دام برس :

بينما تحرّكت عجلة التفاهمات الروسية الأميركية، بعد فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باختطاف ورقة القرم وفشل رئيس الحكومة التركية باسترداد نصاب النصف من أصوات الأتراك الذي يخوله تشكيل حكومة منفرداً، صار البحر الأسود بحيرة روسية بينما تستعد منطقة كسب لتسترد هويتها السورية، فينجلي الغيم العثماني شمالاً وجنوباً بينما بقي لبنان خارج السمع لما يجري إقليمياً ودولياً.

التفاهم الذي يبدو أنّ قواعده قد وضعت في اجتماع باريس بين الوزيرين جون كيري وسيرجي لافروف، صار منطلقاً لتحرك بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة للتحضير لجولة ثالثة لمؤتمر جنيف الخاص بسوريا، بعد فشل محاولات تعديل التوازن العسكري شمالاً وجنوباً واكتشاف الكاتب دار التركي والحاكم الهاشمي الأردني أن الدخول في حرب إقليمية، بدت سوريا غير مترددة في الذهاب إليها إذا تواصلت التدفقات الحدودية تحميها التغطية النارية بانتهاك السيادة السورية، سيرتب سلسلة انهيارات لن يكون ممكناً التحكم بنتائجها.

وفيما كان بان كي مون يعلن البدء للاستعداد نحو جنيف الثالث لسوريا كانت المعلومات المتوافرة عن لقاء باريس بين لافروف وكيري، تكشف نجاحاً روسياً بالحصول على موافقة أميركية بجنيف أوكراني ثلاثي يضم الرئيس والمعارضة التي خلعته وجلست مكانه بحكومة جديدة مدعومة من أميركا وأوروبا وثالثهما حكومة شبه جزيرة القرم المستقلة والتي وقعت أوراق انضمامها لروسيا.