Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 15:51:22
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هذا وطننا يا سادة فأخبروني عن أوطانكم وعن شعوبكم .. بقلم: بلال فوراني

دام برس

الوطن الذي صار فيه الموت مثل قبلة صباحية نستفتح بها يومنا لم يعد وطناً بل صار مأتماً يومياً ينّعي كلّ يوم أولاده ويجهّز أكفانهم صار جنازةً محشوةً بكل الأسماء التي تنتظر دورها على القائمة المرتقبة صار ملهماً لكل من أراد أن يتطور ويصير إنساناً حسب نظرية داروين صار كواجب وطني على كل من يريد أن يمارس عقوقه الوطني في يومٍ ما الوطن الذي صار فيه الدفاع عنه مجرد اجتراء على حرية الاخرين, هو وطن يهاجمه الاخرين كي يلغوا الذين يحاولون أن يدافعوا عنه ؟؟


لملم يعد الوطن مجرد شعارات نقرأها في الكتب ونحفظها من المؤتمرات والخطب الحزبية لم يعد الوطن كلمة السر لكل من أراد أن يتزحلق بصابونة كي يشغل منصب ما أو يتسلق كرسي مالم يعد الوطن الكلمة المفقودة في جملة الكلمات المتقاطعة في جريدة وطنية لا يقرأها أحد ولا تهمّ أحد لم يعد الوطن بطلاً مخلوعاً من أبطال حروب الردّة ولا جريحاً في خيام الشتات والذلّ على حدوده المخترقة لم يعدّ الوطن فقط شرف لكل من لا شرف فيه ولا مجرد غشاء بكارة جديد لكل جريمة زنى بأجرة مدفوعة سلفاً ؟


الوطن صار حقيقة لأول مرة ..صار شيئاً لا يشبه أي شيء ولا يفسّره أي شيء
لقد صار حياً يشاطرنا أنفاسنا ويقاسمنا رغيف الخبز ..ويجلس على كراسي العزاء يستقبل الوافدين ويودع الراحلين
ويمسح على خدّ أمٍ فقدت إبنها أو زوجةٍ خسرت أبو أولادها ويناقشك في السياسة التي تمارس رذيلتها عليه بكل حزن
و في الاقتصاد الذي كسر ظهره وهو يحمله طوال هذه السنين وفي الأوضاع التي لا تبشرّ بخير رغم تفاؤله بالخير
لقد صار مثلي ومثلك حقيقة موجودة لكننا لا نراه ولا نلمسه ..فقط نشعر به .. نحسّ بهِ ..؟
صرنا نعيشه اليوم أكثر مما مضى ونشعر به وبوجعه وألمه , صرنا نواسيه بكلامنا ونداوي جراحه ونطبطبّ على ترابه
لقد صار ملموساً محسوساً مجسداً بكل صرخة وبكل كلمة, بكل زيارة للمقابر وبكل آية قرآنية تنتهي بكلمة آمين
بكل صباحية تبدؤها بسؤالك المعهود "شو أخبار البلد؟" . لقد صار جزءً منك دون أن تدري دون أن تفهم دون أن تستوعب
لقد عشعشّ فيك واحتلّ كلامك واهتماماتك وحبكّ وعشقك وعقلك وسرق وقتك و مواعيدك ومشاويرك
ولم يعد المواطن الصالح في هذا الوطن هو المواطن الميت .. بل صار المواطن الذي يستحقّ الحياة وهو ميتّ ..؟؟
الوطن يا سادة صار لأول مرة حيّاً ينبضّ بكم
بكل كلمةٍ تكتبوها على صفحات النت .. يرتوي منكم
بكل دفاعٍ مستميتٍ عنه ضد المؤامرات .. يكبر فيكم
بكل طهركم لحمايته من قذارة البعض .. يرتقي بكم
لم يعد غضبك لأجله مجرد خدمة تصرفها لك الدولة آخر الشهر
لم يعد حبك فيه مجرد رشوة تنعق بها على صفحات الجرائد والمجلات
لم يعد حزنك عليه مجرد مسرحية تمتهن فيها دموع التماسيح وارتداء الأقنعة
الطفل الذي يحمل علم بلاده اليوم يحمله لانه يعرف أنه قد لا تواتيه الفرصة كي يكبر ويحمله
الشاب الذي يقاتل على جبهات المعارك او النت بكل شراسة يعرف الآن لماذا يقاتل وعن ماذا يقاتل ويحارب
كما الصبية التي تقلمّ أظافرها على "الكيبورد" حباً في الوطن واستماتةً لأجله بدل أن تطليها بالألوان
الرجل الذي صار يصرف وقته في كتابة مقال لأجل الوطن ولا أحد يصرف عليه أو يتصدقّ عليه
المرأة التي تنسى الطبخ ولا تنسى أنها صارت مجنّدة في خدمة العلم دون أمر جمهوري أو عرفيّ..؟؟


على حافة الوطن

هذا وطننا يا سادة فأخبروني عن أوطانكم وعن شعوبكم
هذا وطننا يا سادة يلبس ياقة حمراء وهو يزفّ الشهداء كل يوم
هذا وطننا يا سادة ينتقي أجمل شبابنا وأروع رجالنا وأطيب نسائنا
هذا وطننا يا سادة كريم لا يعرف البخل في الارواح ولا في النفوس
هذا وطننا يا سادة صار في طعامنا وشرابنا وملبسنا ومشينا ونومنا
هذا وطننا يا سادة حلوٌ يظل على شفاهنا رغم أن طعمه صار سادة ..؟؟

بلال فوراني

بانوراما الشرق الاوسط

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   أنا سورية
أنا أفخر بسوريتي كنت أفخر بها منذ ولدت وسأفخر بها حتى مماتي ومن بعدي أولادي..سوريا بلد استثنائي ,,سوريا الحضارة القديمة الجديدة لأننا نحن نصنع حضارتنا بايدينا وليس بايدي الغير .بوركت ايها الشريف بلال وبورك كل الشعب السوري وقائده وجيشه بوركت سوريا بلد الشرفاء الأبطال
سنا  
  0000-00-00 00:00:00   كاتب رائع
أنت نموذج مشرف لابن الوطن ..الذي أحس وأدرك وخاف عليه كما لو أنه أمه وأبوه ..سوريا كانت أمنا الغالية ..الآن هي أمنا وابنتنا وعرضنا وشرفنا ومن الطبيعي أن نفضل الموت لتحيا ... لن تموت سوريا أبداً.. فقد باركها الله وجميع رسله و طالما فيها أمثالك من عاشقيها وهم كثر كثر كثر ..بوركت أستاذ بلال وبورك حسك الصادق ..
وسن  
  0000-00-00 00:00:00   _
أعطي جزءاً من وقتك لوطن أعطاك عمرك وعزتك وكرامتك دعونا نلتقي في الوطن لنمسح دموع الألم عنه دعونا نلتقي لنقول أننا من هذا الوطن لبينا النداء عندما نادانا دعونا نعود لنغني سوريا يا حبيبتي بين أحضانها.
جلنار  
  0000-00-00 00:00:00   _
سوريتي أنت سفينة تحملنا الى حضن المحبة والسلام سوريتي أنتي بوصلة قلوبنا تتجه الى موانئ أرواحنا ووجدنا سوريتي انتي شراع يقف في وجه الرياح ويحنيها ليصل بنا الى قلبك سوريتي أنتي مرساة نزرعها راسخة في أرض الطهارة سوريتي انتي النجم الذي نهتدي به لانتوه في الأنواء
الليث  
  0000-00-00 00:00:00   _
هذه الحقيقة في سورية المحبة تقتلهم ولذلك يسعون لقتلها وفشلو في ذلك لاننا بالفطرة نحب وبالفطرة نسامح
لينا  
  0000-00-00 00:00:00   _
الله يحمي سوريا ويخلينا اسطورة العرب الاسد
سامي  
  0000-00-00 00:00:00   _
دمائكم ستطهر أرض سوريانا من نسل الشياطين
مناف  
  0000-00-00 00:00:00   _
هكذا تربينا وهكذا عشنا وهكذا سنموت كلنا واحد قلب واحد ويد واحدة لدحر مؤامراتهم الخبيثة .
ولاء  
  0000-00-00 00:00:00   _
وانا اقول االسوري الاسدي يعيش رجل ويموت بطل
ملهم  
  0000-00-00 00:00:00   _
هؤلاء هم ابطالنا يودعون اهاليهم قبل الارتقاء لمنزلة الشهادة
لين  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz