Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 17 نيسان 2024   الساعة 02:01:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الى أعزاز .. در .. أسرار العمليات في ريف حلب

دام برس :

عندما تتوفّر إرادة القتال فلا شيء مستحيل إنّ ما يجري على جبهات حلب، قد يبدو للبعض مفاجآت أو عند البعض الآخر نوعاً من الصفقات، كما نشرت بعض صفحات الجماعات المسلّحة متهمّةً بعضها بالتخاذل والفرار وما الى ذلك ممّا عودونا عليه من تباكٍ ولطم.

إنّ ما يجري على جبهات حلب هو النتيجة الطبيعية لقرارٍ اتخذته القيادة العسكرية السورية، ويجري تنفيذه بحرفيةٍ عالية وشجاعةٍ غير مسبوقة.
وحدهم العارفون بتفاصيل الوقائع الميدانية وبطبيعة الخبرات التي تراكمت لدى ضباط القيادة والميدان، يوقنون أنّ ما يحصل لا يندرج في سياق المفاجآت ولا الصفقات، ويعرفون أيضاً أنّ المعركة صارت في خواتيمها دون تحديد أوقات محددة لهذه الخاتمة، لما في الأمر من التفاصيل والتعقيدات التي تتمّ معالجتها بعيداً عن العنتريات والمغامرات.

أما لماذا الى أعزاز، در؟

هل يحمل الأمر بعض المزاح أو اللعب على أعصاب الجماعات المسلحة، أو أنّ الأمر يُصنّف في إطار الجديّة؟
مع سقوط المدينة الصناعية وتقدّم وحدات الجيش العربي السوري الى مشارف مدرسة المشاة، التي يشكّل موقعها مفترق طرق لتوزع الجبهات القادمة نحو الشرق والى الشمال، صار الكلام عن معارك الحسم أكثر واقعية.

الناظر الى الخريطة المرفقة من المتخصصين قد يذهب باتجاه السؤال المنطقي والطبيعي: ألا يحتاج هذا الاندفاع أقلّه الى فرقة مشاة مدعومة بلواء قوات خاصة ولواء مدرعات؟ وهل الجيش العربي السوري قادرٌ على تأمين القوات المطلوبة لتنفيذ هذا الاندفاع، في ظلّ وجود جبهات في أحياء حلب الشرقية وعلى تخوم حلب، سواء تلك التي تُشنّ بمواجهة المخابرات الجوية شمال حلب، أو بمواجهة الراموسة جنوب المدينة؟

هذه الأسئلة وغيرها تبدو منطقية ومشروعة إذا قاربنا الأمر مقاربةً كلاسيكية، دون الأخذ بعين الاعتبار تأثير الانتصارات المتتالية بشأن رفع الروح القتالية والمعنوية للجيش العربي السوري، وتدني هذه الروح لدى الجماعات المسلحة التي تعيش مرحلة الانهيار الإدراكي بأعلى حالاتها.
أما وأننا نسمع كثيراً عن الانهيار الإدراكي، فما مدى تأثيره في إلحاق الهزيمة، وما هي هذه الحالة؟

في الحالة السورية، تمّت ملاءمة القوى الموضوعة بتصرف القادة مع حاجات المعركة، دون النظر الى قواعد الحرب التقليدية، وتمت الاستعاضة عن التحشيد المتعارف عليه بتوفير أعلى مستوى من المعلومات الاستخباراتية والحرب الإلكترونية وقوات النخبة، ضمن مناورات لا تنتهي ولا يمكن توقع اتجاه الهجوم الرئيسي من قبل العدو، لتندرج المعارك دائماً ضمن تحقيق عوامل المفاجأة والسرعة، ما يحقق الصدمة والإرباك في صفوف القوة المدافعة لتفقد القدرة على القتال رغم تحصيناتها والأسلحة التي تمتلكها.

وكلما تحققت انتصارات جديدة، تمكّن العدو أكثر من إدراك هزيمته وعدم جدوى استمراره في القتال، ليختار أمراً من اثنين: إما الفرار أو الاستسلام.
وبالرجوع الى الخيارات الميدانية الموجودة بين أيدي قادة جبهة حلب، فلم يعد الأمر محصوراً بخيارٍ أو اثنين، خصوصاً في جبهة حلب.

ويبدو واضحاً أنّ الجيش العربي السوري، وبعد انتهاء تموضعه في مدرسة المشاة، سيتجه الى تحصين وجود قواته في الريف الجنوبي كما في الريف الشرقي، لضمان خطوط دفاعه الدائرية حول مدينة حلب وضمان عدم تعرضها لأي اختراقٍ أو هجوم.

وفي الخيارات التي يمكن للجيش السوري أن يختارها في معركته القادمة:

1- الذهاب باتجاه تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب، عبر جبهات الأحياء الداخلية، والاندفاع من  حندرات باتجاهين: الى كفرحمرة غرباً بالترافق مع خطّ هجوم آخر باتجاه الليرمون والصالات لتأمين جبهة الجوية وجمعية الزهراء بشكل نهائي، وبالطبع فإنّ هذا الخيار يجب أن يترافق مع هجومٍ آخر ينطلق من المدينة الصناعية، وسيكون خط مساكن هنانو هو الخط الأفضل الى أن تتم معالجة خط الهجوم عبر العويجة انطلاقاً من تلالها باتجاه الشقيف، وصولاً الى دوار الجندول والذي دونه عقبات تتمثل في تواجد المسلحين في أماكن عالية مشرفة على خطوط تقدم الجيش.
أما لماذا خيار تحرير الأحياء الداخلية؟ فلأنه، وبعد تحرير المدينة الصناعية التي تضم الآف المعامل والمنشآت، صار ضرورياً إعادة تفعيل الوضع الإقتصادي لهذه المعامل والمنشآت، خصوصاً أنّ الصناعيين والتجار أبدوا استعدادهم للبدء بمرحلة إعادة تأهيل هذه المنشآت، الأمر الذي سيترك صدىً إيجابياً عند الحلبيين.

2- الخيار الثاني هو الذهاب باتجاه معركة تنطلق من حندرات أيضاً باتجاه كفرحمرة والليرمون، بالتوازي مع اندفاع القوات من جبهة المخابرات الجوية شمالاً لإجبار الجماعات المسلحة على التراجع تحت ضغط الهجوم باتجاه الشمال، وإبقاء مسلحي الأحياء الشرقية تحت الحصار ولكن هذه المرة عبر إغلاق جبهة الليرمون وكفرحمرة. وفي المرحلة اللاحقة من هذا الهجوم، سيتم تطوير أعمال الميدان باتجاه الشمال على خط حريتان، عندان، حيان، بيانون، وصولاً الى فكّ الحصار عن نبل والزهراء، وهو خيار متاح ويمكن اللجوء اليه في أي وقت.

3- الخيار الثالث هو ترك الجبهات على وضعها الحالي، باستثناء ضرورة السيطرة على حندرات لتشكيل ضغط من خلالها في أية لحظة على جبهة شمال حلب، والانطلاق من مدرسة المشاة شمالاً وصولاً إلى أعزاز لما تشكله من عوامل معنوية وعسكرية في حال استردادها، فهي معبر رئيسي يمدّ المسلحين بكلّ أشكال الدعم من السلاح الى المقاتلين، وباعتبارها موقعاً قيادياً رئيسياً ومعبراً للجرحى باتجاه المستشفيات التركية.

وقد يتساءل البعض عن الخيار الأكثر جدوى من بين هذه الخيارات. باعتقادي أنّ توجيه ضربة قاتلة للبنية الرئيسية للمسلحين وقيادتهم يتمّ عبر الذهاب الى الخيار الثالث، خصوصاً أنه مع كل تقدم باتجاه الشمال تتضاءل معنويات المسلحين وقيادتهم، ليس في حلب فقط بل في كل سورية. بما معناه أنّ كل خطوة نحو الشمال سيقابلها هبوط في وضع المسلحين.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   حلب   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-06 09:07:32   الى مزيدا من النصر
الى مزيدا من النصر و الانتصار ايها الجيش المغوار الحامي الارض و العرض
غصون الطويل  
  2014-07-06 09:07:05   الله ينصر
الله ينصر جيشنا العربي السوري على اعداء الله
تمارا عيد  
  2014-07-06 09:07:34   الصبر و النصر
الصبر و النصر اخوان شقيقان فالنصر مع الصبر و الفرج و الكرب و العسر مع اليسر
ريم ابراهيم  
  2014-07-06 09:07:07   ملائكة الرحمة
ملائكة الرحمة ............ الجيش العربي السوري بعون الله تعالى منتصرون
تالة علي  
  2014-07-06 09:07:09   باختصار
فان ينصركم الله فلا غالب عليكم
لانا اليوسف  
  2014-07-06 09:07:17   لا شيء
لا شيء عصي على الجيش العربي العربي السوري عندما توجد الارادة عنده في تحرير اي منطقة في سوريا يحررها من رجس الارهاب خلال ساعات
سوزان صالح  
  2014-07-06 09:07:54   الله يقوي
الله يقوي الجيش العربي السوري و يحميه و ينصره
مروان بعلبكي  
  2014-07-06 09:07:27   معركة حلب
معركة حلب ستكون الضربة القاضية باذن الله تعالى
خالد صبحي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz