Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
خارطة هدن سوريا .. و"حلم إبليس"!

دام برس :

على ما يبدو، فإنّ أحاديث الهدن في سوريا ترسم مسار الأزمة فيها، إما الموافقة؛ حيث تتجنب المناطق المتفاوض على حصول هدنة فيها العمليات العسكرية، أو الرفض، الأمر الذي يعرضها لتلك المخاوف، وهنا بدأت وتيرة الحديث ترتفع حول تقرير أوروبي، نشر عبر وسائل الإعلام، يكشف بعض الخطط لتوقيع هدن متتالية في المناطق السورية بين الحكومة ومجموعات مسلحة، عبر وسطاء، أغلبهم من لجان أعضاء المصالحة الوطنية والشعبية في سوريا، بهدف وقف الحرب في تلك المناطق.

 التقرير أعدته مؤسسة " مركز من أجل الحوار الإنساني" في جنيف التي تعمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة توصلاً إلى خلق وحدة انتقالية تدعى "سلطة السلام وإعادة الإعمار"، هذه السلطة ستقوم بـتنفيذ اتفاقيات الهدنة في مختلف المدن والبلدات السورية وستشكل المرجع المحايد، بحسب التقرير الذي سيتواصل معه مسؤولو المناطق بدل إرسال تقاريرهم إلى سلطات الرسمية.

وتحت عنوان "خطوات لحل الصراع في سوريا"، يشرح التقرير أن لا أحد يستطيع كسب المعركة،  لذا هناك حاجة ماسة إلى الحفاظ على سوريا مهما كل الأمر، وهنا وحسب ما نشرت وسائل الإعلام، فإنّ التقرير لا يحظى برضا واشنطن على ما يبدو؛ حيث استبعد مصدر في البيت الأبيض أن يوقع المعارضون على مثل هذه الاتفاقات.

وبحسب ما أشار سفير واشنطن السابق في دمشق، روبرت فورد، فقد أبدى تشاؤمه بمدى نجاح خطة مماثلة نظراً إلى عدم اكتراث الإدارة الأميركية بمصير المعارضة المسلحة وتلقي الأخيرة ضربات موجعة على الأرض على حد تعبيره، فلماذا تصدر مثل هذه التقارير، وكيف يمكن أن تنفذ على الأرض؟.

محللون، يرون في أنّ ما يسمى تجميد القتال، أو المصطلح الذي يتم تداوله في وسائل الإعلام المعروف اليوم، باسم الهدنة، لا يمكن أن يكون فعالاً في هذه الأقوات، خاصةً وأنّ هناك خطط تعمل على تنفيذها المجموعات المسلحة المتربطة بمصالح دول خارجية تمنع أولئك المقاتلين من الرضوخ إلى أمر الاستسلام ووقف القتال.

هذا الرأي، يوافق عليه أغلب العاملين في مجال المصالحة الوطنية والشعبية في سوريا؛ حيث اشتكى أكثرهم من عدم جدية المجموعات المسلحة التي يجهد أعضاء المصالحة والوسطاء معهم في البحث عن اتفاق ينهي العمليات العسكرية، وغالباً ما تعمد تلك المجموعات إلى نكس الاتفاق أو التراجع عن بعض الشروط التي وافقت عليها، والسبب حسب رأي العاملين في مجال المصالحة الوطنية في سوريا، يعود إلى عدم وجود جهة واحدة تبع لها تلك المجموعات وعدم التنسيق فيما بينها حتى على المسلح نفسه، الأمر الذي من شأنه أن يربك عمل المصالحة في سوريا ويزيد من تعقيدها.

ولكن، ورغم هذا كله، لا يزال العديد من متابعي الملف السوري يؤكدون أنّ الهدنة قد تكون ضرورة أساسية في مرحلة ما من الأزمة السورية، خاصةً وأنّ تطور الصراع واستمراره على مدى طويل قد يحدّان من الخيارات الممكنة للحل السياسي المزمعة بدايته في الوقت القريب، وذلك وسط مساعي عدة لبدء مرحلة الحل السياسي، يمكن أن تكون إحدى خطواته قد تبلورت في حوار موسكو المزمع عقده قريباً، وفي الوقت نفسه، يمكن القول إنّ الاتفاق على اللجوء إل خيار الهدن من الممكن أن يفتـح البابا أما الدول الراعية للإرهاب في نفسها، علها تغير موقفها، خاصةً في حال وجدت أن الغلبة لخيار الهدنة، وهو ما يؤكده العديد من المحللين، حيث يرون أن اللجوء إلى خيار الهدن، يعد خطوة أمام الدول الداعمة للأطراف المتعددة التي تقاتل على الأرض من أجل تغيير مواقفها تدريجياً، دون أن تفقد مرة واحدة "ماء وجهها"، وبالتالي الأمر الذي من شأنه أن يفتح المناخ الجديـد الذي تخلقه الهدنة أمام إمكانيات جديدة للتوافقات الإقليميّة والدوليّة في الوقت معاً، وهذا ما يمكن أن يتحقق في حال تم التوصل إلى اتفاق على تنفيذ مراحل خطة المبعوث الأممي والدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي طرح خطة تقضي بتجميد القتال في حلب.

إذاً، لا بأس من أن تتزامن الجهود من أجل الهدنة مع الجهود من أجل حلّ سياسيّ يتم التوافق عليه، وهذا بالضرورة لا يمنع أن يواصل الجيش العربي السوري مهامه في ملاحقة الإرهاب، ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في الطرف الإرهابي على الأرض في سوريا، وأحلام "إبليس" في الوصول إلى "الجنة"!.

عربي برس

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz