دام برس :

كانت وما زالت الوسائل الإعلامية تردد صدى رغبة الجماهير بأن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وبخاصة في المفاصل الإدارية التي تعنى بقضايا الحياة المعيشية اليومية للمواطن والسؤال الذي كانت تطرحه دائما كيف يتم اختيار السادة المسؤولين في مواقع المسؤولية حتى أصبح المواطن لا يتفاجئ عند صدور قرار من الجهات العليا في الدولة بإعفاء أحدهم أو استبداله بآخر.
وهذا السؤال الذي يطرحه المواطن العادي قد أجاب عنه السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته الأخيرة أمام جماهير الشعب، هذه الإجابة قد أثلجت قلوبنا جميعا بما فيها من منطقية وموضوعية تعكس رؤى وفكر السيد الرئيس في مسيرة تصحيح العمل الإداري في الدولة.
واليوم ومع التغيير الوزاري الأخير بتنا ندرك تماما المقصد من مضمون ومعنى كلمة السيد الرئيس وأصبح بما لا يترك مجالا للشك بأننا قد بدأنا فعلا مسيرة الإصلاح الإداري في الدولة.
فأن يكلف وزيرا للنفط وقد تدرج في العمل الإداري إضافة لتحصيله العلمي في ذات الاختصاص ومن أبناء هذه المؤسسة ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية للمواطن تعتبر خطوة جبارة وتطبيقا عمليا لتوجيهات السيد الرئيس بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
إن الأزمة العابرة التي تمر بقطرنا العربي السوري والتي أرخت بظلالها على الواقع الاقتصادي والمعاشي حتى أصبحت معاناة المواطن اليومية تتلخص بما تحمله يداه.
في اليد اليمنى اسطوانة غاز وفي يده اليسرى غالون مازوت أو بنزين ونحن كسلطة رابعة عندما كنا نحاول نقل هذه الصورة القاتمة إلى أحد المسؤولين كانت تستفزنا الأجوبة المسبقة الصنع والتصريحات الخطابية التي قد اختيرت جملها بعناية فائقة وكأن صاحبها لا يعيش في الجمهورية العربية السورية.
فقد اعتاد المواطن أن يسمع من المسؤول إما أن التقصير هو نتيجة الحصار الاقتصادي والأزمة السياسية وعسكرة الأزمة وتارة أخرى يحمل المسؤول جزء من مسؤوليته على المواطن الذي يطالبه بالصبر وتحمل مسؤولياته الوطنية حتى مل من هذه التصاريح وهذا الموضوع ينسحب أيضا على الكثير الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى.
ومن الطبيعي أننا لا ننتظر حلولا للأزمة المعيشية بالسرعة الكلية لكننا على ثقة تامة بوجود حلول وبدائل لمعالجة أسباب عدم توفر المواد البترولية سيما الغاز والمازوت والبنزين.
كما يسعى بعض السادة الوزراء جاهدين لمعالجة قضايا مؤسساتهم وعلى سبيل المثال لا الحصر السيد وزير الإعلام والسيد وزير التربية والسيد وزير المصالحة الوطنية وآخرون.
ونحن بدورنا وبلسان الجماهير كل الجماهير في القطر العربي السوري نؤكد أن المواطن يدرك تماما أبعاد هذه المؤامرة ويتحسس نتائجها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والعسكري وهو على استعداد تام للتضحية في سبيل سورية الوطن لأنه على يقين بأنه شريك للدولة بالمسؤولية وكذلك نتمنى على السادة المسؤولين أن يدركوا ويتفهموا موقف المواطن وأن يوسعوا فتحة الفرجار والانتقال من مركز الزاوية الحادة إلى الزاوية المنفرجة من خلال رؤيتهم لهموم المواطن ومتطلباته.
إن الموازنة بين المتاح من إمكانيات وبين المتطلبات الأولية الضرورية قد لا يستوي لكننا نتوجه بالرجاء المخلص لهم جميعا مواطنين ومسؤولين بأن نسعى جاهدين لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع الواقع بجدية ومسؤولية.
وأن يحذو البعض من المسؤولين حذو الآخرين بالعمل الميداني والاحتكاك مع المواطن ولنا كل الأمل في أن تتكلل جهود السادة الوزراء الجدد ومنهم السيد وزير النفط بالنجاح والتقدم لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.