دام برس :

الملف الأمريكي:

أهم ما جاء في المقال:

في عام 2006 وخلال ولاية بوش الابن نشر المؤرخ في جامعة برنيستون سين ويلينتز سؤالاً استفزازياً :هل بوش هو أسوأ رئيس على الإطلاق؟

وأضاف أن كثيراً من المؤرخين سيذكرونه كأسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

حُكم ويلينتز كان مبكراً, فبوش كان لايزال رئيساً, فالأحكام المؤقتة عادلة لكنها قاسية.

السؤال اليوم كيف سيصنف التاريخ الرئيس أوباما, فهل سيضعه في خانة الفشل أم بين العظماء.

قبل الإجابة يجب أن نعرف كيف يُقيم التاريخ الفشل فهناك نوعان للفشل, الأول عندما يفشل الرئيس بسبب شيء خارج عن إرادته, كأزمة العبودية وهي أزمة كبيرة على مستوى الأمة.

لكن مهما كانت الأسباب الأساسية لهذا الفشل فالرئيس يعتبر أنه قد فشل بالوصول لحل.

أما النوع الثاني من الفشل والذي يتحمله الرئيس بشكلٍ أساسي هو عندما تقود سياساته لخلق أزمة في البلاد.

بالنسبة لجورج بوش فسياسته الخارجية تعتبر أقرب للفشل, وقد كان هو سبب هذا الفشل حتى لو لم يكن هو مسبب أحداث الحادي عشر من أيلول.

لكن إرساله للجيش الأميركي إلى الدول الإسلامية بهدف نشر الديمقراطية عندهم على الطريقة الأمريكية كانت فكرة فاشلة والدليل على ذلك هو سيطرة جماعات القاعدة على مساحاتٍ كبيرة من هذه الدول في يومنا هذا.

بالإضافة إلى ذلك فقد استنزفت الحرب موارد الحكومة المادية مما أوصل البلاد لعجزٍ مادي ودفعها إلى إتباع سياسات التقشف المالي.

وقد وصلت البلاد إلى ذروة النمو السلبي في عام 2008, و اندلعت الأزمة المالية المدمرة في عهده.

من الصعب عدم وضع بوش ضمن قائمة أسوأ خمس رؤساء جنباً إلى جنب مع فرانكلين بيرس وبوكانان و ميلارد فيلمور بالإضافة إلى هاردينغ الذي تدور شكوك حولوضعه ضمن هذه القائمة نظراً لأنه قد ورث مشاكل إقتصادية من سلفه ويلسون.

وبناءً على ما سبق يصبح أسوأ خمس رؤساء بشكلٍ تصاعدي: بوكانان، بيرس،ويلسون، جورج دبليو بوش وفيلمور.

إن انحدار الرئيس أوباما إلى هذا المستوى يعتمد على ما سيصل له نظام الرعايةالصحية والوضع الاقتصادي في البلاد.

فإذا فشل في حل هذه المشاكل فستتأثر سمعته تاريخياً خاصةً أنه هو من تسبببحصولها عن طريق سياساته.

من ناحية أخرى إذا تم إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي اقترحه أوباما واستطاع أنيصل بالبلاد إلى حقبةٍ جديدة من الرعاية الصحية فسيتم إنقاذ سمعته, وبالتالي فإنالموضوع كله متعلق بنجاح أو فشل هذه الخطة.

الشيء الوحيد المؤكد أن حكم التاريخ وحكم الناخبين لا يمكن تغيره بالمشاعر أوالتعاطف, فالأحداث ستبقى للأجيال القادمة.

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

        د. بسام أبو عبد الله