Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
"الويل للطغاة"، معركة لرفع المعنويات (تطويق دمشق من البادية الشرقية)..

دام برس :

مقدمة لا بدّ منها: تشهد مواقع التواصل الإجتماعي زحمة كبيرة في السجال حول قضايا تُعتبر شأناً للمتخصصين وخصوصاً في مجال التحليل العسكري حول المعارك الدائرة في سورية.
وإنطلاقاً من عدم إدراك أغلب المحلّلين العسكريين للجغرافية السورية وطبيعة توزع القوى المتقاتلة وحجمها، يعتمدون في تحليلهم على ما تروّجه المكاتب الإعلامية للتنسيقيات والتي تعمل على تسويق بيانات وأفلام لا تتطابق مع الواقع، وذلك بهدف التعويض عن الإنتكاسات العسكرية التي تصيب الجماعات المسلّحة في أكثر من مكان.

فبمجرد سماع خبر عن معركة أو انتصار، يتم العمل على تسويق الأمر في جو من المبالغة يهدف الى التأثير النفسي في الإتجاهين ويصب في خانة رفع معنويات الجماعات المسلّحة وبيئتها الحاضنة.
منذ أيام تعمل المكاتب الإعلامية للجماعات المسلّحة ومعها الكثير من المواقع الإخبارية والفضائيات على التحدث عن معركة "الويل للطغاة" التي أطلقتها الجماعات المسلّحة في بعض مناطق القلمون الشرقي بأهداف أكبر بكثير من حجم المعركة، بسبب عدم تناسب حجم الجماعات المسلّحة مع طبيعة الأهداف وهي: السير باتجاه الغوطة الشرقية لفك الحصار عنها والتقدم باتجاه القلمون الغربي لتحريره.
حشر المسلحين بالجغرافيا هو أحد أهم الأنماط التي يعمد إليها الجيش السوري منذ فترة، حيث يتم دفع المسلحين بإتجاهات تجعل من الجغرافية التي كانت لمصلحتهم في مرحلة معينة عبئاً عليهم في هذه المرحلة والمراحل اللاحقة.

والمعركة التي نتحدث عنها يتم الترويج لها على أنها استكمال لما تقوم به الجماعات المسلحة في المنطقة الجنوبية لسورية في منطقتي درعا والجولان بهدف إكمال الطوق على دمشق والزحف إليها وإسقاطها.
قبل الدخول في توصيف معركة القلمون الشرقي لا بد من الإشارة سريعاً الى ما أشرت اليه سابقاً حول معركة الجنوب السوري، حيث أنها لم تشكل بالنسبة للجماعات المسلّحة حتى اللحظة اكثر من انتصارات موضعية جاءت في سياق السماح الأردني لهذه الجماعات بتنفيذ عملياتها بهدف الضغط على الدولة السورية لتحسين بعض الشروط في مرحلة يتم طرح الكثير من عناوين التهدئة والمفاوضات، وعليه فستبقى عمليات الجماعات المسلّحة مرتبطة بالرسائل المتبادلة بين سورية وأطراف الهجمة الى أجل غير مسمّى، ولن ترقى هذه العمليات لهذا السبب وسبب آخر هام جداً الى مرتبة عمليات الزحف كما يشاع لافتقاد هذه الجماعات القدرات اللازمة بشرياً وتقنياً لتنفيذ أهدافها الطموحة التي تطرحها.

ما ينطبق على الجبهة الجنوبية ينطبق على مسلحي القلمون الشرقي الذين يتخذون من الجبال وممرات البادية المعقدة قواعد لهم ينفذون من خلالها بعض العمليات من حين لآخر بهدف رفع معنويات مسلحيهم ومسلحي الجماعات المحاصرين في الغوطة الشرقية.
وجدير بالذكر الإشارة الى أنّ مسرح عمليات القلمون الشرقي من الضمير الى جيرود محكوم بتواجد كبير لقطعات الجيش السوري، حيث تضم المنطقة ثلاثة مطارات عسكرية كبيرة وعدداً من الألوية المقاتلة تشكل قوة صدم كبيرة تمنع المسلحين من التمادي في التحرك على مسرح عمليات المنطقة ولاتصال القلمون الشرقي بالقلمون الغربي الذي بات بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري منذ أشهر.
وما أشاعته الجماعات المسلحة من سيطرة على مرصد اللواء 128 بالقرب من مطار الناصرية وأنّ هذه السيطرة ستمكنها من فتح الطريق الى تجمعات اللواء 12 وكسر خطوطه لإعادة وصل القلمون الشرقي بالقلمون الغربي وصولاً الى أعالي جرود يبرود وفليطا، هو أمر يخالف طبيعة إنتشار الجماعات المسلّحة وقدراتها.

ومما أعلنته مواقع الجماعات المسلحة الإخبارية أنّ هجمات تم شنها بهدف الإقتراب من مطار السين للتأثير على عملياته الجوية عبر ما أشيع عن السيطرة على معمل الإسمنت واستراحة الصفا وقطع طريق بغداد دمشق إضافةً الى قطع طريق حمص دمشق بمحاذاة اللواء 128.
إنّ فتح هذه المعركة والوصول الى أهدافها كاملة يستلزم حدوث إنهيار شامل في وحدات الجيش السوري وهو أمر بعيد الإحتمال لتتمكن هذه الجماعات من تحقيق أهداف عملياتها التي يمكن وصفها بالمحدودة وغير المجدية.

وفي المعلومات المتوفرة أنّ الجيش السوري يسيطر على مسرح العمليات ويعمل على التعامل مع هجمات الجماعات المسلحة في حدود ما يستلزم الأمر وضمن خطط محكمة تشير الى سيطرة الجيش على خطوط إمداده وطرق تواصل وحداته بما لن يؤثر قريباً على أدائه لمهماته.
ختاماً: من المهم الإنتباه لما يتم الإعلان عنه وعدم الإنجرار والإنفعال عند كل ترويج لمعركة وتصويرها على أنها المعركة الفاصلة التي ستغير مجرى التاريخ، والإنتباه الى أنّ عشرات المعارك الفاشلة قد تم التسويق لها بنفس الطريقة والتي عادةً ما تبدأ باسم رنّان وتنتهي بهزيمة مدويّة.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz