Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المليحة: يأس المسلحين ينقلهم من الدفاع إلى الهجوم!

دام برس :

طالت معركة المليحة، 109 أيام في عداد وسائل الإعلام، و89 يوماً وفق حسابات غرفة العمليات العسكرية فيها، وكل ما سبق ذلك كان إعداداً لوجستياً أو تقارير إعلامية متفائلة ومبالغة.. فقط.وأيا يكن تاريخ بدء المعركة إلا أن موقعة المليحة طالت أكثر حتى من معارك القصير ويبرود.

المصادر الميدانية التي تبدو مرتاحة لسير المعركة «التي يجري كل ما فيها وفق ما هو مخطط له، حتى هجومات المسلحين»، تتحدث عن أن التأخير مقصود وليس خارجاً عن إرادة القيادات العسكرية هناك . «فالبلدة بحكم المحررة، لكن بين دفع ثمن إخراج المسلحين بالدم وبين الصبر والتقطيع والتجزئة والإطباق ولو مع وقت أطول اختارت القيادات العسكرية القضم اليومي» .

فوفق الخطة العسكرية التي شرحتها قيادات ميدانية لـ«شبكة منقول الإخبارية»، والتي استندت إلى دراسة وتقارير ومعلومات تفصيلية عن طبيعة المنطقة وأعداد مسلحيها وتجهيزاتهم ومقراتهم، قسمت العملية العسكرية إلى ثلاث مراحل: تبدأ بالالتفاف على المسلحين عبر ثلاث محاور والسيطرة على نقاط رئيسية تسمح بمعرفة خطوط شبكات الأنفاق العنكبوتية وتدميرها بالكامل، ثم التقدم بشكل متزامن عبر المحاور الثلاث لقطع طرق إمداد المسلحين إلى البلدة، انتهاءا بمرحلة الحصار الطويلة واستنزاف المسلحين .

وفعليا دخلت المرحلة الثالثة حيز التنفيذ، بعد تفجير شبكة أنفاق تعتبر الأعقد في تاريخ المعارك، والسيطرة على نقاط العلام الرئيسية داخل وعلى أطراف البلدة، إضافة إلى شل خطوط الإمداد الهائلة التي كانت تصل المسلحين عبر بلدات الغوطة وتحديداً من دوما معقل «جيش الإسلام»، بينما حوصرت البلدة عبر محوري التطويق، شبعا في الجنوب الشرقي وزبدين شمالاً، والقوات التي تقدمت على طول المحورين طيلة الفترة الماضية لا زال أمامها 300 متر فقط حتى تلتقي نقاطها الأمامية وتغلق دائرة النار حول البلدة، لكن القيادة العسكرية تعمدت البقاء على تمركزها ببعد مسافة الأمتار ال300 بين قواتها على الجانبين مبقية على طريق يقع مباشرة تحت مرمى نيرانها، يحاول مسلحو المليحة المحاصرين الخروج منه أو توسيعه.

"هكذا تدور المعارك في المليحة"
يقول أحد الجنود المقاتلين في المليحة لمراسلة «شبكة منقول الإخبارية»: "تضيق المسافة الفاصلة بيننا وبين المسلحين إلى بضعة أمتار ونراهم ويروننا فنطلق النار على بعضنا عن قرب، ولكنهم مشتتون، بعضهم يفضل الموت على الاستسلام، أو البقاء تحت رحمة الحصار الطويل".

المصادر الميدانية أكدت «أن 3000 مسلح من مقاتلي الغوطة خرجوا خارج المعادلة العسكرية، حيث قضى أكثر من 900 مسلح في معركة المليحة فيما يصنف الباقون في عداد الجرحى والمصابين والمعتقلين، بينما لازال حوالي 400 مسلح موجودون اليوم داخل البلدة وعلى أطراف بساتينها».لم يبق فصيل أو لواء أو فرقة مقاتلة في الغوطة الشرقية لم تشارك في معركة المليحة بما فيهم «داعش»، وسجل المقاتلون والقيادات العسكرية التابعة للجيش السوري تكتيكات جديدة اتبعها المسلحون في البلدة : فالدبابات التي يملك قائد جيش الإسلام منها حوالي 33 دبابة والتي غنمها سابقا وخبأها لمعركته الكبرى مع النظام دخلت المعركة، تلك الدبابات لم يرها مقاتلو الجيش السوري مسبقاً سوى في معارك دير سلمان. عربات الشيلكا شوهدت بكثرة أيضا، وقذائف الهاون التي استعملت بكثافة كبيرة في المعركة بررت غيابها نسبياً عن شوارع جرمانا وباقي الأحياء الشرقية للعاصمة مؤخراً.

المسلحون اليائسون من الصمود بوجه اندفاع الجيش السوري ووحدات الدفاع المؤازرة، عمدوا إلى تفخيخ الأبنية قبل الانسحاب منها، وكان لافتاً أن الأبنية التي كانت مقرات رئيسية لهم تسهل منها عمليات الرصد والقنص والاشتباك، كان المسلحون يدمرون جدرانها وواجهاتها الأمامية، كي لا يتمكن عناصر الجيش من التثبيت فيها واتخاذها نقاط لهم.

"الغوطة الشرقية قبل المليحة ليست كما بعدها"
يعي جيش الإسلام وزعيمه زهران علوش أن خسارة المليحة واجهة تحصيناته في الغوطة يعني أنه بات للجيش السوري وحلفائه نقطة ارتكاز ورأس جسر في قلب الغوطة الشرقية، ستمهد لانتصارات سهلة للجيش السوري وانهيارات سريعة لبلدات العمق الأقل تحصيناً، كعين ترما وزملكا وزبدين وعربين ودير العصافير وغيرها. وهذا ما يعني عسكريا حصار جوبر المفتوحة على الغوطة الشرقية عبر تواصلها مع عين ترما، وبالتالي معركة سهلة في جوبر أقرب بؤر المسلحين للعاصمة، ومصدر الهاون على وسطها. والأهم من كل ما سبق أن انسحاب المسلحين من المليحة يعني ضياع آخر آمالهم في شن هجومات على طريق مطار دمشق الدولي وبالتالي تفويت فرصة تشكيل أي تهديد أو خطر على آخر منافذ العاصمة وأهمها، بعد طريق بيروت دمشق الدولي الآمن أصلا، وطريق حمص دمشق الدولي الذي تم تأمينه بالكامل مع طي ملف يبرود وجاراتها. إلا أن طريق مطار دمشق الدولي يعد الأهم للنظام والجيش السوري لناحية الإمداد اللوجستي ونقل الجنود جوا عبر المنطقة الشرقية والساحل السوري إلى العاصمة والمنطقة الجنوبية.

"هجمات لاستعادة السيطرة أم لفك الحصار؟"
من الواضح أن المليحة باتت ساقطة عسكريا، حيث خسرت غرفة عمليات الغوطة الشرقية المعركة بعد أن توحدت تحت خطة واحدة لمنع سقوطها، غادرت كتائب المقاتلين المحليين سريعا في الأسابيع الأولى، انسحبت جبهة النصرة أكثر من مرة وعادت للقتال ثانية، قاتل مسلحو «جيش الإسلام» منفردين مرات كثيرة، قبل أن تهتز الأرض تحت قدمي زعيمهم في عقر داره، فداعش التي بدأت تتمدد في الغوطة أعلنت وجوب مقاتلة جيش الإسلام أولا، فجرت في دوما وحاولت اغتيال زهران علوش حتى وصلت المعارك بين الطرفين في مسرابا وأطراف ميدعا إلى أشدها، أما زهران علوش الذي أخافه سقوط يبرود، والذي دخل معركة المليحة دون أن يضع في الحسبان احتمال خسارتها، وجد نفسه أمام احتمال معركة وشيكة قد تخسره دوما. فانتقل قائد جيش الإسلام من العمل على عدم خسارة البلدة إلى الأمل بفك الحصار عن أشرس مقاتليه المحاصرين فيها.

فشل الهجوم على معمل الكبريت أولاً، كما لم ينفع الهجوم الذي شنه عبر مزارع الطباخ في خلق خرق في طول الطريق الذي زرعه الجيش السوري والجماعات المقاتلة إلى جانبه بالنقاط العسكرية المحصنة، أما هجوم زبدين الأخير والذي افتعله علوش لتحسين صورته أمام جبهة النصرة التي اتهمته بترك المليحة، فقد بدأ بقيام عنصر من النصرة تونسي الجنسية يدعى «أبو آلاء» بالهجوم عبر عربة بي إم بي محاولاً استهداف نقطة على المحور الشمالي للبلدة المحاذي لمعمل تاميكو، إلا أن القيادة العسكرية في المليحة والتي كانت على علم مسبق بتفاصيل الخطة وتوقيت بدء الهجوم الذي تأخر حوالي الساعتين عما كان مخططا له، قامت باستهداف العربة قبل أن يقوم بتفجيرها وقبل وصولها للهدف بواسطة صاروخ مضاد للدروع، تلاها قصف مركز بالدبابات واشتباكات عنيفة تمكن الجيش السوري بعدها من صد الهجوم وإعادة الوضع إلى ما كان عليه فيما سقط للمسلحين أكثر من ثلاثين قتيلاً واقتصرت خسائر الجيش السوري ووحدات الدفاع على بعض الجرحى.

من جهة ثانية أكدت المصادر العسكرية لـ«شبكة منقول الإخبارية» أن الفيديو الذي ظهر فيه زهران علوش يقود العملية الأخيرة لم يتم تصويره في المليحة، فضلاً عن معلومات أكيدة بأن قائد جيش الإسلام لم يحضر في المليحة منذ بدء العمليات العسكرية فيها.

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   السوري   ,   الغوطة الشرقية   ,   المليحة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-19 21:07:29   إمسكوا الجرذان.
شدّوا الجرذان ،ما تخافوش منهم... زنقة زنقة دار دار حوش حوش شبر شبر حتى تتطهر سوريا من الارجاس والانجاس.
رائف بن حميدة  
  2014-07-19 04:07:19   نداء ندااااااااااااااااااااااء
نداء نداءنداء الى اهالي المليحة الشرفاء كونوا مع الجيش السوري لتعود بلدكم بلد العطاء
لمى احمد  
  2014-07-19 03:07:39   ندااااااااااااء
شعب المليحة تعاونو مع الجيش السوري لانها بلدكم احسن ما تسقط فوق راسكن
خالد مرتكوش  
  2014-07-19 03:07:46   بقوة الجيش
بقوة الجيش العربي السوري و صموده يا رب تتحرر المليحة من رجس الارهاب
محمد صالح  
  2014-07-19 03:07:48   الله يعمين
انشالله " الملح " بيدوب ع عيون المسلحين و قائد عملياتن زهران علوش و يعمين يا رب
ساشا  
  2014-07-19 03:07:44   نشالله
نشالله مصير المليحة بكون متل مصير القصير بابادة المسلحين كلهم
يوري الخوري  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz