Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش في القلمون مجرد صفقة تجارية !

دام برس :

قاتمٌ هو المشهد السائد في جرود القلمون التي تفصل بين لبنان وسوريا، قاتم من جميع زواياه وعلى كافة أصعدته، فالحصار المفروض، وطبيعة الجبهة النائية، إضافةً الى عدم وجود قاعدة ثابتة للمسلحين فيها، عوامل حوّلتها الى منطقة معزولة عن العالم، كل ما يرد منها مجرّد أنباء، وفي معظم الأحيان، متضاربة، الأمر الذي سهّل تحويلها الى حقل صالح لزراعة الإشاعات على أنواعها، وفرض غموضاً تاماً يلف أحوال المسلحين فيها، ويصب في صالحهم، من الإنتماء الى النفوذ فالقيادات وحتى العناصر، كلها ما زالت في إطار التنبؤات والتساؤل، الذي بدأ يكثر على لسان الناس بعد الأحداث الأمنية التي ضربت لبنان في المرحلة الماضية، وسط كثافة الروايات المنسوجة عن أحوال "الجرد" وسكانه الحاليين.

كثير منا تساءل عن سر العلاقة الطيبة التي تجمع ما بين "النصرة" و"داعش" على جبهة القلمون، خلافًا لما هو سائد على كافة الجبهات السورية التي اتسمت فيها علاقة الفصيلين التكفيريين بالعداء والصراع، بالرغم مما يجمعهما من فكر واحد وأهداف مشتركة. وهو ما طرحته "سلاب نيوز" على مصدر مقرب مما كان يسمى بالـ"جيش الحر"، واسع الإطلاع على مجريات الأمور في القلمون، ومواكب للتطورات التي طرأت على مسلحي تلك الجبهة منذ أن كانوا في يبرود، ومن قبل ذلك حتى.

تعود المصادر في شرحها الى مرحلة معركة القصير، حيث تؤكد أنّ أوّل الأسباب التي تقف خلف "طيب العلاقات" بين كافة الفصائل المسلحة في القلمون يعود لأنّ المسلحين المحاصرين اليوم في الجرود هم بأغلبهم ممن شاركوا في معركة القصير سوياً، وفروا بعد سقوط المدينة نحو بلدات القلمون حيث انضموا الى المسلحين في تلك البلدات، من قارة ودير عطية الى رنكوس وعسال الورد، مرورًا بيبرود التي كان لها الدور الأكبر في توطيد العلاقات بينهم خاصةً على صعيد القيادات الميدانية. وفي حين أنّ المسلّحين اليوم موزعون على عدة فصائل منها داعش والنصرة وبعض الكتائب الإسلامية وبقايا الجيش الحر، فقد كانوا موحدين فيما مضى (في القصير ويبرود) تحت ألوية الكتائب الإسلامية والجيش الحر، الأمر الذي أسس لعلاقات طيبة قد توصف بتعبير "رفاق السلاح" إذا صح.

تفتقد منطقة القلمون للكثير من العوامل التي كانت سبباً في الصراع على باقي الجبهات السورية، فالجماعات المسلحة في القلمون لم تحظَ بفرصة الإستقرار و"الحكم"، إذ أنّ معركتهم مع حزب الله والجيش السوري لم تهدأ ولم تحظَ تلك الفصائل بفترة تهدئة أو هدنة تتيح لها التفرغ للحكم وتثبيت النفوذ الذي يمثل سبباً رئيسياً في الصراع القائم على باقي الجبهات السورية، وفي حين أنّ الهزيمة والفرار كانا مصير كافة معاركهم، فإنهم لم يصلوا الى مرحلة "الإغتنام" والسيطرة التي كانت سبباً رئيسياً في الخلافات السائدة بين الفصائل في باقي المناطق، كالمعابر الحدودية في ريف حلب، والنفط في دير الزور، والطرق الحيوية في الرقة وعلى الحدود مع العراق.

لكن المصادر تحمل في جعبتها ما يفوق تلك الأسباب التحليلية الظاهرة، لتكشف عن أسباب مستترة ومن خلفها علاقات وصفقات تبدأ من السجون السورية وتكاد لا تنتهي عند صفقات تجارية تدار من الجرود، هي أصل الوئام السائد بين الجماعات المسلحة في الجرود، وخاصةً ما بين النصرة وداعش.

"دعونا نتفق على حقيقة مثبتة، لا فرع للدولة الإسلامية (داعش) في القلمون"، هذا ما تفتتح فيه المصادر حديثها، وتتابع "إن ما ينسب اليوم من مجموعات مسلحة في القلمون لتنظيم داعش، ليس سوى صفقة تجارية من قبل مسلحي القلمون وبعلم الجميع بمن فيهم قيادة جبهة النصرة، بهدف إستجلاب الدعم المادي وتنويع مصادر التمويل والتسليح."

وتضيف المصادر:"القيادات المتلاحقة على المجموعات التي أعلنت ولاءها لداعش، هم في الحقيقة أصدقاء مقربون من أبو مالك التلي أمير جبهة النصرة، كما أن أرشيفهم يظهر قربهم من قيادات النصرة أكثر من أي قيادي في داعش، إذ انهم كانوا أصدقاء منذ ما قبل إندلاع الأزمة السورية وتوطدت علاقة بعضهم في السجون السورية حيث أوقفوا سوياً، كما قاتلوا سويا في العراق، وبقيوا كذلك بعدها في القصير ويبرود والآن في الجرود، ولا خلافات عقائدية بينهم على غرار ما يحصل بين المنظرين التكفيريين التابعين لنصرة وداعش في باقي المناطق."

وتكشف المصادر أن داعش نفسها منقسمة في القلمون الى فصيلين، مشيرة الى أن الفصيل الأول، أسسه أبو حسن الفلسطيني، الذي قتل في معركة عرسال وكان أول من قاد علنا مجموعة أعلنت ولاءها لداعش، في حين أنه كان من أقرب أصدقاء أبو مالك التلي، إلا أنه أقدم على خطوة الولاء لداعش طمعاً في تمويل قطري مصدره لبناني يضاف الى التمويل الذي تتلقاه النصرة من جهات سعودية، وقد يكون ذلك بتوجيه من أبو مالك من أجل خلق ثنائية "جهادية" مفيدة في الإستقطاب خاصة على الساحة اللبنانية، وتمنح مسلحي القلمون هامشاً من حرية الحركة والنشاط  بعيداً عن التوجيهات السعودية التي تفرضها على جبهة النصرة بحكم التمويل الذي تقدمه لها."

أما الفصيل الداعشي الثاني، فيقوده عماد جمعة الذي أوقفه الجيش اللبناني في الثاني من آب الماضي وتسبب توقيفه في إندلاع معركة عرسال، حيث حاول جمعة ان يستفيد من التمويل الذي قد يحققه مع إعلان لواءه "فجر الإسلام" مبايعة داعش، والعمل تحت راية "الدولة الإسلامية". وبحسب المصادر فإن جمعة ولواءه "مكروهين" من قبل معظم الفصائل والمجموعات المسلحة في القلمون، بسبب ما يعرف عنه من إنتهازية وإستغلال وسعيه لتحصيل المكاسب المادية ولو على حساب الفصائل الأخرى، وقد إشتهر بفراره من المعارك، ففي القصير، تقول المصادر:" كان من المفترض أن يؤمن عبر لواءه غطاءً نارياً لباقي المجموعات من أجل الإنسحاب في آخر يوم من المعركة، إلا انه (بحسب ما يقال بين المسلحين) قبض أموالاً من الجيش السوري مقابل إنسحابه وخيانة الكتائب التي كانت تقاتل في المدينة وقد تسبب إنسحابه وعدم تأمين الغطاء أعداداً كبيرة من القتلى الذين سقطوا بنيران كمين للجيش السوري". وتضيف المصادر "أن لواء فجر الإسلام تخاذل في يبرود أيضاً عن نصرة باقي الفصائل، وكان أول من إنسحب من البلدة يوم إقتحامها"، إلا أن جمعة حافظ على علاقة لا بأس بها مع أبو مالك التلي الذي يدير أمور الفصائل و"يمون" على الجميع في منطقة القلمون بمن فيهم مجموعة أبو حسن الفلسطيني، على الرغم من حصول بعض المناوشات المتفرقة كالتي جرت خلال معركة عرسال بين النصرة ولواء فجر الإسلام والتي تكشف عن تشنج العلاقات بين الطرفين.

حالياً، يقود الفصيل الأول الذي أسسه أبو حسن الفلسطيني، صديق آخر لأبو مالك التلي أسمه الأول عدنان، ويكنى بـ"أبو الورد" فيما يلقبه البعض بـ"النمرود"، سوري الجنسية من مدينة حمص، كان قيادياً في جبهة النصرة خلال معركة القصير ثم بات مقرباً من أبو حسن الفلسطيني بعد الإنتقال الى القلمون، ليتسلم القيادة العسكرية للفصيل الذي أسسه أبو حسن، كانت تربطه علاقة مميزة مع أبو الهدى ميقاتي الذي كان يعمل على إنشاء فرع للتنظيم في طرابلس قبيل توقيفه الأسبوع الفائت." أما الفصيل الثاني فيديره المدعو "أبو طلال الحمد" الذي ينوب عن عماد جمعة بعد توقيفه، في حين تؤكد المعلومات تواصل جمعة مع القيادات الميدانية في لواءه وإشرافه على العمل من داخل سجنه، إضافة لإدارته حالياً، وبشكل مباشر، ملف التفاوض مع الدولة اللبنانية فيما يخص العسكريين المخطوفين من قبل لواءه.

حسين طليس

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   ريف دمشق   ,   داعش   ,   النصرة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-11-01 04:14:48   كلنااااااااااااااااااااااااااا للوطن
كلنااااااااااااااااااااااااااا للوطن والوطن مو لحدا
يوسف خشروف  
  2014-11-01 04:13:58   عزيزي المواطن السوري
عزيزي المواطن السوري حظ أوفر في الحروب القادمة
فهد الكردي  
  2014-11-01 04:12:24   ودمتم سالمين
ودمتم سالمين في وطن لااحد يعرف مصيره سوا رب العالمين
غيث قبلان  
  2014-11-01 04:10:43   اييييييه
اييييييه بيعرفوا يتعاملو مع بعض ومصالحهم المشتركة اكتر من مسؤولي سوريا اللي عم يدوبلو حجم الازمة
ربا منصور  
  2014-11-01 04:09:15   يارب ريحنا
يارب ريحنا من هالكلاب والله تعبنا وبدنا نرجع نعيش
نهى صلاح  
  2014-11-01 04:07:50   ......
اخر شي رح نصيرصنايعية عند هالكفرة ونااكول هوا
نوار عساف  
  2014-11-01 04:06:04   ليكن الله معك
سوريا لعن الله من حاربك وقاتلك ودمرك وشوه حضارتك..فليكن الله معك
داليا عباس  
  2014-11-01 04:04:07   الله ينصرنا
الله ينصرنا ويخلصنا من هالكفرة...ووقتا شو مابدو يصير يصير
روان عواض  
  2014-11-01 04:02:24   اطرش بالزفة
كل يوم تحليل شكل واعلان الخبر شكل...ومفهوم الوضع شكل..وووو.....والشعب السوري متل الاطرش بالزفة
تامر سليمان  
  2014-11-01 04:00:45   ماعاد فهمنا
ماعاد فهمنا شي من شي....
ضياء مكية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz