دام برس :
على الرغم من التكلفة العالية لشراء الأسلحة وصعوبة الحصول عليها ، أصبحت سوريا مركزا حيويا ومهما لتجارة وتهريب الأسلحة بمختلف أنواعها . و قد يصعب تحديد كميات الأسلحة الموجودة بالمنطقة ومصادرها ، حسب بيتر ويزمان من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام . بالنسبة للمسلحين فقد حصلوا على الأسلحة بداية من مستودعات الجيش السوري . ثم اكتشفت الجماعات المسلحة في وقت لاحق السوق السوداء للأسلحة في لبنان ، حيث توجد هناك - بعد عقود من الصراعات - مستودعات للأسلحة بكميات هائلة ، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من الأسلحة التي تدفقت من ليبيا إلى سوريا بعد سقوط نظام معمر القذافي ، كما يقول الخبير ويزمان . و يضيف الخبير ويزمان بأن السعودية و قطر و الإمارات و الأردن قامت جميعها بدعم المجموعات المسلحة من خلال تزويدها بكميات كبيرة من المعدات العسكرية. ويتم تسليم تلك الأسلحة بطرق معقدة وغير واضحة . وهو ما جعل الأسلحة تصل في بعض الأحيان عن غير قصد إلى جماعات إرهابية . إليوت هيغنز الذي يشرف تحت اسم مستعار ( براون موسى ) على موقع Bellingcat أشار إلى مثال قاذفة الصواريخ من طراز M79 ، حيث أوضح أن تلك الأسلحة سقطت في أيدي مسلحي داعش ، رغم أن مورديها لم يكونوا يرغبون في ذلك . فالسعودية اشترت تلك الصواريخ المضادة للدبابات عام 2013 من كرواتيا بهدف تسليمها إلى المسلحين في سوريا ، وبعد نقلها بطائرات أردنية إلى الأردن تم تهريبها عبر الحدود إلى سوريا . و في تقرير قام خبراء منظمة CAR بتحقيقات حول مصادر الذخيرة التي يستخدمها مسلحي داعش . و لهذا الغرض تم جمع 1700 طلقة ذخيرة في منطقة القتال بين منتصف يوليو ومنتصف أغسطس. نتائج التحقيقات كانت مدهشة ، حيث عثر الخبراء على ذخيرة يعود تاريخ إنتاجها بين 1945 و2014 من 21 دولة . وهو ما يظهر طبيعة تنوع مصادر السلاح ، الذي يستخدمه تنظيم "داعش". و تجدر الإشارة إلى أن حوالي 20 في المائة من الذخيرة يعود مصدرها لمخزونات الولايات المتحدة الأمريكية .