دام برس:

أجرت المذيعة المجرية آغنس غيربان،مقابلة مع السيد/ دانييل شوغور، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كورفينوس بودابست - هنغاريا،  ضمن البرنامج التلفزيوني الذي حمل عنوان "BARANGOLAS SZIRIA 0707" رحلة إلى سورية ، والذي بثته القناة الأولى في التلفزيون المجري الرسمي.وفيما يلي مضمون المقابلة :

تطرق الاستاذ دانييل خلال المقابلة إلى الوضع في سورية في مختلف نواحيه. فتناول الحدث السياسي الأبرز الذي حصل مؤخراً في سورية والمتمثل بإجراء الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى نزاهتها و نجاحها ومدى الإقبال الهائل من قبل الناخبين على صناديق الاقتراع، حيث صوت زهاء 70% من الشعب السوري في هذه الانتخابات التعددية التي أجريت لأول مرة بوجود مرشحين جدد، معتبراً أن هذا الحدث كان بمثابةنقلة نوعية في سوريا، ومنوهاً إلى حظر إجراء الانتخابات في السفارات السورية في الدول الغربية وفي مقدمتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تدعي الديمقراطية وتطالب بحق الشعب السوري في الحرية زوراً وبهتاناً.

وفي هذا السياق رد على أسئلة المذيعة حول شعبية الرئيس الأسد و مدى حب الشعب له قبل بدء ربيع الناتو و وخلال الأربع سنوات التي تلت ذلك، لافتاً إلى تواجد الرئيس بشار الأسد دائماً بين شعبه وعدم اختبائه وظهوره العلني في مختلف المناسبات الوطنية والدينية وكذلك في الساحات والمناطق التي يطهرها الجيش من الإرهابيين.

كما فند في إجاباته زعم المذيعة بأن الرئيس الأسد وكذلك والده الراحل كان ديكتاتورياً تلطخت يداه بدماء السوريين، منوهاً إلى القيم والمعايير السائدة في أوروبا و التي ينطلق منها الأوروبي في نظرته إلى الأمور في دول أخرى ذات ثقافات وتقاليد وإرث سياسي واجتماعي مختلف كلياً.

وفي رده على سؤال لماذا يريدون إسقاط الأسد، أجاب بأن المشكلة ليست في وجودالأسد و إنما الغاية هي القضاء على سورية وتفتيها، معتبراً أن إسقاط الأسد هو بمثابة إسقاط سورية لما يمثله من رمز وطني جامع لمختلف أطياف الشعب السوري. وأشار إلى أن سوريا وفكرها القومي والشخصية السورية تأبى الإملاء الخارجي والتدخل في الشؤون الداخلية للبلد، وضرب مثلاً على استقلال سوريا وعدم خضوعها لشروط ووصاية البنك الدولي وصندوق النقد، وهذا ما يثير حنق وغضب الغرب على سوريا.

ثم تطرق إلى المعارضة السورية وعدم جدارتها لتحمل أية مسئولية و عن القتل الجماعيالذي تنفذه الجماعات الإرهابية المسلحة المؤلفة من أشخاص أتوا من مختلف دول العالم بما فيها الدول الأوروبية، مشيراً إلى أنهم سيشكلون خطراً دائماً على الدول الأوروبية التي سهلت خروجهم باتجاه سوريا إما ليبقوا هناك إذا انتصروا، وإما لكي يُقتلوا على يد الجيش السوري، معتبراً أن عددهم يفوق بكثير ما تصرح عنه الأجهزة الأمنية الأوروبية.

وتناول الحديث أيضاً السيدة الأولى و طائفتها، وأوضح الأستاذ دانييل أن لا معنى في سوريا لما يروجه الغرب عن الطوائف في سوريا، البلد العلماني بامتياز.

وفيما يخص قطر و السعودية أشار إلى الدعم الحكومي والغير رسمي أيضا الذي يقدمه هذان البلدان للجماعات المسلحة، التي يصفونها في إعلامهم بالفصائل الإسلامية المعتدلة أو يزعمون بأنها جمعيات خيرية و هي في الحقيقة مجموعات إرهابية. وذكر على سبيل المثال إفراج السعودية عن المجرمين والإرهابيين المسجونين لديها و إرسالهم إلى سوريا للقتال، معتبراً هذا الفعل بمثابة جريمة حرب. ثم تحدث عن الايديولوجيا التي تدرسها السعودية في المدارس الدينية وإظهار فهم وتفسير خاص للدين الإسلامي لا يرى الدين إلا من منظور صارم ومتشدد والذي أدى إلى نشوء القاعدة وأخواتها من جبهة النصرة وداعش وسواها من التنظيمات الإرهابية والتي تقف السعودية ورائها.

وحول تركيا والسياسة التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أشار إلى إيوائها الإرهابيين وتدريبهم وتسهيل هجماتهم الإرهابية وإمدادهم بالأسلحة والمعلومات والأمور اللوجيستية والاستخباراتية وغيرها من التسهيلات، منوهاً إلى إنكارها القيام بهذه الأعمال التي تنفذها فيما تسميه مراكز إيواء اللاجئين.

ورداً على سؤال يربط ما حصل في كسب بأنه انتقام تركي جديد من اللأرمن، تحدث عن الجبال الساحلية و عن جمالها كونه زارها، معتبراً أن الجيش والمخابرات التركية قامت لأول مرة وبشكل فاضح بالتمهيد المدفعي وتقديم المعلومات العسكرية لجحافل المرتزقة التي اجتاحت كسب بسبب موقعها الاستراتيجي ولتأمين منفذ بحري للجماعات المسلحة، معتبراً أن ما جرى لم يحدث على خلفية عرقية. ونوه كذلك إلى رسالة الشكر التي وجهها الرئيس الأرميني إلى سوريا ورئيسها بعد تحرير كسب، و كيف شكر أهالي كسب الجيش العربي السوري.

وفي الأثناء كان البرنامج يبث لقطات مختارة من الإعلام الوطني السوري حول مجرى الحديث، مثل عرض صور عن سوريا ومدنها و عن الرئيس و عن الانتخابات وعن كسب وجبال الساحل السوري.

في تقديرنا كانت المقابلة جيدة من ناحية إبراز وجهة النظر السورية تجاه مختلف المسائل بشكل عام، ولكن بلسان مجري يستطيع إيصال الرسالة بصورة أفضل إلى الشعب المجري. ولا بد من الإشارة إلى حصول ثمة تغيير في مواقف الإعلام المجري، حيث بدأالأوروبيون يحسون بأنهم مخطئون، و خاصة المجر التي أغلقت السفارة السورية المعتمدة لديها واعترفت بالائتلاف السوري كممثل شرعي عن الشعب السوري وفتحت له مكتباً في بودابست.

تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ/ دانييل شوغور، باحث في التاريخ العربي، ويتكلم العربية والفارسية، ويقوم بتدريس هاتين اللغتين للطلبة المجريين. كما يقوم بإعداد أطروحة دكتوراه حول منطقة الشرق الأوسط. وكان قد أقام في سوريا ضمن منحة دراسية لمدة سنة عام 2005، ثم زارها عدة مرات لاحقاً، وتربطه صداقات مع عدد كبير من السوريين داخل وخارج سورية. ومنذ اندلاع العدوان الأطلسي على سوريا تحت مسمى "الربيع العربي" لم يألو جهداً في إلقاء المحاضرات وإجراء المقابلات الصحفية والتلفزيونية والإذاعية لإبداء الرأي المنصف تجاه ما يجري في سوريا وتبيان حقيقة ذلك أمام المتلقي المجري.

أقام في الكويت أيضا ضمن بعثة علمية في الفترة ما بين 2008-2009.

د تمام اسعد
بودابست