Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جبهة النصرة بدأت بسحب ورقة التوت عن “زهران علوش” في الغوطة!

دام برس :

دخلت العلاقة بين “زهران علوش” عبر تشكيله العسكري “جيش الاسلام”، وبين “جبهة النصرة” في نفق مظلم في ظل الملامح حول تحول الاخيرة وسط خلافات جذرية بدأت تطفو إلى السطح بين الطرفين والذي يزداد عمقاً يوماً بعد يوم.

لم تعد العلاقة بين الطرفين كسابق عهدها في الايام الخوالي. فالتنسيق والثقة العالية بين الجانبين التي كان أوجها في هجوم “الغوطة الكبير” قبل عام، لم تعُد موجودة حالياً، بل حلّ مكانها الخلافُ والتصارع الخفي في الكواليس، والإقصاء الواضح و “نجر الخوازيق” لبعضهما بعضاً في الجبهات.

تعود جذور الخلاف، بحسب مصادر متابعة لنشاط الحركات “الجهادية”، إلى أسلوب العمل العسكري و الميداني لـ “جيش الاسلام” من خلال قائده الذي إتخذ لنفسه لقب “القائد العام للغوطة”. الأخير تصرف بـ “قيادة مطلقة” بمعزل عن قرار “الشورى” الذي يفترض به ان يُدير الأمور مجتمعاً. أشهراً، تمدّد فيها “علوش” عبر جيشه بعد نيله ولاءات الكثير من الفصائل في الغوطة، حتى بات القائد الاول فيها، آخذاً في طريقه “البريق” الذي كانت تتمتع فيه “النصرة”. هذا الأمر، لم يمنع “جماعة الجولاني” من البقاء في حِلف الخندق الواحد مع “علوش”، فهي لا تسعى إلى معارك جانبية في الغوطة، بل إلى المحافظة على الوجود والسيطرة في المدن وقتال الجيش السوري.

أشهراً مرّت بعد تثبيت الطرفين لنفسيهما في “الغوطة” بعد الهجوم الكبير، كانت تزيد معها من “نمردة” علوش وسلطته الاخذة بالنمو. ضرب جنون العظمة الرجل الذي بات يتصرف وكأنه الآمر النهاي متجاهلاً جميع من حوله. باتت الخِطط العسكرية من إخراجه وجيشه، وله الرأي الاول في كافة “الغزوات”، السيناريوهات العسكرية كانت تُعد من قبله وقادته، ضارباً عرض الحائط كل من هو حليفاً له. على الرغم من هذه الاساليب، فإن “النصرة” لم تتخلى عن حلفها مع “علوش” لمصالح متعددة، لكنها بدأت تستشعر الخطر عليها منه. بدأ الجيش السوري يتقدم في عملياته بالغوطة، وبدأ معها إنكفاء “علوش” والمعارضة عن المدن الذي سيطرت عليها. المدينة والقرية تلو الاخرى يستعيدها الجيش وسط تقدم واسع في الجبهات، هنا، بدأت الجرّة بين “النصرة” و “جيش الاسلام” تنكسر.

تكشف المصادر، ان “النصرة” عبر قادتها الميدانيون، وجهوا الاتهامات مراراً لقادة “جيش الاسلام” بالتخلي عن القتال والتراجع بحجة “إيجاد سيناريوهات قتال جديدة”، كانت هذه السيناريوهات اسوأ من التي سبقتها، فبدأ مسلسل الإنهيار في الغوطة يتّسع، وباتت حلبة “تهديد دمشق” (الغوطة) بالنسبة لـ “النصرة” تُفقد يوماً بعد يوم.

في ظل هذه المعمعة، آثر “علوش” ان يخوض حربه على “داعش” الشقيقة – العدوة لـ “النصرة” في الغوطة الشرقية، متجاهلاً وجود الجيش السوري الذي إستغل تلك الحالة، حتى نجح بإخراج التنظيم من الغوطة. خروج “داعش” زاد من “بطش” علوش الذي تفرّغ لإغتيال كل من هو معارضاً له من تشكيلات مسلحة، وهنا ايضاً، باتت “النصرة” تشعر بأن الموس يقترب منها، على الرغم من أن “علوش” لا يجرؤ على قتال “النصرة”، فهي ليست “داعش”، بوجودها، وإمتدادها، وقوتها.

الإنقلاب الأول على “علوش” كان مسرحه الغوطة، حيث بدأت “النصرة” عملية عسكرية حملت أسم “العطاء لأهل الوفاء”، إستثنت منها “جيش الإسلام”. قرّرت يومها “النصرة” تجاهل وجود “جيش علوش” والاستعاضة عنه بإشراك كتائب إسلامية صغيرة ساندتها في تلك العملية هي: “جند دمشق، فيلق عمر، لواء أم القرى، ولواء مجاهدي الغوطة”. كان إبعاد “النصرة” لـ “الجبهة الاسلامية” مرده للاتهامات للاخيرة بعدم القدرة على القيام بالعمليات العسكرية لا بل عدم القدرة على المحافظة على المناطق التي تتم السيطرة عليها، فأرادت “النصرة” ان تبعد هذا الشبح عنها.

إنقلاب “النصرة” بدأ يتضح من خلال تخفيف التعامل عسكرياً مع “زهران علوش” مع إبقائها على الحذر وعلى التنسيق “المحدود” معه، لكنها آثرت ايضاً الخروج من ميدانه العسكري منعاً لتحمل عبء الهزيمة. هذا المشهد بدى واضحاً في الايام الاخيرة، مع خروج عناصر “الجبهة” من “عدرا البلد” وتركهم “جيش الاسلام” يواجه وحيداً الجيش السوري. تكرّر الأمر في كلاً من “الدخانية” و “وداي عين ترما”. فالاولى لم تشارك فيها “النصرة” بالزخم المعروف بل شاركت عبر مجموعات محدودة إنسحبت فور إقتراب الجيش السوري من السيطرة على الحي، تاركة عناصر “جيش الاسلام”، اما في الثانية (وادي عين ترما)، فقد إنسحبت “جبهة النصرة” منها نحو قرى عمق الغوطة، دون الانسحاب حتى إلى البلدة “عين ترما”، وهي بدأت تتحضر وتزيد من التحصينات في قرى قلب الغوطة الشرقية.

تشير مصادر ميدانية متابعة، ان سيناريو “جبهة النصرة” الذي طبق في المناطق المذكورة أعلاه تكرّر في منطقة “تل الكردي” حيث إنسحبت كتائب من “النصرة” وأبقت عناصر بشكل محدود بعد ان قامت “إستخبارات علوش” بإعتقال عدداً من المسلحين (ليسوا من النصرة) بحجة “التلكؤ عن الدفاع عن تل صوران” عقب سيطرة الجيش السوري عليه.

المشهد قاتم في الغوطة الشرقية، فعلى ما يبدو ان “جبهة النصرة” تتهيأ لاقتناص الفرصة وإستعادة المبادرة في “الغوطة” مع غرق “علوش” اكثر وأكثر في مستنقعها، شعبياً وعسكرياً، فبات أعداء الرجل كُثر، ونجمه العسكري فيها على شفير الافول. يبدو، ان “النصرة” بدأت بسحب ورقة التوت عن عورة “علوش” وكشفه اكثر واكثر في ميدانه.

عبد الله قمح - الحدث نيوز

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz