دام برس:

لم يعد "الجيش الحر" يعد على الأرض سوى أقل من ألف مسلح، فأكثر من نصفه التحق بالمجموعات الأصولية "الجهادية"، والباقي توزع على المنافي والتنسيق مع الجيش العربي السوري!؟

وأكد تقرير أمني بريطاني حديث الإعداد أن ما يسمى بعصابات "الجيش الحر" انتهى عمليا ولم يبق منه سوى بضع مئات وحسب تحت قيادة ما يسمى"رئاسة أركان الجيش الحر" برئاسة سليم إدريس. وقال التقرير، الذي اطلعت عليه"الحقيقة" لدى مصدر في مكتب الشؤون السورية التابع للخارجية البريطانية،

إن العدد الإجمالي لمسلحي"الجيش الحر" الذي لم يزل يأتمر بأوامر "سليم إدريس" و"الائتلاف" أقل من ألف مسلح في عموما أنحاء سوريا، أما"المنشقون" منهم، وهم حوالي 400 ضابط من مختلف الرتب، وحوالي ثلاثة آلاف عسكري ، قسم كبير منهم مجندون وليسوا محترفين( يؤدون خدمة العلم وليسوا متطوعين)،

"فلا يزالون في معظمهم في مخيمات اللجوء في تركيا والأردن، علما بأنأكثر من ثمانين بالمئة منهم لم يشاركوا في أية عمليات حربية ضد الجيش العربي السوري".

وقال التقرير إن أكثر من نصف مقاتلي "الجيش الحر" التحقوا بالمجموعات الإسلامية "الجهادية" المختلفة، لاسيما منها التي تتمتع بوضع مالي جيد بفضل الدعم الخليجي، وبشكل خاص"داعش" و"النصرة" و"أحرار الشام".

وأشار التقرير إلى أن قرابة ألفي مسلح من"الجيش الحر" أجروا عملية"تطبيع" لأوضاعهم الأمنية مع النظام خلال الأشهر الأخيرة، فمنهم من عادإلى وحدته العسكرية السابقة، ولكن بقي تحت المراقبة اللصيقة وبعيدا عن التكليف بمهمات عسكرية، ومنهم من عاد إلى قريته أو مدينته الواقعة تحت سيطرة السلطة واكتفت السلطة بعدم ملاحقته. وهناك مجموعات منهم، ممن لايزالون تابعين لسليم إدريس، أصبحت تنسق مع الجيش السوري في أكثر منمنطقة لمواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة، لاسيما في محافظة دير الزور وريف دمشق وبعض الأماكن في محافظة حمص.

وتضمن التقرير إحصاء"مذهبيا / طائفيا" لملاك 18 فرقة عسكرية في الجيش السوري من القوى البرية، فضلا عن فرق القوى الجوية والدفاع الجوي والقوى البحرية، مشيرا إلا أن "أكثر من نصف قادة الفرق و/أو نوابهم و رؤساءأركانهم هم من المسلمين السنة ، وهي النسبة نفسها تقريبا في قيادات الألوية التابعة لها، لاسيما في خطوط المواجهة مع إسرائيل على تخوم الجولان".

لكن التقرير لفت إلى أن هؤلاء ضباط الفرق الجنوبية و وحداتهم"لم يشاركوا في العمليات الحربية الداخلية، واكتفوا بالدفاع عن مواقعهم العسكرية فيوجه هجمات المجموعات المسلحة". ولحظ التقرير أن" قرابة 70 بالمئة من قوامالجيش من صف الضباط والجنود في مختلف وحداته ، بمن فيهم الذين يشاركون في القتال ضد الجماعات المعارضة المسلحة، هم من المسلمين السنة". 

وكان لافتا أن التقرير خص ضابط المخابرات الجوية العميد سهيل حسن،الذي وصفه "بالعسكري المحترف الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة"،بفقرة خاصة، مشيرا إلى أن"السبب الأساسي لنجاحاته الميدانية في أكثر من منطقة يعود إلى أنه شكل قواته بنفسه دون الخضوع لآليات الجيش البيروقراطية والتراتبية،

، وبشكل خاص من ريف محافظة إدلب"! وكشف التقرير أنه، وبعد أن "حقق نجاحا سريعا في ريف اللاذقية (في آب / أغسطس الماضي)، وقرر إكمال عملية تطهير ريف المحافظة من المسلحين حتى الحدود التركية( الحدود مع لواء اسكندرونة المحتل)، ـ

على صعيد آخر ( سيف الدولة الحلبي)، استمرت "داعش" في عملية سحقها المتواصلة للمجموعات العسكرية الأخرى في حلب وريفها، بينما تواصل فرارمسلحي"الجيش الحر" أمامهم إلى حد لجوء بعضهم إلى المناطق والأحياء التي تسيطر عليها السلطة. بينما انسحب"لواء أحرارسوريا" من معبر"بستان القصر" داخل المدينة، والذي يشكل فاصلا بين المناطق التي تسيطر عليها"المعارضة المسلحة" والجيش السوري. وكان من نتائج انسحاب اللواء المذكورأن تقدمت"داعش" في أحياء "بستان الباشا" و"الحيدرية" و"هنانو". وتشكلهذه المناطق حوالي نصف مساحة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة. وقدأدت المواجهات بين"داعش" والفصائل الأخرى إلى سقوط أكثر من خمسين قتيلا من الطرفين خلال اليومين الماضيين وحدهما.

على هذا الصعيد، أعلن "لواء أحفاد المرسلين" أنه سيترك جبهات القتال ما لمتنسحب "داعش" من  مقاره التي احتلتها هذه الأخيرة، محملا "لواء التوحيد"و"الهيئة الشرعية" مسؤولية الانسحاب من الجبهات وتركها فارغة. وكان الاقتتال بين عصابات الثورة الوهابية و عصابات الزعران بلغ أشده خلال الساعات الأخيرة، محولا المنطقة التي يسيطر عليها المسلحون إلى فوضىعارمة. فقد أعلنت مجموعة"سليمان حمدية" الحرب على مجموعة"بحري السكر" بعد قرار هذه الأخيرة مبايعة"داعش" والانضمام إلى صفوفها!وترافق هذا كله مع فرار زعيم "لواء جند الحرمين"، ابراهيم بناوي، إلى تركيا، حاملا معه كل ما حصل عليه "اللواء" من أموال  نتيجة التشبيح الثوري الذي قام به.

بالتزامن مع ذلك، استمر الجيش السوري في تقدمه على محور"السفيرة"،حيث سيطر على بعض أطرافها بحلول مساء اليوم. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن معركة تحرير "السفيرة" قد أصبحت على بعد أيام قليلة، وربماساعات، علما بأن معظم أهالي البلدة يعتبرون موالين للنظام، لكنهم أخذواعنوة من قبل المسلحين الذي فرضت عليهم تركيا احتلال البلدة بهدف احتل المنشآت مؤسسة معافل الدفاع المحاصرة منذ بضعة أشهر، والتي فشل المسلحون في دخولها كونها محصنة بشكل أفضل من معظم المواقع الأخرى