Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الطائفة السورية الكبرى.. بقلم: د. عصام شريفي

دام برس:
عندما أتصفح من وقت لأخر صفحات الفيس بوك و اللتي أعتبرها أكثر الوسائل خطورة و إرهابا و نجاحا في تجنيد الناس لخوض حروب بالوكالة و (ذلك بكل بساطة لأن الألة الفتاكة الأخرى أي الإعلام لا تستطيع استيعاب كل هؤلاء الجنود-الاستراتيجيين و الأغبياء منهم- )أتوقع في كل مرة أن أرى بقعة ضوء خافتة تتحدى عقول البعض لتخرج إلى صفحاتهم حاملة معها لغة جديدة تعبر على الأقل عن أن ما اختزنوه من حضارة و أدب مع تربية دينية أو علمانية (أي مبادئ بشكل عام )ستتغلب على كل النوازع اللاإنسانية بل الهمجية اللتي جرتهم إليها المأساة في بلادي الحبيبة سوريا بدل أن تكون تلك الفئة من الناس و أعني بعض المثقفين (و إن بت أخجل من هذه التسمية أحيانا ) اللذين أعرفهم هم من كان يجب أن يجروا المأساة لبر الأمان بأقل الخسائر بالإعتماد على مخزونهم السابق الذكر. لكن للأسف ففي كل مرة أرى أنهم أنغمسو و غاصوا في رمال متحركة هشة جدا لكنها أقل هشاشة من مخزونهم الأنف الذكر هي رمال التخلف و الجهل و.... الغباء.
اليوم و بعد كل ما قرأت في تلك الصفحات منذ سنتين و حتى الآن أرى نفسي أمام استنتاج مذهل, لكنه مقيت و مؤلم و كنت وما زلت أحاربه لكن ! اللعنة ! إنه الحقيقة . سأسلم بأن طائفي صغير يقبع في مكان ما من كيان كل سوري منا (و لو أنه لا يعني أبدا إن كنت طائفيا أن أكون مؤمنا بما تؤمن به طائفتي و أمارس طقوسها بل ممكن أن أكون أبعد الناس عن كل علوم و معايير دين طائفتي بل إني أتبجح كل يوم بأنني علامني و أن الدين لا يهمني و أنني...مثقف?? لكني طائفي ). هذا الطائفي الصغير الموجود في كل واحد منا و (أشدد على العمومية كي لا أستثني نفسي) يكبر و يصغر و يكبر بقدر ما يستطيع المخزون الحضاري و الإنساني و الأدبي و الفني و أكثر من ذلك الديني الحقيقي لكل فرد مناأن يعطيه وجودا في داخله. للأسف أن بعض من عرفتهم و من أقصدهم لا زالوا ربما حتى اليوم يتفاخرون بعدد الكتب التي قرؤوها لكن ليس المهم عدد ما قرأناه بقدر ما استطاع ذاك الكم و النوع الذي قرأناه من أن يخفت صوت ذلك الطائفي الصغير الكبير أو يخرسه إلى ما لا نهاية. أؤكد على العدد لأني و الله أعرف من البسطاء و الناس العاديين الكثير الكثير و الذين لم يدعوا يوما بأنهم ( مثقفين و لا بأس عليهم ) لكن الطائفي الذي بداخلهم لم يهمس يوما و لن يهمس ليس لأنم يحاربونه عن قصد و إن كان ذلك واجب على كل ذي عقل رزين و لكن لأن ما اختزنوه بغير قصد من حضارة آلاف السنين لسوريا التاريخ و من تربيتهم الدينية الحقيقية و الثقافية ربما البسيطة و البيتية كانت كافية لسحق ذلك الطائفي و صرت مقتنعا بما لا يقبل الشك أن هؤلاء هم عماد سوريا المستقبل و هم أصلا المستعدون للتضحية من أجلها لأنهم يريدون مستقبلا جميلا لأولادهم و هم الطائفة الأكثرية الساحقة مع من انتصر على الطائفي الصغير بداخله من مثقفين و غيرهم لذلك لسنا خائفين على المستقبل لكن نريد الخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر (و إن كبرت جدا يا للألم و يا للأسف )بالإعتماد على تلك الطائفة الكبيرة و من ينضم إليها و بالإعتماد على جيش الأسطورة, الجيش العربي السوري, دون أن ننسى أن في مجتمعاتنا الدينية و هذا عامل إيجابي على عكس ما يريد أن يقول البعض ممن يريد النيل من الدين بكل طوائفه و مذاهبه ( لكنه طائفي ) الدور الذي لعبه و يلعبه رجال الدين الحقيقي في بلاد الشام بكل طوائفهم.

د. عصام شريفي - فرنسا

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz