Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 01:15:57
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حرب غزة..الواجب ينتصر على الإمكان..كتب د.محمد أبو سمره
دام برس : دام برس | حرب غزة..الواجب ينتصر على الإمكان..كتب د.محمد أبو سمره

دام برس:

تبلغ المساحة الأصلية لقطاع ، أو لواء ، أو قضاء غزة (550 كم مربع ) ، وذلك حسب التخطيط العثماني لألوية وأقضية فلسطين ، وبلاد الشام ، وكان يمتد كثيراً وعميقاً نحو الشرق بإتجاه بئرالسبع ، ومئات القرى التي دمرها الإحتلال الصهيوني منذ بدايات القرن الماضي ، وحتى عام 1948، وكذلك كان يمتد القطاع نحو الشمال باتجاه عسقلان وقراها ، والشمال الشرقي  حتى الفالوجا وقراها ، وقد دمر أيضاً الإحتلال الصهيوني مئات القرى الفلسطينية الساحلية التابعة لقضاء عسقلان ، او التي كانت تقع على إمتداد الشريط الساحلي ، وغرب وشرق طريق صلاح الدين ، وعقب إقامة الكيان الصهيوني 15مايو / آيار 1948 على الجزء الأكبر من فلسطين المحتلة ، جرت مفاوضات للهدنة مابين الكيان الصهيوني ، وجميع دول الجوار العربي لفلسطيني المحتلة ، وهي مصر ، الأردن ، لبنان ، سوريا ، برعاية الأمم المتحدة ، وتم توقيع إتفاقيات الهدنة بين كل دولة من هذه الدول العربية والكيان الصهيوني ، وبناءً عليه تم رسم وتحديد خطوط الهدنة ، وقد عرف هذا الخط في قطاع غزة حينها ( خط التحديد، أو خطوط تحديد الهدنة ، أو خط الهدنة ) ، وبناءً عليه ، فقد سلبت وإغتصبت دولة الكيان الصهيوني مامساحته (190كم مربع ) من مساحة القطاع ، وهي كانت من اكثر مناطق قطاع غزة خصوبة في المجال الزراعي ، ووفرة في المياه العذبة ، وصادرت الدولة العبرية بموجب هذا التحديد الجديد للقطاع ، مساحات زراعية كبيرة ، عدا عن الثروة الحيوانية ومزارع الأبقار ، والمصانع والورش ، والمرافئ البحرية ، بالإضافة إلى مينائي هربيا وعسقلان ، وضمت دولة الإحتلال هذه المساحات الكبيرة والخصبة والغنية بالثروات إلى  حدودها ، ودفعت قوات الإحتلال الصهيوني سكان المناطق التي صادرتها من المساحة الصلية لقطاع غزة ، للهجرة والنزوح  نحو ما تبقى من مساحة القطاع ، والذي أصبح شريطاً سهلياً ساحلياً ضيقاً ، تبلغ مساحته (360كم مربع ).

وقد إحتلت قوات العدو الصهيونية قطاع غزة لأقل من عام ، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم عادت إلى إحتلاله كاملاً مع شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية والقدس الشرقية ، وهضبة الجولان ، عقب نكبة 5 يونيو / حزيران 1967 ، وطيلة سنوات الإحتلال الصهيوني لقطاع غزة ، ارتكبت قوات العدو الصهيوني العديد من المذابح لسكان القطاع الأصليين ، ولاجئيه ، وأذاقتهم الويلات ، ومارست ضدهم مختلف أنواع وأصناف القمع والتعذيب والتقتيل العشوائي ، بالإضافة إلى النفي والإبعاد ، والتهجير ، والتشريد ، وتدمير المنازل ، وإزالة شوارع بأكملها من داخل المدن والمخيمات والقرى ، وتشتيت شمل العائلات ، والإعتقالات لمئات آلاف الفلسطينيين ، وفرض الضرائب الباهظة ، والغرامات الجُزافية ، ومصادرة الأموال ، والأراضي والممتلكات ، والمنع من السفر ، وفرض الإقامة الجبرية ، والإعتقال الإداري بدون محاكمة لسنوات عدة ، وسرقة موارد القطاع ، وتطبيق قوانين الأحكام العرفية العسكرية البريطانية ، وإصدار القوانين العسكرية التعسفية ، عن المحاكم العسكرية الصهيونية ، وعن دوائر الإحتلال والحكم الصهيوني العسكري والإدراي المختلفة ، والتي فاقت ظلم وتعسف وإضطهاد القوانين العسكرية البريطانية ، بل وفاقت قوانين عصر الظلام في اوروبا ، وهي كانت عبارة عن قوانين للإستعباد ، والذل والعنصرية ، وخصوصاً أن الكيان الصهيوني هوأشد أشكال الأنظمة الإستعمارية الإحلالية عنصريةً وقسوةً ، وإضطهاداً وظلماً ، وقد إرتكب العدو الصهيوني عشرات المذابح ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الإحتلال الصهيوني الأول للقطاع سنة1956، وخلال الإحتلال الصهيوني الثاني ، والذي أمتد من 5/6/1967 ، وحتى الإنسحاب الأُحادي الجانب بتاريخ15/9/2005، وكانت العصابات الصهيونية العنصرية تنفذ الكثير من عمليات الإغارة والإعتداءات على قرى ومدن قضاء أو لواء غزة ، قبل نكبة عام 1948، وتقوم بقتل كل من تجده في طريقها من الفلسطينيين ، بالإضافة إلى حرق المزارع والحقول والمنازل ، وأحياناً حرق قرى بأكملها ، وواصلت دولة الكيان الصهيوني هذه الجرائم العنصرية ، والغارات العدوانية براً ، وبحراً وجواً ضد القطاع طيلة الفترة من عام 1948وحتى 1967، وكان مستوى وحجم القمع والإجرام الصهيوني خلال سنوات الإحتلال الطويلة للقطاع 1967ـــ2005 أكبر كثيراً من أن يتم توثيقة ورصده وتأريخه في عشرات المجلدات والكتب والموسوعات ، ثم أخذ العدوان والقمع الصهيوني ضد القطاع عقب العام 2005أشكالاً جديدة وخطيرةً لم يسبق لها مثيلاً منذ بداية الصراع العربي / الإسرائيلي ، وتحولت عمليات القمع الصهيوني المنظمة ضد القطاع ، إلى حروب عسكرية تدميرية / تخريبية / واسعة ، مرة كل عامين تقريباً ، تمارس فيها آلة العدو الحربية كل أشكال القتل والتخريب والتدمير ضد فلسطيني القطاع ، ومنازلهم ومصانعهم ومتاجرهم وشركاتهم وورشهم ، ومدارسهم وجامعاتهم ، ومؤسساتهم ، ومساجدهم وكنائسهم ، وشوارعهم ومنتزهاتهم ، وحتى مقابرهم ، وضد جميع مقومات الحياة والبقاء ، إضافةً إلى البنية التحية والإنشائية للقطاع ، ويعمل العدو في كل حربٍ من الحروب على قتل أكبر المئات من الفلسطينيين ، والتسبب بإعاقات دائمة للآلاف منهم ، وذلك في حروب تدميرية تهدف إلى تدمير مقومات الحياة والصمود والبقاء على أرض فلسطين عموماً ، وقطاع غزة خصوصاً ، وكذلط قتل وإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ، نظراً لكون الشعب الفلسطيني يمتاز بأنه شعبٌ فتّي ، وشاب ، وترتفع فيه نسبة الخصوبة بشكلٍ كبير ، ويشكل الشباب الذين أعمارهم من 18سنة ـــ 30سنة ، قرابة60% من مجموع الشعب الفلسطيني المرابط على أرض فلسطين ، او المنتشر في بلاد الشتات .

ورغم كل القمع الصهيوني المنهجي والمنظم والدائم لقطاع غزة ، منذ أن بدأت موجات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين ، نهايات القرن الماضي ، وحتى اليوم ، فإن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف يوماً داخل قطاع غزة ، أو إنطلاقاً منه نحو الداخل الفلسطيني قبل العام 1948، ثم بعد إحتلال غالبية فلسطين ، وإقامة ( خط الهدنة الحدودي ) بين ما تبقى من مساحة القطاع ، وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة ، أو بعد إحتلال القطاع كاملاً ، أو عقب التوقيع على  إتفاقيتي ( أوسلو) سنة1993، وإقامة السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994 ، وكذلك عقب الإنسحاب الأُحادي من القطاع ، وحتى يومنا هذا ، وكان ومازال قطاع غزة ، ومنذ بداية المشروع الصهيوني ، والصراع العربي / الإسرائيلي ، هو الرحم الخصب الولود ، الذي لاينضب من إنتاج الثوار والفدائيين والمقاتلين ، وهو البيئة الخصبة لولادة المقاومة الفلسطينية المسلحة ، والعمل الفدائي والجماهيري المنظم ، وتنامت ، وتصاعدت وتطورت أشكال وأدوات ، وإمكانيات وقدرات المقاومة الفلسطينية تدريجياً ، وبشكلٍ ملموس ، ونوعي منذ عام 1967، وحتى يومنا هذا ، وقد جاءت ( خطة الإنسحاب الأُحادي الجانب) ، من أجل فصل قطاع غزة كليةً عن الضفة الغربية والقدس المحتلة ، والداخل الفلسطيني المحتل ، وفرض قيوداً صارمة على حركة سكانه وتنقلهم ، ومنع عماله من العمل في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أو الضفة الغربية ، وخنق إقتصاده ، ومنع صادراته إلى الضفة الغربية والداخل الفلسطيني والدول العربية والاوروبية ، والتحكم الحديدي في الوارادات القادمة إليه  ، ووضع أصنافاً لاتُعد ولاتُحصى من قوائم البضائع والمنتوجات الغذائية والصناعية ، والمواد الخام ، والمواد واللوازم الزراعية ، وجميع لوزام ومعدات البناء والإعمار ، الغير مسموح بإدخالها إلى القطاع ، وجعل حياة المليوني فلسطيني المرابطين فوق أرض قطاع غزة ، ذلك الشريط الساحلي الضيق الفقير ، لايمكن إحتمالها ، وأصبح القطاع مايشبه قطعة من الجحيم والنار الملتهبة ، وفاقت معاناة الناس فيه كل وصف ....

خطة الشيطان ، وفخ  الإنسحاب الأُحادي الجانب :

ومنذ تنفيذ رئيس وزراء العدو الصهيوني الأسبق الإرهابي المتطرف آرئيل شارون ( خطة الإنسحاب الأُحادي الجانب من قطاع غزة ) سنة2005 ، وحكومات العدو الصهيوني المتتالية ، تزعم كذباً وزوراً أمام العالم ، أن الكيان الصهيوني إنسحب طوعاً ، وبشكل أُحادي الجانب من القطاع ، ولم تعد له علاقةً بالقطاع ، وفي الحقيقة  لم تكن تلك ( الخُطة الشيطانية ) سوى عملية إعادة إنتشار لقوات العدو ، والإنتشار على أطراف القطاع الصغير المساحة، الكثيف السكان ، الفقير في الموارد ، فكانت عملية الإنسحاب ـــ الخديعة ، هي خطة في غاية الدهاء والذكاء والتعقيد من أجل التخلص من أعباء أكلاف الإحتلال الصهيوني المباشر لقطاع غزة ، والتنصل والتخلص من مسئوليته  القانونيه والإدارية عنه كقوة وسلطة إحتلال ، ومحاولة نقل عبء المسئولية القانونية والإدارية عنه إلى  مصر وللتخلص كذلك من الأكلاف الكبيرة التي تتسبب فيها الحماية العسكرية والأمنية للمستوطنات الصهيونية ، ولبضعة مئات من المستوطنين ، المتواجدين في مساحات إستيطانية كبيرة ، متناثرة وعديدة ومتباعدة في قطاع غزة ، وتلتهم قرابة (40بالمائة ) من مساحته الصغيرة ، التي لاتكفي سكانه ، وأقيمت تلك المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي صادرها الإحتلال الصهيوني ، في أكثر المناطق الزراعية خصوبة ، وأكثرها جمالاً ، وكانت تتوفر على كميات كبيرة من المياه العذبة ، بالإضافة إلى أجود أنواع التربة الصالحة للزراعة ، ولأجل ذلك تم ايضاً إقتطاع الشريط الساحلي من شمال مدينة غزة في منطقة السودانية والعطاطرة ، حتى الحدود الحالية مع المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، وكذلك الشريط الساحلي من جنوب مدينة دير البلح ، مروراً بخانيونس ، حتى الحدود الفلسطينية / المصرية ، في أقصى الجنوب الفلسطيني في مدينة رفح الفلسطينية الحدودية ، وقد عمل الإحتلال الصهيوني ، وقبل عدة سنوات من تنفيذه خطته اللئيمة ( الإنسحاب الأُحادي الجانب من قطاع غزة ) على سرقة التربة الخصبة من قطاع غزة ، ونقلها إلى الداخل الفلسطيني المحتل ، وكذلك الأشجار المثمرة ، والمياه العذبة وتحديداً من منطقة المواصي ، التي أقام فوق أرضها الخصبة ، مستفيداً من مياهها العذبة مجموعة مستوطنات ( غوش قطيف ) ، ومدد الإحتلال شبكات أنابيب ( تحت أرضية ) ، وركّبًّ مضخات ضخمة ، لشفط ودفع المياه العذبة من منطقة المواصي ، نحو الداخل الفلسطيني المحتل ، ولم ينسحب الإحتلال الصهيوني من قطاع غزة ، ويفكك مستوطناته فيه ضمن مخطط الإنسحاب الأُحادي الجانب ، إلا وقد أصبح قطاع غزة ( منطقة جغرافية وسكانية غير صالحة للحياة البشرية ) ، وذلك وفق ماصدر أكثر من مرة عن المنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة ، والعديد من المؤسسات الدولية والغربية ، وخصوصاً تلك المنظمات والهيئات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين ، أو بشؤون البيئة ، والغذاء ، والدواء ، والصحة العامة ، والتنمية البشرية ، والمنظمات الحقوقية الدولية ، والحقيقة أن وضع القطاع في ظل الإنسحاب الأُحادي الجانب ، لم يتغير كثيراً عنه قبل تنفيذ هذا المخطط الشيطاني ، وبقي الإحتلال الصهيوني متحكماً في المفاصل الهامة التي تمس حياة الفلسطينيين في قطاع غزة ، مثل الماء والكهرباء والغذاء والدواء ، وكافة إحتياجات الحياة الآدمية في القطاع ، ولو إستطاع أن يتحكم في الهواء الذي يتنفسه الفلسطينييون فلن يتردد في فعل ذلك ، فهو المتحكم الأوحد في المعابر الحدودية الستة على الحدود الحالية للقطاع ، مع الكيان الصهيوني ، وهم المتحكم عملياً في المنفذ البري الوحيد الذي يربط بين القطاع ومصر ، ومنها نحو العالم الخارجي ، والإحتلال يسيطر على قطاع غزة من الجو والبر والبحر ، ويحتل قطاع غزة فعلياً جواً، براً ، بحراً، وهو المتحكم وحده لاغير في السماح أو عدم السماح بإدخال البضائع والمواد الغذائية والاستهلاكية ، والثروة الحيوانية ، واللوزام الزراعية ، والأدوية والمهمات واللوزام الطبية إلى قطاع غزة ، عبر معبر كارم ابو سالم ، الواقع في أقصى الجنوب الشرقي الفلسطيني ، في منطقة مثلث حدود القطاع مع مصر والكيان الصهيوني ، ومنذ مطلع عام 2006 فرض العدو حصاراً خانقاً على قطاع ، شمل حظراً على مئات الأنواع من البضائع والمواد الغذائية والزراعية ، ولوازم المعيشة والحياة ، وكذلك جميع مواد ومعدات ولوازم البناء ، حتى وصل الأمر إلى منع إدخال الأسمدة الكيماوية والأعلاف اللازمة للثروة الحيوانية ، بالإضافة إلى إغلاق شبه الدائم لمعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة ، حيث كان المعبر في السابق يعمل على مدار الساعة ، وطيلة أيام الأسبوع ، ولكن فرض الإحتلال القيود على العمل فيه عقب تفجر إنتفاضة الأقصى 28/9/2000 وبقي مفتوحاً بشكل شبه مستمر ، طيلة ايام الأسبوع ، مع بعض الإغلاقات والقيود ، وذلك بسبب إعادة التوغل الصهيوني في العديد من المناطق داخل قطاع غزة ، وخاصة طريق صلاح الدين ، وغيرها بعد أن كان إنسحب منها ، وإنزوى داخل مواقعه العسكرية ، وداخل المستوطنات في القطاع ، عقب توقيع وتنفيذ إتفاقيات أوسلو ، وإن كان بقي خارج المدن الكبرى بالقطاع مثل مدينة غزة وخانيونس ودير البلح ، مع إستمرار وتكرار عمليات توغل قوات العدو ، داخل العديد من المناطق والأحياء في مختلف مدن ومناطق ومخيمات القطاع ، ومافعله العدو الصهيوني إثر تفجر إنتفاضة الأقصى في الضفة والقطاع والقدس المحتلة ، والعديد من المناطق المحتلة عام 1948، هو أنه أعاد االأمور إلى ماقبل مرحلة ( إتفاقيات أوسلو)  ، في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ، وخصوصاً ، المناطق التي أصبحت خاضعة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية ، وعملياً أعاد إحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عسكرياً بشكل كاملٍ، وجرّد السلطة الفلسطينية من سيطرتها ووجودها وإنتشارها في غالبية المناطق ، وأبقى على وجوداَ رمزياً لها في بعض المدن الرئيسة بالضفة الغربية ،وقطاع غزة ، وعمل على تدمير أغلبية مقراتها ومؤسساتها ووزارتها ، ومراكزها الأمنية والعسكرية والشرطية ، وأعاد تقسيم القطاع إلى ثلاثة مناطق معزولة عن بعضها البعض وهي :

1ـــ مدينة غزة والشمال

2ـــ مدينة دير البلح والمعسكرات الوسطى

3ـــ مدينة خانيونس ورفح

وأقام حزاماً أمنياً على إمتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة ، إمتد في عمق القطاع أحياناً من كيلومتر إلى كيلو ونصف الكيلومتر ، وقصف ودمر بشكلٍ كلي مطار غزة الدولي الذي تم إفتتاحة سنة 1998، ليتوقف عن العمل نهائياً سنة 2001، ومنع تشييد ميناء غزة ، الذي وضع حجر الأساس له الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وأعاد إحتلال مفترق الشهداء ( مفترق نتساريم ) ، الذي يربط مابين مدينة غزة والشمال ، مع المنطقة الوسطى والجنوب ، على شارع صلاح الدين ، بالقرب من مجمع مستوطنات ( نيتساريم ) ، وجعل الإحتلال حياة الغزيين جحيماً لايطاق ، وأقام ماعُرِفَ بـــ ( حاجز أبوهولي ، أو حاجز المطاجن ) ، وهو حاجز الإهانة والإذلال والقهر والموت للفلسطينيين في قطاع غزة ، وكان يصل مابين شمال ووسط القطاع مع جنوبه ، وهو شبيه بالحواجز القائمة اليوم بين مدن الضفة الغربية المحتلة ، ورغم أن مساحة الحاجزوالموقع العسكري الصهيوني الذي اقيم بجانبه بضع مئات من الأمتار، إلا أن الفلسطينيين كانوا يمكثون ساعات طويلة من الإنتظار في أوضاع مأساوية وصعبة للغاية ، حتى يسمح لهم جنود الإحتلال بالمرور عبره ، بعد أن يتم تفتيشهم ، وإهانتهم ، وإذلالهم  ، وبقي هذا الحال قائماً ، حتى نفذ الإحتلال خطة الإنسحاب الأحادي الجانب يوم15/9/2005 ، وإعتبر الفلسطينييون وفصائل المقاومة الفلسطينية ، حينها الإنسحاب الصهيوني من القطاع نصراً لهم ، تحقق بعد خمس سنوات متتالية من الإنتفاضة ، والتضحيات ، والمقاومة البطولية ، والعمليات النوعية والإستشهادية ، ليكتشفوا لاحقاً ، أن هذا الإنسحاب ، ليس إنسحاباً عسكرياً ، وإحتلالياً بالمعنى الدقيق للكلمة ، إنما هو إعادة إنتشار وتموضع للوحدات العسكرية والقتالية للعدو ، على الشريط الحدودي الحالي للقطاع ، وفي منطقة الحزام و الشريط الأمني الذي اقامه جيش العدو على إمتداد خطوط تماس القطاع مع الكيان الصهيوني من أقصى الجنوب الشرقي ، حتى أقصى الشمال الغربي للقطاع ، ووقفت قوات العدو متربصةً متأهبةً لتنفيذ إعتداءاتها وتوغلاتها العسكرية طيلة الوقت ، بينما لم تغادر طائرات الاستطلاع بدون طيار ، وطائرات الأباتشي ، والطائرات الحربية الصهيونية سماء القطاع ، ولم تغادر زوراقه الحربية مياه البحر الأبيض المتوسط  قبالة القطاع ، وتحكمت الزوارق الحربية الصهيونية بالمساحات التي تسمح بها للصيادين الفلسطينيين ، وكذلك فرضت قوات الإحتلال الرقابة الصارمة على القطاع براً ، من خلال التحكم بجميع المعابر والمنافذ ، ونصبت منظومات مراقبة وتجسس برية في غالبية مناطق القطاع ، حيث أطلقت عشرات مناطيد التجسس والمراقبة العملاقة المزودة  على إمتداد الحدود الشرقية والشمالية للقطاع ، بالإضافة إلى المراقبة البحرية لشواطئ القطاع ومياهه الإقليمية ، وبهذا بقي الإحتلال رغم إنسحابه الأُحادي الشكلي من القطاع ، هو المتحكم فعلياً بشريان حياة الفلسطينيين ، والتي جعلها أقرب ماتكون إلى الجحيم ، منها إلى أي شيئ آخر، فأهالي القطاع يعيشون في أقصى درجات البؤس والفقر والجوع والألم والضنك والبطالة ، والحصار الخانق الظالم منذ عام  2006 وحتى اليوم ، وقدأعلنت فيه الأمم المتحدة ، أن القطاع سيصبح مكاناً غير صالح للحياة العام 2016، بسبب شُح الموارد المائية ، والإرتفاع الكبير في نسبة تلوثها وملوحتها ، وتقلص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة ، والإرتفاع الملحوظ في عدد السكان ، وعدم وجود مصادر للدخل والعمل ، وعدم توفر الموارد ومقومات للتنمية ، وشن العدو حربه الأولى على قطاع غزة ، إثر أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الصهيوني جلعاد شاليط صيف 2006، وفي هذا العدوان دمر الإحتلال محطة كهرباء غزة بنسبة تزيد على 50% ، وغرقت غزة في ظلام شبه كامل ، وإحتاج القطاع لعدة أعوام حتى تمكن من إعادة تشييد مادمره الإحتلال على صعيد محطة الكهرباء ، او البنية التحتية ، أو المنازل والمدارس والمدارس والمصانع والورش والمساجد ، ثم كانت حربه وعدوانه الثاني ديسمبر / كانون أول 2008ـــ يناير/ كانون الثاني 2009 ، والتي كان مستوى التدمير والقتل والتخريب أكبر كثيراً من سابقتها ، إلى أن جاءت الحرب الثالثة نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، لتكشف عن حجم بشاعة وإجرام الإحتلال الصهيوني فكان التدمير والقتل والتخريب أيضاً أكبر وأكثر من الحرب الأولى والثاني ، وأما الحرب الرابعة والأخيرة 7 يوليو/ تموزـــ 28أغسطس / أب 2014، فقد أثبتت أن ماحدث من إعتداءات صهيونية وحروب وجرائم ضد القطاع منذمطلع القرن الماضي ، لم تكن إلا ( بروفات وتمارين ) على القتل والإجرام والوحشية مقارنة مع ما حدث في هذه الحرب ، والتي فاق فيها إجرام ووحشية وبربرية العدو الصهيوني كل وصف ، فلقد أباد أحياء بأكملها ومسحها عن وجه الأرض ، وشطب عائلات بأكملها من السجل المدني الفلسطيني ، وقتل المدنيين الأبرباء من الجنين في رحم أمه ، حتى الجد والجدة ، قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزةوالمعاقين ، وقصف البيوت والعمائر والأبراج السكنية على رؤوس من فيها ، وأرتكب عشرات المجازر من رفح إلى خانيونس ، خزاعة ، القرارة ، دير البح ، المخيمات الوسطى ، قرية جحر الديك ، حي الشجاعية والتفاح شرق غزة ، بيت حانون ، بيت لاهيا ، القرية البدوية ، قرية ام النصر ، والعطاطرة وجميع أحياء وازقة مدن ومخيمات وقرى القطاع ، ولم يقف جبروت اللإححتلال وعدوانه عند حدٍ معين  ، كان عنوان حرب غزة الأخيرة ( حرب إبادة الفلسطينيين وتدمير ما تبقى من مقومات حياتهم في القطاع ) ....!!!

حرب تموز/ يوليو 2014 الأكثر وحشية في تاريخ الاجرام الصهيوني :

ويوماً وراء يوم ، كانت حياة الغزيين تزدادُ صعوبةً وقسوةً وشدةً ، وترتفع نسبة الفقر والجوع والبطالة والأمراض في أوساطهم ، وحسب الإحصائيات المحلية والدولية فقد وصلت البطالة في قطاع غزة ، خلال الفترة من عام 2000، وحتى عام2014 إلى مستويات قياسية ، وأصبحت هي الأكثر إرتفاعاً على مستوى العالم ، وبات وضع القطاع مأساوياً على كافة المستويات والجوانب التي لها علاقة بحياة الناس ، نتيجة للإعتداءات الصهيونية المتكررة والمستمرة ، والحصار الصهيوني ، والتدخل والتحكم الصهيوني السافر في كل مايتعلق بالحياة الإنسانية للغزيين ، وفي ظل هذا الوضع الإنساني والحياتي المعقد ، الذي يحيا الفلسطينييون في ظلالع في قطاع غزة ، شن العدو الصهيوني عدوانه الأخير على القطاع ، رغم أنه طيلة عامي الهدنة الأخيرين 2012ـــ 2014 لم تتوقف إعتداءاته ، وخروقاته لشروط التهدئة المؤقتة ، التي تمت برعاية مصرية ، في ظل عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ، إلا أن هذا العدوان الذي إستمر لمدة51 يوماً ، هو الأشرس ، والأصعب ، والأقسى ، والأشد ضرواةً ودماراً ووحشيةً وهمجيةً ، وقد أدى إلى سقوط أكثر من 2200شهيد ، 11500جريح ، ودمار اكثر من50ألف منزل ، ودمار قرابة200مسجد ، ومئات المدارس والمصانع والمؤسسات والورش ، والشركات والوزارات والمقرات الحكومية ، وعدة أبراج سكنية ترتفع 14طابقاً ، ووفقاً لتقرير منظمة الأمم المتحدة ، ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ، فإن الدمار الناتج عن هذه الحرب الوحشية يحتاج إلى عشرة أعوام لإعادة بنائه من جديد ، ووفق العديد من الشهادات الحية للفلسطينيين من داخل قطاع غزة ، والمتابعين والمراقبين والمحللين والكتاب الفلسطينيين من القطاع ، فهم يؤكدون ، أن مانتج من دمار وخراب هائل عن العدوان الصهيوني ، وكذلك عدد الشهداء والجرحى ، والمعوقين والمتضررين هو نكبة رابعة للفلسطينيين ، إذا ماقورنت النتائج المباشرة للعدوان على الأرض بنتائج النكبات الثلاث ، وهي :

1ــ النكبة الأولى / نكبة 15مايو/ آيار 1948، إحتلال الجزء الأكبر من فلسطين ، وإقامة دولة الكيان الصهيوني .

2ـــ النكبة الثانية / نكبة 5 يونيو/ حزيران 1967، وإحتلال الكيان الصهيوني للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ، وشبه جزيرة سيناء المصرية ، وهضبة الجولان السورية .

3ــ النكبة الثالثة / نكبة صيف 1982، وخروج المقاومة والثورة الفلسطينية ، من لبنان ، الذي كان يعتبر آخر خط تماس لفدائي ومقاتلي الثورة الفلسطينية ، مع فلسطين المحتلة ، وتوزع القوات الفلسطينية على العديد من الدول العربية البغيدة عن التماس الجغرافي المباشر مع فلسطين المحتلة .

وبهذا الدمار الهائل للقطاع ، والقتل المتعمد ، والإبادة المنهجية للمدنيين ، وخصوصاً النساء والأطفال ، وإصابة عدد كبيراً جدا من الجرحى من كافة الفئات العمرية ، وتدمير البنية التحتية لكل مناطق القطاع ، وإستهداف اكثر من 70بالمائة من الأراضي الزراعية في القطاع ، أراد العدو أن يدفع الشارع الفلسطيني للإنفجار في وجه فصائل المقاومة الفلسطينية ، وزرع بذور الفتنة بين الجماهير والمقاومة من ناحية ، والضغط المباشر على فصائل المقاومة من خلال الاستهداف المنهجي للمدنيين ، وعملية التدمير الشاملة للقطاع ، لجعل المقاومة مكشوفة من ظهيرها الشعبي ، الذي أظهر صموداً فريداً ومتميزاً ، جعل العدو يصاب بالدهشة من حجم الصمود الشعبي والدعم الذي منحته الجماهير الفلسطينية لمقاومتها التي نجحت بكل بسالة وبطولي في التصدي للعدوان الصهيوني البربري.

مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار :

تدخلت مصر وقطر وتركيا من أجل وقف العدوان الصهيوني ، وأعلنت مصر عن مبادرتها لوقف العودة ، ولبدء مفاوضات غير مباشرة بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني ، على كافة مطالب فصائل المقاومة الفلسطينية على أساس إتفاق التهدئة للعام 2012  ، ولكن حماس رفضت المبادرة المصرية ، بينما قالت الجهاد الاسلامي أنها تدرس المبادرة ، ووافقت عليها حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية ، والجبهتان الشعبية والديمقراطية ، وشهدت الأوضاع السياسية حالة من الشد والجذب ، إلى إتفق الرئيس الفلسطيني مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، والدكتور رمضان شلح ، الأمين العام للجهادالإسلامي على تشكيل وفد موحد للمفاوضات غير المباشرة برئاسة عزام الأحمدويضم ممثلين عن فصائل المقاومة وبعض فاصئل م. ت . ف ، على قاعدة المبادرة المصرية ، مع ورقة إضافات وضعتها حماس والجهاد بالتفاهم مع بقية الفصائل ، وطيلة فترة المفاوضات بالقاهرة ، مارس الوفد الصهيوني أقصى درجات المكر والخديعة والمراوغة والكذب والتضليل ، وحاول جعل المفاضات تدور في رحى الهواء بلا هدف ، سوى جعلها ( مفاوضات من اجل المفاوضات ) , وأراد جر الوفد المفاوض الفلسطيني للتفاوض على         ( تحسين شروط الحياة تحت الإحتلال ) ، بينما الوفد الفلسطيني فاوض ، ويريد أن يفاوض من أجل أن يحيا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحرية وكرامة ، دون بقاء سيف التهديد المُسلَّط على أعناق الناس بشن الإعتداءات والحروب الصهيونية على القطاع ، وقتما رغبت أو شاءت دولة الإحتلال الصهيوني ، وتمكنت مصر بعد مرور51 يوماً على العدوان الوحشي ، بالتفاهم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وقطر وحماس والجهاد وبقية فصائل المقاومة على التوصل لإعلان وقف العدوان ن ووقف إطلاق النار يوم28/8/2014، على أرضية المباردرة المصرية ، وعلى أن يتم بعد شهر البدء في مفاوضات مكثفة للتفاهم على المطالب الفلسطينية العادلة ، وتثبيت وقف إطلاق النار .

ودائماً يسعى العدو الصهيوني ليحقق المفاوضات المباشرة ، او غير المباشرة ، ما عجز عن تحقيقه في العدوان ضد الشعب الفلسطيني ، أو في المواجهة العسكرية مع الفلسطينيين ، او العرب ، وبكل الأحوال فمن المعروف أن المفاوضات هي ثمار طبيعية للعدوان الصهيوني والمواجهة العسكرية معه ،  وفيها تكون الضغوط والمناورات ، ولا تقل شراستها عن شراسة المعارك في الميدان العسكري ، وتحتاج إلى الكثير من الحكمة والصرامة وتحقيق المصالح الفلسطينية فقط ، وسواء استكملت المفاوضات ، ووافق العدوعلى  كافة المطالب والشروط الفلسطينية لـ ( وقف اطلاق النار)  ، والهدنة لفترة طويلة نسبياً ، مقارنة مع ما سبق من اتفاقيات هدنة ، او لم يتم فإن العدو الصهيوني لم ، ولن ينتصر ، ولم يحقق أياً من أهداف العدوان التي سعى إلى تحقيقها ( مع تحفظي الشديد على مصطلح "وقف إطلاق النار " المستخدم من وسائل الإعلام  ، أو من بعض الناطقين الاعلاميين والسياسيين الفلسطينيين ، لأن ماحدث في غزة هو عدوان صهيوني ، وليست حرباً تقليدية بين طرفين متكافئين ، إنما هي عدوان وطرف معتدي متمثل في العدو الصهيوني ، وضحية مُعتدى عليها متمثل في الشعب الفلسطيني ، والمقاومة الفلسطينية كانت في موقف الدفاع عن شعبها المعتدى عليه ، ولذلك فالمصطلح الواجب إستعماله ، ليس "وقف إطلاق النار" ،إنما "وقف العدوان" ) أكد العديد من المحللين الصهاينة في صحيفة (يديعوت أحرونوت ) الصهيونية  أن : ( الدولة العبرية ستضطر في النهاية للقبول بمعظم شروط المقاومة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، وتليين مواقفها اتجاه المطالب التي تعتبر صعبة إسرائيلياً ، مثل إقامة ميناء بحري ومطار ، والتراجع عن نزع سلاح المقاومة ، وإعادة إعمار القطاع( ، وقالوا أن : ( هناك محاولات لإيجاد صيغة مناسبة من أجل تلبية هذه الشروط والمطالب ، لأن إسرائيل وجدت نفسها مضطرة لتحقيق انجازات لصالح المقاومة من أجل الوصول إلى اتفاق وقف النار يعيد الهدوء الى المستوطنات والبلدات الإسرائيلية ، هدوء لم تنجح في تحقيقه عسكرياً) ، وأوضح المحللون الصهاينة ، أن :( الدولة العبرية والفصائل الفلسطينية يعرضون مواقف متشددة حول المطالب والشروط ، لإنهاء العملية العسكرية على قطاع غزة ، وانجاز اتفاق وقف لإطلاق النار، وسيضطر الطرفان سيضطران لتليين مواقفهما) ، وأكد الكاتبان الصهيونيان "إيلئور ليفي" و"أتليا شوفعلبي"، أن : ( معلومات شحيحة تسربت من داخل غرف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة ، والتصريحات المتشددة لكلا الطرفين كانت تنم عن صعوبة المحادثات ، ولكن على ما يبدو شهدت المحادثات تليين في المواقف ) ، وكشفت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) أن : (مطالب الدولة العبرية  هي استعادة الهدوء ، ووقف إطلاق الصواريخ ، وتحاول أيضاً طرح شرط نزع السلاح في قطاع غزة ، وهي تعلم أن هذا المطلب صعب التحقيق ، ويصر الوفد الإسرائيلي على إقامة منظومة دولية تراقب سلاح المقاومة ، وخلق حلول ابداعية وقواعد عمل اساسية لتحقيق اختراقه في هذا الموضوع ) ، ويقدر الكاتبان الصهيونيان أن : ( مطلب انشاء ميناء بحري في غزة ، يعتبر مطلب صعب فوق سقف التوقعات ، وغير مقبول إسرائيلياً ، ومع ذلك سيتم التوصل إلى صيغة اتفاق مبدئي ، يتضمن القبول بالميناء كجزء من تطوير مستقبلي ، وستوافق الدولة العبرية على تخفيف وتسهيل حركة المعابر الإسرائيلية المؤدية للقطاع، بينما لا تمتلك القدرة على تأثير على شروط فتح معبر رفح البري ، ولكن موقفها يتطابق مع الموقف المصري بعدم تدخل حركة حماس في ادارته ، وسوف تبدي إسرائيل تساهلاً ، فيما يتعلق بالقضايا الانسانية والمدنية ، وستكون متشددة فيما يتعلق بالقضايا الامنية، وستسمح بدخول البضائع ، وجزءاً من مواد البناء تحت رقابة دولية شديدة ، لا تسمح باستخدامها في اعادة بناء الأنفاق، وستوافق إسرائيل على توسيع مساحة الصعيد إلى 12 ميل بحري ، ولن تمنع إقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع، وستقوم بتسهيل حركة التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة استجابة لمطلب إقامة معبر بين المنطقتين ، وستبحث إسرائيل مطلب إطلاق سراح أسرى "صفقة شاليط "، الذين اعادت إسرائيل اعتقالهم بعد حادثة خطف وقتل المستونين الثلاثة بالضفة ، ولكنها سترفض الموافقة على إطلاق سراح أسرى الصفقة والدفعة الرابعة من الأسرى معاً ، والذين تراجعت عن اطلاقهم ، وفق اتفاق سابق مع السلطة الفلسطينية كبادرة حسن نية ، وبخصوص وقف الاغتيالات وحرية عمل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لمعالجة الانفاق ، ستحاول إسرائيل المحافظة على حالة من الضبابية في هذه المسألة ، والابتعاد عن تعهد حازم يسمح لها بالتدخل في حالات الخطر المؤكدة ) ، وقال موقع صحيفة "هآرتس" الصهيونية الالكتروني، مساء يوم الخميس21/8 /2014 ، إنه حصل على : ( وثيقة تم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع القرار الأوروبي، وتضمنت مبادئ مشروع القرار ) ، ومن بينها : ( إعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع ، وترميم القطاع بموجب نظام مراقبة دولي من أجل منع تسلح حركة حماس ، واستئناف عملية السلام على أساس حدود العام 1967) ، وأكد موظفون صهاينة رفيعو المستوى ، ودبلوماسيون أوروبيون بالأمم المتحدة للصحيفة أن : ( دبلوماسيين من الدول الأوروبية الثلاث ، أطلعوا الدولة العبرية على مبادئ الاقتراح، دون تقديم الوثيقة لحكومة نتنياهو، التي حصلت عليها عبر قنوات دبلوماسية أخرى)، وتقترح الوثيقة حسب صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية : ( التنديد بكافة العمليات العدائية ضد المدنيين، والهجمات العشوائية التي أصيب بها مواطنين ، وكذلك كافة الأعمال الإرهابية"، والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وطويل الأمد، يتوقف في إطاره إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ، وأي عملية عسكرية صهيونية هجومية أخرى في القطاع،وإعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، ووضع ترتيبات أمنية تمنع استئناف الأعمال العدائية، وحظر بيع أو تزويد قطاع غزة بالسلاح ، والمواد التي بالإمكان استخدامها لصنع أسلحة ، باستثناء الجهات المخولة بذلك في السلطة، الامتناع عن تمويل "الإرهاب" ، والعمل من أجل إحباط تمويل كهذا، إزالة القيود الاقتصادية والإنسانية المفروضة على القطاع من أجل إعادة إعماره وترميم الاقتصاد وتطويره، فتح كامل للمعابر الحدودية إلى قطاع غزة من خلال أخذ الاتفاق الذي وقعته السلطة والكيان الصهيوني عام 2005 بالاعتبار)، وتطالب ألمانيا وبريطانيا وفرنسا (وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار ، وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، وبإمكانه المساعدة في عمل المعابر ، وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه) ، وجاء في الوثيقة أن :( الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيطالب ببلورة خطة دعم للسلطة الفلسطينية ، بكل ما يتعلق بتعزيز القدرة على الحكم في القطاع ، كذلك ستطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساهمة في ترميم القطاع ) ، وينص البند الأخير في الوثيقة على :( استئناف المفاوضات بين الدولة العبرية ، والفلسطينيين بعد انتهاء القتال في غزة ، من أجل التوصل إلى سلام شامل ، "على أساس حلم الدولتين الديمقراطيتين – إسرائيل وفلسطين – تعيشان جنباً ، إلى جنب على أساس حدود العام 1967 بسلام وأمان )،وقال دبلوماسيون إنّ الولايات المتحدة أعدت مشروعها الخاص لــ :( إستصدار قرار بالأمم المتحدة ، يطالب بوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وفصائل المقاومة في قطاع غزة ، وتعمل الآن مع القوى الأوروبية والأردن على صياغة نص مشترك ) ، وقال مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، يوم الإثنين 25/8 /2014 إن :     ( واشنطن قدمت لمجموعة صغيرة من الدول عناصر مشروعها الخاص لاستصدار قرار بمجلس الأمن ، بعد تقدم الأردن بمشروع قرار شهر يوليو / تموز الماضي ، وتقديم بريطانيا وفرنسا وألمانيا لمقترح آخر لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي ) ، وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة : ( طرحت الولايات المتحدة مسودتها الخاصة ، وهي مختلفة عن الاثنتين الأخريين ، ويعملون الآن على جمع المسودات والتوصل إلى نص مشترك ) ، ورفض مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون آخرون التحدث عن : ( تفاصيل مشروع القرار الأميركي ) ، على الرغم من قول البعض إنه غير مقبول بصيغته الحالية ، وأكد مسئولون أوروبيون كبار في القدس المحتلة بأنه تم اطلاع الدولةالعبرية ، على أساسيات وفحوى مبادئ مشروع القرار من قبل دبلوماسيين بريطانيين وألمان وفرنسيين دون تسليم بنود المشروع بشكل كامل ، وقال دبلوماسي آخر بالأمم المتحدة: ( سنعمل من أجل التوصل إلى مسودة واحدة ، المهم هو أن الأميركيين يشاركون ، وهناك قوة دفع جديدة لاستصدار قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار أفضل من السابق ) ، وقال مسؤول صهيوني بالبعثة الديبلوماسية للكيان الصهيوني بالأمم المتحدة : ( لا يزال هذا قيد التفاوض ، ولا يوجد مشروع قرار جاهز لمجلس الأمن) ، وأكد دبلوماسيون بالأمم المتحدة ، أنه : ( يجري التشاور مع مصرحول مشروع القرار ، وتلقت الدولة العبرية ، مشروع القرار ، وهي تبدو “أكثر انفتاحاً” لفكرة مطالبة مجلس الأمن بوقف إطلاق النار) ، وأكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن : ( عملهم على صياغة القرار قد يساعد جهود مصر في محادثات وقف إطلاق النار، التي  توقفت بعد انهيار هدنة مؤقتة سابقة ) ، و( يدعو مشروع القرار البريطاني الفرنسي الألماني إلى تشكيل بعثة مراقبة في غزة ، للإبلاغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار ، وتيسير حركة الأشخاص والبضائع من وإلى غزة ، واعادة سيطرة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس على القطاع واستئناف المفاوضات بين الدولةالعبرية والسلطة الفلسطينية على قاعدة حدود عام 1967م) ،وقدم الأردن مشروع قرار لوقف إطلاق النار شهر تموز/ يوليو الماضي ، لكنه لا يشمل آلية للمراقبة ، وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن :( هذه أحد العيوب الرئيسة في القرار 2009 الذي أقره المجلس سابقاً)، وأكد الوزير الصهيوني الليكودي غلعاد أردان في مقابلة اذاعية له مع ( إذاعة العدو ) أنه :     ( بالإمكان التوصل إلى تسوية سياسية ، واسرائيل لا تعارض اعادة اعمار قطاع غزة ، ولا يجوز السماح باعادة تعاظم حماس والجهاد الاسلامي عسكرياً ، وتؤيد الولايات المتحدة ومصر ، ودولاً أخرى فكرة جعل قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح ، ومن حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ) ، وبحسب ما جاء في الوثيقة فإن الدول العظمى الثلاث قد قدمت اقتراحاً بأن يتضمن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الأسس التالية:

1ــــ إعادة قطاع غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.

2ـــــ وضع ترتيبات أمنية تمنع استئناف الأعمال العدائية.

3 ــــ حظر بيع أو تزويد قطاع غزة بالسلاح ومواد بالإمكان استخدامها لصنع أسلحة باستثناء الجهات المخولة بذلك في السلطة.

4ـــ الامتناع عن تمويل "الإرهاب" ، والعمل من أجل إحباط تمويل كهذا.

5ــــ إزالة القيود الاقتصادية والإنسانية المفروضة على القطاع من أجل إعادة إعماره وترميم الاقتصاد وتطويره.

6ــــ فتح كامل للمعابر الحدودية إلى قطاع غزة ، من خلال أخذ الاتفاق الذي وقعته السلطة وإسرائيل عام 2005 بالاعتبار.

7ــــ طالبت كلاً من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وضع نظام دولي لمراقبة تطبيق القرار ، وتكون له صلاحيات للتحقيق في خرق وقف إطلاق النار، ويكون بإمكانه المساعدة في عمل المعابر ، وضمان حركة الأفراد والبضائع من القطاع وإليه.

8 ــــ جاء في الوثيقة أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سيطالب ببلورة خطة دعم للسلطة الفلسطينية ، بكل ما يتعلق بتعزيز القدرة على الحكم في القطاع ، كذلك ستطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المساهمة في ترميم القطاع.

9ـــــ ينص البند الأخير في الوثيقة على استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين ، بعد انتهاء القتال في غزة ، من أجل التوصل إلى سلام شامل "على أساس حلم الدولتين الديمقراطيتين – "إسرائيل" وفلسطين – تعيشان جنباً إلى جنب على أساس حدود العام 1967 بسلام وأمن".

ووصفت مصادر سياسية صهيونية رفيعة لصحيفة ( معاريف ) الصهيونية يوم الجمعة 22/8/2014 ،   ( المبادرة الاوروبية لدعم قرار مجلس الامن الدولي لوقف إطلاق النار ، وإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة بغير الناضجة ، وضرورة تقديم المجتمع الدولي ضمانات ، تمنع حركة حماس من تجديد إطلاق النار، وأن المبادرة بدون هذا الشرط لا تسوي شيئاً ، ولن تقبل الدولة العبرية البند الاخير في المبادرة ، والذي يتضمن العودة للمفاوضات على أساس حدود 1967 كجزء من تفاوض وقف إطلاق النار) ، وكشفت هذه المصادر أن : ( الدولة العبرية تترقب نتائج اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت 23/8 لمعرفة فيما اذا تم احراز تقدم في مسار وقف إطلاق النار أو لا ، فمصر تعتبر وستبقى اللاعب الأساس في مفاوضات وقف إطلاق النار في مختلف السيناريوهات ، لأنها تمتلك قرار فتح معبر رفح ، الذي يعتبر أحد المطالب الاساسية لحماس ، وعلى الرغم من اقدام حماس على إطلاق الصواريخ بشكلٍ مكثف ، والمواقف الصلبة للحركة عبر وسائل الاعلام ، إلا ان التنظيم يعتبر أكثر اتزاناً ، ويسعى إلى التوصل الى وقف لإطلاق النار ، والدولة العبرية تفضل المبادرة المصرية على نظيرتها الاوروبية، وسينتهي المطاف بإعادة الكرة الى الملعب المصري ، فالفجوات المركزية في المحادثات تتعلق بحماس ومصر) ، وكشف إعلان بنيامين نتنياهو، بأنه : ( لن يمنح حماس فرصة لتحقيق إنجاز سياسي، ثم قيامه بإستعادة تشكيل معادلة "الهدوء مقابل الهدوء" التي أطلقها قبل شن العدوان على قطاع غزة) ،  أن حكومة العدو عملت من اجل افشال محادثات القاهرة ، بناءً ( على قرار سياسي اتخذه الكابينيت) ، وقال المعلق السياسي في صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية باراك رافيد، في مداخلة لإذاعة الجيش الصهيوني: ( إن إسرائيل عادت بعد شهرونصف  من القتال إلى نقطة الصفر، بل إلى ما قبل نقطة الصفر) ، وأكد المعلق في القناة التلفزيونية الصهيونية الثانية، عميت سيغال :( إن نتنياهو واقع في مأزق ، فهو من ناحية لا يريد تحقيق مكاسب سياسية لحركة حماس تماشياً مع الرأي السائد في الحكومة والجمهور الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يريد توقف إطلاق الصواريخ ، تلبية لطلب الجمهور الإسرائيلي، ولا يمكنه تحقيق الأمرين في آنٍ واحد) ، وأكد العديد من وزراء العدو أن :( نتنياهو لن يوافق على اتفاق لايضمن المصالح الأمنية الإسرائيلية بشكل صريح ، وتعقد الحكومة الآمال على صدور قرار أممي لوقف الحرب يتماشى مع رؤيتها لوقف إطلاق النار) ، وحتى ذلك الحين قد تستمر الحرب، وقد تحمل مفاجآت لم تخطر على بال رئيس الحكومة الصهيونية ، وقالت القناة الصهيونية العاشرة صباح الأحد24/8 على موقعها الالكتروني ، بأن عدداً من المسئولين الصهاينة ، أكدوا بــ : ( أن الحكومة لا تستبعد تجدد المفاوضات في القاهرة ، في حال قدم الوسيط المصري اقتراحاً جديداً لجانبي التفاوض ، وتشير التقديرات إلى أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تصعيداً أمنياً وتواصل إطلاق النار بين الجانبين ) ، وتتزامن تلك التقديرات ، مع تصريحات لعدد من الوزراء الصهاينة الذين دعوا إلى : (عدم التفاوض مع حركة حماس في القاهرة، بدعوى أنها لا تخدم المصالح الإسرائيلية ) ، ونقلت القناة الصهيونية عن وزيرة القضاء الصهيوني "تسيبي ليفني" قولها : (يجب خلق جهة سياسية لعزل حركة حماس بدلاً من التفاوض معها ) ، ودعم وزير الداخلية "جدعون ساعر موقف ليفني، وقال بأنه : ( لا جدوى من إدارة مفاوضات أمام منظمة تقوم بخرق اتفاق يتم بلورته) ، ودعا وزير المالية "يائير لبيد" خلال صفحته على ( الفيس بوك ) إلى : ( انهاء العملية العسكرية ، قبل أن يتم التفكيك الكامل للبنية التحتية للإرهاب ، ومراقبة الأموال الدولية التي سيتم نقلها إلى قطاع غزة ) ، وقال وزير العلوم والتكنولوجيا "يعقوب بيري : ( إنه لا يرى تجدد النار كنهاية للمفاوضات بين الأطراف في القاهرة ، إن هذه طريقة حماس في استعراض عضلاتها) ، وانتقد وزير الخارجية الصهيوني اليميني المتطرف "أفيغدور ليبرمان" خلال لقاء جمعه مع مسئولين في حزب ( إسرائيل بيتنا ) المتطرف العنصري يوم الثلاثاء 19/8 /2014: ( مفاوضات التهدئة في القاهرة، إضافة إلى السياسة الإسرائيلية التي تتبناها في هذا المسار) ، وأعتبر ليبرمان: ( أن سياسات الحكومة الإسرائيلية القاضية بأن الهدوء يقابله هدوء خاطئة ، ويتوجب إجراء المفاوضات مع حركة حماس ، عندما يتم إخضاعها من أجل الحصول على حسم سريع أمام حماس) ، ونقلت صحيفة (يديعوت أحرنوت ) عن الجنرال احتياط في جيش العدو ، ورئيس ( مجلس الأمن القومي الصهيوني ) ، السابق "يعقوب عميدرور" قوله:( توصل الطرفان لاستنتاج بأنهما لا يستطيعان التوصل إلى حل ، والصواريخ يمكن أن تستمر إلى فترة غير قصيرة، لكن حماس لا تستطيع زيادة كثافة الصواريخ، ونحن مقابل هذا يمكننا اتخاذ قرار مسموح بالقصف ، وحتى احتلال غزة هذا بأيدينا ، والجانب الإسرائيلي سيمنح الشرعية الدولية للاستمرار في العملية العسكرية ، لأن العالم سيعتبر حماس مسئولة عن انهيار المفاوضات، ويتوجب الآن رفع الأساس بأننا مستعدون للمفاوضات ، والتي فحواها وقف إطلاق النار ، ودون التنازل عن حقنا في الرد على كل من يطلق علينا).        

بطولة المقاومة ، والصمود الشعبي يفشلان مخطط العدو من وراء الحرب:

تم كسر هيبة العدو الصهيوني ، وجيشه الذي كان يزعم أنه الجيش الذي لاقهر !! ، فتمكنت غزة المحاصرة ، الفقيرة ، المتعبة ، الحزينة ، المثخنة بالجراح ، وقد يتعب العدو من الحروب على غزة ، والمواجهة مع فصائل المقاومة التي إستطاعت أن تتصدى ببسالة وصلابة وبطولة لهذا العدوان الإجرامي ، ومهما كانت حجم التضحيات التي تقدمها فصائل المقاومة الفلسطينية ، وجماهير الشعب الفلسطيني ، فإنها لن تتعب من البقاء في حالة جاهزية دائمة للتصدى لأية إحتمالات بعودة العدو لشن عدوان جديد ضد القطاع الصامد ، وسواء تحققت مطالب وشروط المقاومة الفلسطينية ، والشارع الفلسطيني بالمفاوضات ، أو بدون المفاوضات ، فإن غزة ومقاومتها الباسلة قد إنتصرت ، ويوماً ما سيندحر هذا الاحتلال الصهيوني البغيض عن كامل أرضنا الفلسطينية

من أهم الأهداف التي سعى نتنياهو إلى تحقيقها من وراء العدوان على قطاع غزة :

1ــــ اختبار فعالية جيش العدو ، بعد تدريباته وتعبئته ، وتجهيز القبة الحديدية خلال سنتين في سياق الاستعداد الدائم للحرب والردع مع الممانعة والمقاومة ، وتجربة اسلحته الأميركية الجديدة ، لكي يتم تسويقها في الأسواق العالمية   .

2 ـــ الاستفادة من ضعف وإنشغال المحيط العربي الممزق ، والمطحون بالفتن والمشاكل الداخلية ، لتصفية المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة  ، والضفة الغربية ، وردع المقاومة في لبنان .

3ـــ فصل قطاع غزة ، عن الضفة الغربية والقدس ، وإحباط حل الدولتين ، في ظل إنسداد أفق عملية التسوية والمفاوضات ، وضم اغلب مناطق  الضفة الغربية غلى دولة الكيان ، وفصل بقية المدن الفلسطينية فيها عن بعضها البعض ، ودفع الأردن ، للإحتضان مايتبقى من مدن وأشلاء الضفة الغربية .

4 ــ إحراج مصر ودفعها لإحتضان قطاع غزة ، وتحمل مسؤوليته السياسية والقانونية ، والدفع بالفلسطينيين لإعلان دولتهم الفلسطينية في القطاع ، دون الضفة الغربية والقدس .

5 ــــ اختبار شكل ، ومستوى ، وطبيعة ، ومستقبل العلاقة مع مصر ميدانياً خلال الحرب ، عقب انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي.

6ــ استدراج عروض وحماية للطامحين ، لبناء كيانات ودويلات طائفية واتنية في المنطقة ، مثلما هو الحال مع كردستان العراق ، والمعارضة السورية ، والتقدم من الغرب كقوة اقليمية جاهزة لدور الشرطي الإقليمي .

7 ـــ الهروب من انسداد أفق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، والضغط على الرئيس محمود عباس لإفشال المصالحة الفلسطينية.

8 ـــ تدمير أكبر قدر ممكن من مخازن صواريخ واسلحة المقاومة ، والعمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة  ، نحو دولة الكيان الصهيوني .

9ــ إحداث شرخ كبير بين الفلسطينيين في  قطاع غزة ، وبين فصائل المقاومة ، من خلال إستهداف أكبر قدر ممكن من المدنيين ، والتسبب باضرار بالغة في المنازل والمساجد والمدارس والجامعات ، وضرب البنية التحتية للقطاع ، وتشكيل ضغط كبير على سكان القطاع ، يدفعهم إلى التراجع عن دعمهم ومؤازرتهم للمقاومة وافتخارهم ، وإعتزازهم بها ، ومحاولة إثارة الفتنة بين صفوف الجماهير الفلسطينية والمقاومة .

10ـــ قتل ، وإصابة ، أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين ، والتسبب بإعاقات وعاهات مستديمة لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ، وتدمير أكبر عدد ممكن من البيوت والمستشفيات والمدارس والمساجد والمؤسسات والمراكز ، وضرب البينية التحتية بشكل كامل ، وذلك بغية افقاد سكان قطاع غزة قدراتهم على الصبر والصمود والمقاومة ، وتحويل القطاع إلى بقعة جغرافية غير صالحة لإستمرار الحياة ، خصوصاً أن الصواريخ الاميركية الجديدة تسبب للأحياء بأنواع مختلفة من السرطانات ، ومن تشويه الأجنة ، لإحتوائها على اليوارنيوم المنضَب ، والكربون المشع ، والفسفور المشع ، وغيرها من المركبات المحرمة دولياً ، والتي لها نتائج كارثية على حياة البشر أثناء وبعد انتهاء الحروب ، وجميع الأسلحة التي يستخدمها العدو المجرم هي أسلحة محرمة دولياً ، وإستخدامها لايعتبر فقط جرائم حرب ، بل هي جرائم ضد الانسانية  .

العدو يستخدم أسلحة محرمة دولياً في غزة:

وأكد تقرير أعده فريق "ميديكا" الإيطالي الدولي "وجود دلائل تشير إلى استخدام الاحتلال سلاح الـدايم الكربوني الفتاك في حربها ضد غزة، وأسلحة مماثلة لما استخدمته ضد المدنيين اللبنانيين في حرب تموز (يوليو) عام 2006 "، وقال الخبير البروفيسور باولا ماندوكا إن "هذه الأسلحة المستخدمة من قبل العدو (فتاكة وجديدة وغير معروفة") ، لافتاً إلى ( وجود أعراض جديدة وغريبة بين الجرحى والقتلى الفلسطينيين"، و"الأسلحة تسببت في بتر الأطراف السفلية بصورة وحشية وغير معروفة) ، وطلب الأطباء الفلسطينيون مساعدة المجتمع الدولي من أجل فهم أسباب هذه الجروح غير المألوفة والتي تحتوي على شظايا صغيرة، وغالباً غير مرئية للأشعة السينية، إضافة إلى الحرارة العالية في الأطراف السفلية ، وأكد أن : ( الأسباب المحتملة لهذه الآثار يبدو أنها سلاحاً جديداً ، ويستخدم بواسطة طائرات بدون طيار ويصيب الهدف بدقة كبيرة") . وبحسب التقرير، فإن "السلاح وفق ما ورد في مجلة “Defence Tech” العسكرية يسمى DIME ويعني اصطلاحاً “Dense Inert Metal Explosive وقد يكون هذا السلاح قذيفة كربونية تتحول إلى شظايا صغيرة عند انفجارها وتطلق غباراً يحتوي على طاقة تحرق وتدمر كل شي في دائرة نصف قطرها أربعة أمتار". و: ( هذا خرق واضح لحقوق الانسان والإعتداء على المدنيين ، وهذه التكنولوجيا جزء من نوع جديد من الأسلحة منخفضة الفتك  ، ولها أضرار جانبية كبيرة وقد تكون قاتلة")،  وقال عضو مجلس الاعيان الأردني ، ونقيب الأطباء الدكتور هاشم أبو حسان إن : ( اصابات جرحى العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذين يتلقون العلاج في المملكة الأردنية تدلل على استخدام الكيان الصهيوني قنابل فراغية واسلحة تدميرية ، وصواريخ يحرم استخدامها بحق المدنيين ، وبعض المصابين يعانون من نزيف ووجود مياه على الرئة دون مؤشر على إصابات في الصدر وهو دليل استخدام قنابل فراغية ضد المصابين وجميعهم مدنيون ، والعدوان استهدف وبشكل مباشر المدنيين بالقتل )، وقد قتلت القوات الصهيونية بصاروخ عائلة من سبعة افراد رافقوا ابنهم الجريح الى سيارة الإسعاف التي نقلته الى المستشفى ، واكد شهود عيان وخبراء ، أن : (الاحتلال يستخدم سلاح غاز اعصاب جديد ، وغاز السارين السام ، كما انه يستخدم براميل متفجرة تعمل فجوات كبيرة جدا في الاراضي لتدميرها كاملا ).ورغم كل جرائم العدو فنحن على يقين (أن الكيان الصهيوني ، لم يعد ذلك العدو الذي كنا نواجهه في الماضي ، انه في مرحلة الشيخوخة ) ، وقد أكد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون لقيادة العدو الصهيوني : ( لقد نجحت حماس في إحداث تآكل على مكانة "إسرائيل" وعملت على تعاظم عزلتها الدولية ، سلوككم في الحرب غير مبرر والرأي العام العالمي ضدكم ).إن الإدارة الأميركية هي شريك أساسي وكامل في العدوان الصهيوني الهمجي ضد شعبنا في قطاع غزة ، بسبب دعمها الدائم والامتناهي للعدو الصهيوني المجرم بالطائرات الأميركية الحربية ، والطائرات المروحية ، والصواريخ والقنابل الذكية ، وأحدث منظومة تسليح في العالم ، واكثرها تطوراً وقدرة على القتل والتدمير والتخريب ، وهذه الأسلحة الأميركية ، والمصنعة خصيصاً لقتل الفلسطينين ، هي أسلحة محرمة دولية ، وتحتوي على اليورانيوم المنضب والمشع ، وكذلك تدخل ضمن تركيب الصواريخ والقنابل القاتلة ( الكربون المشع ، والملوث ، والمسرطن ) ، بالإضافة إلى الفوسفور الأبيض ، والفوسفور المشع ، وكلاهما مشبعان أيضاً باليورانيوم المنضب ، أو اليورانيوم المشع ، بمواد نووية مشعة مختلفة ، وجميع هذه الأسلحة الأميركية المحرمة دولياً ، تؤدي إلى إصابة الجرحى ، أوالناجين من الإصابات المباشرة ، بحالات شديدة من التسمم ، وأنواع مختلفة من السرطانات ، أما المصابين فيتعرضون إلى حرائق شديدة ، وغير مسبوقة لأجسادهم ، بالإضافة إلى إحتمالية بتر الأطراف السفى بشكلٍ أساسي ، وتمزق أسفل البطن ، أو إصابة الأطراف السفلى والعليا بالبتر ، وذلك لكون الصاروخ ينشطر إلى مئات الشظايا القاتلة ، بالإضافة إلى إحتواء القنابل والصواريخ على كميات كبيرة جداً من المسامير ، والقطع المعدنية الحادة جداً ، والتي تؤدي في الغالب ، عند إختراقها للجسد في المنطقة العلوية والبطن إلى الموت فوراً ، خصوصاً ، أنها تعمل تمزيق أحشاء وأعضاء الإنسان من الداخل ، بطريقة غاية في البشاعة والوحشية ، وبعض هذه القنابل والصواريخ تسبب في إذابة عدة أجزاء من الجسد البشري ، أو تفتتيت الرأس تماماً ،  وتعمل الصواريخ الذي يدخل الكربون المشع في تركيبتها ، على إطلاق موجات كربونية مشعة وحارقة ، بالإضافة إلى موجات كهرومغناطيسية شديدة التأثير في دائرة يصل قطرها من 5 ـــ 10 متر  ، وتؤدي هذه الموجات الكربونية المشعة والحارقة ، والموجات الكهرومغناطيسية إلى تقطيع فوري لجميع أوردة القلب ، وإنفجار الرأس والدماغ ، وإحتراق وتفحم الجسد بشكل كلي ، مع إحتمال تمزق البطن كلياً ، وتهتك ، وخروج أعضاء الإنسان الداخلية ، بالإضافة إلى إحتمالية إذابة بعض أعضاء الجسد ، ولقد شاهدنا صوراً لجرائم إغتيال الشهداء الأبرياء من ابناء شعبنا من جميع الشرائح العمرية ، ومن النساء ، والأطفال ، والرجال والشيوخ والعجائز ، والأطفال ، لايمكن للعقل والقلب الإنساني أن يحتمل مشاهدتها ، وتكشف حجم بشاعة ووحشية الإحتلال الصهيوني ، وكذلك حجم بشاعة ووحشية وإجرام الولايات المتحدة الأميريكة ، والتي تقوم بإبتكار وصناعة وتصدير هذه الأسلحة القذرة / المدمرة / الوحشية / البشعة / ، وتزويد جيش العدو المجرم بها ، لكي يقوم بإختبارها وتجربتها ، على أجساد أطفالنا ونساءنا وأباءنا وأمهاتنا ، وعلى العائلات الفلسطينية والمدنيين العزل الأبرياء ، حتى تثبت أميركا القاتلة لشعبنا وشعوبنا العربية والإسلامية ، لتجار ومافيات السلاح الدوليين ، وللدول التي تعتبر سوقاً أساسية للسلاج الأميركي والصهيوني ، مدى نجاعة وبشاعة هذه الأسلحة القذرة في قتل الإنسان ، وإمكانياتها التدميرية الهائلة ، وقدرتها الفعلية على محو مدن وقرى بلدات بأكملها من الوجود ، لذا فأميركا هي القاتل الأكبر في هذه المجزرة الصهيونية البشعة التي ينفذها العدو الصهيوني المجرم ضد شعبنا الفلسطيني المستضعف في قطاع غزة المحاصر والمسكين ، هي حرب إبادة أمريكية / صهيونية ضد شعبنا ، تنفذها بالتشارك والتساوي الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني ، ويساعدهما الصمت العربي والإسلامي ، والخرس الدولي ...

التضامن العربي والدولي مع غزة :

 

ــــ وجه حمدين صباحى، المرشح السابق فى الانتخابات الرئاسية، تحية إلى : ( غزة العظيمة التى رفعت رأس كل عربى وفلسطينى وكل فلسطين بشعبها ومقاومتها" مذكرا بكلمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر" معيار الحكم على أى فرد أو حزب أو جماعة هو موقفهم من الشعب الفلسطينى والمقاومة الفلسطينية") ، وأضاف "صباحى" خلال حوار مع برنامج "آخر النهار" المذاع على فضائية "النهار" مع الإعلامى "محمود سعد" إن : ( صمود غزة هو الذى كسر مجرمى الحرب "الصهاينة" واصفا أعداء البشرية والإنسانية ) ، ودعى "صباحى" : ( الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لأن يأخذ خطوات إيجابية ، لكى توقع دولة فلسطين على اتفاقية روما ، ولتأخذ رئيس مجرمى الحرب الصهاينة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهناك حملة مقاطعة لكل البضائع الإسرائيلية حول العالم ، وسحب الاستثمارات منها نجحت فى أن تكبدهم خسائر تقدر وصلت لـ15 مليار دولار حتى الآن ) ، وأغلق مجموعة من النشطاء البريطانيين أبواب مصنعاً للأسلحة الصهيونية بالقرب من برمنغهام بالأقفال ، وإحتلوّا سقفه احتجاجاً على سياسات بريطانيا تجاه العدوان على ‫‏غزة، وطالبوا بإغلاق المصنع بشكل كامل وقطع جميع أنواع التعاون التجاري والعسكري مع الاحتلال الصهيوني ، وطلب السفير الصهيوني في دولة المجر يوم الثلاثاء 5/8/2014 من الحكومة المجرية التحقيق في : (إصدار ميخالي زولتان اوروز رئيس بلدية ارباتاك المقرب من  حزب جوبيك اليميني المتطرف ، في بلدة شمال شرق البلاد أوامره بــشنق" دمى تمثل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو ، والرئيس الصهيوني السابق شيمون بيريز، احتجاجاً على العدوان الصهيوني على غزة ) ، وطالب السفير الصهيوني ايلان مور في بودابست في بيان أصدره :(حكومة المجر بالتحرك الآن لوقف هذه الاعمال الشديدة الخطورة) !!، ونددت الخارجية المجرية الحادث في بيانٍ أصدرته بــ :( استغلال رئيس البلدية العدوان الاسرائيلي على  غزة ، للتحريض على الكراهية) ، ويتولى اوروز رئاسة بلدية ارباتاك منذ عام 2005، وهو ليس عضواً في حزب جوبيك، لكنه مقرب من الحزب المتطرف ، الذي يشكل القوة السياسية الثالثة في المجر ، وعرف بخطابه ( الذي يجاهر بمعاداة الكيان الصهيوني  ) ، وفي جانب آخر رفضت الخارجية الصهيونية يوم الأربعاء 13/8 /2014 التعاون مع ( لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان )  في جنيف، والتابع لهيئة الأمم المتحدة، بشأن الحرب العدوانية على قطاع غزة ، ورفع المختصون في وزارة الخارجية الصهيونية توصيات بــ : ( عدم التعاون مع لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف ) ، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن مصادر في وزارة الخارجية الصهيونية تساؤلها:( هل يجب على الدولة العبرية أن تتعاون مع لجنة التحقيق ، إذا كانت تستند إلى "الغالبية المعادية لها ) ، وأضافت المصادرفي وزارة الخارجية الصهيونية لصحيفة ( يديعوت احرونوت ) ، العبرية :( أن الدولة العبرية لم تتعاون مع غولدستون ، وبالنتيجة فقد "اختفى تقرير غولدستون من العالم ) ، وكان تقرير ( لجنة غولدستون ) ، بشأن الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة في شهر كانون الأول / ديسمبر 2008، وشهر كانون الثاني / يناير 2009  ، واتهم الكيان الصهيوني  بارتكاب ( جرائم حرب في القطاع ) ، حيث سقط حينها ما يقارب 1400 شهيد من المدنيين ، ورفع عدد من المحامين المغاربة أمام القضاء المغربي ضد القائد العسكري الصهيوني للمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال العقيد "سامي الترجمان" ( وهويهودي مغربي ، ومازال يحمل الجنسية المغربية) ، لـــ : (المطالبة بمحاكمته على الجرائم والمجازر الجماعية التي ارتكبها" ضد أهالي قطاع غزة منذ بداية الحرب الصهيونية على القطاع ، وفي كل المهمات التي قادها سابقاً ضد الفلسطينيين بحكم منصبه ) ، وجاء في نص الشكوى أن : ( القائد العسكري الإسرائيلي "سامي الترجمان" هو مغربي الجنسية، ولا تسقط عنه ، ولو تجنس بجنسيةٍ أخرى، وأنه يخضع للقانون الجنائي المغربي، الذي ينص على "أن أي مغربي ارتكب جرائم خارج المغرب ، يمكن متابعته من أجلها والحكم فيها بالمغرب) .

الخسائر والأضرار الفلسطينية :

بات قطاع غزة دون كهرباء وماء للشرب أو الخدمة ، دون غذاء ودواء ، دون أي شيئ من مقومات الصمود ، والحياة البشرية ، وهناك حوالي ربع مليون نازح من بيوتهم ومناطقهم الحدودية شرق وشمال القطاع، وكذلك من الأحياء الداخلية التي تعرضت للقصف العنيف ، وتدمير البيوت ، وقطاع غزة بحاجة ماسة جداً/ عاجلة وفورية ، إلى إقامة جسر إغاثة جوي / بري ، لتزويد القطاع بالحد الأدنى من مقومات الحياة والصمود من ماء للشرب ، وغذاء ودواء وأغطية ، وخيام إيواء ، وفرش ، واغطية ، وملابس ، وكذلك هناك حاجة فورية لاتحتمل التأخير أو التأجيل لإخلاء أكثر من ستة آلاف جريح ، من أصل 11500 جريح ، منهم أكثر من النصف في حال الخطر الشديد ، وإرتقى في المستشفيات المصرية والأردنية ، والمستشفيات بالقدس المحتلة ، عشرات الجرحى الفلسطينيين شهداءً ، من الذين تم إخلاءهم ونقلهم ، إلى تلك المستشفيات بسبب خطورة حالاتهم ، وهناك آلاف الجرحى مهددون فعلياً بالموت بسبب خطورة حالاتهم  ، وبسبب نقص الأدوية واللوازم والمهام الطبية ، وبسبب إستهداف طيران العدو المجرم للمستشفيات بالقصف والتدمير ، حيث لم تعد المستشفيات مكاناً آمناً من القصف والاستهداف ،  وقد استشهد بالفعل عشرات المرضى في القصف الهمجي التي تعرضت له المستفيات التي كانت تؤويهم ، فهذا العدو الصهيوني النازي المجرم لاتوجد لديه أية محرمات، ولا حدود أو خطوط حمراء ، وبعد أن تم تدقيق أسماء الشهداء وتصنيفهم مع منظمات حقوق الإنسان ، ارتفع عدد الشهداء إلى (2350) شهيداً ، بالإضافة إلى (7) شهداء مجهولي الهوية ، جرى دفنهم في رفح ولم يتم التعرف عليهم ، من الشهداء (514) طفلاً، و(297) سيدة ، وبلغ عدد المدنيين من الشهداء (1606) شهداء ، ومن بين الشهداء (963) سقطوا داخل منازلهم، من بينهم (310) طفل و(205) سيدات ، كما قتل (229) شخصاً عند مداخل منازلهم أو خلال محاولتهم الفرار منها ، ويتوزع الشهداء حسب المحافظات على النحو الآتي :

شمال غزة (335) شهيد

غزة (455) شهيد

المحافظات الوسطى (277) شهيد

خان يونس (593) شهيد

رفح (430) شهيد

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن : ( جيش الاحتلال الصهيوني قتل نحو خمسمائة طفل فلسطيني ، وأصاب ثلاثة آلاف آخرين ضمن الحرب العدوانية المتواصلة على قطاع غزة )، وقالت رئيسة ( المكتب الميداني التابع لليونيسيف ) في قطاع غزة، بيرنيل إرنسايد: ( تمَّ إحصاء 469 طفلاً ضمن الشهداء، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، والوضع سيئ من حيث الآثار والأضرار على الأطفال الفلسطينيين، واستشهد تسعة أطفال في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة) ، وأكدت بيانات وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ما لا يقل عن( 560 طفلاً )، ويشكل الأطفال أكثر من ربع العدد الإجمالي المؤقت للشهداء الذي قفز إلى 2200شهيد ، والرقم مرشح للإرتفاع مع العثور على جثث المزيد من الشهداء تحت الأنقاض ، ومع إرتقاء العديد من الجرحى ، ويشكل الأطفال ما تزيد نسبته على خُمس الجرحى الذين فاق عددهم 11 ألفاً ، وأكدت منظمات دولية أن : ( استهداف المدنيين الفلسطينيين ، بمن فيهم الأطفال يشكل جريمة حرب ينبغي أن يحاسب مرتكبوها).

وحول الأضرار الفلسطينية في مجال الصناعت الغذائية ، قال ( اتحاد الصناعات الغذائية في قطاع غزة ) أن : ( العدوان الصهيوني كبّد مصانع المواد الغذائية "خسائر فادحة" ، وهناك مصانع تعرضت لتدمير كلي ، وأخرى لدمار جزئي ، وبلغت الخسائر 50 مليون دولار) ، وأكد تيسير الصفدي رئيس الاتحاد في القطاع أن : ( الإحتلال عمل على تدمير البنية الصناعية لقطاع غزة، وتم تدمير أكبر مصانع القطاع ، وأرقاها والتي كانت توفر 70% من احتياجات السوق الفلسطيني المحلي ، وتعمد الاحتلال ضرب البنية التحتية للاقتصاد الوطني بشكل كامل، وضرب أكبر المصانع الغذائية حتى  نصبح سوق مستهلك وليس منتج، ونشر البطالة والقضاء على فرص العمل، في وقت تشغل تلك المصانع أكثر من 12 ألف عامل ، والمصانع بحاجة إلى أكثر من عام لإعادة بنائها ، الأمر الذي قد يسرّح عشرات العمال من تلك المصانع ، وستكون لدينا بطالة لمدة عام) ،والمصانع التي تضررت هي : "شركة مصانع العودة بنسبة ضرر 50%، شركة مطاحن السلام 30%، شركة إياد غبون 100%، شركة عصام أبو طه 80%، شركة مصانع العريس 50%، شركة بيونير 100%، مصانع دلول للألبان 100%، مصنع أبو عيطة للألبان 30%، شركة النخلة 100%، مطاحن الفيحاء 50%، شركة لاين فود 90%، مصنع الأمير 50 %، مصنع سرايو الوادية 100%، شركة المدينة للمشروبات الغازية 100%، شركة فلسطين للصناعات الغذائية 80%، شركة أبو عجوة 100%، شركة توابل السلطان 100%" ، بينما الخسائر المباشرة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ،  تبلع أكثر من ( 9 مليار دولار) ، وهناك تقديرات فلسطينية أن الخسائر التي خلفها العدوان الصهيوني قطاع غزة "سوف تتجاوز (6مليار دولار ) فقط للبنية التحتية ، وإعادة بناء المنازل المدمرة"، ولا يشمل ذلك مقتنيات الأهالي التي دمرت مثل أثاث المنازل والسيارات وغيرها ، وهناك أكثر من 20 آلاف منزل دمر بالكامل، فيما أن 30 ألف منزل آخر لحق به دمارشبه كلي ، أو متوسط ، او جزئي" ، ولحق الدمار الهائل بثلاث مناطق رئيسة وهي الشجاعية، وبيت حانون، وشرق خانيونس ورفح ، وإن 60 % من البيوت مدمرة بشكل كلي في الشجاعية، خاصة منطقة ما بعد الخط الشرقي ، ودمر القصف الصهيوني غالبية المقرات حكومية، ومن بينها "مباني المحافظات وغالبية الوزارات ومقرات الشرطة والأمن الوطني"، وأكثر من 160 مسجداً ، بالإضافة الى تدمير المؤسسات في القطاع، وتوقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب القصف الصهيوني ، وزعم رئيس أركان الجيش الصهيوني، بيني غانتس : ( إن الجيش الإسرائيلي سيساهم في إعادة بناء قطاع غزة ، وندخل الآن في فترة زمنية صعبة سنقدم خلالها العون من أجل ترميم القطاع"، وسنقدم العون في الترميم ليس فقط بسبب اعتبارات استراتيجية، إنما من الجانب الإنساني ، صراعنا ليس مع سكان غزة") !!؟؟.

وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة ، إن :( الحرب الحالية لها تأثير مدمر على الأطفال ، الذي يشكِّلون نصف سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون تقريباً) ، وأحصت هذه المنظمة الأممية نحو : ( خمسين ألف طفل تعرضت منازل أسرهم للتدمير جراء القصف الصهيوني ) ، وقالت وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية ، أن :( التقديرات الأولية تظهر بأن 70% من الخسائر الناجمة عن العدوان في مجال قطاع النقل والمواصلات ، بلغت حوالي (10) ملايين دولار، والخسائر طالت الممتلكات المتعلقة بالمركبات الخاصة بالمواطنين ، منها تعرض ( 1000) سيارة لدمار كامل ، فيما تعرضت ( 1000) سيارة لدمار جزئي ، وبلغت خسائرها في الورش والكراجات التابعة لها ( 12 ) مليون دولار ، فيما بلغت الخسائر في السيارات الحكومية حوالي (3) مليون دولار ، و(2) مليون دولار في مركبات الدفاع المدني ، و( مليون و800 الف دولار ) في المركبات التابعة للقطاع الصحي ، والاضرار بمرفأ الصيادين في غزة بلغت ( 5 ملايين دولار ) ، وتبذل الوزارة  جهوداً حثيثة لاستمرار ومواصلة حصر دقيق وشامل لمجمل الخسائر بقطاع المواصلات ، وتقديم تقريرها حول ذلك في إطار الرؤية المسقبلية للحكومة حول القضايا المتعلقة بالإعمار ، وتسليط الضوء على حجم وفظاعة الاحتلال ، واعتداءاته التي تطال كل شيء) ، وناشدت الوزارة : ( كافة الجهات والأطراف الدولية والحقوقية بأن تقف أمام مسؤولياتها ، تجاه ما تعرض له شعبنا في قطاع غزه من عدوان ، وان تخرج عن صمتها المعهود) ، وأعلن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، أن : ( عدد الصحفيين الذين استشهدوا خلال العدوان بلغ 17 صحافياً، وكان هناك استهداف واضح من جيش الاحتلال للصحفيين، وتجسد ذلك من خلال الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء والجرحى بصفوفهم ) ، ورصد المركز: ( 186 انتهاكاً بحق الأطقم الصحفية والمؤسسات الإعلامية خلال الأشهر الستة الأولى لعام 2014، حيث ازدادت نسبة الانتهاكات بحق الصحفيين هذا العام بمعدل 64% مقارنة بالعام الماضي ، وأن الاحتلال الصهيوني ارتكب 132 انتهاكاً بحق الأطقم الصحفية بمعدل 70% من مجمل الانتهاكات ، والاحتلال بدأ هجمته وانتهاكاته بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ بداية العام، وتصاعدت وتيرتها عقب اختفاء المستوطنين الثلاثة بالخليل ، وبداية الحرب على قطاع غزة ، وسجلت انتهاكات دموية وغير مسبوقة بحق الصحافيين ، وأن الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الصهيونية على قطاع غزة غير مسبوق وفريد من نوعه ، وقام المركز بتوثيق الاعتداءات الصهيونية بحق الصحفيين الفلسطينيين ، لتقديمها إلى كافة المؤسسات المختصة بحماية الصحفيين الفلسطينيين ، لملاحقة الدولة العبرية ومحاسبتها على جرائمها المرتكبة بحقهم)، وتوزعت الاعتداءات المرتكبة بحق الأطقم الصحفية في القطاع والضفة الغربية والقدس المحتلة حسب الآتي  : الاعتداءات الجسدية ، احتجاز الصحفيين ومنعهم من التغطية ، والاقتحامات والاعتقالات ، ومصادرة المعدات ، والاغلاق والحجب ، والتهديد المباشر ، والمنع من السفر والتنقل ، وكبد الاحتلال القطاع الصحفي خسائر فادحة من خلال استهداف المؤسسات الإعلامية ، ومصادرة المعدات الصحفية واقتحام المكاتب الإعلامية ) ، وكان للرياضيين الفلسطينيين نصيبهم أيضاً ، من العدوان الصهيوني على قطاع ، حيث استشهد 32 رياضيًا فلسطينيًا غزة ، وتم تدمير30 منشأة رياضية دمرت بالكامل، بينما أعلنت وزراة التربية والتعليم العالي في غزة عن تضرر174 مدرسة ، وبلغت الخسائر جراء ذلك ( 13 مليون و100 ألف دولار ) ، وتدمرت وتضررت 26 مدرسة  بشكل كامل ، و122 مدرسة تضررت بشكل جزئي, وهناك 26 مدرسة حكومية مازالت مستخدمة كمراكز إيواء للنازحين والمدمرة بيوتهم.

  الأضرار والخسائر الصهيونية :

من أكبر الخسائر التي منيت بها حكومة تحالف اليمين الصهيوني الارهابي المتطرف ، بقيادة بنيامين نتنياهو ،نتيجة العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة ، تدهور علاقات نتنياهو والكيان الصهيوني مع الادارة الأميركية ، وقد هاجم يائير لابيد وزير المالية الصهيوني في جلسات مغلقة ، رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو واتهمه بــ : ( تخريب العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية، وإن العلاقات معها وصلت إلى الحضيض الأسفل ، وإن نتنياهو "تسبب بأضرار كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة"، ولم تشهد "العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مثل هذا التدهور من قبل، فالأمريكيون لا يتحدثون مع نتنياهو إلا عند الضرورة القصوى" ، وإن ما قام به نتنياهو مع السفير الأمريكي في تل أبيب دان شابيرو مسيئ للغاية، فتسريب فحوى مكالمة توبيخ شابيرو لوسائل الإعلام ، بكل ما ينطوي ذلك  على إهانة وتحقير لواحد من كبار أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة ،هو عمل غير معقول ) ، وفي أعقاب تدهور العلاقات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية فتح لابيد قنوات اتصال مع المسؤولين الأمريكيين، متجاوزاً نتنياهو، ويجري اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والسفير الأمريكي في تل أبيب دان شابيرو ، وتشهد علاقات لابيد- نتنياهو،  ونتنياهو- ليبرمان فتورا كبيرأ، وثمة من يطالبون في محيط لابيد  بتقاسم رئاسة الحكومة بين نتنياهو ولابيد ، ولدى أحاديث نتنياهو عن الانتصار الصهيوني في قطاع غزة ، قال الكاتب الصهيوني "مناحيم بن" لنتنياهو: ( أستحلفك باسم الرب لا تقل انتصرنا فهي هزيمة) ، ووفقاً لبيانات رسمية صهيونية، فقد قتل في العدوان الصهيوني على قطاع غزة 74 عسكرياً و6 مستوطنين، وأصيب حوالي 1318، بينهم 751 عسكرياً و557 مستوطناً، بينما أكدت  كتائب القسام  ، إنها قتلت أكثر من 170 عسكرياً، وأسرت آخرين، وأصدرت ( وكالة فيتش للتصنيف الائتماني ) الصهيونية تقريراً يوم الخميس 16/8 /2014 قالت فيه إن : ( عجز الموازنة الصهيونية خلال العام الجاري ، قد يتفاقم عن ما تستهدفه الحكومة بسبب الحرب على غزة، وستؤدى لضغوط لمنع تقليص الإنفاق على الجيش في موازنة العام المقبل 2015، وإن التكلفة المالية والاقتصادية للحرب على قطاع غزة، قد تؤدى إلى عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية إلى وصول عجز الموازنة، إلى المستوى المستهدف هذا العام ، ورغم ذلك فإن الأداء الأفضل من المتوقع للاقتصاد الإسرائيلي في النصف الأول من 2014، سوف يساعد في تقليل تأثيرات الحرب على عجز الموازنة ، وبخلاف النفقات غير المتكررة للعملية العسكرية، فإن تجدد الصراع مع حركة حماس، سيضيف مزيداً من الضغوط لزيادة نفقات الجيش، والحد من المرونة المالية) ، وقالت صحيفة ( ذي ماركر ) الإقتصادية الصهيونية  ، إن العسكرية للحرب الصهيونية على قطاع غزة حتى اليوم الـحادي والأربعين ، بلغت ( تسعة مليارات شيكل ) ، عدا عن الأضرار المدنية والخسائر غير المباشرة للاقتصادالصهيونية ، ونقلت عن وزارة المالية الصهيونية أن المبلغ الذي يتوقع أن يزيد بشكل كبير سيحتسب في إطار ميزانية عام 2014 ، وأوضح التقرير أن تكلفة جندي الاحتياط الصهيوني تبلغ ( 500 شيكل يوميا) ، مشيراً إلى وجود( 60 ألف جندي احتياط ) ، يكلف (30 مليون شيكل يومياً )، ويكلف كل أسبوع ( 200 مليون شيكل) ، وإذا ما تطلب تجنيد واسع للاحتياط فإن التكلفة سترتفع لــ : ( مليار شيكل ) ، وتسببت الحرب على غزة بهروب شركات الإنتاج الأمريكية ، وإلغاء العقود مع الشركات الصهيونية ، وقدرت صحيفة ( غلوبس ) الاقتصادية خسائر قطاع الإنتاج بمئات آلاف الدولارات ، ونشرت الصحيفة تقريراً ، كشفت فيه : ( إن شركة "تايرانت" للإنتاج الفني  وشركة "ديغ"  التابعة لشبكة "إن بي سي" ، بدأوا بتصوير برنامجين في الكيان الصهيوني ، لكن الحرب أدت لوقف التصوير ولإلغاء العقود ، والبرنامجان كانا يوفران فرص عمل لآلاف الإسرائيليين ، لكن الحرب تسببت بنتائج كارثية لقطاع الإنتاج ، والعملين الفنيين اللذين توقفا كان يفترض أن يضخا "40 مليون دولار " ، للاقتصاد الإسرائيلي ) ، وقدرت الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني ، نتيجة إلغاء العقود بـ (100 مليون شيكل) ، وتوقف أيضاً إنتاج الأعمال التلفزيونية المحلية ، نتيجة للحرب ، وبقي ألاف موظفي قطاع الإنتاج من دون عمل. قال مكتب الإحصاءات المركزي الصهيوني في تقديرات أولية إن الاقتصاد الصهيوني  نما ( 1,7 بالمئة) على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الحالي ، منخفضاً بذلك عن التوقعات مع تراجع الصادرات والاستثمارات ، وتوقع المكتب أن يبلغ النمو في عام 2014 بأكمله ( 2.9 بالمئة ) ، لكن  العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي بدأ في 8 يوليو/ تموز 2014 قد تمحور نحو ( نصف نقطة مئوية) ، وتوقع المحللون في استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للكيان الصهيوني ( 2.5 بالمئة ) في الربع الثاني ، وجرى تعديل نمو الناتج في الربع الأول إلى ( 2.8 بالمئة) من ( 2.9 بالمئة) ، وخفض البنك المركزي الصهيوني سعر الفائدة الأساسي بشكل غير متوقع إلى (0.5 بالمئة ) شهر يوليو / تموز الماضي ، وقال البنك المركزي إنه : (لا يعول كثيراً على البيانات الأولية للناتج الإجمالي ، لأنها كثيرا ما تخضع للتعديل) ، وأكدت تقارير إعلامية صهيونية أنه لا يزال 60 جنديًا صهيونيًا يرقدون في المستشفيات بسبب إصاباتهم أثناء الحرب العدوانية على قطاع غزة ، ويرقدأكثر من 50 جنديًا في المركز الطبي "شيبا"، في قسم جراحة العظام التأهيلي، وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية : ( إن غالبية الجنود مصابون بأطرافهم، وهناك 7 جنود تعرضوا لإصابات في الرأس ، ولايزال ضابط الكتيبة 12 في لواء "غولاني"، شاي سيمان طوف، في قسم الجهاز التنفسي في المركز"، وهناك جنديان يرقدان في قسم معالجة الحروق، أحدهما في قسم جراحة التجميل، في حين يرقد الثاني في قسم الطوارئ) ، وفي مستشفى "سوروكا" الذي قدم العلاج لعدد كبير من الجنود الصهاينة الجرحى أثناء الحرب، لا يزال يرقد 4 جنود، حالة اثنين منهم خطيرة ، ويمكثان في وحدة العلاج المكثف، أما الثالث فقد وصفت إصابته بالمتوسطة ، وفي مستشفى "هداسا" بالقدس المحتلة يرقد جنديان، أحدهما وصل المستشفى قبل شهر ولا يزال قيد العلاج، في حين لا يزال الجندي الثاني ، وهو من لواء المدرعات ، فاقداً لوعيه ، وفي حالة غيبوبة كاملة في وحدة العلاج المكثف، ومازال المظلي  "شاحار شاليف" فاقداً لوعيه وغير قادر على التنفس لوحده ، يرقد في العناية المكثفة في مستشفى "رامبام"في حيفا المحتلة ، وكان قد أصيب في عملية قتل فيها ثلاثة جنود في 23 تموز (يوليو) 2014، بينما بترت رجلاه ، ولا يزال يمكث في المستشفى في حالة الخطر الشديد ، وكبدت المقاومة الفلسطينية نخبة ضباط وجنود الجيش الصهيوني خسائر فادحة ، فقتلت وأصابت وأسرت منهم في عمليات بطولية ونوعية ، وتفاجأ سكان المستوطنات الجنوبية المحاذية لقطاع غزة لدى عودتهم إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، وإثر الإعلان عن وقف اطلاق النار، فكك الجيش الصهيوني أماكن حراسة ( مستوطنات غلاف غزة ) ، وغادر كافة الجنود للمنطقة تاركين خلفهم جدار المستوطنات دون حماية، رغم وعود رئيس اركان جيش العدو الجنرال بيني غانتس بإبقاء الجنود لحمايتهم ، وقالت القناة العاشرة الصهيونية مساء يوم الخميس28/8 أن : ( سكان مستوطنة كفار عزة عادوا الى بيوتهم وتفاجأوا بسياج المستوطنة مكشوف ، والجيش قام بتفكيك أماكن الحراسة والجنود غادروا المنطقة ، وناشدت إدارة المستوطنة المستوطنين بتجنيد متطوعين للحراسة خلال ساعات المساء ، والمستوطنة تبعد كيلومترين فقط عن حدود قطاع غزة الشمالية الشرقية، ومازال خطر الأنفاق قائم يتهدد المنطقة، فضلاً عن الصعوبة التي يعاني منها المستوطنين في العودة إلى روتين الحياة اليومية ، وهم يعتقدون أن الحياة لم تعد الى سابق عهدها ، وتركت بوابات المستوطنة مفتوحة ، والحراس غير موجدين ويمكن خلال دقائق السفر وصولاً إلى قطاع غزة دون أن يلاحظ أحد ) ، ولفتت القناة أنه : ( قبل 12 ساعة فقط ، وعد رئيس الأركان المستوطنين أن الجيش سيستمر بدعمهم ، وسيوفر الحماية لهم بشكل دائم، وأصيب المستوطنون بخيبة الامل من عدم تحقيق هذه الوعود) ، ورد الجيش الصهيوني على ذلك، قائلاً أنه : ( أبقى جزءاً من مقاتلي لواء غفعاتي في المستوطنة ، وهم يقومون على حماية السكان، واتخذ اللواء مجموعة من التدابير السرية والعلنية منذ نهاية العملية ) ، وأكدت القناة الصهيونية أن : ( طاقمها الذي أرسل إلى المستوطنة لإعداد هذا التقرير ، لم يشاهد حتى ولو جندي واحد في المنطقة) ، ومن ناحية أخرى كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية على موقعها الالكتروني مساءالخميس 28/8, عن عدة محاولات من قبل مقاتلي حماس خلال العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة لــ : ( استهداف وسائل المراقبة والمتابعة على الأعمدة أو الأبراج القريبة من حدود القطاع ، من أجل التشويش على عمل الجيش ومنح نفسها حرية التحرك في المنطقة، وإعماء أعين قوات مراقبة فرقة غزة"، ونجحت حماس في بعض المرات في تفجير العبوات التي كادت أن تدمر الأعمدة التي تحمل هذه الكاميرات القريبة من الحدود، وأطلقت حماس في الأسبوع الأخير صاروخًا موجهًا باتجاه الجزء العلوي من عامود مراقبة قرب موقع ناحل عوز شرقي الشجاعية، واستهدفت بعشرات قذائف الهاون هذه الوسائل، بينما كان جنود كتيبة جمع المعلومات التابعة لفرقة غزة بالمجيء للمنطقة لإصلاح الضرر) ، وروى الضابط "شير منشه" من ضباط فرقة غزة للصحيفة : ( إن حماس كانت تتابع حركة المجندات وهن يصعدن على الأبراج والأعمدة لإصلاح الأضرار، وكانت تستهدف المنطقة بقذائف الهاون، وكان الجيش يفضل إصلاحها تحت جنح الظلام للتمويه على حماس ، وزاد من كمية وسائل المراقبة مكان التي تم تدميرها) ، وكشف الضابط عن : ( حادثة حصلت الأسبوع الأخيرمن الحرب،  عندما استهدفت حماس أحد الأعمدة قرب ناحل عوز، وقدمت وحدة للمكان لإصلاح الضرر ، ولكنها جوبهت بوابل من قذائف الهاون،وأوقفت العمل أكثر من مرة بسببه )، وكشفت الضابطة الصهيونية ميتال كوهين" وهي (قائدة إحدى الخلايا التقنية في فرقة غزة ) ، عن : ( المخاوف التي كانت تنتابها ، وهي في طريقها لإصلاح الأضرار، وأنها كانت تشعر أن هناك من يتابعها ، رغم دائرة الحماية التي كان يمنحها الجيش ، وكانت تقوم بإصلاح الأضرار ليلاً ، ولا تستخدم كشاف الإنارة ، أو حتى الجوال كي لا تثير انتباه الجانب الآخر، وكانت تسمع أصوات غريبة على جانب الحدود وقت العمل)، ونقلت الصحيفة عن مسئول وحدة المتابعة الإلكترونية على حدود القطاع "بروخ الكيام" قوله: "( ن الجيش إضطر مؤخرًا لسحب بعض وسائل المراقبة إلى الوراء حتى يتمكن ، من متابعة ما يحصل داخل الحدود ، خوفاً من الأنفاق العابرة للحدود).

مواقف ، وردود فعل العدو :

ــــ كتب الصحافي والمحلل الصهيوني  آري شبيط مقالاً في صحيفة ( هآرتس ) الصهيونية عن العدوان الصهيوني على غزة بتاريخ 7/8/ 2014 بعنوان : ( صاروخ حماس السري ) قال فيه : (  في حرب تموز/ يوليو الحالية أطلقت حماس على اسرائيل 3356 صاروخاً ، بعضها قصير المدى وبعضها طويل المدى ، وبعضها لمدى متوسط ، لكن أخطر صاروخ استعملته حماس في عملية الجرف الصامد كان الصاروخ رقم 3357، وكان هذا الصاروخ الذي لا يُرى ، صاروخاً عابراً للقارات – أصاب أهم قواعد تأييد اسرائيل في خمس قارات اصابة قاسية ، فقد بلغ الى كل بيت في امريكا وسبب ضرراً شديدا في كل دولة في اوروبا، وبلغت متفجراته الفتاكة إلى أمريكا الجنوبية ، وإلى شرق آسيا وإلى شبه القارة الهندية ايضا ، ولم تنجح منظومة القبة الحديدية في اعتراض الصاروخ السري، ولم ينجح سلاح الجو الاسرائيلي في أن يحرف رأس الصاروخ المدمر عن مساره ، ولم يعرف المستويان السياسي والعسكري ايضا كيف يصدان الضربة التي أصاب بها هذا الصاروخ جبهة اسرائيل الداخلية الاستراتيجية – ، فقد تركا المشاهد الفظيعة لأولاد موتى ، ومدارس مدمرة ، ومساجد مفجرة أن تمنح حماس أكبر انجازاتها ، وهو سلب اسرائيل شرعيتها بصورة زاحفة ، ينبغي ألا نُبلبل: فقد كانت دولة اسرائيل في هذه الحرب الفظيعة وما زالت الجانب المحق ، وحماس منظمة فاشية هاجمت دون حق الديمقراطية الجارة عن محاولة آثمة لإماتة مدنيين اسرائيليين ، والافضاء الى موت مدنيين فلسطينيين ، وبذلت اسرائيل أفضل ما تستطيع كي لا تُدفع الى الصراع العنيف ، وكي تُضائل المس بالأبرياء الى أدنى قدر ، ولهذا لا يوجد أي مكان ألبتة لمقارنة اخلاقية بين الكيانين اللذين أحدهما أخلاقي ومستنير والآخر مستبد وقاتل ، لكن من المؤسف جداً أن حماس خططت للمعركة واستعدت لها استعدادا أفضل من اسرائيل، وتطورت استراتيجية آثمة ترمي الى جعل اسرائيل تستعمل قوتها الهائلة للدفاع عن نفسها ، ولأن اسرائيل لم يكن لديها رد استخباري عملياتي ساحق ، فانها تصرفت كما توقعت حماس أن تتصرف فاستعملت قوة نيرانها استعمالاً أضر بصورتها الدولية، لا قدرة لحماس على استعمال صواريخ عابرة للقارات تبلغ إلى مسافات بعيدة، لكنها باستعمالها المُحكم لطائرات الجيش الاسرائيلي وصواريخه ومدافعه وراجماته – ضربت الجيش الاسرائيلي في كل تلفاز في الولايات المتحدة ، وأحدثت حماس صورة معوجة عن دولة اسرائيل عند مليارات من الناس في أنحاء العالم ، وستحاول الآن بعد أن لذعت صورتنا تلذيعاً شديداً أن تشوش تماماً على علاقاتنا المضعضعة بأمريكا المتقدمة واوروبا المعقولة ، وستحاول أن تكتب تقرير غولدستون 2، وأن تُحدث دربن 3 وأن تجر أفضل ناسنا الى لاهاي ، ويبدو أن حماس لن تطلق بعد الآن قذائف صاروخية على عسقلان وأسدود ، لكنها ستستعمل صاروخها السري لمحاولة جعلنا بخلاف ما نحن عليه – أن تجعلنا جنوب افريقيا، ولذلك لم تنته عملية الجرف الصامد، فالأسابيع القادمة هي التي ستحدد نتيجة المعركة النهائية ، وفي حين يتفاخرون في "الكرياه " ، وبحق بالقبة الحديدية وبتفجير الانفاق ، أصبح واضحاً اليوم أن اسرائيل ليست لها قبة حديدية سياسية ، وأن الفلسطينيين يحفرون نفق هجوم استراتيجياً تحت مكانتها في العالم ، إن نقطة ضعف اسرائيل الحقيقية ، هي الفرق القيمي والتصوري بينها وبين حليفاتها في الغرب ، ولم يكن هذا الفرق قط أعمق مما هو عليه اليوم مع مشهد الدمار الفظيع في غزة ، لهذا فإن عمل بنيامين نتنياهو أن يعمل الآن ما لم يعمله في الماضي ، وهو أن يبادر الى خطة مارشال – لتعمير قطاع غزة ، وأن يبادر لخطة سياسية – تعيد بناء المسيرة السلمية، وأن يُظهر السخاء ، اذا لم نستكمل الهجوم الجوي والحرب البرية ، بعمل سياسي فسنعرض كل انجازاتنا للخطر ، وقد نمنح حماس بأيدينا النصر الذي هرب منها الى الآن ) وجه نائب قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال الصهيوني الجنرال احتياط "يوم توف ساميا" انتقاداً شديد اللهجة ضد القيادة السياسية الصهيونية ( حول آلية التعامل مع تهديد أنفاق المقاومة خلال عملية الجرف الصامد) ، ونقلت القناة الصهيونية الثانية على موقعها الالكتروني مساء السبت 17/8عن "توف ساميا" قوله : ( كان من المفترض أن تقرر القيادة السياسية أن تلقي مسئولية إيجاد حل للأنفاق على الجيش الإسرائيلي ، دون أن يتم ربط ذلك مع تهديد صواريخ المقاومة في قطاع غزة ، وكان يتوجب على القيادة السياسية في إسرائيل أن تمنح الجيش الإسرائيلي حرية العمل لمعالجة خطر الأنفاق في غزة كحل استراتيجي وجوهري، حتى لو أدى ذلك إلى تخطي القوات الجدار الحدودي في الأوقات الطبيعية الروتينية" ، ومن الأفضل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بضربة استباقية للأنفاق قبل البدء والشروع بالعملية،وأن القيادة السياسية كانت ستلقى غطاء دولياً على هذه العملية بعد الكشف بأن 32 بلدة إسرائيلية كانت معرضة لخطر الأنفاق) ، وقال مراسل القناة الثانية في التلفزيون الصهيوني "أودي سيغال"، أن :( الدولة العبرية على ما يبدوا ليست قريبة من التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار ، طالما لم يضمن الاتفاق مصالح إسرائيل الامنية ، وأن إسرائيل على اتصال دائم بالوساطة المصرية تحسباً لعدم توقيع على اتفاق يتم بموجبه وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وتصر اسرائيل بشدة على أن اية تفاهمات يتم الاتفاق عليها يجب أن تضمن المصالح الامنية الاسرائيلية) ، وقال وزير الاقتصاد الصهيوني نفتالي بينت ، زعيم حزب "البيت اليهودي" وعضو "الكابينت" لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" : ( يتوجب القيام بخطوات أحادية الجانب من قبل اسرائيل، وفتح المعابر مع قطاع غزة ، دون التوصل الى اتفاقية مع حماس ، ويتوجب القيام بخطوات احادية الجانب، وتقدم اسرائيل على فتح المعابر مع قطاع غزة ، وتوسيع المنطقة البحرية المخصصة للصيد في قطاع غزة، دون الاتفاق مع حركة حماس ، كوننا لن نقدم على توقيع اتفاقية لا تحافظ على حقنا في العمل ضد الانفاق ) ، وخرجت مساء السبت 17/8 تظاهرات في تل أبيب تطالب بإقالة حكومة نتنياهو بعد فشله في الحرب على غزة ، وطالب وزير المالية الصهيوني يائير لابيد بـــ : ( عدم انهاء العملية العسكرية في غزة حتى شعور سكان إسرائيل بالأمن وإيجاد ترتيبات دولية لحمايتهم") ، وقال وزير شؤون الاستخبارات في الكيان الصهيوني يوفال شتاينتز : ( أنه يجب الوقوف بحزم تجاه قضية نزع سلاح المقاومة في غزة ، وأن الموافقة على مسألة الميناء تعني وصول صواريخ سكود وزلزال إلى غزة" ، وأن إسرائيل على تواصل مع السلطات المصرية وأهم شيء في المحادثات هو نزع سلاح غزة ، وإذا لم يتم هذا الأمر فسيكون الوضع على الأرض أسوأ ) ، وأكد أكثر من مسؤول صهيوني أنه إذا :( فشلت مباحثات القاهرة في التوصل لاتفاق طويل الأمد فستلجأ الدول الكبرى لإصدار قرار من مجلس الأمن ، يطالب جميع الأطراف بوقف اطلاق النار)، وقال بنيامين نتنياهو:( إذا كانت حماس تعتقد أن بمقدورها التغطية على خسارتها العسكرية من خلال إنجاز سياسي فهي مخطئة، فطالما لم يعد الهدوء فإن حماس ستواصل تلقي الضربات القاسية ، وإن إسرائيل ما زالت في أوج المعركة العسكرية والسياسية ) وزعم نتنياهو أن : ( حماس تلقت ضربة قاسية جداً ، وأن إسرائيل دمرت العديد من الأنفاق ، وجرى استهداف مئات المقاتلين من حماس ، وإذا كانت حماس تظن بأنها من خلال إطلاق القذائف بشكل متفرق ستبتز التنازلات من إسرائيل فهي مخطئة ) ، ودفعت وزيرة القضاء ، تسيبي ليفني، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، خلال الأسابيع الماضية اقتراحا يقضي بــ : ( تنفيذ إسرائيل خطوات أحادية الجانب، تحت عنوان "تسوية مقابل العالم") ، ووفقاً لاقتراح ليفني، فإن : ( إسرائيل ستنفذ خطوات أحادية الجانب تشمل تسهيلات لسكان قطاع غزة ، وتحظى بدعم المجتمع الدولي والدول العربية، من دون التوقيع على اتفاق مع حركة حماس) ، تم توجيه العديد من الانتقادات ضد الحكومة العدو الصهيوني ، في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار، وتساءل الوزير الصهيوني اليميني المتطرف عوزي لانداو من الحزب اليميني الصهيوني المتطرف (إسرائيل بيتنا )،  في مقابلة مع صحيفة ( يديعوت أحرونوت)، يوم الأربعاء 27/8/2014، عن :( الإنجازات التي حققتها الدولة العبرية طوال 51 يوماً من القتال ، نفذت خلالها آلاف الغارات الجوية) ، وقال عضو الكنيست الصهيوني عوفر شيلح من حزب ( يش عتيد/ هناك أمل  )  إن : ( حزبه يدرس مسألة بقائه في داخل الحكومة )، وأكد عضو الكنيست الصهيوني إليعيزر شطيرن إنه : ( بدون "علمية سياسية سيتم التوجه نحو الانتخابات ) ، وقال لانداو : ( أنا أسأل ما هي إنجازاتنا بعد 51 يوماً ، من القتال نفذ فيها آلاف الغارات الجوية؟ والجواب هو: أننا لن نحصل على الهدوء، وإنما على وعد بالهدوء ) ، وكشفت الصحيفة الصهيونية عن :( مقتل 70 إسرائيلياً، بينهم ستة مدنيين ، وأطلقت المقاومة الفلسطينية باتجاه الكيان الصهيوني 4564 صاروخاً وقذيفة هاون، انفجر منها 3641 داخل كيان الاحتلال ، منها 3417 سقطت في مناطق مفتوحة، بينما سقط 224 في مناطق سكنية، وتم اعتراض 735 صاروخا ، وفي المقابل، فإن الجيش الصهيوني قصف 5263 هدفاً في قطاع غزة ) ، وأكد لانداو أن : ( مكانة حركة حماس قد تعززت بعد الحرب، وأنها تفاخر بإنجازاتها ، وإن حماس حققت إنجازات سياسية، و"حماس كانت صغيرة ومسحوقة، وعبدت الحملة العسكرية لها الطريق" ، وأعلنت حماس انتصارها، وبحق، فهي لا تزال في القيادة، ولا تزال تمتلك عناصر قوتها، وسوف تحاول إقامة منشآت لإنتاج وتهريب الأسلحة ) ، وكشف أنه في : ( إطار الاتفاق التزمت إسرائيل بوقف الاغتيالات، وهي إحدى الأدوات المهمة لإسرائيل ، وكان يجب أن تنتهي الحملة العسكرية بصورة مغايرة ، والمشكلة التي نشأت بسبب المس بقدرات الردع خلال الحرب على غزة هي وجود حزب الله وإيران على المدرج، وهم يرون كيف أن إسرائيل لم تتمكن من هزيمة حماس طوال 50 يوما ، ويشاهدون نظريتنا القتالية، ويرون ردنا على الصواريخ، وسوف يدرسون ذلك ويطورون وسائل مضادة ) ، وحول بقاء حزبه في الحكومة، قال لانداو إن : ( كل جهة سياسية تجري حساباتها بشأن قدرتها على البقاء في حكومة تعمل بطريقة معينة) ، وقال عضو الكنيست عوفر شيلح (يش عتيد/ هناك أمل ) إن : ( الحكم على "حدث من هذا النوع" من زاوية من انتصر ومن خسر غير موضوعي، ويجب النظر إلى الواقع كما هو، وفي الأساس على ما يجب فعله الآن ، وإن كل عمل عسكري يقاس في نهاية المطاف بما يُنجز في العملية السياسية ، وأن السؤال هو ما الذي ستفعله إسرائيل الآن؟، وخاصة وأن هناك فرصة سياسية ، وعلى القيادة أن تحقق الهدف الذي لم يتحقق عندما أطلقت الرصاصة الأخيرة) ، وقال الوزيرالصهيوني  يعكوف بيري إن : ( جولة القتال الدموية الحالية ، وفرت فرصة نادرة لعملية سياسية، وأن الصراع مع الفلسطينيين والعالم العربي لا يحسم بعمليات عسكرية ، ونتانياهو يدرك أننا جديون، وإذا لم ننجح بقيادة عملية سياسية في نهاية المطاف فإن الشعب سيحسم، وسنجد أنفسنا في الانتخابات ، وتواجه إسرائيل تحديات كبيرة الآن، مثل المصادقة على ميزانية العام 2015، ولجان التحقيق، و"العملية السياسية" ، ويجب القيام بخطوة إقليمية توحد "الدول المعتدلة"، وفي الوقت نفسه التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين) ، وأكد عضو الكنيست الصهيوني إليعيزر شطيرن (حزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني) أنه إذا : ( لم تتوجه الحكومة باتجاه "عملية سياسية" ، سيتم التوجه نحو الانتخابات ، وإن إسرائيل دفعت ثمناً كبيراً خلال هذه الحرب، وكان من الممكن أن يكون الثمن أكبر بسبب الأنفاق ، وهناك فرصة لتسوية سياسية، ويجب أن نكون شجعان ، وهناك أناس لهم مصالح أخرى بالبقاء في الحكومة، وإذا لم يكن هناك مفر فيجب إحداث تغيير في الحكومة ،  نتيجة لعدم موافقة أشخاص على التوجه نحو عملية سياسية حقيقية ، باتجاه دولتين لشعبين ) ، وخلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة بلغ فقدان الاحساس وانعدام الانسانية لدى غالبية الصهاينة حداً كبيراً ، ونشرت وسائل الإعلام الصهيونية صوراً لقطعان المستوطنين ، وهم يشربون القهوة والشاي من الماكينات التي أُحضِرَت خصيصاً إلى تلة تشرف على القطاع ، للتهليل والتشجيع لمشاهد محرقة القطاع بمنازله وأطفاله ونسائه وشجره، وصمت العالم،  وهذا انحطاط اخلاقي ليس بعده إنحطاط ، ونشر موقع (الجزيرة ستريم ) الإليكتروني ، (إعلاناً تجارياً من شركة "غارنييه- اسرائيل" للعناية بالبشرة ، تؤكد فيه انها أرسلت شحنة من منتجاتها " إلى فتياتنا الجميلات المقاتلات في جيش الدفاع الاسرائيلي ، وتحوي الشحنة الصابون ، والمواد المعدنية لكي يدللن أنفسهن حتى في وقت الحرب !! ) ، وكتب عنصريون صهاينة شعارات معادية للفلسطينيين والعرب، صباح يوم الجمعة 22/8 /2014، على حافلة ركاب تابعة لفريق نادي مكابي تل أبيب لكرة القدم ، وخط العنصريون شعارات “الموت للعرب” و“كهانا على حق” و”دمغة ثمن” و”راضي مات”، في إشارة إلى اللاعب العربي في الفريق مهران راضي ، وتصاعدت في ظل العدوان الصهيوني على غزة الأعمال العنصرية من قبل مجموعة صغيرة من مشجعي مكابي تل أبيب ضد اللاعب العربي في الفريق ، وبلغت ذروة هذه الأعمال، قيام مجموعة من المشجعين بشتم وسب راضي قبل عدة أسابيع في ختام تدريب للفريق ، واستنكر مالك الفريق، ميتش كودلهار، هجوم المشعجين على اللاعب العربي وتعهد بمحاسبتهم، وفي جانبٍ آخر كشف موقع ( واللا ) الصهيوني أن : (  السلاح الفتاك الذي بيد حماس هو قذائف الهاون ، وتُكرّس جهوداً لإطلاقها على البلدات ، وعلى القواعد العسكرية القريبة من الشريط الحدودي ، والجيش يدرك مدى الصعوبة في التعامل مع قذائف الهاون ، ويبذل جهوداً من أجل التخفيف منها ) ، وقال المحلل السياسي الصهيوني في صحيفة ( يديعوت أحرنوت ) الصهيونية أليكس فيشمان" : ( حدد الجيش لنفسه هدفاً جديداً ، وهو إبعاد قذائف الهاون عن البلدات المحيطة بقطاع غزة، وكان واضحاً منذ بداية الحرب ، أن السلاح الفتاك ليس الصواريخ ، بل قذائف الهاون التي لا تتوفر لها وسيلة إنذار مسبق ، وإن 20 جندياً ، من بين الـ64 الذين قتلوا، قتلوا بقذائف هاون داخل الخط الأخضر، قذائف الهاون كانت ولا زالت نقطة الضعف في الدفاع عن الخط الأمامي الذي يشمل عشرات المستوطنات، وفي معظم الحالات انتهى الأمر بمعجزة ولم تقع إصابات ) ، وصعدت قوات الاحتلال الصهيوني في اليومين الأخيرين من العدوان الصهيوني على قطاع غزة ، من قصف المناطق التي تطلق منها قذائف الهاون ، بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية ، وتأليب الشارع ضدها ، ونقلت صحيفة ( هآرتس ) يوم الجمعة 22/8/2014 عن المنظومة الأمنية الصهيونية تقديراتها : ( أن حركة حماس نجحت في تحديد ورصد المسئولين والقادة الإسرائيليين الذين يتفقدون بلدات غلاف غزة في الأيام الأخيرة ، وقصفهم بقذائف الهاون والصواريخ ، وأنه تم تركيز صواريخ المقاومة على غلاف غزة بالتزامن مع زيارة المسئولين والضباط الكبار لغلاف غزة)  ، وسمحت الرقابة العسكرية الصهيونية بنشر أنباء تفيد بــ : ( أن رئيس هيئة الأركان "بيني غانتس" تواجد يوم الجمعة 22/8 في مكان سقوط قذيفة الهاون في كيبوتس ناحل عوز في المجلس الاقليمي "شاعر هنيغف" / شرق غزة ، والتي أسفرت عن مقتل شاب إسرائيلي) ، وقالت ( إذاعة الكيان الصهيوني )  مساء يوم السبت23/8 /2014 ، أنه : ( أثناء تواجد رئيس الأركان تعرض الكيبوتس لوابل من رشقات قذائف الهاون ، ودوت صفارات الانذار على إثرها لأكثر من تسعة مرات ، قبل وبعد حادثة مقتل المستوطن الإسرائيلي ) ، ولا تمتلك الإذاعة الصهيونية : ( معلومات عن المدة الزمنية ، التي مكثها رئيس الأركان في الكيبوتس ) ، وفي حادثة أخرى : ( تم إطلاق وابلاً من القذائف بالتزامن مع زيارة قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان يوم  الجمعة 22/8 لكيبوتس "ناحل العوز"، وألغى وزير الجيش "موشيه يعالون" زيارته للكيبوتس في نفس اليوم ، بعد تعليمات من "الشاباك " ، خوفاً على حياته بسبب تدهور الوضع الأمني في  المنطقة ) ، وأكد ضباط كبار في جيش الاحتلال الصهيوني بأن : ( حركة حماس تتعقب وترصد كافة التحركات العسكرية على الجدار الحدودي ، وبشكل دقيق بهدف تتبع وصول المسئولين الكبار لزيارة بلدات الغلاف ، ويتم معرفة ذلك من خلال تحركات القوات ، وتواجد مركبات الحراسة) ، ويخشى المسئولون العسكريون الصهاينة أن : ( تتمكن حركة حماس رصد آلية العمل ، وتحركات الجيش في الوقت الذي يزور فيه المسئولون خلال الفترات القادمة، مطالبين بالقيام بإجراءات أمنية مشددة لحمايتهم ) ، وسلطت إذاعة ( الجيش الصهيوني ) ظهر الأحد 24/8 الضوء على ما يجري داخل الائتلاف الحكومي الصهيوني ، بعد الخلافات التي نشبت إبان عملية "الجرف الصامد"، وقالت إن :       ( المنظومة السياسية تشهد أضخم خلاف في تاريخ الدولة العبرية ، ووجه حزب العمل ، وحزب كاديما ، وحزب شاس انتقادات شديدة اللهجة ضد وزراء الكابنيت الحاليين، مشيرين إلى أنهم يقومون باستغلال مكانهم لحسابات شخصية وحزبية سياسية ) ، وأكدت الإذاعة أن : ( أحزاب المعارضة ترفض الانضمام إلى الائتلاف الحكومي الحالي ، لكنها لم ترفض دخول الحكومة بشكل نهائي، ولا يمكن أن نرى حزب شاس مع حزب "هناك مستقبل" في حكومة واحدة) ، وعرض وزير الاستخبارات الصهيوني "يوفال شتاينتس" على أحزاب المعارضة الانضمام للائتلاف الحكومي الحالي، ونقلت الإذاعة الصهيونية عن شتاينتس قوله : ( لا أعتقد أنه من السليم توجيه الانتقادات إلى نتنياهو أثناء العملية"، فهو يدير تلك العملية العسكرية بحكمة وعقلانية ، وهو من يتحمل كافة المسئولية، مقابل لا أحد من الوزراء يتحمل جزءاً ولو بسيطاً من المسئولية في هذه الحرب) ، وقالت الإذاعة أن : ( مكتب رئيس الحكومة يعلم يقيناً من أن حزب العمل سيرفض ذلك العرض، ولن يقوم بالإعلان عن الانضمام إلى الائتلاف) ، ورفض زعيم المعارضة الصهيونية في ( الكنيست ) "يتسحاق هيرتسوغ" : ( بشكل قاطع للانضمام إلى حكومة وحدة)، ودعا إلى : ( إجراء انتخابات عامة مبكرة بعد الانتهاء من العملية العسكرية في قطاع غزة فوراً ) ، وأكد رئيس كتلة حزب العمل في الكنيست "إيتان كابل" "إنه : ( ليس لحزبه شيئاً ليبحث عنه في هذه الحكومة" ، وهناك هوة شاسعة بيننا وبين نتنياهو حول مسألة قيادة عملية سياسية جوهرية، وأن امتناع نتنياهو القيام بذلك مس بإسرائيل، ويجب التوجه فوراً لانتخابات مبكرة بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة") ، وقال مسئولون في حزب ( شاس ) : ( سيوفر الحزب شبكة أمان لنتنياهو لييسمح لبعض المشاغبين بالاستقالة من الكابنيت"، ونتنياهو يعلم بأننا ندعمه) ، ونقلت القناة الفضائية الصهيونية السابعة مساء الأحد24/8 عن ضابط كبير في سلاح الجو الصهيوني قوله : ( نحن نعمل بقوة وبعنف ضد منصات إطلاق صواريخ المقاومة في قطاع غزة حتى لو كانت تخرج من مناطق مأهولة ، وعمل سلاح الجو الإسرائيلي خلال 48 يوماً الماضية ، بكل قوة وقسوة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وخلال فترات التهدئة ووقف إطلاق النار قمنا بجمع معلومات استخباراتية عن قادة حماس والمقاومة من أجل استهدافهم ، وكان إستهداف منصات الصواريخ في المناطق المأهولة في غزة ، من المحظورات في السنوات والأشهر الماضية، لكن الحكومة والجيش رفعا هذا الحظر مع تزايد سقوط أعداد كبيرة من الصواريخ ، ولا يمكن وقف إطلاق الصواريخ والقذائف بشكل كامل ، حتى لو قام الجيش الإسرائيلي بعملية برية، فإنها ستكون دون جدوى، وفوجئت قيادة سلاح الجو من كمية الصواريخ المضادة للطائرات التي أطلقت على طائرات سلاح الجو الحربية، وتعرضت الطائرات الحربية ،لأكثر من عشر مرات لتلك الصواريخ ) وكشف فيشمان أنه : ( تسلل 13 مجاهداً من المقاومة الفلسطينية عن طريق أحد الأنفاق خلال العدوان الصهيوني ، ولم يُتِح العتاد العسكري المتوفر للجيش تدمير أكثر من نفقين أو ثلاثة خلال يومين من العمل المتواصل على مدار الساعة ) ، وتساءل : ( وقفت ألوية كاملة لمدة أسبوعين تحت النار حتى وصلهم العتاد اللازم لتدمير الأنفاق، وخاصة المواد المتفجرة السائلة ، فهل هذا جيش تصل ميزانيته إلى 60 مليار شيكل؟ ) ، وقال المحلل العسكري الصهيوني إليكس فيشمان إن : ( قيادة أركان الجيش هي الجهة القادرة على التأثير على قرار الحكومة عندما تقرر شن الحرب ، ورغم أن الحكومة شكلت " مجلس الأمن القومي"، في إطار استخلاص العبر من حرب 1973، والحرب الثانية على لبنان 2006، ولكن هذا المجلس ليس له وزن ، مقابل قيادة هيئة أركان الجيش ، وسيبقى الشاباك والاستخبارات العسكرية الأكثر نفوذاً في عملية اتخاذ القرارات الأمنية، ولا يستطيع الجيش أن يدعي أن المستوى السياسي هو الذي أملى عليه الخطة البرية لتدمير الأنفاق، فالجيش هو الذي جاء بهذه الخطة، بدون أن يكون مستعداً لها ، والجيش لا يعتقد بوجوب احتلال قطاع غزة، وهناك عدداً ليس قليلاً في الأجهزة الأمنية ، يعتقدون أنه يمكن إنهاء الحرب عن طريق تسوية تخدم المصالح الإسرائيلية ، وإن حماس معنية بتسوية في حال قدمت لها مصر وإسرائيل خطة لا تتضمن مركبات مذلة، وإذا قدمت إسرائيل شيئاً فإن حماس، وعن طريق السلطة الفلسطينية، سوف تتجه باتجاه المبادرة المصرية بما يضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وإعادة الإعمار) ، وقبل يومين من التوصل لإتفاق بوقف إطلاق النار ،هدد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، أهالي قطاع غزة بأن جيش الاحتلال سيقصف مناطق سكنية، بحجة أن فصائل المقاومة تطلق الصواريخ من مناطق مأهولة ،وقال نتنياهو في بداية اجتماع حكومته الأسبوعي يوم الأحد25/8 /2014  :( أدعو سكان غزة إلى إخلاء أنفسهم فوراً من أماكن تنفذ حماس منها أعمالا إرهابية ) ، وذكرت صحيفة "هآرتس" الصادرة يوم الأحد 25/8، إن جيش الاحتلال : ( غير "سياسة ردود الفعل التي ينتهجها حيال إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وهدد بأن كل بيت في قطاع غزة ، يتم إطلاق صواريخ من منطقته، سيتعرض لأضرار من نيران الجيش الإسرائيلي ) ، وكأن جيش الاحتلال لم يستهدف بشكل متعمد طيلة الحرب العدوانية منازل المدنيين وقتل الأطفال والنساء والمدنيين ، من أجل تحقيق مفهومه الأمني الذي يسميه "الردع" ، وقال نتنياهو إن الحرب العدوانية : ( ستستمر لفترة طويلة مقبلة ، و"نحن جاهزون بأن تستمر الحملة العسكرية إلى ما بعد افتتاح السنة الدراسية ) مطلع أيلول / سبتمبر 2014 وتظاهر محتجون من بلدات ومستوطنات جنوب فلسطين المحتلة قبالة منزله الرسمي احتجاجاً على عدم الاهتمام بهم، مما جعل  نتنياهويقول لهم : ( سنعمل كل شيء لمساعدتكم لعبور الأيام الصعبة هذه"، وسنصادق خلال جلسة الحكومة المقبلة على رزمة مساعدات غير مألوفة ، ونحن معكم وسنبقى معكم حتى تحقيق الهدوء وبعده أيضا" ، وأثبتنا أنه لا توجد ، ولن تكون هناك أية حصانة لمن يطلق الصواريخ ، ومن كل الحدود ) ، وقال رئيس حزب العمل والمعارضة الصهيونية، يتسحاق هرتسوغ، لموقع "واللا" الالكتروني الصهيوني ، يوم الأحد 25/8 : ( لا أرى كيف ستتمكن هذه الحكومة من العمل بعد العملية العسكرية، ويبدو أننا سنذهب إلى انتخابات مبكرة" ، وأنني لا أحسد رئيس الحكومة ، والمشكلة الحقيقية هي أنهم يطلقون عليه النيران من داخل البيت) ـــ في إشارة إلى الانتقادات التي يوجهها له وزراء في الكابينيت ـــ وأوضح هرتسوغ أنه : ( يدعم الحكومة أكثر من وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت ، وقد منح نتنياهو ، خلال السنوات الخمس الأخيرة، منذ توليه رئاسة الحكومة، "فرصة لحماس أكثر من أبو مازن"، برفضه الدخول في مفاوضات سياسية حول حل الصراع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، وقال وزير الخارجية الصهيوني الإرهابي المتطرف أفيغدور ليبرمان للقناة الثانية للتلفزيون الصهيوني مساء يوم الجمعة 23/8 : ( إنني لا أعرف ما هو خط الحكومة ، لا يوجد خط واحد واضح ) ، وأكد محللون صهاينة أنه : ( لا توجد لدى نتنياهو إستراتيجية للخروج من الحرب ) ،وعقب إنتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهدت الأوساط الصهيونية انحيازاً كبيراً لكتلة اليمين المتطرف ، خصوصاً في ظل قناعة الجمهور الصهيوني أن الدولة العبرية لم تنتصر في حربها العدوانية على قطاع غزة، وإعتبرت الغالبية الكبرى من الصهاينة وقف إطلاق النار لفترة غير محدودة هو خطأ ، ونشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية يوم الجمعة 29/8 , استطلاعاً للرأي أظهر أن 61% يعتقدون أنالكيان الصهيوني لم ينتصر في الحرب، ولم تحقق الحرب هدفها بإعادة الهدوء لفترة طويلة ، ويرى 58% أن وقف إطلاق النار دون تحديد فترة زمنية كان خطأ أضاع "انجازات الجيش الصهيوني" في الحرب، واعتبروا أنه كان ينبغي الاستمرار في "ضرب حماس" لتجريدها من قدراتها العسكرية ،  وإعتبر72% أداء رئيس أركان جيش العدو "بيني غانتس" بأنه ما بين جيد وجيد جدا، وقال 53% إن أداء وزير الحرب "موشيه يعلون" ما بين جيد وجيد جدا، واعتبر49% أن أداء "نتنياهو" ما بين جيد وجيد جداً, وقال 20% إن أداء نتنياهو كان "سيء للغاية" ، واظهر الاستطلاع أن قوة كتلة أحزاب اليمين قد تعاظمت ، ويمثل حزبا الليكود و"إسرائيل بيتنا" في الكنيست حاليا 31 نائب، وأظهر الاستطلاع أنه في حال إجراء انتخابات مبكرة الآن فإن حزب الليكود، برئاسة نتنياهو، سيحصل على 32 مقعدا ، و"إسرائيل بيتنا" برئاسة "أفيغدور ليبرمان" على 17 مقعدا ، وكشف الاستطلاع زيادة قوة حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف وحصوله على 18 مقعدا، بينما هو ممثل في دورة الكنيست الحالية ب12 نائبا ، وبحسب الاستطلاع، فستنقلب الموازين لدى الأحزاب الحريدية، وسترتفع قوة كتلة "يهدوت هتوراة" من 7 إلى 10 مقاعد في الكنيست، وستنخفض قوة حزب شاس من 11 إلى 7 مقاعد، مع إمكانية حصول "يهدوت هتوراة" على 10 مقاعد كونها كتلة تمثل شريحة معينة من الحريديم ، وكانت دائما ممثلة ضمن حدود 6 – 7 مقاعد ، أماأحزاب الوسط – يسار الصهيوني، فالاستطلاع يتوقع تراجع حزب العمل من 15 إلى 12 مقعدا، وانهيار حزب "يوجد مستقبل" برئاسة "يائير لبيد" من 19 إلى 9 مقاعد، وعدم تمكن حزب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني من عبور نسبة الحسم، وبقاء حزب ميرتس ممثلاً بـ6 مقاعد, وسيختفي حزب كديما عن الحلبة السياسية ، وكشف الاستطلاع تزايد قوة الكتلة العربية ( التجمع ) من 3 إلى 5 مقاعد، ومحافظة ( الجبهة العربية للتغيير ) على قوتها الممثلة ب4 مقاعد، وتوقع الاستطلاع عدم حصول ( القائمة العربية الموحدة ) على نسبة الحسم الجديدة وهي 3.25%.

 د.محمد أبوسمره
مفكر ومؤرخ فلسطيني / عربي

رئيس مركزالقدس للدرسات والإعلام والنشر ( القدس نيوز) ، وتيار الإستقلال الفلسطيني

الوسوم (Tags)

إسرائيل   ,   غزة   ,   الصهيونية   ,   الحرب   ,   العدو   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz