دام برس :

لأول مرة منذ عشرين عاماً أشعر بأنني بحاجة لمورد رزق ثان, لأستطيع إكمال معيشتي الشهرية بالرغم من أنني عشت، وما زلت أعيش بالأجار أنا وعائلتي الصغيرة ،زوجتي و ولداي الاثنين .

لأول مرة أشعر بالحمل الثقيل الذي يكاد يقصم ظهري، لأنه أصبح يلازمني بشكل يومي لتأمين مستلزمات منزلي ومصروفي ومصروف أولادي , واشعر أنني و كغيري من الموظفين العمود الفقري لسورية ما يسمى (الطبقة الوسطى) أننا أصبحنا دون حماية لا بل اشعر كما لو أننا تائهين بصحراء مترامية الأطراف، وبدأت تنفذ  المؤونة التي لدينا، وبدأنا ننظر إلى السراب علنا نرى من ينجدنا ويخرجنا من هذا التيه .

فالأسعار المرتفعة التي لم نكن نتخيل أن تفعل بنا ما فعلت، أفرغت جيوبنا، وحرقت مدخراتنا  إلى آخر قرش أبيض كنا نمتلكه, ولا ننكر أننا تأملنا خيراً بالتصريحات والبيانات والإطلالات الإعلامية التي أطلقها احد المفاصل الهامة بحكومتنا التي دغدغت مشاعرنا ووضعت اليد على الجرح بتوصيفها لحالتنا ومعاناتنا كموظفين كنا نعيش خبزنا كفاف يومنا, لكننا اليوم نقولها بصراحة خاب أملنا فابسط مقومات المعيشة لم نعد نستطع تأمينها بسبب الغلاء الفاحش لدرجة الكي, فالأسعار تضاعف مرات ومرات مما دفعنا إلى الاستغناء المتتالي عن العديد من المواد ودفعنا إلى تغير عاداتنا الغذائية مكرهين .

الأسعار أفرغت جيوبنا وحرقت مدخراتنا، اللحوم أصبحت بعيدة المنال بعد ما حلقت لحوم الأغنام إلى 1250 ليرة ولحوم البقر ارتفعت إلى 950 ليرة، البندورة تجاوزت المئة ليرة وغيره و غيره حتى البصل تجاوز سعره سعر الموز المستورد!!

بعد أن فشلت أدوات رقابتنا التموينية وتركت حيتان السوق تسرح وتمرح بابتلاع كل حقوقنا وبدلا من محاسبتهم على ما يبدوا أصبحوا شركائهم ,حتى أصبحنا الحلقة الأضعف في المعادلة ولم نصل لمثل هذه الحالة منذ 50 عاما .

الحكومة تركتنا لقمة سائغة لتجار الأزمات وجلسوا متفرجين على دخان رواتبنا التي تحترق واخذوا يبررون لنا عدم مقدرتهم على إنقاذنا تارة بعدم توفر العدد الكافي للمراقبين وتارة بكسل مراقبيهم وضعفهم على مواكبة الأحداث وتارة بضعف قانون المحاسبة للضابطة التموينية وبعدم وجود الخبرة الكافية لمراقبيهم بهذه الظروف الاستثنائية ووعدونا بإصدار قوانين أكثر حزما و حتى الآن ومنذ أربعة أشهر لم نر دخانها الأبيض يظهر من مداخن وزارة التجارة الداخلية .

صدر الأسبوع الماضي قانون العقوبات الاقتصادية الذي روجتم له كـ"حبل نجاة للمواطن"

سننتظر لنرى ماذا انتم فاعلون ؟!

و نودعكم بسؤال: ماذا تنتظرون  ؟ هل تنتظرون ابتلاع الحيتان للبشر .......؟ انجدونا !!!!!!

بالاشتراك مع جريدة بورصات واسواق