Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الزبداني .. هل ستكون ملاذ مسلّحي القلمون؟

دام برس :

الزبداني هي آخر المعاقل التي يحاصر فيها الجيش السوري الجماعات المسلحة في منطقة الجرود، وتشكّل مع مضايا امتداداً جبلياً لم تستطع من خلاله هذه الجماعات أن تطوّر وجودها ولا أن تنطلق منه الى هجمات فاعلة بإتجاه دمشق وكذلك بإتجاه طريق الشام بيروت لقطعه والإرتباط بالجماعات الأخرى وتحديداً في الريف الغربي لدمشق.

وفي الفترة الأخيرة بدأت العديد من الأوساط بترديد فكرة إمكانية قيام الجماعات المسلحة في جرود القلمون والتي بدأت تعاني من مصاعب جديّة في مسألتين:
1- عدم قدرة هذه الجماعات على تحقيق خرق من مواقعها الحالية في إتجاه المنطقة المنخفضة من جرود القلمون في الجبة وعسال الورد وغيرها، وكذلك من الجهة اللبنانية الى عرسال وأخيراً المحاولة الهجومية بإتجاه بريتال.
2- المعاناة الجديّة في تأمين خطوط الإمداد لتأمين العتاد والتجهيزات العسكرية وكذلك أماكن الإيواء مع قدوم فصل الشتاء.

في الجهتين اللبنانية والسورية لم تستطع الجماعات المسلحة حتى اللحظة تحقيق أي إنجازٍ يُذكر رغم كل المحاولات التي تقوم بها، فما هي الظروف التي تتحكّم بهذه الجماعات، وهل ستستطيع تحقيق خرق أو تمدّد ما قبل حلول موسم الثلوج في جبال وقمم بالغة الصعوبة والقساوة؟
من ضمن السيناريوهات التي ستحاول الجماعات المسلحة في الفترة القريبة القيام به هو هجوم كبير يمكّنها من كسر الطوق الذي يفرضه الجيش السوري وحزب الله وإلإندفاع بإتجاه الزبداني جنوباً وسرغايا شمالاً.

اذا ما نجحت هذه الجماعات في فك الطوق عن الزبداني فهذا يعني أنها ستستطيع تحقيق منطقة مفتوحة قوامها الزبداني كملاذ آمن يؤمن لها المأوى وجروداً معقدة على مساحة كبيرة تؤمن لها قدرة المناورة والانطلاق للقيام بعمليات إستنزاف للجيش السوري وحزب الله.
هذا فيما يخص الزبداني، أمّا بخصوص سرغايا فإنّ الإندفاع بإتجاهها يؤمن لهذه الجماعات إضافةً للملاذ الذي تحتاجه شتاءً قاعدة إنطلاق للقيام بعمليات ضد مواقع حزب الله.
واذا ما قاربنا نتائج العمليات التي قامت بها هذه الجماعات على الجهتين اللبنانية والسورية وفي كل أنواع العمليات، سواء العمليات ذات المجموعات الصغيرة او المجموعات الكبيرة، فالنتيجة كانت نفسها وهي سحق هذه الجماعات بشكلٍ كامل وإجبارها على الفرار.

وإن كانت الجيوش الكلاسيكية قادرة على رصد حركة المجموعات الكبيرة وكشفها والتعامل معها، فإنّ التعامل مع المجموعات الصغيرة يكتنفه الكثير من المصاعب، وعادةً ما تحقّق المجموعات الصغيرة أهدافها، ولكنّ حال هذه الجماعات كان النهاية المأساوية التي تنتهي بالقتل أو بالأسر.
الجماعات المسلحة في الزبداني هي في حالة حصار شديد يفرضه الجيش السوري منذ فترة طويلة لوجود الزبداني في منطقة بين جبلين تحيط بها القمم العالية، وأهمها قمة البرج التي ترتفع حوالي 2500 متر وتشرف على امتدادات جغرافية واسعة في الجهتين اللبنانية والسورية تحقّق للجيش السوري القدرة على التحكم الناري والميداني بالزبداني ومحيطها.

وانطلاقاً من هذه المعطيات الميدانية فإنّ تحركات الجماعات المسلحة ستظل محكومة بالفشل لفقدانها المساحات اللازمة للمناورة، وقدرة الجيش السوري في معركة شاملة بمواجهة هذه الجماعات على إحداث ضرر بالغ في بنيتها البشرية وقدراتها النارية، حيث سيكون لسلاحي المدفعية والطيران اذا ما قامت هذه الجماعات بهجمات كبيرة دور فاعل في إفشال الهجمات وتحقيق هزيمة كبيرة بالجماعات المسلحة.
إضافةً الى القدرات النارية التي يمتلكها الجيش السوري، فقد صار واضحاً أنّ نقاط الرصد والإستطلاع والكمائن المتحركة والعبوات الناسفة هي الأساليب التي يعتمدها الجيش السوري بمواجهة هذه الجماعات، مع إحتفاظه بقدرة القتال بتشكيلات كبيرة من المشاة والمدرعات في المعارك المفتوحة.
وبنتيجة الصراع المتواصل بين الجيش السوري وحزب الله من جهة والجماعات المسلحة من جهةٍ أخرى نتبيّن التهاوي المتلاحق الذي يصيب هذه الجماعات منذ هزيمتها في يبرود وصولاً الى رنكوس وإضطرارها اللجوء الى أعالي الجرود، وهذا ما يؤشّر باتجاه تحوّل هذه الجماعات أو من سيتبقى منها الى مجموعات تائهة في الجرود كلّ همّها أن تؤمن المأوى والخبز.

النتيجة الحتمية لهذه الجماعات ستكون النهاية المأساوية، فعديد هذه الجماعات سيكون في نهاية المعركة التي يتحكم الجيش السوري بمفاصلها الميدانية، القتل أو الأسر أو التيه في الجبال.
ختاماً: كل ما يتّم تداوله عن موضوع الزبداني هو تضخيم لقدرة هذه الجماعات فيما خصّ الزبداني ومحيطها للأسباب التي ذكرناها، مع عدم التهاون في قدرة هذه الجماعات على تحقيق إنجازات في أماكن أقل تحصينًا وهي السفوح الممتدّة الى الاراضي اللبنانية، وهو أمر كنا قد تعرضنا له في اكثر من موضوع، وبإعتقادي يشكّل لهذه الجماعات المخرج الأقل ضرراً، وهو ما يجب التنبّه له والتعاطي معه بجديّة من قبل المعنيين في المواجهة، والتي تشير المعلومات الى قيام الجيش اللبناني والمقاومة بتدابير ستُفقد الجماعات المسلحة عامل المباغتة ويحرمها من تحقيق إنجازات تطمح لها إن كان في جانب الحصول على مناطق آمنة ببيئة حاضنة، أو تحقيق نقاط الارتكاز للانطلاق الى تحقيق أهداف أكبر.

( سلاب نيوز )

وللتنويه فعملية المصالحة الوطنية مستمرة في المنطقة وقد شهدت تلك المنطق عدة تسويات أوضاع للمسلحين في المنطقة وبجهود من وجهاء المنطقة والجهات المكلفة بمتابعة عملية المصالحة الوطنية وإعادة تأهيل المسلحين ودمجهم في المجتمع.

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   ريف دمشق   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz