Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
وليد المعلم مخاطباً كيري في مؤتمر جنيف :لاأحد في العالم له الحق في تغيير أي حكومة شرعية ولا أحد في العالم له الحق أن ينصب نفسه ناطقا باسم السوريين .. وعلى عاتقي كل آمال الشعب السوري وآمال الأطفال والنساء والعمال كي يكونوا آمنين في سورية

دام برس:

بدأت اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 بمشاركة الوفد الرسمي السوري برئاسة وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين.

وألقى المعلم كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال فيها..

أيها السيدات والسادة...

أحييكم باسم وفد الجمهورية العربية السورية...

 

الجمهورية.. المدنية التي حاول بعض ممن يجلسون في هذه القاعة إعادتها إلى القرون الوسطى.

العربية.. التي تعتز بعروبتها المتشبثة بها رغم ما فعله بها بعض العرب الذين من المفترض أن يكونوا أشقاء.

السورية.. المتغلغلة في التاريخ لسبعة آلاف عام.

على عاتقي وعاتق وفد سورية كل آلام بلادي لثلاث سنوات خلت.. كل دماء الشهداء وكل دموع الثكالى وكل انتظار أذاق المر لأهل مخطوف أو مفقود وكل صرخة لطفل مذعور من قذيفة استهدفت أنامله الغضة أثناء الدرس

لم أقف يوما موقفا أصعب من هذا.. فعلى عاتقي وعاتق وفد سورية كل آلام بلادي لثلاث سنوات خلت.. كل دماء الشهداء كل دموع الثكالى كل انتظار أذاق المر لأهل مخطوف أو مفقود كل صرخة لطفل مذعور من قذيفة استهدفت أنامله الغضة أثناء الدرس كل آمال جيل كامل يرى أحلامه بمستقبل مزدهر تتحطم أمامه كل شجاعة لأب وأم أرسلا أولادهما جميعا لحماية البلاد كل حرقة عائلة تهدم منزلها وأصبحت في عداد النازحين واللاجئين.. على عاتقي وعاتق وفد سورية أيها السادة أيضا كل آمال الشعب السوري للسنوات القادمة كل حق لطفل أن يذهب آمنا إلى مدرسته وكل امرأة أن تخرج من منزلها لا تخشى الخطف أو القتل أو الاغتصاب وكل شاب أن يبني مستقبله كما يريد ولكل رجل أن يعود إلى أولاده وبيته آمنا مطمئنا.

وأضاف المعلم.. حانت اليوم لحظة الحقيقة حقيقة أريد لها ..وبشكل ممنهج.. أن تضيع عبر حملات تشويه وتضليل وفبركة وأكاذيب وصولا إلى القتل والإرهاب.. حقيقة أبت إلا أن تظهر للقاصي والداني بوقوفنا هنا.. وفد الجمهورية العربية السورية ممثلا للشعب والحكومة والدولة والمؤسسات والجيش.. والرئيس بشار الأسد.

يؤسفني ويؤسف شعب سورية الصامدة أن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملطخة بدماء السوريين

وتابع المعلم.. يؤسفني أيها السادة.. نعم يؤسفني ويؤسف شعب سورية الصامدة أن ممثلين لدول ممن تضمهم هذه القاعة يجلسون معنا اليوم وأيديهم ملطخة بدماء السوريين.. أن دولا صدرت الإرهاب وصدرت معه صكوك الغفران وكأن الله وكلها أن تدخل هذا إلى الجنة وذاك إلى النار.. منعت عباد الله من زيارة بيوت الله.. شجعت ومولت وساهمت وحرضت وأسبغت الشرعية ونزعتها كما تشاء.. لم تنظر يوما إلى بيتها الزجاجي المهترئ قبل أن ترمي القلاع الحصينة العريقة بالحجارة وبدأت .. وبلا حياء .. تعطينا دروس الديمقراطية والتطور والتقدم وهي تغرق في الجاهلية والتخلف فمنحت وحرمت وحللت وشرعت وكفرت ووزعت العطايا والهبات ذلك أنها اعتادت أن تكون بلادها ملكا لملك أو أمير يهب ما يريد منها لمن يريد ويحرم من يريد ما لا يريد. 20140122-170652.jpg

وقال المعلم.. حاضروا بسورية ..السيدة الكاملة الراقية المستقلة العفيفة.. حاضروا فيها بالشرف وهم يغرقون بوحول السبي والوأد والجاهلية.. وبعد كل ما سبق وبعد أن فشلوا سقط القناع عن الوجوه المهتزة لينكشف الوجه الحقيقي لما أرادوا.. زعزعة استقرار سورية وتدميرها من خلال تصدير منتجهم الوطني الأهم وهو الإرهاب استعملوا بترودولاراتهم لشراء الأسلحة وتجنيد المرتزقة وإغراق الفضاء الإعلامي بكذبهم لإخفاء وحشية ما يقومون به تحت ستارة ما سموها أخيرا.. "الثورة السورية التي تلبي تطلعات الشعب السوري".

كيف لإرهابي شيشاني أو أفغاني أو سعودي أو تركي أو فرنسي أو بريطاني أن يحقق تطلعات الشعب السوري؟

وتساءل المعلم.. أين ما يجري في سورية أيها السادة من كل ذلك... كيف لإرهابي شيشاني أو أفغاني أو سعودي أو تركي أو فرنسي أو بريطاني أن يحقق تطلعات الشعب السوري.. وبماذا... بدولة إسلامية لا تعرف عن الإسلام شيئا إلا ما عرفوه عن الوهابية المنحرفة... من قال لكم ولهم إن الشعب السوري يتطلع إلى العودة آلاف السنين إلى الوراء...

وقال المعلم.. في سورية أيها السادة تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها في سلوك شنيع منحرف قبيح لا ينم إلا عن مصدري هذا الفكر... في سورية أيها السادة يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة والأسوأ أن أطفال من يحقق لنا تطلعاتنا.. من الغرباء يهللون ويرقصون... في سورية من يأكل قلب السوري ليحقق طموح الضحية في حياة حرة ديمقراطية رغيدة هانئة كما يدعي فأي سخف وضحك على العقول هذا...

تحت مسمى "الثورة" يقتل الأطفال في مدارسهم والشباب في جامعاتهم وتستباح النساء عبر فتاوى منحرفة

وأضاف المعلم تحت مسمى "الثورة السورية العظيمة" يقتل المدنيون شيوخا ونساء وأطفالا.. تفجر الشوارع والمؤسسات دون أن يسأل ضحايا هذه الانفجارات عن توجههم السياسي والعقائدي والفكري.. تحرق الكتب والمكتبات .. تنبش القبور تسرق الاثار... تحت مسمى "الثورة".. يقتل الأطفال في مدارسهم والشباب في جامعاتهم.. تستباح النساء عبر فتاوى منحرفة وعناوين شتى من جهاد النكاح الى جهاد المحارم وغيرها.. تقصف الجوامع والمصلون سجد.. تقطع الرؤوس وتعلق في الشوارع.. تشوى الناس أحياء في محرقة حقيقية سينكرها التاريخ والكثير من الدول دون أن يتهموا بالعداء للسامية... تحت مسمى "الثورة" يفجر أب نفسه وأطفاله وزوجته بيديه كي لا يدخل الأغراب بيته ويحرروه من ظلم ونير النظام وينشروا الديمقراطية كما يدعون. 20140122-162541.jpg

وقال المعلم.. نعم أيها السادة ومعظمكم هنا آباء لأطفال.. تخيلوا أي شعور ذاك الذي يدفع بأب أن يقتل عائلته بيديه لحمايتهم من وحوش على هيئة بشر تدعي أنها تقاتل من أجل الحرية.. هذا ما حصل في عدرا.. عدرا التي لم يسمع معظمكم عنها.. دخل الغرباء إليها فقتلوا ونهبوا وشنقوا وذبحوا واغتصبوا وحرقوا الناس أحياء.. لم تسمعوا عنها شيئا لكنكم سمعتم بالتأكيد عن غيرها من الأماكن التي فعلوا فيها نفس ما فعلوه في عدرا ووجهوا أصابع اتهامهم الملطخة بدماء الأبرياء باتجاه الدولة والجيش السوري.. وعندما لم تعد تنطلي هذه الكذبة الساذجة على أحد توقفوا عن ذكر أي شيء.. هكذا أراد لهم مشغلوهم من دول تصدرت أخيرا رأس الحربة في جسد سورية بعد أن أزاحت أخرى كانت تحاول وعلى دماء السوريين أن تتزعم المنطقة بالمال والنفوذ وشراء الذمم لتصدر لنا علنا وحوشا على هيئة بشر.. شربتها الفكر الوهابي البغيض ونشرتها في سورية.. وها أنا أقول لكم من على هذا المنبر.. إنكم تعلمون مثلي أنها لن تبقى ولن تكتفي بسورية لكن البعض ممن يضم مجلسنا لا يريد أن يفهم أو يتعظ.

وأضاف المعلم.. كل ما سبق أيها السادة لم يكن ليتحقق لو كان الجار للجار وقت الضيق لكن الجيران بالأزمة في سورية كانوا إما سكاكين في الظهر من الشمال أو متفرج ساكت عن الحق من الغرب أو ضعيف يؤمر ويأتمر من الجنوب أو منهك بما خططوا له ونفذوا منذ سنوات ليدمروه ويدمروا سورية معه من الشرق.

حكومة أردوغان فرشت أرضها للإرهابيين تدريبا وتسليحا وتوريدا إلى الداخل السوري وأعمت بصرها عن أن السحر سينقلب على الساحر

وقال المعلم .. كل ما سبق لم يكن ليتحقق لولا حكومة أردوغان التي فرشت أرضها للإرهابيين تدريبا وتسليحا وتوريدا إلى الداخل السوري.. أعمت بصرها عن أن السحر سينقلب على الساحر ذات يوم وها هي تذوق الآن بداية مرارة الكأس .. فالإرهاب لا دين له ولا ولاء له إلا نفسه.. ومن صفر مشاكل مع الجيران إلى صفر في السياسة الخارجية وفي الدبلوماسية الدولية وفي المصداقية السياسية وفي كل شيء... رغم ذلك استمرت في فعلتها الشنيعة ذلك أن الحلم التاريخي لسيد قطب وقبله محمد عبد الوهاب قد بدأ يتحقق كما توهموا فعاثوا في الأرض فسادا من تونس الى ليبيا إلى مصر إلى سورية مصممين على تحقيق وهم لا يوجد إلا في اذهانهم المريضة ورغم ثبات فشله وبطلانه مازالوا مصرين على الاستمرار به وهذا ما لا يوصف بموازين العقل إلا بكلمة /الغباء/.. فمن لا يتعلم من التاريخ سيخسر الحاضر.. والتاريخ يقول.. لا يمكن للنار أن تشتعل في بيت جارك وتبقى أنت في مأمن.

بعض الجيران أشعلوا النيران في سورية واستقدم بعضهم الإرهابيين من شتى أنحاء العالم

وتابع المعلم .. لكن بعض الجيران أشعلوا النيران في سورية واستقدم بعضهم الإرهابيين من شتى انحاء العالم.. وهنا برزت المفارقة المضحكة المشينة.. ثلاث وثمانون جنسية تقاتل في سورية.. لم يشتك أحد ولم يشجب او يستنكر أحد ولم يغير موقفه أحد واستمروا في تسميتها وبكل صفاقة.. "الثورة السورية المجيدة".. وبضع عشرات من شباب مقاوم كانوا مع الجيش في بعض المناطق قامت الدنيا ولم تقعد واسموها تدخلا خارجيا...وطالبوا بخروج ما سموه القوات الأجنبية.. وبالحفاظ على السيادة السورية وعدم انتهاكها.

سورية البلد السيد المستقل ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة

وقال المعلم.. وفي هذا السياق أؤكد أن سورية البلد السيد المستقل ستقوم بكل ما يلزم للدفاع عن نفسها وبالطرق التي تراها مناسبة.. دون الالتفات إلى كل الصراخ والتصريحات والبيانات والمواقف التي أطلقها كثيرون.. فهذه قرارات سورية بحتة... وستبقى سورية بحتة. 20140122-163033.jpg

وأضاف المعلم.. رغم كل ذلك صمد الشعب السوري فتحركت العقوبات ضد قوته وخبزه وحليب أطفاله ليجوع ويمرض ويموت تحت نير هذه العقوبات.. وبالتوازي تم حرق ونهب المصانع ومعامل الغذاء والدواء والمستشفيات والمستوصفات وتخريب السكك الحديدية واستهداف الخطوط الاساسية للكهرباء حتى دور العبادة مسيحية كانت او اسلامية لم تنج من ارهابهم.. وعندما فشلوا في كل ذلك لوحت أمريكا بعدوانها على سورية وفبركوا مع من تتقاطع مصالحهم معهم من الغرب والعرب حكاية استعمال السلاح الكيميائي التي لم تقنع شعوبهم قبل أن تقنعنا.. ذلك أن دول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لا تتكلم للأسف إلا لغة الدم والحرب والاستعمار والهيمنة.. فالديمقراطية تفرض بالنار والحرية بالطيران وحقوق الإنسان بقتل الإنسان... فقد اعتادت أنها الآمر الناهي في العالم.. ما تريده يتحقق وما لا تريده لن يكون.. ونسيت أو تناست أن من فجر نفسه في نيويورك هو نفسه من فجر نفسه في سورية.. فالفكر واحد والمصدر واحد.. نسيت أو تناست أن هذا الإرهابي في الأمس كان في أمريكا واليوم في سورية وغدا لا أحد يدري أين سيكون... لكن الأكيد أنه لن يتوقف هنا.. فأفغانستان كانت خير مثال لمن يريد أن يتعظ...لمن يريد ... لكن أغلبهم لا يريدون لا أمريكا ولا بعض الدول الغربية المتحضرة التي جرت خلفها بدءا من عاصمة النور وصولا إلى مملكة لم تغب عنها الشمس فيما مضى.. رغم أنهم جميعا ذاقوا مرارة الإرهاب وفجأة أصبحوا "أصدقاء سورية" أربعة من هؤلاء الأصدقاء ملكيات استبدادية قمعية لا تعلم شيئا عن المدنية والديمقراطية.. والبعض الآخر كانوا مستعمرين لسورية نهبوها وقسموها من أكثر من مئة عام والآن اصبح هؤلاء مع غيرهم يعقدون المؤتمرات لتوطيد صداقتهم بالشعب السوري علنا ويحاصرونه ويفرضون عليه العقوبات ويدعمون الارهاب في سورية سرا.. ويرفعون الصوت خشية وقلقا على الوضع الانساني السيئء والمعاناة المعيشية للسوريين.

وقال المعلم.. إن كنتم تشعرون فعلا بالقلق على الوضع الانساني والمعيشي في سورية فارفعوا أيديكم عنا.. أوقفوا ضخ السلاح ودعم الإرهابيين .. ارفعوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري وعودوا الى العقل وسياسة المنطق.. عندها نطمئنكم أننا سنكون بخير كما كنا دون قلقكم وخشيتكم الشديدة علينا.

وأضاف المعلم.. قد يقول قائل في نفسه الآن.. هل كل ما يجري في سورية هو صناعة خارجية... لا أيها السادة.. إن سوريين هنا في هذه القاعة ساهموا بكل ما سبق ونفذوا وسهلوا وشرعوا واختلفوا.. كل ذلك على دماء الشعب السوري الذي يدعون أنهم يمثلون تطلعاته فانقسموا سياسيا مئة مرة ولجأ قادتهم الميدانيون إلى أصقاع الأرض.. باعوا انفسهم لاسرائيل.. كانوا عينها التي ترى ويدها التي تخرب وعندما فشلوا تدخلت إسرائيل بنفسها لترفع عنهم ضربات الجيش العربي السوري وتساعدهم على تنفيذ ما ارادته لسورية منذ عقود طويلة.

من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه

وتابع المعلم .. كان شعبنا يذبح وهم في فنادق الخمس نجوم هذا ما قاله حتى اتباعهم على الأرض.. عارضوا في الخارج واجتمعوا في الخارج وخانوا سورية في الخارج وباعوا أنفسهم لمن يدفع أكثر في الخارج ويتكلمون باسم الشعب السوري.. لا أيها السادة.. من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فلا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه.. من يرد ان يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سورية ليعش ويشاهد وليودع أطفاله كل يوم قبل الذهاب إلى المدرسة فربما لن يعودوا بسبب قذيفة أطلقتها أدوات من في الخارج.. ليتحمل البرد والصقيع لاننا حرمنا من النفط.. ليقف ساعات طويلة ليحضر الخبز لبيته لأن العقوبات حرمتنا من استيراد القمح بعد أن كنا مصدرين له… من يرد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاومه ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب.

وأكد المعلم.. إن الجمهورية العربية السورية دولة وشعبا قد قامت بكل ما طلب منها ولا تزال.. فتحنا أرضنا للصحفيين يتجولون كما يشاؤون وقد نقلوا الوقائع لكم في الخارج.. واقع لم يستطع كثير من وسائل الإعلام الغربية تحمله لأنه يخالف ما يريدون قوله وتصويره عن سورية والأمثلة كثيرة لا مجال لحصرها الآن.. سمحنا بدخول المنظمات الدولية الإغاثية لكن أدوات البعض في الداخل السوري ممن يجلس هنا هي من منعتها فتعرضت لإطلاق نار مرات عدة من قبل الإرهابيين.. أما نحن فكنا نقوم بواجبنا كدولة بحمايتهم وتسهيل مهمتهم.. أفرجنا كثيرا وبدفعات كبيرة عن معتقلين وحتى عن مسلحين مما أثار استياء شريحة من السوريين في الداخل إلا أنهم فهموا وقبلوا أن سورية أغلى من الجميع وكرمى لها يجب أن نسكت على الجرح ونكبر ونتسامى عن الضغائن والحقد.

كل السوريين مسيحيون حين تضرب المسيحية وكل السوريين مسلمون حين تستهدف الجوامع

وقال المعلم.. فماذا فعلتم أنتم يا من تدعون أنكم تتحدثون باسم الشعب السوري... أين هي رؤيتكم لهذا البلد العظيم... أين أفكاركم او برنامجكم السياسي... ما هي أدواتكم للتغيير على الأرض... عدا المجموعات الإرهابية المسلحة... إني على يقين أنكم لا تملكون أي شيء وهذا جلي للقاصي والداني خاصة في المناطق التي قام مرتزقتكم باحتلالها.. أو كما تقولون بعباراتكم ومصطلحاتكم الغريبة "بتحريرها".. هل حررتم فعلا الأهالي في هذه المناطق... أم اختطفتم ثقافتهم المعتدلة لفرض ممارساتكم القمعية المتطرفة... هل بنيتم المراكز الصحية والمدارس... أم دمرتم المستشفيات وسمحتم لشلل الاطفال أن يعود إلى سورية بعد أن عاش أطفالنا أصحاء منه لعقود... هل حافظتم وحميتم اثار ومتاحف سورية... ام قمتم بنهب المواقع التاريخية وتاجرتم بالآثار... هل أظهرتم التزامكم بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان... أم قمتم بقطع الرؤوس وبتنفيذ إعدامات علنية وعلى الملأ... باختصار أنتم لم تقوموا بأي شيء على الاطلاق سوى حشد الخزي والعار جراء التوسل للولايات المتحدة لشن عدوان عسكري على سورية.. حتى المعارضة التي نصبتم أنفسكم سادة وأوصياء عليها ترفضكم وترفض طريقتكم في إدارة أنفسكم قبل أن تفكروا في المشاركة بإدارة البلاد.. بلاد أرادوها طيفا واحدا.. لا أتحدث هنا أبدا عن طيف طائفي أو عرقي أو ديني فكل من يخالفهم هو آخر والآخر كافر مهما كانت ديانته أو ملته فقتلوا المسلم بكل طوائفه على حد سواء واستهدفوا وبشدة المسيحيين في سورية حتى الراهبات لم ينجون منهم وهن في ثياب الرهبنة فخطفوهن بعد أن ضربوا معلولا آخر مكان يتحدث لغة السيد المسيح ليجبروا مسيحيي سورية على الرحيل لكنهم أيضا فشلوا فكل السوريين مسيحيون حين تضرب المسيحية وكل السوريين مسلمون حين تستهدف الجوامع وكل السوريين من الرقة أو من اللاذقية أو من السويداء أو من حمص أو من حلب الجريحة حينما تستهدف إحدى المناطق التي ذكرت.. ذلك أن محاولاتهم بث الفتنة الطائفية والدينية كانت أبشع من أن يقبلها السوري العاقل.. باختصار أيها السادة لم تترك "ثورتكم السورية المجيدة" موبقة واحدة على وجه الأرض إلا وفعلتها.

وأضاف المعلم.. في مقابل كل هذه الصورة السوداء القاتمة كان النور دائما في آخر الطريق.. كان إصرار الشعب على الصمود وإصرار الجيش على حماية المواطنين وإصرار الدولة على التماسك والاستمرار.. ومع كل ما سبق كانت دول صديقة صادقة تقف معنا ومع الحق لأن الحق بين والباطل بين.. دول كروسيا التي أتوجه إليها باسم الشعب والدولة السورية بكل الشكر هي والصين لاحترامهما سيادة سورية وحرية قرارها.. فكانت روسيا صديقا صدوقا في المحافل الدولية.. تدافع وبقوة عن مبادئ الأمم المتحدة في سيادة الدول وحقوق الإنسان قولا وفعلا ومعها كانت الصين ودول البريكس وايران والعراق ودول عربية وإسلامية بالاضافة إلى بلدان افريقية ومن امريكا الجنوبية.. كانت جميعا بصدق تحمي تطلعات الشعب السوري لا تطلعات الحكومات الأخرى لما تريده في سورية.

وتابع المعلم.. نعم أيها السادة.. إن الشعب السوري طامح كغيره من شعوب المنطقة إلى مزيد من الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.. طامح إلى مزيد من التعددية والديمقراطية.. طامح إلى سورية أفضل.. سورية آمنة مطمئنة مزدهرة عفية.. لدولة مؤسسات قوية لا لهدم المؤسسات.. لحماية الآثار والتراث الوطني والمواقع الأثرية السورية لا تخريبها ونهبها وتدميرها.. طامح لجيش وطني قوي يحمي المال والارض والعرض ويدافع عن حدود البلاد وسيادتها واستقلالها لا لجيش من المرتزقة "حر" في خطف المدنيين ومقايضتهم بالمال أو تحويلهم لدروع بشرية.. "حر" في نهب المساعدات وابتزاز الفقراء والتجارة بالوطن.. "حر" في الإتجار بالأعضاء البشرية للنساء والأطفال وهم أحياء.. يأكل عناصره القلوب والأكباد ويشوون رؤوس البشر على الفحم.. يجندون الأطفال ويغتصبون النساء كل ذلك بقوة السلاح.. سلاح ترسله لهم دول تجلس هنا تحت مسمى.. "دعم الجماعات المعتدلة" فقولوا لنا بالله عليكم اين الاعتدال في كل ما ذكرت...

الغرب يدعي محاربة الإرهاب علنا ويغذيه سرا ومن لا يرى هذه الحقيقة فهو إما جاهل أعمى أو أنه لا يريد أن يرى وراغب في استكمال ما يفعل

وتساءل المعلم.. وأين هي أصلا تلك العناصر المعتدلة التي تختبئون خلف مسمياتها الفضفاضة خاصة ما ظهر منها مؤخرا مدعوما إعلاميا وعسكريا تحت مسميات جديدة لجبهات قديمة خلعت جلدها ولبست آخر ابشع منه وادعت انها تقاتل الارهاب.. وبدأت وسائل الإعلام تزين صورة هؤلاء القدامى الارهابيين بعد أن ألبسوهم لبوسا جديدا تحت مسمى "الاعتدال".. لكنهم يعرفون كما نعرف أن تطرفهم وارهابهم واحد بمسميات مختلفة.. ويعرفون كما نعرف انهم تحت ذريعة دعم هؤلاء يرسلون السلاح في النهاية إلى القاعدة وتنظيماتها داخل سورية والعراق وغيرها من دول المنطقة..

هذه هي الحقيقة أيها السادة.. فلتستفيقوا جميعا.. إن الغرب يدعم وبعض العرب ينفذ لتصل الأسلحة الفتاكة لأيدي تنظيم القاعدة.. وبالتالي فإن الغرب يدعي محاربة الإرهاب علنا ويغذيه سرا.. ومن لا يرى هذه الحقيقة فهو إما جاهل أعمى.. أو أنه لا يريد أن يرى وراغب في استكمال ما يفعل.

جئنا لنعيد الأطفال والأمهات إلى بيوت هجرهم الإرهاب منها.. جئنا لنحمي مدنية الدولة وتحضرها ولنوقف زحف التتار والمغول إلى المنطقة

وقال المعلم.. أهذه سورية التي تريدون بعد الاف الشهداء وفقدان الأمان والتدمير الممنهج... أهذه هي تطلعات الشعب السوري التي أردتم أن تحققوها... لا أيها السادة.. لن تبقى سورية هكذا ولن تكون ولهذا جئنا إلى هنا.. جئنا رغم كل ما فعله البعض منكم.. لننقذ سورية.. لنوقف قطع الرؤوس وأكل القلوب وبقر البطون.. جئنا لنعيد الأطفال والامهات إلى بيوت هجرهم الإرهاب منها.. جئنا لنحمي مدنية الدولة وتحضرها.. لنوقف زحف التتار والمغول إلى المنطقة.. جئنا لنمنع انهيار الشرق الأوسط كله.. جئنا لنحمي الحضارة والثقافة والتنوع والغنى.. لنحمي حوار الحضارات ولقاء الأديان في منبع الأديان.. جئنا لنحمي الإسلام السمح الذي تعرض للتشويه ولنحافظ على مسيحيي الشرق.. جئنا لنقول للسوريين في الخارج.. عودوا إلى بلادكم فالغريب غريب مهما كان قريبا والسوري أخ للسوري مهما اشتدت المحن.. جئنا لنوقف الإرهاب كما فعلت كل دول العالم التي ذاقت طعمه.. قلنا وما زلنا ان الحوار بين السوريين هو الحل لكننا وكما تفعل وفعلت كل دول العالم حين ضربها الإرهاب سعينا للدفاع عن شعبنا فهذا واجبنا الدستوري.. وأقول لكم من على هذا المنبر.. إننا سنستمر بضرب الإرهاب الذي أضر بكل السوريين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية.

لا أحد في العالم له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم

وأضاف المعلم.. جئنا لنضع الجميع أمام مسؤولياته فطالما أن دعم الإرهاب مستمر من قبل دول بعينها تعرفونها كما أعرفها لن يكون هناك نجاح لهذا المؤتمر.. فالعمل السياسي والإرهاب لا يمكن أن يكونا على أرض واحدة.. فالسياسة تلتقي مع مكافحة الإرهاب ولا تنمو في ظله.. جئنا ممثلين للشعب والدولة.. نعم لكن فليعلم الجميع أن لا أحد في العالم.. والتجربة خير دليل على ما أقول.. لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم.. هذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا مهما كان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا بنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يرد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم.. هم وحدهم لهم الحق بتقرير قيادتهم وحكومتهم وبرلمانهم ودستورهم.. وكل ما عدا ذلك كلام لا محل له من الإعراب.

واختتم المعلم كلمته قائلا.. أخيرا أوجه كلامي لكل الحاضرين هنا وللعالم أجمع الذي يشاهدنا ويستمع إلينا.. نحن في سورية نحارب الإرهاب.. إرهاب دمر الكثير وما زال.. إرهاب وقفت سورية منذ الثمانينيات من القرن الماضي تصرخ لمكافحته وتشكيل جبهة موحدة ضده ولم يستمع إليها أحد.. إرهاب ذقتم لوعته في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والعراق وأفغانستان وباكستان واللائحة تطول.. وها هو يتمدد في كل مكان.. فلنتعاون جميعا لمكافحته ولنضع اليد على اليد لوقف فكره السوداوي الظلامي المريع وبعدها.. لنقف كسوريين وقفة رجل واحد ونضع سورية نصب أعيننا ونبدأ بإعادة بنائها انسانا وبنيانا.. فالحوار هو الأساس كما ذكرت ورغم شكرنا للدولة المضيفة إلا أننا نقول إن حوار السوري للسوري حقيقة هو على أرض سورية وتحت سمائها.. وقبل عام مضى في هذه الأيام طرحت الحكومة السورية رؤيتها للحل وأيضا لم يستمع إليها أحد.. كم كنا وفرنا من دماء الأبرياء لو حكمت بعض الدول لغة العقل على لغة الإرهاب والدمار... سنة كاملة ونحن ننادي بالحوار لكن الإرهاب كان مستمرا بضرب الدولة السورية.. مؤسسات وحكومة وشعبا رغم كل ذلك .. أن تصل متأخرا خير من ألا تصل.. وها نحن اليوم إما أن نتخذ القرار المصيري الكبير بمحاربة الإرهاب والتطرف والبدء بالعملية السياسية وخاصة أن الجميع هنا عربا وغربا وإما أن يستمر البعض منكم بدعم الإرهاب في سورية... هذا قراركم وقرارنا هنا.. فلنعزل الأيادي السوداء والوجوه الكاذبة التي تصافحكم وتضحك لكم في العلن وتغذي الفكر الإرهابي في الخفاء ليضرب سورية لكنه في النهاية سيمتد ليحرق الجميع.. هي لحظة الحقيقة والمصير فلنكن على قدرها.

نتمنى أن يكون مؤتمر جنيف خطوة أولى على طريق بدء حوار سوري سوري على الأرض السورية وسنستمر في ضرب الإرهاب بيد ونبني ونعمر باليد الأخرى

وفي ختام الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم رئيس الوفد الرسمي المشارك في مؤتمر جنيف2 إن الأوركسترا التي سمعناها من البعض اليوم وما تضمنته من خطابات عدائية وتكرار ممجوج لنفس الكلام من بعض الدول لدرجة أننا توقعنا في بعض اللحظات أننا نسمع خطابات قديمة لا اختلاف فيها إلا مكان إلقائها ولذلك وجدنا أنها لا تستحق الرد عليها.

وأضاف المعلم لأننا نريد وقف نزيف الدم في سورية وحماية أرواح المواطنين وبناء سورية بشرا وحجرا من جديد ولأننا كدولة مطلعون بدورنا الدستوري السياسي والأمني والاجتماعي لإنقاذ سورية مما هي فيه نحن هنا ونتمنى أن يكون مؤتمر جنيف خطوة أولى على طريق بدء حوار سوري سوري على الأرض السورية.

وقال المعلم إنني أشكر من وقف معنا من الدول الصديقة منذ ثلاث سنين وحتى الآن ونقول للجميع إننا سنستمر في ضرب الإرهاب أينما كان بيد ونبني ونعمر سورية ديمقراطيا وسياسيا واجتماعيا باليد الأخرى.

وأضاف المعلم أقول لمن يتدخل في الشأن السوري بأي نوع من أنواع التدخل.. ثلاث سنين وأنتم تحاولون أما يئستم.. كفى.. ارفعوا أيديكم عن سورية حتى نتمكن فعلا من تحقيق تطلعات شعبنا بحياة آمنة متطورة.

روسيا والصين: ضرورة الحل السياسي السلمي بالتوافق بين السوريين.. معسكر أعداء سورية يضع شروطا مسبقة ويسوق تصورات وأوهاما تتعارض مع فكرة وجوهر المؤتمر وتهدد بإفشاله

وأكدت العديد من الدول المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف 2" وفي مقدمتها روسيا والصين ضرورة الحل السياسي السلمي للأزمة في سورية دون أي تدخل خارجي وبالتوافق بين السوريين أنفسهم بينما واصل معسكر أعداء سورية سياسته التي من شأنها إفشال المؤتمر عبر وضع شروط مسبقة وتصورات وأوهام تتعارض مع فكرة وجوهر المؤتمر القائم على التوافق بين السوريين دون أي شروط مسبقة. 20140122-193337.jpg

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة حل الأزمة في سورية وتسوية جميع المسائل المتعلقة بها على أساس التفاهم المتبادل بين الحكومة والمعارضة بعيدا عن أي تدخل أو حل خارجي مفروض لافتا الى أن هناك مسوءولية تاريخية على المشاركين فى مؤتمر "جنيف 2".

وقال لافروف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر فى مدينة مونترو اليوم أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها بشكل سريع أو مبسط ولكن مؤتمر اليوم يعطى فرصة حقيقية للسلام الذي إذا استطعنا السير باتجاهه على أساس الاحترام والشراكة فإن ذلك سيكون لخير شعب سورية الصديق وللمنطقة والعالم.

وأضاف لافروف: إن هذا المؤتمر هو قبلة أنظار المجتمع الدولي وهذا يعني أن هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتقنا وعملا يتطلب اتصالا وتعاونا وثيقا بيننا وهاجسنا أن نصل إلى نهاية المأساة فى سورية والتي تركت الكثير من الويلات والمعاناة للشعب السورى وتهدد بتدمير هذا البلد العريق وجيرانه في المنطقة التي تعيش فترة عصيبة.

وأشار لافروف إلى أن روسيا تؤيد تطلعات الشعوب العربية لحياة أفضل ونمو مستدام وازدهار.. وحتى تكون التحولات الجارية إيجابية يجب على الجميع المساهمة فى الحوار لمواكبة التحولات الداخلية للمجتمعات.

وشدد لافروف على أن محاولات فرض وصفات جاهزة للإصلاحات وتجارب الهندسة الاجتماعية تجعل أى تقدم عرضة للانتكاس داعيا كل الفاعلين إلى احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي ولا سيما احترام سيادة الدول مع عدم التدخل فى شؤونها الداخلية وتسوية النزاعات بالطرق السلمية.

وقال وزير الخارجية الروسي إن روسيا استندت منذ بداية الأزمة في سورية إلى مبدأ عدم فرض الحلول بالقوة والاهتداء إلى حلول عبر التوافق بين الأطراف السورية وهو ما كان أساس بيان جنيف.

وأضاف لافروف إننا نريد أن نصون سورية كدولة ذات سيادة وأن نحافظ على سلامة أراضيها وأن تكون دولة علمانية تضمن كل حقوق الجماعات وعلى هذا الأساس ينطلق الحوار اليوم بين الأطراف السورية والأمر يتطلب التوافق على معايير ملموسة للبيان الذي تم التوصل إليه في جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118 وكافة الإجراءات التي تتيح للشعب السوري أن يحدد مستقبله باستقلالية. 20140122-193411.jpg

وأكد لافروف ضرورة قيام كافة الأطراف الخارجيين بتشجيع السوريين على التوصل إلى هذا الوفاق دون أي مسعى لتخريب ذلك وفق ما ورد في بيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2118.

وشدد لافروف على ضرورة مشاركة كل المجموعات المكونة للمجتمع السوري في هذا الحوار ومن بينها مجموعات المعارضة الوطنية في سورية التي لا تشكل في الوقت الحالي جزءا من الوفد مع أنها أبدت اهتماما بالمشاركة في المؤتمر داعيا إلى تصحيح هذا الوضع من خلال إدماج هؤلاء في الحوار حتى وإن لم يكن ذلك من اليوم الأول.

وجدد لافروف تأكيده على ضرورة مشاركة إيران في هذا الجهد المشترك لتحقيق السلام والأمن في سورية دون محاولات لتفسير بيان جنيف لصالح أحد الطرفين لافتا إلى أن التهديد بتحويل سورية إلى بؤرة نزاع دولية جدى وهناك من ينشر الفوضى والتهديد والتطرف والتعصب فيها بما يؤدي إلى تهجير المسيحيين الذين يعيشون هناك منذ أكثر من ألفي سنة إلى جانب إخوتهم بوئام وسلام.

وقال لافروف إننا نبنى مشاركتنا مع منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل المنظمات ذات الصلة ونطلب من المؤتمر دعم الحكومة السورية والمعارضة من أجل تضافر جهودهم والسعى إلى مواصلة التقدم.

وأضاف لافروف إننا نسجل تعاون الحكومة السورية مع منظمة الأمن والتعاون ومع الأمم المتحدة ومنظمة الأسلحة الكيميائية ونعتقد أن التقدم مع إيران فيما يتعلق بالأسلحة النووية سيكون مساهما في إعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.

ودعا لافروف إلى بذل الجهود لمعالجة الوضع الإنساني في سورية وتعزيز الثقة بين الطرفين وعدم استغلاله لوضع عراقيل مصطنعة وشروط مسبقة للتفاوض وألا تكون الجوانب المتعلقة بالأزمة موضوع رهانات ورؤية وحلول مصطنعة تقوض الحوار.

من جهته جدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعوة بلاده إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سورية يكون مرضيا لجميع الأطراف فيها على أساس التوافق المتبادل ودون أي تدخل خارجي لافتا إلى أنه ما منحل عسكرى للأزمة وهو ما ينبغي على الجميع أن يعترف به.

وقال يي إن الشعب السورى يريد أن يستتب السلم والأمن مجددا ولذلك لا بد من أن تصان الوحدة الترابية لسورية ومنع تشرذمها لأن استقرارها أساسي بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وسيساعد في كبح جماح انتشار الإرهاب والتطرف والرعب فيها.

ودعا يي جميع الأطراف إلى أن يضعوا نصب أعينهم الحل السلمي ومراعاة مواقف ومصالح الجميع والظرف على الأرض والمساهمة في عملية سياسية شاملة للأطراف في سورية وواسعة النطاق تنظر باهتمام إلى التشكيلة الديمغرافية والتعددية في سورية وتحقق توازن مصالح كل المجموعات والأقليات وحقوق المرأة. 20140122-193501.jpg

وشدد يى على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في سورية وتفادي أي تحريض على الكراهية بين الطوائف وتفادي فرض أي حلول سياسية من الخارج.

وقال يي "إن كل الأنظار موجهة إلى مونترو وكل محبي السلام يريدون لهذا المؤتمر أن يكون معلما أساسيا ومثالا بالفعل لتسوية سلمية للأزمة في سورية التي نتوقع لها أن تبدأ مرحلة جديدة".

وأوضح يي أن كل الأزمات يمكن أن تعالج وأن مشاعر الكراهية يمكن أن تبدد طالما أن الصدق والرغبة في التعاون موجودان ولذلك نحن نريد للشعب السوري أن يحقق ذلك وأن يتم تجاوز أوجه الاختلاف وتحلى الجميع بالمرونة وصولا إلى التفاهم والوئام الذي هو الطريق الصحيح إلى الأمام من أجل وضع حد للعنف والقتال والبدء بمحادثات من أجل السلام.

وأضاف يي إنه ليس من اليسير على الأطراف السورية أن تجلس إلى طاولة الحوار وعليه لا بد من إدراك أهمية اجتماع اليوم ومواصلة الحوار بلا هوادة من أجل خلق الثقة والوصول إلى الحلول الوسطى التي ترضي الجميع وتيسر تحقيق السلم والمصالحة.

وقال يي "إنه يمكن إنشاء هيئة انتقالية على أساس المفاوضات ووضع إطار لها ولا بد من أن تكون هذه العملية هي الإطار المناسب لكي تسهم كل الأطراف بالحل السلمي آخذين بالاعتبار الظروف في الميدان واحترام رغبة السوريين في تغيير الوضع وصون المؤسسات السورية".

وأشار يي إلى أن الصين ملتزمة بالنهوض بهذه المحادثات والتسوية السياسية وموقفها دائما كان حياديا متوازنا وغير منحاز لأي طرف وهي تحترم كل المقترحات من أجل التسوية السياسية طالما أنها مرضية بالنسبة للأطراف السورية ووفقا لرغبة الشعب السوري.

وقال يي "إننا لكى نيسر ونسهل التسوية السلمية للأزمة السورية اقترحنا مبادئ هي معالجة الأزمة بالسبل السياسية وأن يحدد الشعب السوري مصيره والنهوض بالعملية التفاوضية والحوار وتحقيق الوحدة الوطنية ووصول المساعدات الإنسانية".

وأوضح يي أن الصين قدمت المساعدات الإنسانية لسورية والدول المجاورة بملايين الدولارات وهي تلتزم اليوم بتقديم عشرين مليون يوان إضافي وتناشد جميع الأطراف العمل وفقا لما اقترحه مجلس الأمن أي التعاون مع الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة مع تفادي ومنع أي تسيس أو عسكرة للقضايا الإنسانية.

ولفت يي إلى أن هذا المؤتمر هو انطلاقة مسار طويل وطالما أن كل الأطراف تحاول أن تهتدى إلى أرضية مشتركة وأن تمضى يدا بيد فيمكن بالفعل سد الهوة وإفساح المجال أمام تسوية سلمية في سورية.

بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن لا بديل من إنهاء العنف والحل السياسي للأزمة في سورية مشددا على أن السوريين أنفسهم هم من لديهم المسؤولية الأولى لوضع حد للأزمة في بلادهم وتحديد مستقبل سورية وشكل النظام السياسي فيها وإعادة بنائها.

وأشار كي مون إلى أن "مؤتمر جنيف 2 يشكل فرصة لإبداء الوحدة وراء الحاجة إلى حل سياسي وتشجيع ومؤازرة الوفدين السوريين للتفاوض بنية حسنة من أجل إنقاذ بلدهم والشروع فى انطلاقة لمستقبل جديد" موضحا أن "الحكومة والمعارضة وبلدان المنطقة والمجتمع الدولي قاطبة تجتمع اليوم للاهتداء إلى حل سياسي يوقف القتل والدمار والتهجير". 20140122-193544.jpg

وقال كى مون "كل السوريين والجميع في المنطقة المتأثرون بهذه الأزمة ينظرون إلى المجتمعين فى مونترو لوضع حد لمعاناة لا حد لها وإنقاذ النسيج السوري الغني والدخول في عملية سياسية ومرحلة انتقالية وفقا لرؤية وضعت في بيان جنيف وبتأييد من الأمم المتحدة ومجلس الأمن" معتبرا أن "ممثلي الحكومة السورية والمعارضة أمام فرصة ومسؤولية هائلة لإسداء خدمة تاريخية للشعب السوري".

وقال كي مون "يجب أن يعاود السوريون الكلام مع بعضهم البعض واستعادة المفقود ومن الحيوى للسوريين رجالا ونساء أن ينخرطوا في جهد تشكيل وجه مستقبلهم المشترك" داعيا كل أعضاء المجتمع الدولي إلى بذل كل ما بوسعهم لمساعدة السوريين على تحقيق ذلك وحث "الطرفين السوريين ووفديهما على بلوغ تسوية شاملة على أساس بيان جنيف".

واعتبر كى مون أن "بيان جنيف 1 حدد عددا من الخطوات الأساسية انطلاقا من تشكيل هيئة حكومية انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية وتشكل بالتوافق المتبادل".

ولفت كي مون إلى أن الازمة في سورية التي وصفها بـ "الكارثة" باتت "شاملة حيث هناك قرى ومدن لم تعد قابلة للحياة كما تم تدمير المدارس والمستشفيات والأسواق وأماكن العبادة وغيرها.. والمتفجرات والسيارات الملغومة انفجرت في مناطق مختلفة" مضيفا إن "انعدام القانون شجع المقاتلين الأجانب والمجرمين من كل البلدان والمجموعات الراديكالية على فرض رؤياها المدمرة والخطرة" معتبرا في الوقت ذاته أن "كل الأطراف أظهرت عدم اكتراث تام بمسؤولياتها بمقتضى القانون الإنسانى الدولي".

وبين الأمين العام للأمم المتحدة أن الملايين فى سورية باتوا بحاجة للمساعدة الإنسانية ومحرومون من وصول الإغاثة كما أن الملايين أيضا أصبحوا نازحين فى وقت كانت سورية من قبل هي أرض اللاجئين من كل الخلفيات.

ودعا كي مون "الحكومة والمعارضة إلى إتاحة وصول الغوث الإنساني بلا معوق لكل المجتمعات المحتاجة إلى ذلك ولاسيما في المناطق المحاصرة" مشيرا إلى ضرورة أن يظهر الجميع رؤية إنسانية أكبر تتسم بالمرونة.

وختم الأمين العام للأمم المتحدة بالتأكيد على وجوب أن يبرهن العالم أنه قادر على أن يتوحد ويأزر شعب سورية وهو ينطلق فى مسالك نحو سورية المسالمة الديمقراطية والمستقلة مشددا على أن سورية تستحق مستقبلا من السلام والكرامة والاحترام المتبادل والتحرر من الخوف.

وقال رئيس الاتحاد السويسري ووزير الخارجية ديديبه بورخالتر إن لقاء اليوم أساسي من أجل الكرامة البشرية والعمل على إيجاد تسوية للأزمة في سورية على أساس بيان جنيف.

وأشار بورخالتر إلى أن "العملية السياسية التي تنطلق في هذا المؤتمر ينبغي أن تكون مستندة إلى إرادة سياسية حازمة وأن تستجيب لحالة الطوارئ الإنسانية وأن تبتعد عن منطق الضغينة من أجل الدخول في منطق الحوار والحل التفاوضي العادل والدائم". 20140122-193612.jpg

وأوضح بورخالتر أن "أي حل يتطلب قوة كبيرة من جانب كل الأطراف والاستماع إلى التطلعات المشروعة للشعب السوري بكافة مكوناته والتي تتعلق بالأمن والعدالة والديمقراطية والكرامة والسلام".

ودعا بورخالتر إلى تجاوز الحواجز ورسم الطريق نحو السلام والمصالحة والسير نحو سورية الجديدة وبناء مستقبل جديد في الشرق الأوسط بالاستناد إلى دعم ثابت وإرادة سياسية واضحة من الأسرة الدولية قاطبة ووضع خارطة طريق وجدول زمني لتنفيذ الحل.

وقالت كاثرين اشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن من مصلحة كل الشعب السوري إنقاذ بلده ومن مصلحة العالم ولزام عليه مساعدته على إنجاز ذلك وحل الأزمة.

وأشارت اشتون إلى أن "التركيز في المقام الأول يجب أن يكون على بلسمة معاناة الشعب السوري وضمان اتفاق حول مرحلة انتقال سياسية والتأكد من وضع حد للعنف ووصول الغذاء والدواء والماء والرعاية إلى جميع السوريين".

ودعت اشتون إلى إرادة سياسية من أجل "تنفيذ بيان جنيف الأول وقرار مجلس الأمن رقم 2118 وتسهيل إطلاق عملية تؤدي إلى مرحلة انتقالية بقيادة سورية وتفي بالتطلعات المشروعة لشعبها".

واعتبرت اشتون أن بلوغ الهدف ليس بالأمر السهل ولكن من المهم لكافة الأطراف أن تعمل من أجل تعزيز إجراءات تبني الثقة والوصول إلى التسوية السياسية المطلوبة وترجمة ذلك إلى واقع.

وقال وزير خارجية السويد كارل بيلت "إن الحل الوحيد للأزمة الضروس في سورية هو حل سلمي وسياسي والسبيل الوحيد للتوصل له هو المفاوضات والحلول التوافقية وهذا ما ينبغي أن ينطلق هنا اليوم".

واعتبر بيلت أن الفشل ممنوع لأن حياة الأفراد على المحك داعيا إلى كبح استخدام القوة ووقف إطلاق النار ووضع حد لمعاناة الأسر واحترام حقوق الإنسان وتسهيل وصول المساعدات من قبل كل الأطراف.

وشدد بيلت على ضرورة "تحلي الأطراف السورية بالشجاعة وأن تحاول الوصول إلى الحلول الوسطى وبناء الثقة المتبادلة ومواصلة هذا المسار لأنه هو الحل الوحيد".

بينما دعا وزير الخارجية النرويجي بورغي برندي إلى المبادرة بالخطوات الأولى نحو التسوية السياسية للأزمة في سورية معتبرا أن استمرار العنف والقتال من شأنه زيادة المعاناة الإنسانية.

وقال برندي "إن علينا انتهاز الفرصة والاستعاضة عن منطق الحرب بمنطق السلم فسورية التي كانت ملاذا آمنا للاجئين في المنطقة أصبحت تعاني من أزمة إنسانية ولكن اليوم تم اتخاذ الخطوة الأولى الشجاعة ويبقى الكثير من التحديات على طاولة الحوار". 20140122-193647.jpg

واعتبر برندي أن مسؤولية الأطراف في سورية "إنهاء العنف وبلوغ توافق شامل من أجل تسوية سلمية تنفذ بيان جنيف بما يشمل هيئة حكم انتقالية يتفق عليها بين السوريين تملك السلطات التنفيذية وتمهد السبيل للمؤسسات الديمقراطية ضمن صون استقلال وسيادة سورية ووحدة أراضيها وشعبها".

في حين قال وزير خارجية الدانمارك هولكر نيلسن إن الأطراف السورية تجلس لأول مرة معا لإيجاد حل سياسي ورغم أن هذه الخطوة الأولى صغيرة ولكنها مهمة لمعالجة المعاناة المأساوية للشعب السوري.

وأكد نيلسن التزام بلاده ببذل كل جهد لازم "لدعم الحوار بين السوريين ووضع حد لمعاناة الشعب السوري وتحقيق عملية انتقالية إلى سورية جديدة ديمقراطية وتعددية بالاستناد إلى بيان جنيف والى الموافقة المشتركة لكل الأطراف" معتبرا أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيا.

ولفت نيلسن إلى أن "هذا الطريق ليس باليسير ولكنه الوحيد الذي سيؤدي إلى حل دائم للأزمة" داعيا إلى اتخاذ خطوات فورية لبناء الثقة وإبداء حسن النية وأهمها وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سورية.

من جهته قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل باروسو"إن الخطوات الأساسية التي لا بد من تنفيذها دون تأخير في سورية هي إسكات الأسلحة وإتاحة الفرصة للغوث الإنساني واحترام القانون الدولي بشكل صارم وإنهاء العنف".

وشدد باروسو على أهمية بدء الحوار والمصالحة في سورية بمواكبة من المجتمع الدولي من أجل مستقبل مزهر وسلام وحرية فيها.

وأكدت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو أن المسار السياسي هو الوسيلة الوحيدة ذات المصداقية للخروج من الأزمة في سورية. 20140122-194305.jpg

ودعت بونينو إلى "حقن الدماء في سورية والعمل من أجل بلورة سورية تعددية ديمقراطية ولكن الأهم أولا إقناع الجانبين الحكومة والمعارضة بالحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري وتحويل الأمل إلى واقع".

وقالت بونينو إن "إيطاليا ملتزمة بالمشاركة بالجهود المساعدة لحل الأزمة التي توءثر على أمن المنطقة كلها وذلك من خلال تنفيذ بيان جنيف الأول والذي اعتمد من قبل مجلس الأمن".

وأوضحت بونينو أن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحققا "إلا بمساهمة المعنيين محليا وإقليميا وينبغي إشراك كل الجهات الفعالة وإقناعهم أن الحل الوحيد هو تنفيذ بيان جنيف" لافتة إلى أن فشل المؤتمر واستمرار الأزمة سيكونان وصمة عار على العالم بكامله.

من جهته رأى وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أن الهدف الأساسي والنهائي لموءتمر اليوم هو استرجاع سورية الجميلة ذات التاريخ العريق والتي كانت مهدا للحضارات وإنقاذ شعبها الذي عانى كثيرا.

ودعا كيشيدا الأطراف السورية المشاركة في المؤتمر إلى التوصل لاتفاق كما دعا البلدان المشاركة فيه إلى ممارسة كل النفوذ والتأثير على مختلف الأطراف المعنية من أجل وقف فوري لأعمال العنف. 20140122-193719.jpg

وأعلن كيشيدا استعداد بلاده "لمواصلة تقديم العون من أجل دفع الحوار بين السوريين وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي في سورية التي نريد أن نراها جميلة مرة أخرى" لافتا إلى أن بلاده قدمت الكثير من المساعدات لسورية وساهمت في تقوية العديد من القطاعات الأساسية وهي ستواصل تقديم المساعدات للاجئين.

وشدد كيشيدا على أهمية "عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية بجلوس الحكومة والمعارضة السورية وجها لوجه على طاولة واحدة والعمل على بناء الثقة بين الأطراف وتسهيل تنفيذ بيان جنيف بما سيفضي إلى إنشاء هيئة انتقالية تنفيذية بمشاركة كل السوريين ترسي أسس سورية المستقبل وتتصدى للتطرف والمتطرفين الذين يشكلون مخاطر تحدق بسورية".

وتجاوز وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسس الموضوعة للمؤتمر واستبق أي عملية تفاوض لينتقل مباشرة لصياغة النتائج التي يريدها عبر التدخل في الشأن الداخلي السوري وتحديد ما يمكن قبوله من عدمه متخذا موقع الطرف في الأزمة وليس الراعي كما هو مفترض بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي وبيان جنيف الذي يدعو إلى تفاهم السوريين انفسهم واتفاقهم على تحديد مستقبل بلدهم.

كيري دخل أروقة "جنيف2" من الباب الضيق عندما حشر نفسه بمسألة سيادية سورية تتعلق بمقام الرئاسة كخط احمر لا يقبل أي سوري النقاش فيه معتبرا ان تشكيل "حكومة انتقالية قائمة على التفاوض وتشكل بالموافقة المشتركة يعني أن الرئيس بشار الأسد لن يكون جزءا منها" دون أن يعلم أن تشكيل الحكومات في سورية لا يمر عبر البيت الأبيض ولم يحصل تاريخيا أن سمحت دمشق لواشنطن أن تتدخل في شأن سيادي بما هو أقل من هذا المستوى.

واستغل كيري ترتيب إلقاء الكلمات ليعطي أمر مهمة مباشرا لحشد اعداء الشعب السوري داخل المؤتمر بما يجب عليهم ترديده وراءه في كلماتهم من عبارات إقصائية لممثلي الشعب السوري الحقيقيين والتدخل في شكل السلطة التي تناسب مصالح واشنطن وحلفائها دون ان ينسى توجيه الشكر لمن فتحوا له ولغيره باب التدخل في الشأن السوري مسميا إياهم بـ "ممثلي المعارضة السورية" رغم أن من جلسوا إلى جانبه لا يمثلون إلا "جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابعين للقاعدة. 20140122-193750.jpg

الأمر الحقيقي الوحيد الذي ذكره كيري تمثل بقوله "اليوم يشكل انطلاقة عملية صعبة عسيرة فمفاوضات سلام في ظل حرب أمر ليس باليسير" فهل اختار السوريون الحرب وهل حملوا أسلحتهم وهاجروا إلى الحرب أم أن واشنطن واتباعها هم من يشنون الحرب بكل الوسائل على سورية في حين يكتفي السوريون بالدفاع عما تبقى من حضارتهم وأحلامهم بالمستقبل .

وحرص كيري في كلمته على حشد أكبر قدر من الاتهامات المضللة والافتراءات بحق الدولة السورية والجيش العربي السوري وتلميع صورة المجموعات الإرهابية المسلحة متحدثا عن "تقارير تصله من سورية" إلا أنه وقع في فخ العودة إلى الماضي الذي يكذبه الحاضر ولم يجد ما يستند اليه لتبرير افتراءاته سوى تكرار اسطوانة "مظاهرات سلمية ...قمعت باستخدام السلاح" فهل كان ذلك الإرهابي آكل الأكباد ومثله باقر البطون والثالث مغتصب النساء والرابع قاطع الرؤوس وغيرهم يشاركون في مظاهرة سلمية أم أن كيري لا يرى ولا يريد أن يرى.

الهدف الأمريكي المركزي بدا واضحا في بيان كيري فواشنطن لا تريد مشاركة ولا تسمح بالسعي لحل سلمي للأزمة في سورية وإن تحدثت عنه.. لذلك أصر على تكرار التفسير الأمريكي الإقصائي لبيان جنيف ليعطيه دلالات ويقول "لا نرى إلا خيارا واحدا.. حكومة انتقالية قائمة على التفاوض وتشكل بالموافقة المشتركة" معتبرا أن الموافقة المشتركة تقتضي إقصاء ممثلي الشعب السوري الفعليين.

وبمنتهى الاستخفاف بدماء أبناء الشعب السوري برر كيري وجود الإرهاب في سورية واسبغ عليه شرعية أمريكية عبر قوله "نستمع اليوم إلى أحاديث عن الإرهاب في سورية ..لابد أن ندرك أن التعنت هو الذي يزيد من تفاقم الأمور وهذا هو بالفعل الذي يستقطب الإرهابيين" فهل ينطبق هذا الكلام على موقف واشنطن المتعنت من حل القضية الفلسطينية ومن عرقلة حل الأزمة في سورية وهل يبرر ذلك ارتكاب أعمال إرهابية في واشنطن انتقاما من الحكومة الأمريكية المتعنتة.

وإن كان لكيري مبرراته المصلحية الاستعمارية في تشويه الحقائق فما من أي مبرر للاتهامات الشخصية والتعريض بأسماء اسر وشخصيات لها رمزيتها بالنسبة للشعب السوري سوى فراغ جعبته من أي مستندات أو أوراق سياسية أو ميدانية فلجأ إلى الهجوم الشخصي كخيار أخير.

وتبع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كالعادة معلمه الأمريكي ليختصر المعاناة السورية بالقول إن "الأمر لا يتطلب مناقشة عامة ولا إطلاق شعارات الدعاية أو أن نكرر عبارات "إرهاب .. ارهاب".. الأمر يتطلب الاهتداء إلى حل بما يتعلق بهيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة" فمربط الفرس بالنسبة للغرب واضح.. يريدون أن يتدخلوا في تحديد من يحكم دمشق ولذلك اعتمدوا تفسيرا واحدا لبيان جنيف وهم لا يريدون مفاوضات او حوارا بل يبحثون عمن يسلمهم مفاتيح المنطقة عبر بلاد الشام.

فابيوس لا يريد ان يسمع مجرد الحديث عن "الارهاب" لانه يعلم ان ذلك يدينه وبرأيه "الامور واضحة على الورق" وهذا صحيح لان من يعمل على الورق فسيبقى على الورق ولن يصل ابدا الى الارض مهما اشترى من خونة ومهما سخر من مرتزقة.

وانطلاقا من مقولة ان "المجرم دائما يحوم حول جريمته" فان فابيوس حرص على التذكير بالمجازر الكيميائية التي ارتكبت في سورية وان غير هوية فاعلها الحقيقي الذي يعرفه جيدا وبالتاكيد لدى المخابرات الفرنسية معلومات اضافية لم تقدمها في تقريرها الذي ارادت به حرف البوصلة واستند الى شرائط فيديو ركبت في مكان يعرفه فابيوس جيدا وكان واضحا ان من اعدها كان منهمكا بعد الضحايا وتصويرهم اكثر من انشغاله بانقاذ حياتهم.

ورغم ان المشاركة في "جنيف2" تفترض عدم القاء الشروط المسبقة الا ان فابيوس اخترق القاعدة كالعادة وافترض ان الامور واضحة وانه يجب "التقيد بما ورد في بيان جنيف كما حدد" وذلك وفق التفسير الامريكي الفرنسي الغربي.

ولان فابيوس يعلم أن أوراقه الارهابية تحترق على الارض وان كل سعيه سيبوء بالفشل لدى القضاء عليها فقد اصر على ما سماه "إعلان وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية فورية" فهل يضمن الوزير الفرنسي التزام المجموعات الارهابية المسلحة وما علاقته بها ليفعل ذلك ثم كيف سيضمن ان الممرات الانسانية لن تتحول الى ممرات للسلاح والذخيرة والارهابيين ايضا كما يحصل فيما يسمى قوافل المساعدات التي ترسلها حليفته تركيا والتي يتكشف يوما بعد يوم انها مكرسة لنقل السلاح للقاعدة برعاية الاستخبارات التركية.

وعلى الطريق إلى جنيف كان وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ حاضرا لبيع الوهم للمستمعين كعادة السياسة البريطانية عندما دعا اتباعه من الارهابيين في سورية لان "يعولوا على دعم بلاده الكامل لهم" وهو الذي صفع في عقر داره مرة عندما رفض مجلس العموم البريطاني خطط حكومته للعدوان على سورية الا ان ذلك لم يمنع هيغ من مواصلة بيع الوهم لمن لا يقروءون التاريخ.

ولم يضف هيغ جديدا على بقية جوقة أعداء سورية عندما أصر على تفسير بيان جنيف على هواه واعتبر أن تطبيقه يمثل الحل كما انه موه دوره العدواني بالحديث عن "ثورة" في سورية كانت تطالب بالحرية دون ان يسال نفسه ماذا يفعل الإرهابي الشيشاني والسعودي والافغاني والاوروبي في سورية فهل بات الارهابيون يفتحون مكاتب لدعم "ثورات الشعوب" وهل لمست بلاده ذلك خلال تجربتها في افغانستان ولم يستح الوزير البريطاني من التباكي على ماسي السوريين وتعداد ضحاياهم رغم ان بلاده معروفة بانها "بلاد الدم البارد" وقد اكتسبت هذا الاسم من تكرار تجاربها في الاعتداء على الشعوب وحتى ابادتها بالكامل كما حصل للهنود الحمر في امريكا الشمالية دون ان يثير ذلك لدى راسمي سياستها اي شعور بالذنب.

بدوره قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "إن الحرب في سورية أصبحت مأساة وكارثة إنسانية ويجب أن يتوقف ذلك واجتماع اليوم يجب أن يكون خطوة أولى لحل هذه الأزمة". 20140122-194400.jpg

وأوضح شتاينماير أن حضور هذا العدد الكبير من الوزراء يبين الدعم المقدم من المجتمع الدولي للشعب السوري من أجل تحقيق السلام لكنه كرر مزاعم زملائه الأمريكي والبريطاني والفرنسي لناحية تجاهل جرائم الإرهابيين المدعومين من قبلهم وتحميل طرف بعينه مسؤولية ما يحدث.

ورأى شتاينماير أن اجتماع اليوم "يستند إلى بيان جنيف1 وهدفه إنشاء هيئة حكم انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة تقود عملية انتقالية نحو سورية سالمة وتعددية وديمقراطية تلبي آمال الشعب السوري" داعيا إلى تكثيف الجهود المبذولة لوقف معاناة الشعب السوري ودعوة الأطراف لوقف العنف وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية.

وبدا ممثل ائتلاف الدوحة "أحمد الجربا" بعيدا بالمعنى الوطني عن سورية بإضعاف بعده الجغرافي عنها وهو يردد كالببغاء كلمات لا شك أنه لا يدرك معناها حول "بيان جنيف" الذي يمثل له الطريق إلى السلطة اكثر مما هو طريق لحل الأزمة في سورية.

ولأن الجهة التي أملت على الجربا كلماته معروفة فلم يكن من الصعب إدراك ما يقول قبل أن يفعل فهو "لن يفاوض قبل تسليم السلطة" ولا يعتبر أن هناك أي أولوية تسبق هذا الأمر حتى ولو كانت دماء السوريين التي تسقط بيد الإرهاب الذي ينتمي إليه.

ولم يكن الجربا أكثر من حكواتي فاشل استحضر كل إمكانياته اللغوية الركيكة والمرتجفة ليقص على الحاضرين أوهاما نقلتها إليه قناتا العربية والجزيرة لا ترتقي لجزء يسير مما يتعرض له السوريون من إرهاب قتل وشرد واغتصب وأحرق ودمر كل ما وقع في طريقه وهدد كل ما لم يصل إليه.

كلام الجربا ومفرداته واصطلاحاته انتمت بمجملها لقاموس التحريض والحقد إلا أن بعض التفاصيل التي ذكرها حول قصصه الركيكة توحي بأنه كان حاضرا على الحدث وإن كان هناك أي أصل لأي من حكاياته فلا بد أن إبطال تلك الحكايات ومنفذيها رووا له كيفية التنفيذ وانه كان قبل لحظات يتحدث مع المجرم الذي ارتكب ما تحدث عنه من جرائم.

"من منا لا يغضب إذا انتهك عرضه وقتل أطفاله بين يديه" كلام قاله الجربا ليدين به نفسه والإرهابيين الذين يدافع عنهم لأن الرد على كلامه واضح وبسيط.. ألم يقتل إرهابيو القاعدة الأطفال أمام آبائهم في حلب والرقة ودير زور حيث يوجدون.. ألم يشرعوا لأنفسهم أعراض الناس بدعوى "جهاد النكاح" ألم يصادروا املاك الناس ويستبيحوا بيوتهم ويحولوها جبهات قتال ومراكز عسكرية لهم.. فهل غضب الجربا منهم.. بالتاكيد لم يفعل لأن الضحايا ليسوا أهله ببساطة.

وفي مهمة أخرى كلف بها الجربا من مموليه وداعميه حرص على مهاجمة من حمى سورية واحترم سيادتها موجها انتقاداته لروسيا والصين على موقفهما في مجلس الامن الدولي لانه واسياده كانوا يريدون لسورية مصيرا مشابها لمصير ليبيا وحرية على طريقة تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة الذي حول ليبيا الى مرتع للفوضى والعنف والقتل والفقر والجهل.

من جهته لم يتوان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي عن تسديد الخدمات للمشايخ والامراء الذين وضعوه في منصبه فتحدث عن مبادراتهم ودعواتهم للحل وافرغ ذمتهم مما يجري في سورية بقدر ما افرغوا لهم من بترودولاراتهم ليتوج كل ذلك بالحديث عن وجوب تطبيق بنود "بيان جنيف" وأهمها برأيه "تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة" ليعود بذلك الى مربط الفرس الغربي الباحث عن مفاتيح بلاد الشام التي لم ولن يجدها أبدا.

العربي أوقع نفسه في فخ المحظور حين ذكر ببعثة المراقبين العرب التي استقبلتها سورية بانفتاح ليذكر العالم ان تقرير الفريق الدابي اخفي عن الانظار ومنع من العرض امام مجلس الامن الدولي لانه ببساطة اقترب من الحقيقة فكيف به لو عرضها كاملة.

ولم يثر ما يجري في سورية اليوم ادنى اهتمام لدى العربي رغم ان الحديث عن انتشار الارهاب يسمع الطرشان ومع ذلك اصر على العيش في الماضي وكيل الاتهامات للحكومة السورية التي كشفت تواطؤه ووضعته في الخانة التي يستحق هو والمؤسسة التي لم يكن امينا على امانتها.

بدوره كشف أمير التكفير الإرهابي وزير خارجية آل سعود "سعود الفيصل" في كلمته الهواجس الحقيقية لمشيخته النفطية متمثلة بخشيتها من انتصار سورية وحصولها على دعم دولي لمكافحة الإرهاب لعلمه أن ذلك سيمثل نهاية كارثية لمشيخته الوهابية وفكرها المتطرف وأن امتلاء خزائنها لن يجدي نفعاً في هذه الحال.

ولتبرير دعواته لمواصلة الحملة العدوانية ضد سورية سرد الأمير الهزاز سلسلة من الاكاذيب والاضاليل التي اعتاد على ترديدها والتي لا وجود لها الا في أحلامه وخيالاته وهلوساته.

ومما يدل على انفصال الفيصل في هذيانه عن الواقع أن مشاركته في المؤتمر تأتي بعد تلقيه الأمر الأمريكي المباشر إذ ان نظام آل سعود طالما أعلن معارضته للحل السلمي وإصراره على دعم الإرهابيين المرتزقة وليس وجوده في جنيف إلا في سياق إكمال العدد لا غير.

وآثار تباكي وزير خارجية مملكة الرمال على طول الأزمة في سورية واستمرارها لمدة ثلاث سنوات السخرية إذ ان الأمير الهزاز يحضر المؤتمر مكرهاً بعد أن سبق الجميع بالدعوة لتسليح الإرهابيين في سورية عندما انسحب من موءتمر ما يسمى أصدقاء سورية في الرباط قبل عامين.

الأمير المخدوع برر حضوره إلى جنيف بأن مملكته حصلت على "ضمانات وتأكيدات" بأن الهدف من موءتمر جنيف2 هو التطبيق الكامل لـ "بيان جنيف" وعكس الأمير الهزاز خشية مملكته مما ينتظرها في قادم الأيام مع انتصار سورية وقيادتها بوضع اشتراطات أقرب إلى المستحيلات فيما يتعلق بمصير القيادة السورية التي فرضت نفسها على الأرض قبل أن تفرض على الجميع قبولها كطرف مفاوض في مؤتمر "جنيف2".

وبدا الأمير المتخم نفطياً ضليعاً في المحاضرة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان وهو يتحدث عن سورية متناسياً أن العالم كله بات مدركاً أنه ونظامه يعيشون خارج الحضارة والقانون الدولي وخارج أنظمة الحكم العصرية وينتمون إلى زمن الناقة والبعير لذلك يمنعون مواطنيهم حتى من قيادة السيارة ويعتبرونها مساً بطبيعة وتقاليد المجتمع.

ولم يكن وزير خارجية الاخوان المسلمين في تركيا احمد داوود اوغلو اوفر حظا من سابقيه فقد تقاسم معهم الخيبة وهو الذي بشر بانهيار الدولة السورية في غضون اشهر وشكل مع حزبه وحكومته رأس الحربة في الحرب الارهابية ضد سورية ولذلك كان طبيعيا ان يجتر ما قاله كيري وفابيوس وسعود وهيغ وبقية الفئة المنكفئة من الحديث الممجوج عما سماه "هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة" الأمر الذي بات حلما بعيد المنال بعد انكشاف المؤامرة وتوضح أدواتها.

داوود اوغلو دخل من الباب الخطأ عندما اصر على الحديث عن المعاناة الانسانية في سورية وضرورة وقفها اذ ان السوريين باتوا يعلمون اليوم ان جل الالم الذي اصابهم تسببت به حكومة اردوغان التي فرشت ارضها للارهابيين وفتحت حدودها امامهم وكانت اراضيها ممرا للسلاح الذي يقتل به السوريون.

وباستخفاف واضح بمصير السوريين ومعاناتهم وصف داوود اوغلو السوريين من المهجرين والمرضى بانهم /ارهابيون/ ممازحا الحضور بطريقة سمجة تعكس جلافته وقلة اكتراثه وعدم جديته في التعاطي مع ماساة انسانية يريد استغلالها لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية ليس الا.

واشد ما اثار غضب السوريين واستهجانهم من كلمات داوود اوغلو كان حديثه عن //ضياع البنية التحتية والتراث الثقافي السوري// اذ ان العالم كله وليس السوريين فقط شاهدوا بام العين صور الشاحنات التركية التي تنقل المعدات الصناعية من معامل حلب الى تركيا كما ان عشرات عصابات سرقة الاثار التي انتشرت في الاراضي السورية كانت تتخذ من تركيا مدخلا ومخرجا لها.

والمثير للسخرية ان سليل الانكشارية التي ازهقت ارواح اكثر من مليون ارمني بدم بارد مطلع القرن الماضي اتخذ من منصة جنيف فرصة ليحاضر بالسوريين وغيرهم عن احترام حقوق الانسان ويتباكى على ما سماه //جرائم ضد البشرية// ويدعو لمحاسبة المسوءولين عنها وهنا يقول السوريون.. من الاولى ان يسلم داوود اوغلو نفسه لمحكمة لاهاي ليعاقب على جرائم اسلافه بحق البشرية التي ينكرها متحديا الوثائق والتاريخ.

وبقي داوود اوغلو وفيا لاسياده في الغرب عندما تبنى خطابهم وعبر عن نواياهم واختصر اهدافهم بالقول //الهدف من الموءتمر هو التغيير السياسي وإنشاء هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة// والدعوة لطرد كل السوريين الذين يرفضون ذلك من سورية حتى تخلو الساحة له ولاسياده.

من جهته قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إن //اجتماع اليوم فرصة تاريخية لبدء عملية إرساء السلام في سورية من خلال حل سياسي ينقلها من صراع لأفق جديد بالتوافق بين السوريين//.

واعتبر فهمي أن التوصل إلى حل ينقذ الشعب السوري من المأساة التي يعيشها ويحول دون تدهور الوضع الإقليمي هي أهداف ليست بعيدة المنال إذا توافرت الإرادة السياسية اللازمة لدى السوريين والرغبة في المساعدة لدى أصدقائهم الإقليميين والدوليين لافتا إلى أن مصر ستعمل على توفير الدعم اللازم لعملية التفاوض المقبلة تعزيزا لفرص نجاح الموءتمر. 20140122-194455.jpg

ودعا فهمي //المعارضة السورية إلى السعي لتوحيد روءى مختلف مكوناتها عبر التوافق فيما بينها ورسم سياساتها بروءية منفتحة لمستقبل سورية كدولة مدنية تتسع لجميع أبنائها وتعود مركزا للإشعاع الحضاري والتنوع الثقافي في المنطقة//.

وقال فهمي //إن مصر ترى أن هذه التسوية تتعين وكأولوية أن تحفظ سيادة سورية وتصون وحدة أراضيها وتمكين الإخوة السوريين من بناء سورية الجديدة بمستقبل جامع لهم بمختلف فئاتهم وأطيافهم// داعيا إلى الحذر من أي تسوية تحمل في طياتها بذور التقسيم لما سيكون لها من تداعيات بالغة الخطورة على الشرق الأوسط كله.

بدوره أكد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار تأييد بلاده //روح وأهداف موءتمر جنيف المتمثل بمساعدة الأطراف السورية على إنهاء العنف وتحقيق اتفاق شامل على تسوية سياسية والتنفيذ الكامل لبيان موءتمر جنيف1//.

وقال مزوار //إن الوضع في سورية لم يعد يحتمل ولا بد من فرض وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية ورفع الحصار عن العديد من المناطق المنكوبة لإيصال المساعدات الإنسانية وخلق الظروف الملائمة لدينامية الانتقال الديمقراطي السليم//.

ودعا مزوار جميع الأطراف الدولية إلى اغتنام الفرصة لمساندة السوريين كي يجدوا أرضية لتوافق سياسي يوقف العنف ويضع حدا لمظاهر التطرف ويدشن مسارا سوريا جديدا.

في حين قال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح إن المجتمع الدولي ينظر باهتمام بالغ إلى المأساة الإنسانية في سورية حيث وصل الوضع إلى مرحلة خطرة وحساسة أثرت ولا تزال على الوضع الإقليمي والدولي.

وأعلن الصباح دعم الكويت جميع المبادرات والجهود الرامية للتوصل الى تسوية سلمية تحفظ سورية أرضاً وشعباً واعتبارها //المبادئء التي وردت في جنيف1 إطارا مناسبا لعملية انتقال سلمي وتحقيق تطلعات الشعب السوري//.

ودعا الصباح إلى تسهيل وصول المساعدات بصورة آمنة ودون عوائق إلى محتاجيها مشيرا إلى أن هذا اللقاء التاريخي يرسل رسالة واضحة وقوية بأن المجتمع الدولي عاقد العزم والنية على إعادة الأمن والأمان إلى سورية.

بينما قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة //إن الأزمة في سورية تعمقت وأصبح لها امتدادات خارج الحدود وأصبحت تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي والأردن بفعل حقائق الجغرافيا والتمازج العائلي والمجتمعي كان الأكثر تأثرا بما يصيب سورية//. 20140122-194535.jpg

وأضاف جودة //إن قناعتنا راسخة بأنه لا حل للأزمة في سورية سوى الحل السياسي وقد عبرنا بوضوح عن ذلك منذ البداية والموءتمر الدولي اليوم يشكل فرصة يجب ألا تضيع لوضع هذا الحل على مسار صحيح وهو ما يتطلب وقف القتال والوصول إلى اتفاق سوري خالص وشامل يحقق التسوية السياسية من خلال تنفيذ إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم 2118//.

ورأى جودة أن //هذا الحل السياسي يجب أن يحقق الانتقال إلى واقع سياسي جديد وفوري من خلال التوافق بين الأطراف جميعها في سورية على إنشاء هيئة حكم انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة وتكون جامعة وممثلة لكل الأطياف في سورية//.

واعتبر جودة ان تبعات استمرار الأزمة وغياب أي أفق لحل سياسي //دفع الأزمة من سياق سياسي إلى تخوم فتنة حيث نشهد تكثيفاً في توافد وتواجد عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب في سورية يتبعون دولا وتنظيمات وعقائد متطرفة ومصالح لا صلة لها من قريب ولا من بعيد بالإسلام وبرسالته// لافتا إلى أن النجاح في إنجاز الحل السياسي سيجنب ليس سورية فقط بل المنطقة برمتها ما لا تحمد عقباه.

سانا

الوسوم (Tags)

وزير   ,   جنيف   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   سوريا عنوان المجد والكرامه
لن تسقط أمة العرب مادام السوري عاض على جرحه وحامل لصليب أمته ولسيفها... لقد فجعوا من هول المفاجئة التي ظهرت بصمود هذا الشعب وهذه القيادة البارعه... ليحمي الله سوريا
بشار-زيوريخ  
  0000-00-00 00:00:00   يوسف عليه السلام
سوريا دائما تنظر بعين الرئفة و المحبة لاخوانها العرب و خصوصا المستضعفين و لكن عندما وقع شر على سوريا تخلى اخواتها عنها مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام عندما حاول اخواته قتله و لكن الله سبحانه وتعالى نجاه كما سوف ينجي بلدنا الغالي من اخوته الخائنين
قيس  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا عصية على الانكسار
سوريا عصية على الانكسار و الهزيمة لان من لديه جيش عقائدي مثل جيشنا لن يعرف معنى للهزيمة و سيكون النصر حليفه
ثائر  
  0000-00-00 00:00:00   لن تبقى
لن تبقى سوريا هكذا ولن تكون هؤلاء تامروا علينا و شاركو في سفك دمنا و لم يخطر في بالهم بانننا سننتصر على ارهابهم
حسان  
  0000-00-00 00:00:00   صمودنا
صمود جيشنا العربي السوري صمود شعبنا و حكمة الدولة السورية اسقطت كل ما قيل من كلمات في هذا المؤتمر
كمال  
  0000-00-00 00:00:00   باختصار
جميعهم في هذا المؤتمر يعزفون على نفس الوتر وخيبة الامل واضحة على وجههم من انجازات الجيش العربي السوري
نضال  
  0000-00-00 00:00:00   الجيش الباسل
بعكس ما يدعون لقد اكتسب الجيش الباسل القدرة و المهارة على القتال و مما يساعده على شن حرب على الكيان الصهيوني و لا تفرح اسرائيل كثيرا لن تكون مرتاحة البال مهما جرى في بلادنا لان نهايتها اصبحت قريبة
سوسن  
  0000-00-00 00:00:00   لن ندع
لن ندع المحتل يعيش في راحة بال و ان كانت السعودية مغرمة فيه فلتعطيه ارضها لانها بالاساس بلد محتل
عمر  
  0000-00-00 00:00:00   الله اكبر
الله .... سوريا ... بشار وبس
اميرة  
  0000-00-00 00:00:00   دول التعاون الخليجي
دول التعاون الخليجي هي شريكة للتامر و استثمار الدعارة و اقامة الفنادق الفخمة لسكرهم و عربدتهم و سرقة اموال الشعب لصرفها على ملذاتهم الشخصية و شراء الجزر والاندية الرياضية و افتكروا بذلك يبنون حضارة و تاريخ و مستقبل و هم تاريخهم لا يتعدا ركوب الجمل و حضارتهم الخيمة و مستقبلهم انتخاب ملكة جمال الماعز
خالد  
  0000-00-00 00:00:00   نحن شعب !!
نحن شعب اتقن المقاومة وشربها منذ الصغر و جيشنا الباسل هو ابناء هذا الشعب الذي لا يقبل الهوان او الذل فكرامته وسيادة ارضه و سمائه و مائه و كل حبة تراب في هذا البلد الغالي تساوي ملوك الخليج و ثرواتهم
مها  
  0000-00-00 00:00:00   اسرائيل و امريكا
اسرائيل و امريكا اغلقت الباب بوجه عملائها بعد ان استعملتهم لمصالحهم الشخصية و الان سقطت ورقة التوت فاصبحوا مثل الثيران الهائجة يناطحون بعضهم بعضا لان نهايتهم جاءت
ربال  
  0000-00-00 00:00:00   الاعتلاف
الاعتلاف الذي يسمي نفسه بانه يمثل الشعب السوري هو لا يمثل حتى نفسه الوفد السوري هو الوحيد الممثل عن الشعب السوري و نحن المنتصرون باذن الله و سوف ندحر اتباعهم فهل الائتلاف على الشيشاني و الافغاني والقطري و السعودي على من يكذبون
عائشة  
  0000-00-00 00:00:00   المشهد السوري
المشهد السوري كشف حقيقة التحالف السعودي الاسرائيلي و التحالف القطري الاسرائيلي و عراهم على حقيقتهم و بين للعالم العربي والاسلامي تخاذلهم وتواطئهم و درجة عهرهم و بانهم لن يكونوا يوما ما مع اي دولة عربية لانهم ابناء الشيطان
عنود  
  0000-00-00 00:00:00   لن يستطيعو ا
لن يستطيعو الجهلة والكفرة و عبادين الشيطان ان يدمروا بلاد الشام الذي باركها الله و رسوله
عليا  
  0000-00-00 00:00:00   ستبقى حربنا مفتوحة
ستبقى حربنا مفتوحة مع بني سعود المتصهينين اذناب الغرب حتى يمنتعو عن ارسال الارهابييين و السلاح و الاموال لكي يدمروا بلادنا و الله خسئو هؤلاء العبيد الانجاس نحن من سوف نلقنهم درسا لن ينسوه حتى وهم في قبورهم
سلمى  
  0000-00-00 00:00:00   هؤلاء العربان
هؤلاء العربان هم من ساهم في تدمير هذا البلد و قتل ابناءه
محسن  
  0000-00-00 00:00:00   الذي اركع العالم
لااااااااااا وجود لسوريا بدون الرئيس بشار الاسد فنحن الشعب ونحن نقرر من يكون رئيسا لنا و لو بررمنا الكرة الارضية كلها لما وجدنا مثله يخاف على شعبه و يعمل لمصلحة وطنه و لا يقدم التازلات لاحد و نحن نتشرف برمزنا و قائدنا الذي اركع العالم
برهان  
  0000-00-00 00:00:00   يجب علينا
يجب علينا ان نبسلم جراح بعضنا البعض و نحتضن اخوتنا في الانسانية و الوطن و الخلق فهذه هي سوريا عرين الاسود لذلك يجب يكون الشعب باكمله اشبال الاسد
عدنان  
  0000-00-00 00:00:00   فليعلموا
فليعلموا بان سوريا ستبقى الحصن المنيع من يحب لسوريا ان تتقاتل فيما بينها مصيره الهزيمة
حسام  
  0000-00-00 00:00:00   خطاب مُعلّم من أبو طارق المعلم !!!
والله ياسيد السياسة الخارجية الوزير وليد المعلم( ابو طارق) قد وضعت النقاط على الحروف وخطابك سيحرك ضمائر شعوب كانت مخدرة اعلامياً , ولكن كل وسائل اعلام العالم سيظهره للملأ وسيفشل اعلام المدهون بخراء البترو/دولار على تعمية الحقائق , وشكراً للسيد الوزير المعلم عندما حجّمت ذو الوجه المجفف الذي تعويذات طاردات الخير الجرو - وليت كلباً تاماً- بان غي مون , تابع استاذ وليد دربك بل دربنا الذي أوكلناكاه به لن نقول آخ مهما اشتدّ ألمنا , الآن مقولة الرئيس الراحل حافظ الأسد : العجلة ليست من أمرنا , وكأنه قالها ليوم مئل هذا
يوسف شيخ يوسف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz