دام برس :
ذكروا أنَّ قائداً شجاعاً خاضَ حروباً كثيرة فانتصرَ بها، وفي إحدى المرَّات خاض معركةً قاسيةً، فأبطأَ النَّصرُ عليه وتأخَّر، وقُتِل من جنودِهِ أعدادٌ كثيرةٌ، وانسحبَ من المعركةِ يفكِّرُ بتنظيم صفوفِه ثانيةً.
وفي أثناءِ الهدنةِ، فكَّرَ طويلاً، ووازنَ بينَ موقفِهِ وموقفِ عدوِّه، فدخلَ إلى نفسِهِ الخوفُ والاضطرابُ، ثم دبَّ اليأسُ القاتِلُ إلى قلبِه.
وقالَ: لقد جاءت النِّهايةُ، وخيرٌ لي ألا أحاولَ مجابَهةَ عدوِّي ثانيةً، لئلا أَرجعَ خائباً مطأطِئ الرَّأسِ إلى بلدي، وقد مَحَتِ الهزيمةُ النَّكراء انتصاراتي القديمةَ، وتاريخيَ المجيد.
وبينما هو كذلكَ في يأسهِ وبؤسهِ، وكأنَّ الهموم كلَّها نزلت عليهِ دفعةً واحدةً، استلقى على سريرهِ يريد أن يستريحَ قليلاً، وإذا بهِ يرى نملةً صغيرةً تحملُ حبَّة قمحٍ تصعدُ بها على الجدارِ، تريدُ أن توصِلَها إلى السَّطح، وكانتِ النَّملةُ كلَّما قطعت مسافةً هوت إلى الأرضِ لثقلِ الحبَّة، وضعفِ قوائِمِها، فتأخذُ الحبَّة مرَّةً أخرى، وتحاول الصُّعودَ ثانيةً حتَّى تكرَّر منها ذلك.
لفتتِ النَّملةُ انتباهَ القائدِ، وأنسَتْهُ نفسَه، فكانَ يراقِبُها باهتمامٍ بالغٍ، ويَعُدُّ عليها محاولاتِها المتكرِّرةَ ويعجبُ من إصرارِها غير المحدودِ من أجلِ الوصولِ إلى هدفِها البسيطِ الحقيرِ.. حتى وصلتْ أخيراً – وبعدَ جهدٍ ومشقَّةٍ – إلى السَّطح، وكانَ القائدُ يَعُدُّ عليها محاولاتِها، فبلغتْ أكثرَ من عشرينَ محاولَةً دونَ أن يعرفَ اليأسُ إلى نفسِها سبيلاً.
تعاطفَ القائدُ مع هذه النَّملة، ودهِش من صنيعِها لقد تغلَّبت على المصاعبِ في سبيلِ شيءٍ هيَّنٍ وانتبهَ لنفسِه وقال: لقد علَّمتني هذه النَّملة درساً عظيماً في الجدِّ والمثابرةِ واجتنابِ اليأسِ، فحزمَ أمرَهُ، ووضعَ خطَّةً جديدةً متناسياً أمجادَه الماضيةَ، مفكِّراً في حاضرهِ ومستقبلِه.
جمعَ جنودَه وبثَّ فيهم روحَ العزيمةِ وذكَّرهم بمستقبل وطنِهِم وأهلِهِم، وقصَّ عليهَم حكايةَ النَّملةِ الضَّعيفةِ المجدَّةِ، فسرتْ روحُ العزيمةِ والوطنيَّةِ في قلوبِهم، وخاضوا معركةً مظفَّرة.
أحببت أن أروي لكم هذه القصة لأنه كما يقال في كل حكاية عبرة وعبرتنا اليوم أن البعض ممن باعوا أنفسهم للشيطان والتحقوا بركب دويلات النفط الخليجية يحاولون أن يؤثروا على معنويات الشعب العربي السوري عبر بث الأكاذيب والشائعات ولأنه لم يعد يخفى على احد بأن الحرب الإعلامية تشكل جزءاً من الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية , كان لقنوات الكذب والتضليل الدور الأبرز في سفك الدم السوري.
ولأن الكلمة سلاح قررنا في مؤسسة دام برس الإعلامية أن نقاتل على جبهة الإعلام واعتمدنا المصداقية شعار لنا، في كل مرة نكشف بها زيف ادعاءات المضللين ومن يقف ورائهم يأتينا من يحاول أن ينال من مصداقيتنا ومهنيتنا ونحن لا ندعي بأننا لا نخطئ لكننا نمتلك الشجاعة بأن نعترف بأخطائنا فمن لا يعمل لا يخطئ.
منذ مدة وأحد قراء موقعنا الإلكتروني يحاول أن يتهمنا بالكذب وتأليف القصص ونحن نقوم بنشر كل تعليقاته إيمانا منا باحترام الرأي والرأي الآخر وهنا نحن لا نناقش مسألة شخصية لأننا نترفع عن الرد على أمثاله ممن امتهنوا الكذب والخداع وباعوا كرامتهم من أجل حفنة من الأموال وليعلم هو وأمثاله أننا لا نختبئ وراء إصبعنا ولا نلقب أنفسنا بأسماء وهمية ونحن نمتلك الوثائق والأدلة على صحة أي مادة نقوم بنشرها ولنا الفخر بأننا نحاول أن نرد جزء من جميل وطننا علينا.
ما يهمنا كسلطة رابعة أن نكشف الحقيقة ونسلط الضوء على مواضع الخلل والتقصير والسعي من أجل النهوض بوطننا ونحن بدورنا نتأمل أن يواجهنا الجميع بنقد بناء بعيدا عن التجريح والتشكيك والشتائم.
في هذه المقالة الصغيرة أود أن اشكر إدارة مؤسسة دام برس الإعلامية التي ما تزال تمارس دورها في دعم مسيرة التطوير والإصلاح التي أطلقها السيد الرئيس بشار الأسد هذه المؤسسة التي التزمت احترام الرأي والرأي الآخر.
كما أوجه كلامي لمن ينتقد أداءنا إننا حملنا على عاتقنا مسؤولية الدفاع عن وطننا ولو بالكلمة وسنقوم بأداء واجبنا إلى أن يتحقق النصر المبين على يد حماة الديار الميامين.