دام برس :

لم يتوقف نظام الرياض عن شحذ آلته الإعلامية ودس السم في صفحات جرائده، منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى اليوم، قد يختلف المعطى السياسي أو الحدث، لكن الغاية هي ذاتها.

إن متابعة تعاطي الإعلام السعودي مع الأزمة السورية والحرب المعلنة على دمشق يصح فيها دراسات مفردة ، سواءً لجهة التحريض المذهبي أو لجهة ترويج المصطلحات العدائية، أو حتى تقزيم الانتصارات التي يحققها الجيش السوري، مروراً بالتشكيك في المعارك الإشكالية التي تبقى الصورة حولها ضبابية، وليس وصولاً بتثبيط الروح المعنوية.

سبب حديثنا هذا، هو ترويج الإعلام السعودي ولا سيما " الصحافة" لفكرة وجود قوات برية في سوريا، آخر تصريح رسمي في هذا الشأن كان لوزير الخارجية سعود الفيصل في المؤتمر الوزاري الأول لحلفاء أمريكا الذي انعقد في وقت لاحق في "بروكسل" حيث رأى الفيصل أن جهود مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض.

بعد تصريح الفيصل بدأت الصحف السعودية تركز على عدد من الأخبار الميدانية، من خلال قيام الميليشيات المسلحة بالهجوم على أهداف للجيش وتقدمها نحو مناطق محددة، حيث تم إعطاء تلك الأخبار جرعة من البهارات الحارة، والهدف منها هي تسويق تقدم الجماعات المسلحة أمام الجيش العربي السوري "بحسب زعمهم" ولم يكن الحديث عن الهجوم على مطار دير الزور سوى ضمن مسلسل الترويج السعودي لفكرة تقدم العصابات المسلحة وازدياد قوتها على الأرض الأمر الذي يصوب ما قاله الفيصل من ضرورة وجود قوات برية في سوريا "وفق مخططهم".

بالتالي إن الهدف بات واضحاً من طريقة تناول الصحف السعودية للأخبار الميدانية في سوريا عموماً ، وخبر مطار دير الزور على وجه الخصوص، بث الأخبار التي من شأنها تسويق فكرة ازدياد قوة الميليشيات المسلحة التي باتت مواجهتها تحتاج لقوات برية على الأرض السورية، وهنا نذكر بأن كل التصريحات التي خرجت عن مسؤولين سعوديين كانت تدور حول فكرة عدم جدوى الضربات الجوية للحلف العالمي لوحدها، لأنها تفتقر إلى قوات على الأرض، فتأملوا.

عربي برس