Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سيناريو حمص، بمشهدية جديدة في حلب

دام برس :

منذ حوالي الشهر تقريباً وبعد تحرير سجن حلب المركزي، تداعى مخطّطو الحرب على سورية للإجتماع في أنطاكية تحت ستار ما يسمى "غرفة عمليات أنطاكية"، وقد ضمّ الإجتماع بحسب المعلومات السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد ووزير خارجية قطر وممثلين عن الإستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والسعودية والقطرية والتركية.

هدف الإجتماع الرئيسي كان بحث وإقرار الخطط التي تمنع الجيش السوري من التقدّم أكثر في الريفين الشرقي والشمالي، ولم تكن عمليات الجيش السوري في الريف الجنوبي قد بدأت بعد.

وجديرٌ بالذكر أنّ فصائل الجماعات المسلحة، كالجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سورية ولواء التوحيد، حضرت هذا الإجتماع الذي يهدف في بعض جوانبه الى إنشاء غرفة عمليات موحّدة، ودرس كل الاحتمالات والاحتياجات التي تبدأ في التدريب وتمرّ في التسليح والعمل الاستخباراتي وغيرها من احتياجات المعركة.

والسؤال المطروح، هل سيكون عامل الوقت لمصلحة غرفة عمليات أنطاكية ومن يأتمر بأوامرها من الجماعات المسلحّة، في ظل الإنجازات الميدانية التي يحرزها الجيش العربي السوري في أكثر من مكانٍ من أرياف حلب؟؟

فبعد عملية فك الحصار عن سجن حلب، استكمل الجيش السوري تحصين المنطقة المحيطة بالسجن وأمّن نقاط ارتكاز تؤهّله للاندفاع مستقبلاً باتجاه الريف الشمالي وصولاً الى فك الحصار عن نبل والزهراء.

ولم يمرّ وقتٌ طويل حتى فاجأ الجيش السوري الجماعات المسلحّة بعمليات واسعة في الريف الجنوبي، وصلت الى السيطرة على تل عزان، وهو تل استراتيجي يؤمن سيطرة نارية على أراضٍ واسعة باتجاه الجنوب والغرب.

وكما تعوّدنا في جبهة حلب فإن أحداً لا يستطيع التكهّن باتجاه الهجوم الرئيسي، لاعتماد قادة وضباط الجيش السوري على مبدأ وحدة الجبهات والتحرك على كل الجبهات لتوزيع جهد الجماعات المسلحة وتشتيت قواها البشرية والنارية وإنهاكها كمقدمة ضرورية للقضاء عليها.

كانت أولى عمليات الجيش العربي السوري بعد فك الحصار عن سجن حلب هي دفع جزء من قواته باتجاه الشمال، وتحديداً في محيط حندرات وصولاً الى حيّان، بشكلٍ ألزم الجماعات المسلحة على تغيير تموضعها الذي كَشف جزءاً كبيراً منها وهي في حالة الحركة ما عرضها لضربات سلاح الجو السوري.
في هذه الأثناء كان محور الضربة الرئيسية في الريف الجنوبي، ولم تكن عمليات الجيش في الشمال سوى مناورات وتموضع نقاط ارتكاز قوية.

في الثالث من نيسان الماضي، سيطر الجيش السوري على بلدة الطعّانة في الريف الشرقي وعلى تل الطعّانة وكتيبة الدفاع الجوي، وتأتي أهميّة القرية والتل في أنهما يشرفان على قرى شامر وصوران ومران وإعبد شرقاً، وعلى طريق المحطّة الحراريّة والفئة الثالثة للمدينة الصناعية.

وفي ظل انشغال الجماعات المسلحة في الدفاع جنوباً وإعادة تموضع قواتها شمالاً، بدأ الجيش السوري بتنفيذ هجوم واسع يبدو من خلاله انّ قرار استعادة المدينة الصناعية قد اتّخذ.

عادةً ما يسبق أيّ هجوم تقوم به قوات الجيش العربي السوري تمهيد ناري كثيف بالضربات الجوية والمدفعية، قد يستمر أحياناً لأيّام قبل البدء بالهجوم.

الاّ أنّ النمط الذي تم اعتماده بعد معركة سجن حلب ذهب بإتجاه القصف الناري الكثيف حدّ الإشباع لكل القرى والمواقع والطرقات في كل أرياف حلب، مما جعل أمر تحديد وجهة الهجوم الرئيسي بالنسبة للجماعات المسلحة أمراً صعباً، بالإشارة الى ان هذه الجماعات تعاني ما يشبه الإنقطاع في توفير ما تحتاجه من معلومات استخباراتية تساعدها في وضع خطط دفاعية او هجومية، ما افقدها القدرة على المبادرة وهي أهم عناصر العمل العسكري في الدفاع والهجوم.

ومن هنا جاءت اندفاعة قوات الجيش العربي السوري باتجاه المقبلة انطلاقاً من الطعّانة ومنها الى كفر صغير والرحيمة لتشكل طوقاً غير مكتمل، سيملي على الجماعات المسلحّة التصرف: إما بالإنسحاب الى داخل المدينة الصناعية والقتال حتى آخر مسلح، أو الإنسحاب باتجاه الشمال الذي ما زال بامكان مسلحي المدينة الصناعية الفرار منه، وهذا ما يفسّر عدم تقدّم الجيش السوري باتجاه مدرسة المشاة بعد فك الحصار عن سجن حلب، ربما لترك طريق تمرّ من خلاله فلول الجماعات المسلّحة.

وفي السياق نفسه، فإنّ سيطرة الجيش السوري على قريتي الشيخ زيّات والشيخ نجّار جنوبي المدينة الصناعية يأتي كرسالة لمسلّحي المدينة الصناعية ومسلّحي الأحياء الشرقية لمدينة حلب.

أمّا لماذا سيناريو حمص بمشهدية جديدة؟

فلأنّ الجيش السوري استفاد من تجرية حمص في عدم إحكام الطوق الكامل على الجماعات المسلّحة، والهدف هو تشجيعها على الفرار وعدم إعطائها الفرصة للقتال لفترات طويلة على طريقة قتال اليائس، مع اختلاف جوهري وهام بين حمص التي تحتوي على كتل أبنية من طوابق متعددة مكّنت المسلحين من احتواء الضربات الجوية والمدفعية، واستفادت من الركام الناتج عن الضربات كتدشيم إضافي، في حين لا تحتوي الأحياء الشرقية لمدينة حلب ولا المدينة الصناعية على ميزات أحياء حمص، كما ينطبق الأمر على أغلب قرى الريف الحلبي.

يتحرّك الجيش السوري ببطء، ولكن بأعلى مستوىً من تركيز الجهد، يعتمد في ذلك على إشباع المنطقة المراد تحريرها بالضربات النارية والتقدم اليها بمجموعات من قوات النخبة وما يلزم من المدرعات.

إنها معركة القضم البطيئ على مساحات واسعة من الأرض، يؤمّن الجيش السوري السيطرة عليها من خلال تمركزه في المناطق العالية والتلال، وهذا ما يفسّر الأولوية التي يوليها الجيش للتلال في معاركه ليس في حلب فقط، بل على كامل مساحة الجبهات في سورية.

يوماً بعد يوم تتناقص سيطرة الجماعات المسلّحة على المناطق الهامّة والاستراتيجية في حلب وفي غيرها من المناطق. فبالتأكيد أنّ خسارة الجماعات المسلّحة للمدينة الصناعية سيعتبر نصراً كبيراً للجيش السوري، وهزيمةً تضاف الى هزائم الجماعات المسلّحة.

وختاماً هل يحمل شهر رمضان المبارك بشائر نصرٍ للجيش السوري، أم أنّ المعارك ستراوح مكانها دون تغيير يُذكر؟

في تقديري أنّ هدايا مميزة قد يتم تقديمها للشعب السوري، ربما يكون فكّ الحصار عن نبل والزهراء وخروج مسلحي الأحياء الشرقية لحلب إحدى هذه الهدايا.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   حلب   ,   حمص   ,   السوري   ,   المسلحين   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-03 05:07:21   الله
الله يلعن الارهابيين ويخلصنا منن
مرشد بيطار  
  2014-07-03 05:07:59   شهر رمضان
انشالله شهر رمضان يحمل لسورية و للسوريين كل الخير
صقر الجبل  
  2014-07-03 05:07:51   رجالنا
رجالنا لن يتركو الارض و لن يهابو الموت فهم محروسون من الله
سليم الجبلاوي  
  2014-07-03 05:07:52   تحرير حلب
تحرير حلب اقترب و اصبحنا قريبين من النصر
لولي الملكة  
  2014-07-03 05:07:01   الجيش السوري
الجيش السوري سيفشلهم باذن الله
اياد حبيب  
  2014-07-03 05:07:11   لا يمكن
لا يمكن تكرير الذي حدث في حمص
نور دواي  
  2014-07-03 05:07:05   كل
كل السيناريوهات ستسقط باقدام الجيش السوري
معاذ عيسى  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz