Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دقت ربع الساعة الأخيرة .. بقلم الإعلامية : مها جميل الباشا

دام برس

آخر ربع ساعة من أي معركة هي أقسى فترات المعركة .. و أشدها دموية و وحشية .. يكون الوجع كبيراً و الإيلام على أعلى مستوى .. هي فترة تكسير الأصابع و الاستماتة للفوز .. صبراً يا بلد .. أنتِ اليوم تعيدين كتابة التاريخ .. و كل الأمم تنتظر مصيرك بهذه الكلمات عبر' المفكر العربي أنيس النقاش عما يجري في سورية في المرحلة الراهنة ، حيث يعي تماماً أهمية مرحلة ما بعد فشل المشروع الصهيو _أمريكي في سورية ، بدءاً من موقع سورية الجغرافي الاستراتيجي الهام إلى إسقاط ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد .. انتهاء بأن الإمبراطورية الأميركية وحلفائها تلفظ أنفاسها الأخيرة في العالم وفي المنطقة بالرمق الأخير تتقدمهم إسرائيل .. و تغيير في المعادلة السياسية الدولية .. كل هذه العناوين إلى أين تصب ؟

لو أدرك الأمريكي بأن النفوذ الروسي سيعود من البوابة السورية لما فكر بمواجهتها إطلاقاً، المواجهة مع سورية ليس لسبب كونها دولة ممانعة ومقاومة للاحتلال الإسرائيلي وحليف استراتيجي لإيران بشخص رئيسها فقط ، وإنما لمركزها الجغرافي والاستراتيجي الهام أيضاً، والأهم من هذا كله هو أنها منطقة عبور لمنابع الغاز المتواجدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، فلسطين ولبنان وقبرص من جهة ومصر من جهة أخرى ، إذاً في الحقيقة خلفية ما يدور من صراع على الساحة الدولية ما هو إلا صراع حول موضوع الغاز، بين قطبي العالم ( القطب الأمريكي وحلفائه تتقدمهم إسرائيل والقطب الروسي الصيني مضافاً إليهما مجموعة بريكس ) القصة بدأت منذ عام 1992 عندما تم' إقرار اتفاقية كيوتو بشأن الحد من انبعاث الغازات إلى الجو لمنع تفاقم الاحتباس الحراري، اتجه الاتحاد الأوروبي عام 1994 بالالتزام بهذه الاتفاقية و كون وجوده في إيران وروسيا ، بدأت إيران عام 1994 باستخراج الغاز تلبية للطلب الأوروبي ، في المقابل تأسست شركة غاز بروم عام1996وأصبحت هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد كل هذا فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في المنطقة من البوابة السورية والإيرانية ، من هنا بدأت قصة مشروع الشرق الأوسط الجديد: الذي يهدف إلى السيطرة على منابع الغاز من مصر و ساحل البحر البيض المتوسط و فلسطين و لبنان و قبرص إلى جانب الغاز الإيراني ليتم ذلك فلا بد من تقسيم وتدمير سورية لموقعها الجغرافي الاستراتيجي في المنطقة. من هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط إلى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و القضاء على المقاومة في لبنان وبالتالي تبقى واشنطن القطب الأوحد الذي يدير العالم، لكن حنكة وذكاء الثالوث السياسي السوري من الشعب والجيش والقائد استطاعت سورية بالإرادة والإصرار والمقاومة صد أكبر عدوان كوني مر على دول العالم، من هذه البوابة دخل بوتين الكرملين تحت شعار إعادة روسيا قو'ة دولية موازية لأمريكا اقتصادياً وعسكرياً ، ولأن بوتين يدرك أن روسيا وحدها غير قادرة على الوقوف في وجه أميركا في المدى المنظور، فإنه سعى إلى استمالة الصين إلى جانبه لا سيما أن القوة الاقتصادية للصين يمكن أن تساعد على تجسيد هذا الطموح. وقد جسدت روسيا والصين موقفهما هذا بإعاقة أي قرار صادر عن مجلس الأمن يسمح للقوى الغربية ومن يسير بفلكها من الأنظمة العربية لتنفيذ المخطط الهادف إلى سقوط سورية في نزاعات داخلية تنهكها وتخرجها من دائرة الصراع، سينتج عنه تعزيز الهيمنة الأمريكية ليس على المنطقة العربية وحسب، بل وعلى العالم أجمع بهدف بقاء القطبية الأحادية الممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية ومن يسير بفلكها من أجل تعزيز مصالحها، مدركين بأن هذا المخطط يستهدف أيضاً القضاء على طموحاتهم الهادفة إلى بناء نظام عالمي جديد، أكثر عدلاً وأكثر استقراراً من النظام القديم الذي أنتج مئات من الأزمات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة خلال القرن الماضي، لذلك وقف الثنائي الروسي الصيني عثرة في وجه الطموح الأمريكي وحلفائه بإسقاط سورية كدولة أولاً وكرئيس ثانياً ، كما أن هناك أسباب جوهرية لموقف روسيا المتشدد كما ذكرت صحيفة كوميرسانت” لرفضِها بعضَ المقترحات المطروحة على بساط البحث في المنظمة الأممية فيما يخص الأزمة السورية أول هذه الأسباب: أن سورية حليف أساسي لروسيا في المنطقة العربية. كما أنها شريكاً تجارياً واقتصادياً هاماً لموسكو. وقلق موسكو على مصير قاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس. إضافة إلى ذلك موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي تخشى ان تقع الأقليات المسيحية وبينها الكثير من الأرثوذكس، ضحية موجة من الأصوليين الإسلاميين المتواجدة في سورية ، إذاً هي الاستراتيجية الروسية اليوم التي تقوم على تقديم سترة النجاة لسوريا، فالمهم ألا يغرق المركب السوري بالكامل»، هكذا تفسر خبــيرة الشــؤون الروسية في معهد «بروكنــغز» فيونا هيل الموقف الروسي. وانطلاقا من أن لروسيا مصلحة استراتيجية في الحــفاظ على الاستقرار في سوريا، من هنا تغيرت المعادلة لسياسية الدولية في العالم كما جاء على اعتراف كبار الدبلوماسيين الغربيين بقوله " نحن أمام مأزق فعلي احتجاجاً على ما شخصه بـ " العناد الروسي " الرافض لأي تحرك عسكري أو أي فرض لعقوبات على سوريا، إذاً الموقف الروسي يخيف المسؤولين الغربيين لأنهم لا يستطيعون مجاراته.. إنه " خط أحمر لا يمكنهم عبوره " أما أحد العوامل التي يرى الغرب أن الموقف الروسي يتأثر بها فهو ما يسميه المسؤولون الغربيون بـ «العامل البوتيني». هذا تصريح خطير من قبل المسؤولين الغربيين بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد القوة الوحيدة على المسرح الدولي المتفردة بقرارات أحادية الجانب إن كان بالحرب أو بالسلم ، ولم تعد تستأثر دور الوسيط في عملية السلام في الشرق الأوسط ولا العنصر الوحيد المخطط لنفسها دوراً رئيسياً في أي نزاع دولي إلى جانب فقدانها الدور المباشر في تدخلها في الشؤون الداخلية للدول من خلال إعطاء نفسها دور الحامية والداعمة للحريات وللديمقراطية ولحقوق الإنسان في العالم ،إذاً فقدت الولايات المتحدة الأمريكية دور " الموقع المتفوق " كما كان يسميها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق موثقاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية توصلت خلال العقد الأخير من القرن الماضي إلى قدرات يسمح لها بامتلاك كونترول العالم . لكن ما الذي جرى حتى فقدت الولايات المتحدة الأمريكية كل ما تمتعت به خلال السنوات الماضية.. وما هي النكسة التي تعرضت لها حتى أنها لم تعد تدرك التخبط الذي تمارسه والذي سوف يودي بها إلى حافة الهاوية.

إذاً حدثين هامين أديا إلى تغيير المعادلة السياسية في العالم، الحدث الأول سحب بساط القرار الأوحد من الولايات المتحدة الأمريكية و الحدث الآخر استعادة الدور الروسي القوي، وهذان الحدثان لم يكونا لولا البوابة السورية،

في النهاية ما ذكره المفكر العربي أنيس النقاش في مقدمة هذا المقال ما هو إلا إضاءة لما يتجه إليه الغرب بمخطط تصعيدي عنفي على الأرض السورية نتيجة خسارتها الموقع المتفوق في العالم الذي يشبه ( كونترول العالم ) حسب ما جاء على لسان هنري كسنجر، لكن رغم حجم الأحداث الجارية على الساحة الدولية فإن الجميع يبحث عن حل لأن الصدام لم يبقى سورياً بل أصبح أكبر من ذلك ،هو الصراع على الوجود إما أنا أو أنت ( قطبي العالم الأمريكي والروسي ) ، وبالتالي سنشهد في الأيام القادمة تصعيداً عنيفا لا مثيل له في سورية للأسف .. مرة أخرى مع الأسف هذا ما شهدناه منذ أيام ، حيث العرف السياسي يقول عند نهاية المعارك يكون العنف أكبر من أي وقت مضى، ما يطلب منا نحن السوريين طلب واحد فقط هو أن نحسن وضعنا التفاوضي والتكاتف خلف قيادتنا وزيادة الحس الوطني والموقف الإيجابي والصبر لأننا تجاوزنا المراحل الأصعب من الأزمة ، كما يطلب منا إعادة حساباتنا بتحديد مواقفنا بشكل واضح وبصيغة مستقيمة تخدم المصلحة الوطنية .... معركتنا في نهايتها إنشاء الله.

نقلاً عن توب نيوز

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   أحسنتِ و أصبتِ
صحيح هناك من يشغلك بالتفاصيل ما يحدث هنا وهناك وتصريح من هنا وهناك ولكن الموضوع هو هذه الحقائق التي ذكرت والمخفي أعظم ، سلمت يداك ، أول إعلامية في بلدنا تقوم بتوصيف الأزمة وبتحليلها بشكل موضوعي وسياسي ، هذا الاعلام الذي نريد
قمر داوود  
  0000-00-00 00:00:00   هنا دمشق
لاشك ان سورية لا تعيد كتابة التاريخ فحسب بل هي تعيد صياغته وتصحيحه وتنقيته من الشوائب التي علقت وتحاول التعلق به وفوق ذاك كما قال ملهمنا وقائد مسيرتنا ""هي لن تسمح لاحد بكتابة ما لم يكتبه التاريخ ..." واضافة لما ذكرته الكاتبة حول استهداف سورية انما ذاك لعنفوانها لكرامتها لقولها " لا" لكل من يحاول المس بسيادتها وقرارها المستقل تستهدف لانها لم تركع يوماً الا لله الذي جعلها كنانته وخيرة البقاع من ارضه لانها الصخرة الصماء التي تكسرت وتتكسر عليها كل الامواج ... كما ان الصمود السوري لم يستند الى الموقف المشرف للثنائي الروسي الصيني فحسب " مع علمنا ان هذا الموقف ليس كرمى لعيون سورية بل لمصالحهما التي تتحق من خلال هذا الصمود المنقطع النظير لسورية " ان الصمود السوري يستند الى هذا الشعب العظيم وتلاحمه مع جيشه وقيادته والتفافه حول قيادته وراس هرمها الدكتور بشار الاسد واكتشاف هذا الثالوث لكل بنود المؤامرة وفك تشفيرها والعمل على احباطها نقول : هنا دمشق هنا سيفشل كل هذا التامر لاننا رضعنا حب الوطن مع حليب الامهات ونحن ان بلغ الفطام منا صبي تخر له الجبابر ساجدينا .. شكراً للكاتبة التي اجادت في الطرح والسرد واالتحليل ونحن بانتظار المزيد
علي العويد  
  0000-00-00 00:00:00   الفجر آت ٍ باذن الله
يقال ان أشد ّ قطع الليل ظلمة هي التي تسبق بزوغ الفجر بقليل ... فجر سوريا قادم انشاء الله وهذه الضريبة الهائلة التي دفعها الشعب السوري من دم ابنائه هي البلسم الحقيقي لتضميد جراح سوريا وانطلاقتها وتسيدها على هرم الكرامة ... شعب سوريا الذي يودع ابناءه بالزغاريد والهتافات ويحتسبهم قرابين لله للذود عن سوريا لن تهزمه خفافيش الليل او عباءات الذل الاعرابية والتبعية والارتهان للغير ... سوريا التي خصها الله وشعبها ما لم يخص سواها من الامصار شعبها يدرك تماما هذه الخصوصية الالهية لها وبالتالي لن تكون إلا كما اراد الله لها
المستجير  
  0000-00-00 00:00:00   الحقيقة
قلم رائع وتحليل صادق هذا ما يدور في فلك الصهيو أمريكي ، علنا نعي حقيقة ما يحاك ضدنا ونعيد النظر في اولوياتنا ، شكرا للاعلامية المتميزة
الدكتور مصعب ديوب  
  0000-00-00 00:00:00   لمسة صائبة
سلط المقال الضوء على حقائق مؤكدة والصراع الدائر في العالم بسبب الغاز ومن لا يريد أن يعي حقيقة مل يدار من أحداث فلا يمكن أن نخرج منها ،
د رياض  
  0000-00-00 00:00:00   إعلام
أريد أن يجيب الإعلامي الشريف رفيق لطف عن سؤالي : إذا كان دول العربان الخونة يحجبون القنوات السورية في بلادهم ، ويسعون الآن لقطع البث التلفزيوني لهذه القنواتت ، هل لاتستطيع الجهات المختصة السورية أن تحجب القنوات المضللة والمتآمرة وشريكة بالدم السوري عن الأثير السوري كما هم يفعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نرجو الإجابة أرجوكم .
حبيب  
  0000-00-00 00:00:00   دقت
حرب. مستمرة و قد فرزت الصديق الحقيقي من المزيف مثل حماس و مقاومة اسلامية تحاول التحالف مع الاخوان المسلمين و مسرحية الخطف برهان على ذلك و علينا الصبر و التضحية و النصر لنا و الانتقام هدفنا
ابو عبدو  
  0000-00-00 00:00:00   *
الله يحمي هل بلد ويحمي قائدو يااااااااااارب
نسرين  
  0000-00-00 00:00:00   *
معركتنا في نهايتها إنشاء الله. ونحن المنتصرون انشاءالله
فادي  
  0000-00-00 00:00:00   *
رح ننتصر باذن الله لان ايمانا بالله قوي ونحنا اصحاب حق
براءه  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz