Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف سقطت المدينة الصناعية؟ وماذا بعد؟

دام برس :

لم تطل الفترة بين توقعاتنا بتحريرالمدينة الصناعية في حلب والنصر الذي حققه الجيش السوري البارحة.

فكيف تحرّرت المدينة الصناعية وماذا بعد تحريرها؟

سؤالٌ من حق السوريين وكل من يهمّه الأمر أن يعرف جوابه، لما لتحرير المدينة الصناعية من أهميّة في انعكاس الأمر إيجاباً على عمليات الجيش السوري القادمة، وسلباً على وجود الجماعات المسلحة في مدينة حلب وأريافها.

ممّا لا شك فيه أنّ تحرير المدينة الصناعية سيكون المقدمة لتحرير أحياء المدينة الشرقية من سيطرة الجماعات المسلّحة، وإجبارها في المرحلة اللاحقة إمّا على الانسحاب او الاستسلام لقوات الجيش السوري.

لم يكن تحرير المدينة الصناعية مجرّد عملٍ عسكري عادي، إنه نتاج التخطيط الممتاز وإدارة العمليات العسكرية بشجاعة وحنكة تتجاوز التخطيط المباشر لتصل الى أهدافها الكبرى، من ضمن خطط مركزية وإشراف مباشر من القيادة العليا وهيئة الأركان.

في الثالث من نيسان المنصرم، طوّر الجيش العربي السوري هجومه باتجاه الريف الشرقي، ليستعيد قرية الطعّانة وتلّتها المشرفة بالنار على المدينة الصناعية، وفيما اعتقد قادة الجماعات المسلحة أنّ الهدف هو المدينة الصناعية، كانت الإندفاعة المفاجئة والسريعة باتجاه البريج ولاحقاً السيطرة على تلال العويجة.

لم يكن ايقاف الاندفاعة باتجاه محدّد الا بهدف خلق حالة إرباك لدى الجماعات المسلحة، التي لم تصل الى تحديد وجهة الهجوم الرئيسي بحكم المناورات التي أجراها الجيش السوري باتجاه الشقيف والعويجة، فيما كانت المفاجأة الكبرى هي اندفاع الجيش السوري باتجاه تلّ المقالع المطلّ على حندرات، وتطوير هجومه بالموازاة باتجاه حيلان.

لم يعد يساور أحداً الشك بأنّ الوجهة هي سجن حلب المركزي وهذا ما تمّ فعلاً في 22/5/2014، حيث وصلت طلائع وحدات النخبة الى داخل السجن الذي شكّل تحريره صدمة للجماعات المسلحة.

وقد يسأل البعض لماذا لم يكمل الجيش السوري هجومه باتجاه مدرسة المشاة، وكان بمقدوره أن يفعل ذلك.
ما جرى البارحة يؤكد أنّ الجيش السوري ترك عمداً طريقاً يمكّن الجماعات المسلحة في المدينة الصناعية أن تفرّ منه شمالاً، لصعوبة فرارها باتجاه الأحياء الشرقية في حال قرر الجيش تحرير المدينة الصناعية.

الاندفاع باتجاه المدينة الصناعية بدأ انطلاقاً من الطعّانة باتجاه الرحمانية، التي تعتبر بوابة الفئة الثالثة للمدينة الصناعية والتي بدأ الجيش السوري الهجوم منها، فيما استكملت وحدات أخرى الاندفاع باتجاه المقبلة لتتولى بعض مجموعات الجيش الهجوم على الفئة الرابعة من جهة الشمال، وحدات ثانية أكملت طريقها باتجاه كفر صغير، فيما تموضعت وحدات أخرى في الرحيمة وهي قرية صغيرة تقع بين حيلان وكفر صغير.

واضعاً الرحيمة وكفرصغير تحت نظره وإشرافه، ترك الجيش السوري ذلك الطريق دون السيطرة عليه، لتفرّ منه فلول الجماعات المسلحّة، ومن هنا نفهم سبب عدم تقدّم الجيش السوري باتجاه مدرسة المشاة.
التلال المحيطة والمشرفة على المدينة الصناعية كانت هدف الجيش الموازي بالأهمية لموقع المدينة الصناعية ببعديه الميداني والمعنوي.
سقطت المدينة الصناعية بيد الجيش السوري، فماذا بعد؟

نتوقّع ونرسم سيناريوهات المعركة، وقد تصحّ توقعاتنا أو لا تصح، لامتلاك قادة الجيش السوري وضباطه وحدهم خرائط الميدان وخطط القتال.
في المعارك الاستراتيجية، ليس بالضرورة أن يكون الطريق الأقصر هو طريق النصر، وهذا ما عهدناه في مسار المعارك في جبهات حلب المختلفة.

لم تعد معركة حلب القادمة تحتمل الكثير من التأويل والتخمين، فالهدف القادم وفي سياق التوقعات سيكون الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وبالتأكيد أنّ مدرسة المشاة ستكون أحد أهم مراحل الهجوم القادم لتوسيع نطاق منطقة الأمان شمالاً، لتأمين منطقتي السجن المركزي وحيلان كما المنطقة الصناعية المحرّرة حديثاً.

كما أنّ الانطلاق بهجوم كبير من حندرات بعد إسقاطها باتجاه حريتان غرباً، والالتفاف جنوباً للالتقاء مع قوات ستندفع باتجاه الليرمون والصالات لتخفيف الضغط عن جبهة الجوية وجمعية الزهراء، سيكون ضرورياً.
وإذا ما قرّر الجيش السوري الاندفاع الى الأحياء الشرقية، فسيكون عليه المباشرة بهجومه بثلاثة اتجاهات:

1- من جهة الشرق باتجاه مساكن هنانو التي تشرف بالنار على بعض شوارعها الرئيسية، وسيكون الهجوم من هذا الاتجاه الأكثر راحةً للجيش السوري.
2- من جهة الأحياء الداخلية الغربية لتشكيل ضغط كبير على مسلحي الأحياء الشرقية، دون التورط في حرب شوارع حقيقية، خصوصاً في الشوارع الضيقة التي لا يمكن للآليات سلوكها.
3- من جهة المدينة الصناعية وتلال العويجة باتجاه الشقيف والعويجة أولاً، والاندفاع فيما بعد نحو الأحياء الداخلية.

ورغم كل الإنجازات التي حققها الجيش السوري، إلاّ أنّ الجماعات المسلحة ما زالت تحتفظ بنقاط سيطرة هامة جداً وخصوصاً في بنايات اليغانس وشركة الشقيف والعلبي، التي تشرف بالنظر والنار على خطوط التقدم المحتملة للجيش السوري باتجاه الكاستيلو.

حلب بوابة النصر القادم في كل سورية، كان هذا رأيي سابقاً ولا يزال، فمن حلب سيرسم الجيش السوري معالم المرحلة القادمة التي ستشكّل سورية مختلفة عن التي عرفناها.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   حلب   ,   السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz