Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سانشو الآل سعودي و زميله الآل ثاني ..والسقوط على الأرض السورية .. بقلم : نمير سعد
دام برس : دام برس | سانشو الآل سعودي و زميله الآل ثاني ..والسقوط على الأرض السورية .. بقلم : نمير سعد

دام برس

يعلم كل من له باعٌ قصيرٌ أو طويل في مجال الكتابة أنها في لحظةٍ ما تصبح رغبة أو حاجة أو هدف ، و تغدو شبيهةً بعملية رسم لوحة فنية يحرص من يرسمها على أن تكون أخاذة ، و أنا اليوم أدعي أنها باتت بالنسبة لي كذلك ، لكن الواضح الغريب في آنٍ معاً أنني بت شبه عاجز عن رسم لوحتي إن لم تكن ألوانها سورية ، و أبعادها سورية ، و معانيها سورية أصيلة ، قد يسأل البعض و ماذا بعد .. أقول أنها مجرد أحاسيس تعشعش في ثنايا روح كل من يعشق سورية ، وتتراقص في تجاويف قلبه مع كل نبضة ، و تملأ رئتيه مع كل شهيق ، انها السكينة التي تأبى أن تفارقه حين يغفو ، و تندس مختبئةً في إحدى زوايا قبره إن سلم الروح ، و أنا كما أنتم ، تماماً كما أنتم ، كمن أضاع الكثير و فقد الكثير لكنه حافظ على الأغلى و الأثمن و الأبقى و الأسمى ، حافظ على الإنتماء ، و كمن تعلم الكثير و أتقن أكثر من لغة ، لكنه عجز عن فك رموز خيانة الوطن ، و أحرف العمالة ، و شيفرة لغة القتل ، أقول أخيراً لأنها ببساطة ... سورية ... التي إن أنا غادرتها تأبى أن تغادرني .

قد يبدو المقال في بدايته سرداً تاريخياً لمجريات أحداثٍ و حسب ، لكنه حقيقةً يصب في صلب الأزمة السورية و الحرب الكونية و المؤامرة عليها ، أرضاً و شعباً و جيشاً و قيادةً ... . نعلم جميعاً أن ما يعرف قديماً و حديثاً عن الإنسان أنه مخلوقٌ يتطور بتطور عصره ، و يعمل على تسخير كل ما حوله لخدمة مصالحه و أهدافه و رفاهيته في حياته اليومية ، هذا في العموم ، و أما في الخصوص ..فنحن نجد أن مجموعاتٍ بشرية عدة شذت عن هذه القاعدة و أبت إلا أن تراوح مكانها أو تعود قليلاً أو كثيراً إلى الوراء فيما سبق و ذكرنا ، كبعض القبائل التي تسكن أدغال إفريقيا و التي ما زالت تعيش حالةً بدائية تعتمد فيها على الصيد و الرعي . و بالعودة إلى ما يهمنا و بمناسبة الصيد و الرعي نذكر هنا أن رعاة البقر و رغم خلافنا مع إدارات بلادهم المتعاقبة ، لكنهم و الحق يقال باتوا في مقدمة شعوب الأرض تطوراً ، فيما بقي رعاة الإبل و البعير متمسكين بتراثهم الإبلي و سباقات الهجن و رقصات السيوف مع الأسياد ، تلك الرقصات التي بات قادة الغرب يجيدونها أكثر من رقصات السويت و الفالس و التانغو ، لا لأمر إلا لكثرة ما تدربوا عليها خلال تفقدهم لمزارع البعير و الحمير الصحراوية ، هذه المخلوقات التي تتشبه بالبشر و التي تجاوزت المثل الشعبي القائل " الحمار لا يقع في الحفرة مرتين " ، فالتاريخ قد سجل لها سقطاتٍ متتالية في نفس الأفخاخ و الحفر ، حتى باتت سمة السقوط تلازمهم فنالوا بجدارة لقب " الحمير الأكثر سقوطاً في نفس الحفر " ، بدءًا من أفغانستان و ضخ مجاهديهم المعبئين في براميل نفطية ، و المليارات التي تفوح منها روائح النفط و الغاز ، خدمةً للإدارة الصهيوأمريكية ، أو لإرادة الشيطان الذي يسكن أرواحهم ، فقد عملت السعودية و معها باكستان و دول أخرى تحت أمرة الإدارة المخابراتية و العسكرية الأمريكية بتوفير الدعم المادي و قطعان المحاربين الذين عرفوا لاحقاً بالأفغان العرب لمحاربة السوفييت ، تحت شعار الجهاد الأفغاني السعودي الأميركي المشترك ضدها ، ماذا كانت النتيجة في أفغانستان ؟؟ حلت قوات الناتو مكان القوات السوفيتية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، و ها هم جنود الناتو يقومون بما لم يسجل يوماً للجيش السوفييتي من ممارسات يندى لها الجبين ، فهؤلاء قتلوا كثر دون شك و اعتقلوا كثر دون شك ، لكن التاريخ لم يسجل لهم أنهم بالو يوماً على جثث ضحاياهم ، و لم يسجل لهم أنهم أحرقوا قرآناً .

عاد بعير آل سعود وقاموا بممارسة هواية السقوط المتجدد المتكرر ، و تحت نفس الشعارات و الأهداف ، و تنفيذاً لرغبات و أوامر نفس السادة و أولياء الأمر و القابضين على الرقاب ، فولغوا في النزاع الشيشاني الروسي ، و دعموا مقاتلي الشيشان كما في أفغانستان بالمال و السلاح و المجاهدين و الفتاوى اللازمة لتبرير القتل و الخطف و الإغتصاب و طبعاً لتبرير العمليات الجهادية التي كان أشهرها " الجهاد ضد طاقم و مرضى مشفى بلدة بودونوفسكي... ثم الجهاد ضد جمهور مسرح البولشوي ... و الجهاد ضد تلاميذ مدرسة بيسلان الإبتدائية " . و كان أن إنتهى الأمر إلى دمارٍ شبه تام للشيشان و دمارٍ تام للعاصمة غروزني ، و مقتل معظم من هاجر مجاهداً ، و عودة رفاق الجهاد الآخرين ممن لم يلقوا مصرعهم و قد ناؤوا تحت ثقل إعاقاتهم الجسدية و العقلية و الروحية . آل سعود ثارت حميتهم لنصرة أبناء دينهم من الأفغان و الشيشان في الوقت الذي لم يرمش لهم جفن لنصرة من يفترض أنهم اخوتهم في الدين ، و أبناء جلدتهم ، و الناطقين بلغتهم ، و شركاءهم في " حضارة الأجداد " و أولاد عمومتهم من الفلسطينيين الذين لطالما قتلوا و ذبحوا و إغتصبوا و شردوا على أيدي الصهاينة ، يبدو أن الفتاوى الشرعية تفيد ، أو هكذا أريد لها أن تفيد .. بأن الجهاد هناك ضد الروس فرض عين و أن ثوابه الجنة ، و أن الذود عن أطفال و نساء فلسطين رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه ، أو أن ما كان لم يكن سوى دليلاً على أن لا إنتماء لآل سعود و معهم بقية الآلات الصدئة غير إنتمائهم " لآل صهيون " .


أحد أمرين لا ثالث لهما هكذا يعتقد السوريون هذه الأيام ، إما أن نفراً من " المخلوقات " قرر في غفلةٍ من الزمن أن يسجل على إسمه " ماركة مسجلة في دفاتر التاريخ " تفرداً بالإعجاز ، و إعجازاً في قلب موازين العقل و المنطق ، و تغييراً لمفاهيم و أسس و نظريات تكون و نمو و تطور " و تعملق " الشعوب و الدول ، بقدراتها و إمكاناتها و قوتها و سطوتها ، و تأثيرها في الحضارة و الإنسان ... ، و إما أن العقل نفسه قرر أن يستقيل أو يغتال نفسه منتحراً على الطريقة الغليونية ، و يلحق بالمنطق الذي إعتزل العمل و إعتكف في عرزاله بعد أن رمى جميع نظرياته في بئر نفطٍ آل سعودية أو حقل غازٍ حمدي ... و أشعله .


الأمر ببساطة يتعلق بحالة إدمان البعير و الحمير لعادة الوقوع في الحفر ، فنحن نراهم اليوم و قد وقعوا في الفخ الصهيوني الأمريكي مجدداً ، و نحن نراهم اليوم كالسحالي التائهة على رمال الصحراء ، فلا هي تعرف طريق العودة إلى جحورها ، و لا هي تعلم نهاية طريق الألغام التي سلكت بعض تورطها على الأرض السورية و مع الشعب السوري و الجيش السوري .
ذكرتنا مواقف حمد و نسخه الأعرابية سيما البدينة منها بالرواية العالمية للأديب الإسباني ميخيل دي سرفانتس " دون كيشوت " ، و نحن لن نشوه الشخصية الرئيسية في الرواية بتشبيهها بحمد أو أبو متعب ، لأنها كانت شخصية تحمل في طياتها جوانب إيجابية و دوافع إنسانية أوصلتها حسب الرواية إلى هجرة الواقع و اللجوء إلى عالم الأحلام و الأوهام .
لكن دون كيشوت العصر الحالي " و بعيداً عن نبل الأهداف و صدق النوايا " يمكن له أن يكون أوباما فهو شكلاً يشبه دون كيشوت ، أو برنارد هنري ليفي، وشتان بين أهداف و نوايا دون كيشوت في الرواية و بين نوايا دونكيشوتات الربيع العربي ، و أما ما هو مشترك حقاً فهو الأحلام المجنونة و السباحة في محيط الأوهام و إدعاء تحقيق انتصاراتٍ فراغية هوائية و غير مرئية و لا ملموسة و لا محسوسة إلا لمن يدعيها أو هي في الزمن الحاضر و أفضل أحوالها وقتية و ظرفية و آنية ، و إن كان هذا هو منطلقنا في التشبيه أو الإسقاط فسيكون شرفاً لحمد و أمثاله شكلاً و مضموناً من فصيلة العظاءات و السحالي التي تتخفى بالعباءات ، أن ينال احدهم أو جميعهم لقب سانشو بانزا " التابع الساذج الذي لحق بدون كيشوت الربيع العربي تبعيةً عمياء و كان أداته الطيعة و درعة الصدئ و رمحه المعوج و سيفه المتآكل ، و كان أن تميز في هذا الشأن أبومتعب الآل سعودي و حمد الآل ثاني . بعد بضع مئاتٍ من السنين على ولادة تلك الرواية يمكننا أن ندعي اليوم ولادة نسخٍ دون كيشوتية غربية ، و سانشواتٍ بدوية أعرابية وجدت لها مكاناً في عفن تربة الربيع العربي و عفن بعض العقول العربية ، رواية الحاضر تتميز بغباءٍ مستفحل لأبطالها ، فسانشو ... التابع الحمدي البدين زاد انتفاخه بعد إبتلاعه للوجبات الدونكيشوتية الجاهزة و المغشوشة ، و شربه جميع عقاقير أحلام اليقظة و الهلوسة التي قدمها له سيده الفارس الفريد ، نرى أمره يستفحل بالوصول إلى حلم التربع على عرش المنطقة بأكملها ، و نراه بحكم غبائه و تجاهله لمصطلحاتٍ أساسية كالأحجام و المقدرة و الممكن و المستحيل ، وبعد أن وقع كالحمار في فخ سراب دون كيشوته و أوهامه و أحلامه ، نراه يخوض المعارك الخاسرة ذاتها متماهياً مع غباء سيده و معارك سيده و خسائر سيده ، و كانت حكاية زميله الآل سعودي نسخةً طبق الأصل في التبعية و الولاء و الوهم و الخسائر و خيبات الأمل و السقوط .

و أما عن روسيا و بملاحظة نقاط التلاقي العديدة جداً بينها و بين سوريا و المصالح المشتركة ، نجد أن كلا الدولتين عانتا من الإرهاب الآل سعودي الأسود و جهاديي آل سعود الوهابيين
حتى أن الروس قالوها صراحةً على لسان وزوير الدفاع الروسي منذ أشهر عديدة .. أن روسيا لم و لن تنسى اغتيالات الإخوان المسلمين للخبراء الروس في سوريا في ثمانينات القرن الماضي . و نحن لن نخوض في الموقف الروسي و أسبابه ، و لا في المصالح الروسية و القراءة الروسية لمجريات الأحداث و فهمها الواضح للمخططات التي رسمت للمنطقة ، هذه المخططات التي لم يبقى سوى سوريا حجر عثرة دون إتمامها ، فهكذا موضوع يحتاج أن نفرد له مقالاً خاصاً إن لم يكن مقالات ، لكنني أردت فقط أن أقول لكل مشكك أو متخوف أو متوجس من ثبات الموقف الروسي ، أن التاريخ يشهد على أن الروس مدرسة عريقة في السياسة ، و أن أساتذة تلك المدرسة يعوون أن الحفاظ على سورية قوية مستقلة موحدة و صديقة و حليفة لروسيا هي من أولويات المناهج الدراسية السياسية لديهم ، و حالهم ينطبق في زمننا الحاضر على العملاق الصيني ، و كل متتبع لتصريحات مسؤولي البلدين يقرأ بوضوح مفردات هذه الحقيقة .


و بالعودة للأعراب .. ...فهم هذه المرة سقطوا في فخ الصراع مع سورية و الشعب السوري و الجيش السوري الذي أذهل العالم بثباته و صموده في تصديه لهذه الحرب الكونية المجنونة ، حساباتهم كانت خاطئة ، و اخطاؤهم قاتلة ، هم بدؤوا مغامرتهم الحمقاء ضد سورية غافلين عن حقيقة أن الشعب السوري ليس أفغانياً أو شيشانياً " دون الإنتقاص من قدر هذين الشعبين " لكن الماضي و الحاضر و المستقبل هم الشهود على حقيقة تقول ... لن يكون في سورية مكانٌ لأي ملا قندهاري أو شامل باساييف شيشاني ، سيكون التاريخ شاهداً و سيسجل في دفاتره أن السوريون أحيوا زمن المعجزات ، و أنهم فقأوا أعين السانشو القطري و زميله السعودي على حقيقة أنهم مجرد فقاعاتٍ صابونية هوائية ، أو بالونات بهرجة تنفخ و تعلق لزوم الديكور الدونكيشوتي ، لا تلبث بعد حين أن تذبل و تذوي و يكون مكانها سلال القمامة ، سيسجل التاريخ أن بعض السانشوات الأعرابية إنتحرت على الارض السورية ، و سيسجل التاريخ بكل تأكيد أنه و على الأرض السورية تم تطبيق المثل الشعبي الشهير القائل " السقطة التي قصمت ظهر البعير " .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   حقائق غائبة
ان الفكر الوهابي المسيطر على دول الخليج قائم على الفكر التكفيري حيث اباحة دم كل من يختلفون معهم ويشهد التاريخ ان هذا الفكر قد دمر الحضارات حتى ان قبور الصحابة لم تسلم من فكرهم الترهيبي حيث قاموا بهدم قبور الصحابة وبيت الرسول الأعظم ، يدعون الحضارة لكنهم لا يسمحون للنساء بقيادة السيارات يتعاطون المنكرات وطبق عليهم قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " صدق الله العظيم ، ان الاسلام الحقيقي هو اسلامنا نحن في بلاد الشام اسلام التسامح والفكر المحمدي وتبقى الهمجية شعاركم انتم من ابتدعتم سياسية التقطيع والذبح والتكفير ارجعوا الى تاريخكم ياآل سعود لأن نشأتكم مشبوهة وفكركم تلمودي .
أبو عمر  
  0000-00-00 00:00:00   سانشو الال سعودي وزميله
كلام فارغ فانظروا على الارض لقد جعلنا من الافغان ارقى من شعبكم ويخجل العشماوي امام حضارة سواطير السورية الذي تذبح وتقطع الجثث وما ستفعلونه ببعضكم بعضا اكثر وحشية مما يحدث حاليا انكم جاهزون للعودة الى الجاهلية وما قبلها وسنكون نحن في الجزيرة العربية المنارة لاجيالكم القادمة ...او ما يتبقى منكم
قطري  
  0000-00-00 00:00:00   خاب رهانكم يا آل تعوس وآل فاني
انتبهوا يا دونكيشوتات الغرب والعربان ..... إنها سوريا الأسد ومن أرادها بسوء قصمه الله ولا يبالي .... خطر الموت ..... وعاشت سوريا الأسد
سوري أسدي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz