دام برس :

شأنه شأن كل التنظيمات السرية تختفي زمناً وتعود في آخر، ينحو تنظيم الإخوان المسلمين العالمي مسيرة الماسونية العالمية في أسلوب عملها وظهورها وتخفيها. فشل ذلك التنظيم في سوريا في ثمانينيات القرن الماضي على الأرض السورية، ثم عاد وفشل خلال الأحداث السورية الحالية، فضلاً عن سقوطه في مصر مع سقوط مرسي ووصل العسكر إلى سدة الحكم، لم يبقى سوى دولتين تشكلان حاضناً لهذا التنظيم هما "تركيا وقطر". وبما أن عضلة الاعتدال هي أكثر ما يؤرق الأمريكي، ويمنعه عن السير قدماً في برامج تدريبه وتسليحه للجماعات المسلحة، عاد الإخوان المسلمون للظهور مجدداً لاستغلال ثغرة الاعتدال، من أكثر من هؤلاء ادعاءً للاعتدال من خلال ملابسهم الغربية وذقونهم المشذبة!؟. لقد دعا ما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى مقاومة ما سماها التدخلات الدولية في العالم العربي والإسلامي، ولا سيما في القضية السورية.

بدروها، أعلنت حركة الإخوان المسلمين "الجهاد" ضد الروس. ورأت أن القتال إلى جانب المعارضة السورية فرض عين على كل مسلم قادر على حمل السلاح، ووصفت المشاركة الروسية بالاحتلال، بدوره دان الشيخ يوسف القرضاوي التدخل الروسي، وقال إنه يأتي لدعم محور موسكو إيران سوريا حزب الله. دعوة الإخوانيين تلك هي بمثابة تمهيد لإعادة تواجدهم على الساحة السورية، يتقاطع ذلك مع المعلومات التي أُعلنت حول وجود اتفاق أمريكي ـ تركي يقضي بأن تقوم أنقرة باختيار "المعتدلين" وتشكيل ميليشيا موحدة تكون مضمونة الولاء ويمكن السيطرة عليها، ومن المعلوم أن أنقرة يحكمها الإخوان المسلمون عبر حزب العدالة والتنمية، بالتالي فإن مبادرة الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين تناسب هذا الاتفاق، بحيث يكون الإخوانيون هم نواة تلك الميليشيا الجديدة التي ستقوم تركيا بتشكيلها بإشراف ودعم أمريكي تحت الشعار المحبب لواشنطن ألا وهو "الاعتدال". الجدير بالذكر أن يوسف القرضاوي كان قد دعا في أحد خطبه القديمة خلال الأزمة السورية، الولايات المتحدة من أجل أن تقف وقفةً لله ودعم الشعب السوري! لكنه الآن يبكي بسبب التدخل الروسي ويعتبره قوةً لدعم المحور السوري ـ الإيراني! فتأملوا.

عربي برس - علي مخلوف