دام برس

نحن في زمن قُلبت به المفاهيم فالإرهابي أصبح ثائراً، والمتطرف أصبح داعياً، والمسلح أصبح مسالم، والقاتل أصبح رسول سلام، نحن في زمن أصبح الظلم عدل، والفساد قانون، والتحايل شطارة.
أنا من مدينة حمص ..حمص الجريحة ...هاجرتها إلى حلب لأن نار الإرهاب أحرقت شوارعها ومساكنها أحرقت ليلها ونهارها....لكنها لن تحرق مستقبلها.
في كل مساء أجلس مع أصدقائي لتناقش في أمور بلدنا، فتختلف الآراء...منهم من يقول أن على الدولة الضرب بكل قوة وسحق الإرهابين والمجرمين والمتآمرين ومن لف لفيفهم، وآخر يقول أن علينا استخدام القوة بشكل معتدل كي لا يموت أبرياء، وآخر يؤكد على أن عملية مكافحة الإرهاب يجب أن تترافق مع عملية الإصلاح مستشهداً بكلام السيد الرئيس، وأنا من أنصار القول الأخير لأن الفساد والظلم الاجتماعي والاقتصادي شكل البوابة التي دخلت منها المؤامرة إلى بلدنا الحبيب، وإن أردتم التأكد من كلامي فسألوا أهل حمص الذين عانوا من الإرهاب ومن الفساد...ومن أجل ذلك سأورد مثالين يوضحان ما أقصد.
سيطر عدد من الإرهابيون (منهم من هو سوري ومنهم غير ذلك) على عدد من أحياء حمص ليطلقوا قذائف الهاون من حي إلى آخر، كما جالوا بأسلحتهم الرشاشة أحياء حمص وأطلقوا النار على بيوتها ومحالها التجارية واتهموا الجيش بذلك.
قتلوا وخطفوا الكثير من أبناء حمص...إلى أن تدخل جيشنا البطل وقام بعمليات نوعية ودقيقة استهدف بها الإرهابيين فقط وأؤكد الإرهابيين فقط...فهو لم يصب مدنياً بحجة الإرهابين، قدم رجالنا أرواحهم ودمائهم ليعود الآمان والكرامة والحرية لسكان مدينة حمص... كما لكل المدن السورية.
أما فيما يخص عملية الإصلاح...فالغريب أن بعض مسؤولينا لا يزالون يتصرفون بطريقة غير مسؤولة باتجاه المواطنين...يسلكون درباً معاكساً لدرب الإصلاح
فما ذنب الناجحين في مسابقة المعيدين في جامعة حلب بأن تُبدل شروط الإعلان الأساسي ليصبح عدد كبير منهم راسب...
فبعد عام كامل من تقديم الأوراق وخوض الفحص الكتابي والفحص الشفهي...ومن ثم ظهور قوائم النجاح موقعة من وزير التعليم العالي...يُفاجئ الطلاب بقرار رقمه (231) ينص على إلغاء علامة الفحص الكتابي وإعادة التفاضل بين المتقدمين على أسس مغايرة للإعلان الأصلي.
زرع هذا القرار اليأس والحزن والقرف في نفوس الطلاب ...حصد أملهم في التعين والجميع يتسأل عن سر هذا القرار.
فإن كان هناك فساد في المسابقة فلماذا لا تعالج الوزارة بدقة حالات الفساد دون أن تضر بأصحاب الحق...؟ لمَ لا تشهّر بالفاسد.. بالمخطئ..؟ ومن ثم أين مبدأ الشفافية أين العدل والإنصاف ....لمصلحة من هذا القرار الذي سيجعل عدد كبير من الطلاب الناجحين راسبين.
أخيراً يجب أن نثق بالمستقبل لأننا نحن من نصنعه....فبئس قوم يتركون للآخرين صناعة مستقبلهم.
أحمد