Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جبهة النصرة رحلة بلا عودة

دام برس :

فترة طويلة مضت، قبل أن يعود إسم جبهة النصرة الى التداول الإعلامي. فمنذ شهر تقريباً، وداعش مضمون الحديث وموضوع الخبر، خاصة بعد التقدم الذي أحرزته على الجبهة العراقية، والذي لفت إنتباه العالم كله اليها، من ثم إعلانها "للخلافة الإسلامية" وما تبعها من تطورات سحبت الأضواء من كافة الفصائل الإسلامية العاملة على الأراضي السورية والعراقية، ولا سيما جبهة النصرة، التي بات يقتصر ورود إسمها على الأخبار التي تتحدث إما عن تقدم داعش وسيطرتها في شرق سوريا، أو الإنجازات التي يحققها الجيش السوري على مختلف الجبهات، ليرتبط إسمها بالهزائم والتقهقر وتفقد هيبة إستماتت حتى حققتها، فعاشت مجدها لأشهر ثم سلبتها إياه داعش.

كان واضحاً مسار الأمور منذ شهرين وحتى الآن، الكل أراد إزالة جبهة النصرة عن خارطة الصراع، بمن فيهم الدول التي مولتها ودعمتها وخططت لعملياتها. شهران كانا كافيين لمحو ذكر النصرة، والقضاء على هيبتها وحتى فعاليتها. فبعد طلاق السعودية من قطر وتركيا، بات واجباً التخلص من مولود التحالف الظرفي سابقاً، لصالح تقوية الأبناء الجدد (داعش والجبهة الإسلامية). خاصة بعد فشل النصرة في خلق توازنٍ جديد على ساحة الصراع السورية، ما جعلها تصبح عبئاً ثقيلاً ومكلفاً لا سنداً ثابتاً "لثوار" سوريا.

بعد صراع ثلاثي خاضته النصرة بوجه النظام، من ثم داعش، وأخيراً الجبهة الإسلامية وبقايا الجيش الحر، أنهكت الجبهة وباتت بمصاف الكتائب والألوية الإسلامية المنتشرة على الأراضي السورية في حيثيتها وقوتها. وكما انتشرت  دفعة واحدة في وقت واحد فوق الجغرافيا السورية كلها، تنحسر اليوم من فوقها بشكل كامل، لتوشك على أن تصبح من ماضي الأزمة السورية كما حصل مع الجيش الحر.

الخسائر المتلاحقة للنصرة بدأت من ريف دمشق، حين خسرت نفوذها في الغوطتين بفعل تنامي جيش الإسلام الذي يقوده زهران علوش، والجبهة الإسلامية المدعومة من السعودية، إضافة الى الخسائر التي منيت بها في معاركها بوجه النظام، كذلك تشتت مقاتليها بفعل المصالحات التي أفقدتها أعداد كبيرة منهم.

وتتالت الهزائم من القلمون حيث أجبر مقاتلوها على الفرار نحو الجرود ليحاصروا بين الحدود اللبنانية والسورية بعد خسارتهم في يبرود ورنكوس وباقي البلدات القلمونية، الى حمص وريفها الغربي (الحصن وتلكلخ) وحمص القديمة، ليتم حصر نفوذها ونشاطها في الريف الشمالي (أم شرشوح وتلبيسة والدار البيضاء). أضف الى ذلك الهزيمة النكراء التي منيت بها في كسب وريف اللاذقية، مروراً بكافة المناوشات بينها وبين النظام والفصائل الإسلامية المعادية لها على كافة الجبهات وفي مختلف المناطق السورية، وأخيراً في دير الزور حيث هزيمتها الأكبر أمام داعش، والتي دفعتها الى تسليم المناطق والمعابر الحدودية وحقول النفط الواقعة تحت سيطرتها في وقت تهافت مقاتلوها لمبايعة "الدولة" هربا من الموت المحتم.

محاولات تعويض من لبنان عن خسائرها في سوريا

وعلى الرغم من كل ما سبق، لم نرَ قادة النصرة وكوادرها يعلقون على تلك الهزائم، ولا حتى على التسليم المذل الذي حصل اليوم لمناطق واسعة تخضع لسيطرتها في المنطقة الشرقية لسوريا، كالميادين وشحيل وحقل عمر النفطي ومناطق في البوكمال، والمعابر الحدودية، وخروج عناصرها في تسجيلات مصورة تعلن ولاءها لداعش وقادتها وتنضوي في صفوفها. بل أتى التعليق وبيانات التهديد والوعيد من المقلب الغربي لسوريا (المنطقة الحدودية مع لبنان)، متوعدة بنشاط على ذاك المقلب، مهددة لبنان وحزب الله بحرب طاحنة لا تبقي ولا تذر.. فما الذي يحصل ؟

تقول مصادر مواكبة للحركات التكفيرية في سوريا، أن ما خرج عن لسان أمير جبهة النصرة في القلمون"أبو مالك الشامي"، في التسجيل الصوتي الأخير، من تهديد لبيئة حزب الله ومناطقه، وتوعده بفتح جبهة جديدة في لبنان، إنما هو محاولة يائسة من قبل الجبهة، للعودة الى الواجهة الإعلامية من زاوية مختلفة عن زاوية الهزائم والتقهقر التي رافقتها في الشهور الماضية. أما عن إختيار الجبهة اللبنانية، فذلك يعود لكونها الجبهة الأكثر هدوءاً في المنطقة والتي لم تستطع حتى الآن أي من الفصائل التكفيرية أن تهيمن على النشاط "الجهادي" فيها، ومن شأن تهديدها والإيهام بالعزم على دخولها، أن يخلق ضجة إعلامية حول النصرة، تجاري تلك التي واكبت الإنجازات التي حققتها داعش شرقاً على الحدود بين العراق وسوريا، وإخفاء الهزيمة النكراء للنصرة هناك.

أما عن واقعية تلك التهديدات، فتشير المصادر الى أنها باتت ضرباً من الخيال، إذ أن جبهة النصرة في القلمون والتي تهدد الجبهة اللبنانية، هي الأخرى في موقع المدافع لا المهاجم، وذلك بفعل الضربات التي يوجهها الجيش السوري وحزب الله لمسلحي الجبهة المحاصرين في جرود القلمون، فيما الحدود من الجهتين مغلقة بشكل تام، ما يمنع أي تسلل أو تنقل لهؤلاء المسلحين نحو لبنان. أضف الى ذلك فإن الشبكات الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها في الآونة الأخيرة، بعيدة كل البعد عن النصرة وخاصة تلك المنتشرة في جرود القلمون التي لا تملك تمويلا ولا تسليحاً ولا خطوط إمداد، ولا حتى قاعدة تنطلق منها، وتفتقد للبيئة الحاضنة التي قد تؤسس لنشاط جديد لها على الساحة اللبنانية.
سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   جبهة النصرة   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz