهو لم يوفر حجراً ولا بشراً، لكن النقطة الهامة هنا هي محاولة مئة مقاتل أجنبي الفرار هرباً من القتال، مما يثير تساؤلات في غاية الخطورة تعكس واقع الحال الذي يعيشه التنظيم.

بدايةً لا بد من الإشارة إلى أن "داعش" ما هو إلا منتج إعلامي تم تسويقه وتضخيمه من اللاشيء، حتى بات حقيقةً واقعة، فمن يتابع أخبار هذا التنظيم يجد وسائل الإعلام التابعة للمعسكر الأمريكي تصف "الداعشيين" بالأذكياء والأقوياء والمنظمين وغيرها من الصفات التي تضفي مزيداً من اللمعان والتسويق لصورتهم، بالتالي فإن واقعة هرب مئة مقاتل أجنبي دفعة واحدةً دليل نسف كل تلك المزاعم التي قالت بالعقيدة "الداعشية" التي لا ترى سوى بالموت هدفاً، أيا كان ذلك الهدف سواءً في سبيل نهدي حورية سماوية أم في سبيل أسطورة ابتدعها شيخ بلحية مجهول الهوية.

ومن ضمن الأسئلة التي أثارتها تلك الواقعة، هل هي المرة الأولى التي يضطر التنظيم فيها إلى تصفية مقاتليه بسبب فرارهم؟، وهل حدثت حالات فرار جماعية كهذه لكن تم التعتيم عليها؟، ثم ما هو المؤشر الذي نفهمه من محاولة هؤلاء للفرار؟، هل هو الخوف من مصير بات مؤكداً عند مواجهة الجيش العربي السوري؟، أم هل هو الخوف من شدة الغارات التي يقوم بها الطيران السوري من جهة والحلف الدولي من جهة أخرى؟، وهل ترسخت قناعة لدى هؤلاء بأنه لا مجال لدولة "خلافتهم" أن تحيا أكثر من ذلك؟، ألا يُعتبر فرار المقاتلين الأجانب أولى المسامير التي تُدق في النعش الداعشي؟، وإن كان الأجانب هم الذين يمسكون بزمام القيادة في التنظيم قد هربوا فماذا سيفعل العرب المنتمون لداعش إذاً؟، هل سترتفع ثقة القيادة "الداعشية" بالعرب بعدما اعتبرتهم مخلوقات درجة ثانية سابقاً يُفضل عليها الباكستاني و الشيشاني والأفغاني، ليصبحوا بعد محاولات المقاتلين الأجانب للهرب هم الصف الأول الجديد لتبوء المناصب القيادية بعد أن كانت حكراً على غير السوريين والعراقيين.

بالمحصلة فإن خبر مقتل هؤلاء المئة بسبب هروبهم سيفتح بوابة الانهيار السريع لمقاتلي التنظيم المتشدد منهم من سيرى الخناق يضيق عليه وسينعكس ذلك سلباً على أدائهم في المعارك، ومنهم من سيتمسك بأول قشة يراها كي تنقذه من المستنقع "الداعشي" الذي ورط نفسه فيه، وليس أمام داعش إلا أمران، إما إغواء المقاتلين بما ملكت اليمين والمال في الدنيا والحوريات المدججات بمفاتنهن في الآخرة، أو التعذير والقتل لكل من يفكر بالانسحاب أو الهرب.بمعنى آخر أيها "الداعشي" قاتل وانكح ثم مت لتتابع نكاحك في الآخرة، أو ستذوق حر الحديد بسواطير التنظيم إن فكرت بالهرب.

عربي برس - علي مخلوف

الوسوم (Tags)

سورية   ,   العراق   ,   داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz