Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_q5jkqas991klov2uq550hrv4a0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
شقيقان عايشا أهوال حمص القديمة: هذه حكايتنا

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
شقيقان عايشا أهوال حمص القديمة: هذه حكايتنا
دام برس : دام برس | شقيقان عايشا أهوال حمص القديمة: هذه حكايتنا

دام برس :

فقدت أنطوانيت فارس نحو نصف وزنها، بعدما آثرت هي وشقيقها سبيع البقاء في منزلهما في حمص القديمة رغم الحصار الذي فرضته القوات السورية لقرابة عامين، لئلا يتحولا عبئاً على أقاربهما.
وتقول أنطوانيت (66 عاماً)، التي انخفض وزنها من 77 كيلوغراماً إلى 45 كيلوغراماً، "قمت بتضييق ملابسي بنفسي"، وهي تحمل ملابس رياضية، وقد رسمت ابتسامة حزينة على وجهها الهزيل المتعب. وفقد شقيقها البالغ من العمر 61 عاما، 27 كيلوغراما من وزنه.
ويقود درج تغطيه علب الكرتون وأوعية المياه إلى منزلهما الكائن في الطبقة السفلية المظلمة لمبنى متضرر في حي بستان الديوان، ذي الغالبية المسيحية في حمص القديمة. وهذا الحي هو أحد الأحياء التي غادرها المسلحون قبل أيام.
وبقيت انطوانيت وشقيقها بمفردهما في المنزل طوال فترة الحصار على رغم القصف الجوي والاشتباكات في الأحياء، مثلهم مثل 21 مدنياً آخرين. وكان الشقيقان ينامان في غرفة الجلوس، لأن غرفة النوم كانت شديدة الخطورة نظراً لقربها من الشارع حيث تدور المعارك.
وتقول أنطوانيت "كنت أريد أن أموت في منزلي"، وهي تراقب الجنود وقد انتشروا في الشارع حيث كان المقاتلون حتى أيام خلت.
ويطغى شعور الكرامة واحترام الذات على حديث أنطوانيت وسبيع. ويقول الرجل "لم نرد أن نكون عبئاً، حتى على أقاربنا. فضلنا أن نبقى في منزلنا".
واعتمدت أنطوانيت وسبيع خلال الحصار على مخزون من مواد غذائية أساسية، كالقمح والأرز والبرغل، إضافة إلى بندورة وبقدونس زرعاها في صناديق صغيرة. إلا أن الوضع أصبح أكثر صعوبة في شباط الماضي، مع خروج مدنيين من الأحياء المحاصرة في حمص. وتوضح أنطوانيت "كنا نجمع الأعشاب البرية التي تنمو ونمزجها مع البرغل. كنا نأكل من هذا الخليط ثلاث مرات يومياً، مشيرة إلى أن تناول اللحوم والدواجن بات أشبه بحلم.
وتقول إن مقاتلين من أحياء أخرى قدموا مرتين إلى المنزل لأخذ حاجتهم من الغذاء، كالسمن والقمح والزيت. ويقول سبيع "خبأنا هذه المواد خلف ألواح من الخشب، لكنهم عثروا عليها".
يعرض هذا النجار بفخر طريقته المبتكرة في تسخين الشاي أو القهوة: قطعة من القطن مبلولة بمشروب كحولي (العرق) يشعلها لتعطي ناراً خفيفة، أو حتى شمعات مصنوعة من كتل الشمع الأحمر خزنها مع بدء المعارك.
والأحد الماضي، دخل أول صهريج مياه إلى حمص القديمة بعد انقطاع لأكثر من عامين. وخلال الحصار، كان مقاتلو الحي يمدون أنطوانيت وسبيع بالمياه من آبار حفروها، وكان الشقيقان يقومان بغليها على موقد تغذيه قطع من الحطب يجمعانها من الشوارع. إلا أن التواصل مع المسلحين كان محدوداً، ويقتصر على "صباح الخير ومساء الخير"، بحسب سبيع.
وفي ظل انقطاعهما عن العالم وغياب الكهرباء والاتصالات، فوجئ الشقيقان، الأسبوع الماضي، برؤية المسلحين يحزمون أمتعتهم وأسلحتهم استعداداً للمغادرة. وتقول أنطوانيت "سألني بعضهم ما إذا كنت املك حقائب أو أكياساً صغيرة ليحزموا فيها حاجاتهم... إلا أنني لم أكن املك أياً منها".
وبعد خروج المسلحين، بدأ السكان النازحون عن هذه الأحياء، بزيارتها لتفقد منازلهم وشوارعهم التي تعرضت لدمار كبير. ومن بين الزوار، شقيقة أنطوانيت وسبيع التي لم يرياها منذ عامين.
وتتذكر أنطوانيت بتأثر اللقاء، وتقول "كانت لحظة عاطفية. أختي كبرت في السن". وقبل أن تنهي جملتها، يتهدج صوتها، وتغرورق عيناها بالدموع. وتضيف، وهي تتلذذ بسيجارة لم تدخنها منذ أكثر من عام، "لم أتمكن بعد من استيعاب ما اختبرناه".
ويعلن صوت الجرس الصغير المعلق في صالون المنزل، وصول زائرين عزيزين: ابنة شقيقهما وزوجته، اللذان رآهما للمرة الأخيرة في حزيران العام 2012. ولدى معانقة أنطوانيت لقريبتها، انهمرت دموعها مجدداً، قبل أن تقدم لهما القهوة على طاولة وضعت عليها نبتتان مزينتان، الأولى ببيض من البلاستيك لمناسبة عيد الفصح الذي صادف في نيسان الماضي، والثانية بأشرطة حمراء لمناسبة عيد الميلاد في كانون الأول.
وتقول أنطوانيت، التي لا تزال تعاني من الأرق، "تخطينا هذه المرحلة، لكننا لا نشعر بعد بأننا عدنا إلى طبيعتنا". ويضيف شقيقها "سيتطلب هذا الأمر وقتاً، كما الحال بالنسبة إلى حمص".

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   حمص   ,   السوري   ,   المسلحين   ,   syria   ,   army   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_q5jkqas991klov2uq550hrv4a0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0