Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الرجعية العربية التي حاربت ناصر هي نفسها الى جانب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد بشار الأسد .. فهل تصنع الأزمة السورية من بشار الأسد عبد الناصر جديداً ؟

دام برس:

هل للمدن وجوه، حيث يقال وجه المدينة؟ وكتب شاعر سورية الكبير ادونيس 72صورة لمراآة الوجه، واذا كان للمدينة ام التاريخ وجه، فترى اي علاقة بين المدينة وجبل قاسيون؟ لطالما تأملت في الصورة التي تبدت لي في العلاقة بين المدينة والجبل، كما لو انه جوبيتير "زيوس" الإغريقي رب الأرباب، الذي يبدو كالأب الإله القديم الذي يحتضن المدينة ويطوقها بين ذراعيه ليحميها من الأعداء.

كما لو انها ولدت من بين ضلعيه، كتفيه، تماما كما تقول أساطير روما ان روما ولدتمن اصبع جوبيتير. ولكن روما سوف تهزم في المدينة تحت سفح قاسيون، وحيث قاسيون ليس جوبيتير، الذي خلق من غاز وهواء، ولكنه الجبار الصلب القاسي والعنيد الذي يحمل التأكيد على قوته بإضافة الواو والنون لاسمه تعظيما له. وحيث من قاسيون اطل عليك يا بردى فأراك يا دمشق تعانقين السحب. ما كان اذن قاسيون الا هامتها " دمر والهامة " من على نهر بردى المطل على سفحه، وهوبهذا المعنى جبين الوجه، وجه المدينة المرتفع والمتصل بالسماء . ومن السماء منخلف ظهرك يا قاسيون وجهوا الطعنة كجرح في الجبين، جبينك يادمشق عزة العرب. لكن الجبل، جبل عرفات القديم ايضا ظل مكانه لمتهزه الرياح،

ربما بكى واصدر من عينيه دمعتين من الألم، ولكن العدو الذي ظهر كاشفا عن وجهه باعتباره هو الذي يقاتل السوريين لقهر وإسقاط المدينة لم يستطع ان ينال منوجه المدينة كبرياءها وعزتها كما مضاء ونضارة روحها. وقد بدأت إسرائيل الضربة الاولى، اطلقت الرصاصة الأولى في أقدامها على الحرب وعلى الباغي سوف تدور الدوائر. لقد بدأت مرحلة وحقبة جديدة وهذا هو المغزى الوحيد لما حدث.

شعر كل عربي حر بأثر الجرح على مقدم جبينه، دعوكم من أولئكمرضى كراهية الذات، فهذه لحظة كانت للكشف، لحظة نادرة من الكشف أخطأت في التسبب والدفع اليها إسرائيل. وكان السؤال الوحيد الذي لا سؤال غيره صبيحةيوم الأحد، لا عن الرد السوري، رد دمشق على العدوان الوقاحة الإسرائيلية لأشفاءصدر السوريين والعرب، وانما عن كيفية هذا الرد، فالرد لابد ان يأتي ولم يتأخرالرد السوري الذي جاء هذه المرة ايضا على الطريقة السورية التي برهنتعلى مستوى رفيع وجدارة قيادية في إدارة الصراع، كقيادة تمتلك أعصاباً قوية وإدراكا إجماليا واضحا لطبيعة المعركة، وتظهر تفوقاواضحا في نوعية القيادة على أعدائها مجتمعين، هو تكثيف في اللحظةالصعبة والحرجة عن تراكم الخبرة والذكاء وما يمكن ان نسميه الذكاءالسوري. والا لما كانت هذه القيادة تستطيع الصمود كل هذا الوقت في مواجهةهذا الحلف العالمي غير المسبوق، وتتمكن أخيرا من قلب التوازنات، قلب السحر علىالساحر.

هيا اذن نتعلم روح هذه الاستراتيجية، هذا الرد غير المسبوق لعبة الشطرنج السوريةالإيرانية ومعه حزب الله، وقد كانت الأسئلة المطروحة غداة العدوان الإسرائيلي على النحو التالي :

ماذا نريد؟ هل نريد الانتقام ام الانتصار؟ وما هو الخيار الذي يحقق هدف الانتصار لا مجرد الخضوع للحظة الانفعال المباشرة والثقيلة لامتصاص الغضب،هل هو الرد التكتيكي الموضعي، بتوجيه ضربة صاروخية لاهداف في اسرائيل وبالتالي الذهاب الآن الى حرب مفتوحة يقاتل فيها الجيش العربي السوري على جبهتين في الداخل والخارج،

وتستدرج فيها سورية الى مكان آخر ويكون بذلك هدف اسرائيل قد تحقق منالضربة. ام يكون هذا الرد على محور الاستراتيجية بقطع الطريق على الهدف الرئيسي للتدخل الإسرائيلي، وهو إخراج سورية من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي؟ بقلب المعادلات وقواعد اللعبة بالانخراط بصورة اكبر في هذا الصراعوهو ما قررته سورية بتوجيه ثقل الاستراتيجية في هذا الصراع نحو الميدان الرئيسي لحسم المعركة. بدل استدراج قوات سورية الى الفخ الكمين الإسرائيلي الخارجي لتمكين المجموعات المسلحة التي انهارت قواها في الآونة الأخيرة من استعادة زمام المبادرة لحسم معركة دمشق في الداخل، استدراج إسرائيل الى الملعب الحقيقي الى فتح معركة الجولان، وهذا هو الرد الموجع والاستراتيجي والحاسم.

هيا اذن ايها الإسرائيلي الأحمق وقد جرؤت على كسر قواعد اللعبة لنقيم جردة الحساب، لنضع أمامك قواعد الاشتباك الجديدة. لقد فضلنا او ارتأينا لأسباب تتعلق بالتوازن وربما انتظار الزمن ان ندير الاشتباك معك من المقاعد او الصفوف الخلفية كما يفعل باراك أوباما اليوم بان نزود حزب الله وحماس بالسلاح من الباب الخلفي،من وراء الستارة. وقد اّن الأوان اليوم ولم يعد لسورية ما تخسره بعد الدمار الذيحدث وتدخلك ايها الإسرائيلي كاشفا عن وجهك علنا في الصراع الدائر ان نتقدم من المقاعد الخلفية الى الصفوف الأمامية، فاذا كان لا يصح بالأخير غير نظريةحزب الله عن المقاومة وقد جربت هذه النظرية وأثبتت جدارتها فلنفتح جبهة الجولان عليكم امام المقاومة السورية ولتتحول الدولة السورية لتكون دولة مقاومة مباشرة لا من خلف الستارة. واذا كنتم تريدون الرد على البنية التحتية لسورية الدولة فسنضرب البنية التحتية لإسرائيل الدولة.وزيادة على ذلك اذا كنتم تهدفون من وراء اعتدائكم علينا جعل ركبنا تصك، وتتوقفعن تزويد حزب الله بسلاح نوعي كاسر للتوازن فسوف نزود حزب الله بهذا السلاح جهارا نهارا، ولنرى ماذا انتم فاعلون؟.

هنا عند هذه اللحظة الفاصلة تنتهي حقبة فصل من التاريخ ويبدأ فصل جديد. وإذاكان من لحظة تحول شبيهة بما يحدث الآن فهي أزمة السويس

حسين حجازي - فلسطين
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz