Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أنتِ من يلقُ بكِ الاحتفال ... بقلم : محمد قاسم الساس

دام برس :
يصادف يوم الحادي والعشرين من شهر آذار ككل عام "عيد الأم"، حيث تحتفل فيه كل دول العالم بطقوس فرحة إلا سوريا، كون الأم السورية لها حكايتها الخاصة مع هذا العيد.
في هذا العيد ستملأ الدموع عينّيها... كيف لا؟ وهي التي خسرت ابنها الذي حرمتها الأحداث الدامية الدائرة من بقائه إلى جانبها.
كانت تدعى "أم فلان" وتلك تدعى "أم غلام"، أما اليوم فتوحدت أسمائهن لتصبحن "أم الشهيد"... الشهيد الذي ارتوت الأرض من عبق دمائه العطرة.
في هذا العيد ستحضن ما تبقى لها من صورٍ وذكريات مع ابنها، ذاهبة لقبره، لتقرأ الفاتحة على روحه، وتهديه ورداً، في حين كان هو من يهديها إياها كل عام.
ستجلس مع ذاتها وتخبر من حولها بقولها: "ذاك العيد أمضيناه معاً... قطعنا قالب الحلوى هنا... قبّل يدي وقدم لي باقة زهورٍ رائعة... وقال لي: "رضاك يا أمي"... طفلي كم أفتقدك اليوم".
الأم السورية في هذه العيد تجدها رافعة يديها في جوف الليل وفي وضح النهار داعية الله عز وجل أن يعيد لها ابنها سالماً من جدران المعتقلات... أن تسمع البشارة ّمن مبشرٍ يقول لها: "ابنك المخطوف عاد... ها هو يطرق الباب... هلٌّمي إليه... إنه عاد".
وهذه أمٌّ سوريةٌ أخرى تلمم جراحها... ابنها للعام الثالث على الدوام لم تراه... وكيف يحدث ذلك؟ وهي توصيه في كل اتصال، إياك والعودة إلى الديار... افتقادي لغربتك أهونُ عليّ من افتقادك مدى الحياة.
وتلك أمٌّ سوريةٌ تحضن أولادها في هذا العام إلى صدرها بحنان وبكل ما أوتيت من قوة العطاء... خوفاً من ابتعادهم عنها... على أثر طلقٍ ناري أو سقوطهم في تفجيرٍ كبير أو قضائهم جراء القصف أو أن تصيبهم قذيفة هاون.
أصبح لعيد الأم في سوريا طقوسٌ خاصة لا يمكن إنكارها... كثيراتٌ هن من تنتظرن عودة أبنائهن سالمين بعد كل مواجهة دائرة بين الأطراف.
ولأجل ما أسلفت يتوجب علينا هذا العام أن نحتفل بالأم السورية، لأن ما تتحمله من صعاب لا يمكن أن يتحمله إنسان.
لأجلك أنتِ كتبت هذا المقال، لأنقل للعالم أجمع ما يجول في خاطرك، وما تخبئه الخلجات، وكيف تحتفلين الآن... وإذ بدموعي تمزج الكلمات... راجياً من خالق الأكوان أن يكون معكِ وأن يكون خلاصكِ آتٍ لا محال.
إليك يا أمي... أنحني احتراماً... طالباً منك الدعاء... مقبلاً يداكِ ورأسكِ... لأقول لكِ: "أنت العيد ككل عام". 
mohamadsass@yahoo.com
facebook.com/mohamadkasim al-sass
Facebook.com/ Mohamad k alsass

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   تحية فخر
مهما قلنا ومهما تكلمنا عن هل الانسانة العظيمة مارح نقدر نوفي ولو جزء صغير من حفها علينا ... مشكور يا محمد .. انت الحقيقة ابدعت ولم تقصر بوصف اهم حدا على وجه الارض .. تحياتي لالك وللام السورية العظيمة
سوسن  
  0000-00-00 00:00:00   تحية
لك الله يخليلك ياها تاج عراسك ياحق وتفرح فيك وبولادك يارب وكل عام وهي بالف خير يا محمد وكل امهاتنا وامهات الشهداء خاصة
مصطفى  
  0000-00-00 00:00:00   يا رب
كل عام وامي سوريا بخير ان شاء الله
منذر  
  0000-00-00 00:00:00   يا رب
كل عام وامهات سوريا والوطن العربي بالف خيررررر
ميلاد  
  0000-00-00 00:00:00   تحية
المقال روعة .. بهنيك محمد ع احساس الحلو .. سلمت يداك
حمود  
  0000-00-00 00:00:00   وين أمي
آآآ آآآخ يا أمي دخيلك شفعيلي عند الله أنا وخيي دخيلك يا امي سامحينا شقفنا بعضنا من ورا فتنة الناس ولما حبيتي تخلصي بيناتنا إجت الضربة فيكي دخيلك يا امي سامحيني و سامحي خيي كسرنا عضامك وفجينا راسك و جرحنا قلبك ومزقنا تبابك يا حيف وخلينا حثالة الناس تتحرش فيكي دخيلك يا امي يا سوريا سامحيني وسامحي خيي  يا رب إذا شفعت أمنا إلي و لخيي دخيلك يا رب تقبل شفاعتها
لبوة سوريا  
  0000-00-00 00:00:00   تحية فخر
المقال جميل .. وعلينا جميعا أن نفتخر بالام السورية وأن تشعر بذلك كونها تتصف بكل ما بات معروفا عنها اليوم
حمادة  
  0000-00-00 00:00:00   تضحيات أم
كتبت الزاوية بإحساس عال لمن هي بحاجة اليوم أن يشعر بأساها وأحزانها الجميع ولكن ما يجعلنا نشعر بالكثير من الفخر أن المرأة السورية قدرها أن تقدم التضحيات والأبناء فداء لمن هو أغلى . فهنيئاً لك أيتها الأم العظيمة التي أنجبت كل هؤلاء العظام . وتمنياتنا أن يأتي اليوم الذي تساق فيه كل الأفراح بالنصر لتشعري أنك كنت أنت الشريك الحقيقي في تحقيقه.
تمام العلي  
  0000-00-00 00:00:00   بصراحة
كتيرررر حلو .. وحدة من هالامهات بتشبه قصة أمي .. واخ يا امي
سمر  
  0000-00-00 00:00:00   الأم اللاجئة
روعة .. كتير حبيت الحكي .. وما فينا ننسى الأم السورية اللاجئة .. يلي ما عندها لا عيد ولاشي .. الله يكون معها
دعاء  
  0000-00-00 00:00:00   رائعة
كلمات رائعة والله يكون معنا ويفرج عن قريب
جهاد  
  0000-00-00 00:00:00   رائعة
كلمات رائعة والله يكون معنا ويفرج عن قريب
جهاد  
  0000-00-00 00:00:00   حلو
مقال جميل .. فيه بعد إنساني جميل
محمد  
  0000-00-00 00:00:00   جميل
زاوية مليئة بالمشاعر الرائعة .. جعلتني أشقعر عند قرأتي لها .. تحية لكم من القلب وللأم السورية العظيمة
تمام  
  0000-00-00 00:00:00   أم يتم
الواضح بأن صاحب المقال لديه ثقة بنفسه وبكتاباته .. أحييه وأتمنى لو نوجه أيضا تحية لأم اليتم التي فقدت زوجها وتضاعفت عليها الاعباء
نصوح  
  0000-00-00 00:00:00   كل عام وانت بخير
الامهات الثكالى المفجوعات بفقد احبائهن لهن الجباه تنحني ولهن التكريم يكون ولكن الام الكبرى "سورية " ما نقول فيها .....آه يا أمي سورية ياحبيبتي كم ارى الدم ينزف من عينيك وانت ترين ابنائك بين شهيد وجريح ومعاق وانت ترين التدمير قد لحق بكل مقدراتك .... اه ياامي ياسورية ايتها النازفة ايتها المكلومة ايتها الحرة كم ادمى قلبك وانت تحتضنين تحت ثراك ابنائك الشهداء من مدنيين ورجال الله حماة الديار . كم ادماك وانت تريت ابناء العمومة وقد ادخلوا كل غزاة وزناة الليل الى حجرك وعرينك علهم يسمعون صرخات اغتصابك لانهم غاروا من عروبتك من شرفك من مقاومتك من رفعة راسك من خفق رايتك من اسلامك من التفاف ابنائك حول بعضهم من تالفهم من فخرهم من كبريائهم ...... لكنهم فشلوا ياامي لانك ربيت ابنائك ليكون حماة للديار حماة لعرضك جعلتهم في العرين ليكونوا اسوداً فكانوا عز من ربيت ها انت ترينهم يبذلون الدم رخيصاً كرمى لعينيك كيف لا وانت امهم انت سورية انت الوطن ..... هذا العام هو عيدك لاننا نرى فيك كل الامهات لك تنحني الهامات نقبل طيب ثراك وقد ارتوى وتخضب بنجيع الدم ..كل عام وانت بخير يا امي ياسورية ياحبيبتي ..
كلنا بشار  
  0000-00-00 00:00:00   بصراحة
شكيتك لعينك بكيتني ....الله يفرج عن سورية وأهلها فرجا قريبا يا الهي لا تباعد...آمين
لمى  
  0000-00-00 00:00:00   رائع
كل عام وسورية امنا الكبرى بخير وامهات الشهداء في سورة وفلسطين وامي بالف الف خير ... مقال رائع صديقي محمد ..
علي طالب البطاط  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz