Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إخراج بوتين من شبه الجزيرة .... اندروفوكسال- فورين بوليسي
دام برس : دام برس | إخراج بوتين من شبه الجزيرة .... اندروفوكسال- فورين بوليسي

دام برس:

حكم بوتين روسيا بشكل مباشر أو غير مباشر منذ رأس سنة العام 2000. وبعد أربعة عشر عاماً في السلطة، هناك القليل من العلامات بأنه سيتخلى عن منصبه في أي وقت قريب. وقد صرح أنه قد يسعى إلى إعادة انتخابه في عام 2018، وهذا يعني أنه سيحكم حتى عام 2024 وسيكون عمره 72 عاماً.

أصبح الروس غير هادئين على الرغم من أن حركة المعارضة ككل هي خائفة وهادئة، إلا أن أداء مرشحي المعارضة في الانتخابات البلدية الأخيرة كان جيداً. ولجوء بوتين إلى غزو أوكرانيا كان لتعزيز شعبيته المتراجعة.

في حين أن العديد من المراقبين لروسيا لا يمكنهم تصور البلاد من دون بوتين في سدة الحكم، إلا أنه قد حان الوقت للقادة الغربيين أن يبدأوا. في مواجهة الكرملين، يجب أن يكون للغرب رؤيةً واضحة لروسيا المثالية ما بعد بوتين.

في الانتخابات البرلمانية عام 1999 قبل تولي بوتين السلطة، كان هناك ما لا يقل عن 32 حزباً سياسياً، وشارك 1143 مرشحاً مستقلاً. وفي حين أن العدد الكبير من الأحزاب يعكس بطء عملية التوحيد الحزبي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، كان هناك خيار حقيقي للناخبين؛ كان هناك ترجمة للنقاش السياسي الحقيقي وتنوع المبادرات التشريعية. في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في عام 2011، فقط سبعة أحزاب سياسية شاركت، ومن دون مستقلين. كما وتم اتهام هذه الأحزاب من قبل النقاد بأنها جزء من "المعارضة النظامية"—أي الأحزاب التي لا توجد إلا بموافقة الكرملين.

إذا كان الغرب يريد اقتلاع بوتين، فيجب أن يتذكر النجاحات السابقة. فاز الغرب بالحرب الباردة نتيجةً لتفوق الرأسمالية على الشيوعية السوفييتية، ولكن أحد أكثر الأعمال فعاليةً هي تلك التي تم القيام بها من تقديم تأشيرات للطلاب السوفييت كجزء من برامج "التبادل الثقافي". من خلال القيام بذلك، يتعرض الطلاب للقيم الديمقراطية والليبرالية الغربية ويعودوا بهذه الأفكار إلى الوطن الأم. عندما استخدم غورباتشوف سياسة "الانفتاح والبيروسترويكا "إعادة الهيكلة"، استفاد المواطنون الروس السوفييت المجهزين من ذلك.

ينبغي على البلدان الغربية تحرير أنظمة التأشيرات مع روسيا، بدلاً من أن يحذو حذو الاتحاد الأوروبي في تجميد المحادثات حول نظام التأشيرة الحرة. هذا سيجعل من الأسهل على الجيل القادم من صناع القرار الروسي تعريض أنفسهم للقيم الليبرالية للديمقراطية، ونتيجةً لذلك، فإنها ستكون الأفضل استعداداً بكثير عندما يترك بوتين السلطة.

تقديم التبادل الثقافي قد يبدو وكأنه برنامج على المدى الطويل، ولكن على المدى القصير يمكن للغرب أن يدفع بالمزيد من الاهتمام لمواجهة دعاية بوتين المناهضة للغرب في روسيا. عبر الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية، كان راديو ليبرتي وإذاعة أوروبا الحرة يبث أكاذيب الكرملين. الآن، يتعين على الغرب إحياء تفكير الحرب الباردة من خلال توفير المال والخبرة والتكنولوجيا، ودعم البث باللغة الروسية في روسيا. هذا من شأنه أن يلبي دعاية بوتين وجهاً لوجه، والبدء في طرح معلومات سيئة مع جيدة. هذا يبعث برسالة أن الغرب لن يتخلى عن روسيا.

على الغرب أن ذلك يساعد في توجيه روسيا ما بعد بوتين وذلك لأجل الشعب الروسي، أووربا الشرقية، والعالم ككل. ينبغي على الحكومات الغربية الدخول في حوار مع المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، ودعم منظمات مكافحة الفساد وتعزيز حقوق الإنسان. يجب عليهم التحدث إلى الليبراليين الروس وإلى أعضاء من المعارضة الروسية الملتزمة بالديمقراطية والليبرالية.

قد يستعرض بوتين العضلات العسكرية في أوكرانيا ويدل على اللامبالاة الفولاذية لتهديدات الغرب، ولكن في نهاية الأمر هو الغرب، وليس بوتين، الذي يمكن أن يحدد في نهاية المطاف مستقبل روسيا.

 

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

        د. بسام أبو عبد الله

الوسوم (Tags)

بوتين   ,   الحكومة   ,   المعارضة   ,   الأوروبي   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz