Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زوجة الأب ظالمة أم مظلومة ؟ والزواج من رجل متزوج تضحية وليست ميزة ؟
دام برس : دام برس | زوجة الأب ظالمة أم مظلومة ؟ والزواج من رجل متزوج تضحية وليست ميزة ؟

دام برس _ رنيم طيارة :

 يكثر الحديث في مجالسنا وحواراتنا الاجتماعية عن زوجة الأب تلك الإنسانة القاسية في طبعها والحادة في مشاعرها ، ولعل بطش وقسوة زوجة الأب وظهورها بمظهر السيدة المتجبرة التي تكره وتعامل أبناء زوجها بشكل سيئ قد يعود إلى الأساطير والحكايات الشعبية التي نسجتها قصص خيال عن شخصية تلك المرأة، ولا يوجد طفل في العالم لم يقرا قصة سندريلا او الأميرة والأقزام السبعة وغيرها من الحكايات التي تبالغ في قسوة زوجة الأب . لكن وبعد تغير المجتمع وتغير المفاهيم وتغير الحياة هل تغير دور زوجة الأب؟ وهل تغيرت مشاعر أولاد الزوج تجاهها؟..هذا ما سنحاول معرفته في هذا التحقيق .

المجتمع والإعلام ظلما زوجة الأب

رغم أهمية وجودها لإعادة الاستقرار إلى الحياة اليومية، بعد الفوضى التي تنتج عن غياب الأم طلاقًا أو موتًا، إلا أن وجودها يطرح إشكالية  تحوّل حياة الأب وأبنائه إلى جحيم بسبب التأثير السلبي للمجتمع والإعلام اللذين شوهّا صورتها واظهراها امرأة قاسية ومتسلطة تعامل أولاد زوجها معاملة سيئة، وأغفلا السلوكيات السلبية للأبناء التي تُترجم برفض وجودها ومبادراتها واعتبارها عدوتهم ومعاملتها بعدائية وعنف، الأمر الذي قد يدفعها إلى اتخاذ مواقف سلبية منهم مهما بلغت من النضج والصبر. ولو تناولنا ردود أفعالها  وقارنّاها بردود أفعال الأم الأصلية لوجدناها، في كثير من الأحيان، أكثر صبرًا وتفهمًا وقدرة على استيعاب ردود أفعال الأبناء، لأنها تأخذ بالاعتبار رفضهم لها، وموقعها كزوجة أب، ورغبتها في إرضاء زوجها، في وقت لا تعيق حياة الأم الأصلية أي مشكلة من هذا القبيل والنوع. لكن أخطاء زوجة الأب توضع تحت المجهر وتتضخم ولا تُغفر، ما يجعلها مظلومة حتى قبل زواجها ووصولها إلى منزل زوجها.

ظالمة وإن عدلت

تقول ( أم رامز ) وهي زوجة أب : " إن اتهام زوجة الأب بأنها ظالمة ومتسلطة , ولا تحب أبناء زوجها وتذلهم وتهينهم محض افتراء , وقد واجهت شخصياً مثل هذا في بداية الزواج من أبناء زوجي حيث لم يتقبلوني في البداية لكثرة الأقاويل التي يسمعونها من الأهل أو يقرؤونها في الروايات أو من خلال الأفلام والمسلسلات التي يشاهدونها , بسبب تلك النظرة النمطية والصورة الذهنية السلبية لزوجة الأب , واجهت ( أم رامز ) قناعة لدى أبناء زوجها بأن الزوجة الثانية شرٌ ينبغي الخلاص منه , فحاولت أن تكون البديلة عن الأم فعلاً , فضحت وصبرت على سوء المعاملة في مقابل تربيتهم وتعويضهم حنان الأم وتضيف : " لم أوفق في البداية , ولم يظهروا أي تقبل لسماع كلامي أو قبول أي نصيحة مني , ولكن مع مرور الأيام وحكمتي في التعامل معهم استطعت أن أكسب ودهم وأحبوني مثل أمهم ".

الزواج من رجل متزوج تضحية وليست ميزة

إن الزواج من رجل متزوج  ليس ميزة تسعى إليها  الفتاة ، وقبولها بالزواج من رجل متزوج ما هو سوى تضحية كبيرة وتنازل تتلوه سلسلة من التنازلات ... ومن تفعل ذلك عن حب هي إنسانة قطعا تستحق الشفقة والاحترام والدعم المعنوي في نفس الوقت، لأنها تعيش بدون أدنى شك باختيارها ذاك معاناة كبيرة ومواجهات في كل الجبهات . هكذا كان رأي (سميرة ) وتضيف  "الذي دفعني إلى هذا الاختيار أنني كبرت  في العمر و وقلت الخيارات فتزوجت من رجل أرمل كي لا يشار إليّ بأني "عانس"  ، فالمرأة تحب أن يختارها الرجل لشخصها ،لا لغرض طفل ولا لشفقة ، فمجرد الإحساس بأن هذا الزواج جميل أو معروف يسديه الرجل للمرأة هو في حد ذاته معاناة للمرأة أكثر من تلك المعاناة التي تعانيها الأولى من زوج تعده خائنا للمودة والعشرة ".

تحضير الأبناء نفسيا

تقول الدكتورة " ندى سلمان " أخصائية نفسية  : "يخلّف غياب الأم جملة من الصعوبات اليومية وحالة من اللااستقرار، فيبدأ الطرف الراغب في الزواج بلفت انتباه الأبناء إلى ضرورة وجود امرأة تقوم مقام الأم الغائبة من حيث الدعم والاهتمام والرعاية. وبما أن الأبناء يأخذون بالاعتبار رأي الشخص الذي يحبونه ويحترمونه ويثقون به فالأهل والأقارب المقرّبون قادرون على لفت نظرهم إلى ضرورة وجود البديل. ورغم أن مناقشة الموضوع ستُقابل بالرفض، إلا أنه من الضروري عدم الضغط على الأبناء لتقبّل الفرد الجديد في العائلة، لا سيما منذ المرحلة الأولى، وضرورة احترام أرائهم وأفكارهم حوله ومناقشتهم أسباب رفضهم له، مع الإدراك أن موافقتهم ستكون في النهاية أقرب إلى الخضوع منها إلى التقبل ".

زوجة الأب الشريرة حقيقة وليست خيال

هذا ما ذهبت إليه دراسة نشرت في المجلة الاقتصاديَّة في «الولايات المتحدة الأميركيَّة»، وجاء فيها أنَّ زوجة الأب تنفق مبالغ أقل على الأطفال مما تنفقه الأمهات الطبيعيات، وغالباً ما تقدّم لهم وجبات غير صحيَّة.

توضح الدراسة، التي شملت 24 ألف عائلة، أنَّ زوجة الأب أو زوج الأم ينفقان على الكحول والتبغ أكثر مما ينفقه الأب الطبيعي أو الأم الطبيعيَّة على الأطفال، وتؤكد الدراسة أنَّ ما جاء في كتب الأدب من مشاهد قسوة زوج الأم أو زوجة الأب، لم يكن من الأمور المبالغ فيها، وأنَّ زوجة الأب الشريرة حقيقة واقعيَّة أكثر مما كان يعتقد سابقاً.

في اعتقاد القائمين على الدراسة أنَّ هنالك تفسيرات محتملة لعدم اهتمام زوجة الأب أو زوج الأم بتغذية الأطفال الذين ليسوا من صلبه، التفسير الأول اقتصادي؛ يدفعهم لعدم الاستثمار كثيراً في أطفال لا يرتبطون بيولوجياً بهم؛ لأنَّهم لا يتوقعون منهم الكثير في المقابل مستقبلاً، والتفسير الثاني بيولوجي؛ حيث إنَّ زوجة الأب وزوج الأم أقل ميلاً في الاستثمار في أطفال آخرين أو تغذيتهم.

عدم أخذ دور الأُم:

تقول الدكتورة " ندى " : " إنّ الخطأ الكبير الذي ترتكبه أغلبية زوجات الآباء، هو محاولة أخذ دور الأُم، فيحاولن إجبار الأطفال على اعتبارهنّ "الأُم الجديدة"، بمعنى آخر يحاولن الحلول مكان الأُم الحقيقية. قد يتسبب مثل هذا التصرف في شعور الطفل بالاستياء كثيراً، لأنّه يشعر بأنّها تحاول إبعاد الأُم الحقيقية للحلول محلها. على زوجة الأب ألا تحاول إقامة علاقة بالقوة مع ابن الزوج. بل عليها أن تكون صديقة، ومحل ثقة واحترام، والباقي يأتي مع مرور الوقت ".

معاناة وقسوة

 " نسمة " 22 سنة تروي قصتها مع زوجة والدها : " تزوج ابي من امرأة بعد وفاة أمي بأقل من سنة و من المفروض أن تكون أم بديلة ولكن على العكس تماما كان كل يوم يمر أقسى وأشد مرارة من قبله عندما كنت في السادسة عشر من عمري حاولت إقناعي بان ابن الجيران معجب بي ويريد ان يتزوجني بعد ان يلتقي بي ودبرت لنا موعد في مكان ما نتحدث فيه وكنت ارغب التخلص منها بأي طريقة. وعلى خلفية تشويه صورتي أمام والدي وشت بي أليه وضبطني بالجرم المشهود في موعد مع شاب فنلت ضربا مبرحا من والدي الريفي الأصل وزوجني على الفور من احد أقربائها زواجا فاشلا أدفع ثمنه حتى يومي هذا ".

أما (علي) يصف معاناته ومعاناة إخوته مع امرأة الأب قائلا" حتى اليوم وقد تجاوز عمري الأربعين عاما تولد عندي إحساس مقيت مملوء بالحقد والكراهية الشديدة لامرأة الأب نظرا لمعاناتنا من تلك البلوى التي حلت علينا وهي تحمل اسم زوجة الأب، فبسببها كنا نتعرض للإهانة والشتم والضرب على يد أبي جراء الشكاوى الكيدية التي كانت تقدمها. وأضاف (علي .) وهو يستذكر مرارة تلك الأيام "أن الحرمان والطرد جعلنا ننزل إلى ساحة العمل ونحن صغار وجعلنا نتأخر في دراستنا فمرة ننجح وأخرى نرسب، وكل ذلك بسبب زوجة الأب التي فضلها أبي على أبنائه ، لقد كانت لعنة حلت علينا " .

صبر وحنان ومحبة .. خطوات لبناء علاقات ايجابية

أوضحت الدكتورة (  ندى ) ‏ان بعض الأسر لا تخلو من المشاكل المتعلقة بزوجة الأب في مجتمعنا الشرقي لاسيما إذا كان الأب متعاطفا  مع زوجته  خشيته من تمردها وتركها المنزل فتميل كفة الميزان لصالحها وهنا يصبح أولاده من زوجته الأولى تحت هامش قاموسه  فتتأثر بذلك حياتهم نحو الحقد والكراهية من زوجة أبيهم، لاسيما إذا رزقت بأطفال فتبدأ تعاملهم بقسوة ودون رعاية والحقيقة ان الكثير من الأمهات البديلات يبنون علاقات ايجابية  مفتاحها الصبر والمحبة فتقوم على أساس الاحترام والتقدير والطيبة  ولا أنكر من خلال مشاهداتي في العديد من الإصلاحيات ودور الأيتام والمشردات ان هناك فئة طالها الانحراف والجريمة من جراء تعسف وعنف زوجة الأب غير المتفهمة لدورها والأم الجاهلة لمعنى اليتم والطلاق ".

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2019-04-07 07:48:55   معاناة مع الزواج بالارمل مع اطفاله
لقد حصل معي نفس الموقف قبلت برجل ارمل لديه طفلين و انا في قمة ندمي لم أقبل به لأنني كبرت في العمر لا لا بل ظننت أن إظهار عاطفة شيء يسعدني و يسعد غيري على الرغم من أن الاطفال يحبنني حبا كبيرا من اليوم الأول و زوجي لا يرفض لي طلبا و انه احبني اكثر من زوجته الاولى و لكن قلبي لا يسع للاطفال ، أنصح كل فتاة أن لا تتزوج برجل تزوج قبلها حتى بعدم وجود الاطفال
أم حنان  
  2019-02-25 18:47:59   نصيحة
يا أخوة لا يجوز وضع صور ذوات الارواح التي تكون مع المواضيع كصور البشر او الحيوان والطيور ، وعلى تحريمها أدلة قالها العلماء ولا تنسوا أن وضع ونشر صورة لامرأة فيه ذنب كبير جدا لأن الله امر النساء بالستر والحجاب وتغطية الوجه والبدن ، وأمر ايضا سبحانه بغض البصر .فاتقوا الله وازيلوها كي لا تحسب سيئات
ا.ا  
  2018-09-10 12:54:40   زوجة الاب
تزوجت في سن 25 من زوج ارمل لديه بنتان 16و18 وولد 22 سنة في البداية كنت عادية معهم و هم كذلك و بعدين عانيت من طول لسانهم و عدم الانظباط لدرجة يتركون ملابسهم مرمية على الارض و فوق الاسرة حتى فراشهم ما يرتبوه بعد ولادتي القيصرية و عودتي للبيت البيت مقلوب لدرجة نظفت البيت بنفسي و كي كبرت بنتي الاخت الصغرى تضربها من سن العام وتدفعها و تصرخ عليها و الان هي بعمر 6 كرهتها و انا نقول ما عليه اختك الكبرى عييت و انا صابرة فهمتها بشويش عصبت عليها ما في فايدة نطبخلهم و نغسلهم ملابسهم و نظفلهم غرفهم و نستقبلهم جميع ضيوفهم حتى خالاتهم و مان محمودة في وجهي حاجة و في ظهري عباد اخريين
زوجة اب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz