Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
موسكو لن تسقط .. والحل السوري على سكة دمشقية

دام برس :

لا تحلق الطائرات الروسية فوق السماء السورية لالتقاط الصور التذكارية، ولا تضع موسكو في حساباتها في التدخل ضد الإرهاب في سوريا أن دولاً على رأسها أمريكا ستسارع لعرض تنازلات أو الذهاب إلى المزيد من الضغوط في الملف الأوكراني مقابل وقف العمليات الجوية الروسية في سوريا، ولا يمكن إغفال آخر صحات السياسية الإسرائيلية التي تعتبر العمليات الجوية الروسية رسمت حدودا مشتركة بين روسيا والأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، فنتياهو يعرف تماماً، أن التحرش بالقوات الروسية في سوريا سيعني حربا حماقة لن تتحمل عواقبها تل أبيب ولا الكيان الإسرائيلي، ولا يغيب عن بال قادة الكيان إنه في الوقت الذي يصف حلفاء الكيان حزب الله بالمنظمة الإرهابية، فإن موسكو تراه شريكا في محاربة الإرهاب،   وبسماع التخبط الأوروبي حيال الضربات الروسية ضد الإرهاب في سوريا يفهم ما الذي كان موسكو تخطط له خلال الأشهر الماضية التي حضرت من خلالها مع الحكومة الروسية لتوجيه هذه الضربات، ويشير في هذا السياق أحد الشخصيات المعارضة التي زارت موسكو مؤخراً أن الحديث ضمن أروقة مجلس الدوما الروسي كانت تركز على إعادة الوضع في سوريا من خلال المشاركة في الحرب على الإرهاب، وقد يمتد الأمر إلى الأراضي العراقية، فالتجربة الليبية بالنسبة للروس مرفوضة، خاصة وإن خروج الدول النفطية كليبيا واليمن وسوريا من حسابات السوق العالمية أعطت الهامش للسعوديين للمقامرة بأسعار النفط، من خلال طرح كميات النفط المسروقة من هذه الدول في السوق العالمية عبر دول مثل تركيا والسعودية وقطر، بطريقة تشرعن نهب مقدرات الشعوب.

في عمان يسمع صدى الغارات الجوية من خلال عمليات الفرار الجماعي لعناصر جبهة النصرة إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى أوروبا، والأمر ذاته يقرأ في التقارير الإعلامية التركية عن عناصر داعش، والموصل العراقية إضافة إلى الدول الأوروبية ضمن قوافل المهاجرين، وجهة قيادات من "الوزن الثقيل" في صفوف تنظيم داعش، وهو الأمر الذي تؤكد المصادر الخاصة بموقع عربي برس، والتي اشارت إلى أن تنظيم داعش بدل مواقع مقراته الأساسية، وعمد إلى حفر جحور تحت الأرض في محيط مدينتي دير الزور والرقة ليصار إلى تحويلها إلى مقرات ميدانية للتنظيم، مع نشر مضادات أرضية في الأحياء السكنية، إلا أن الطيران الحربي الروسي يركز على الجبهة الشمالية، حيث معركة الفصل والمصير لكل مجريات الميدان السوري، فاستعادة السيطرة على سهل الغاب تمهد للسيطرة على جسر الشغور التي ستكون بوابة استعادة الشمال بشكل كامل، ما يعني كسر ظهر التنظيمات الإرهابية بشكل كامل في الأراضي السورية، وعلى كل ذلك سيكون حجم العمل السياسي في أسهل، فالهدف الاستراتيجي من العمليات الجوية الروسية في سوريا، هو خلق المناخ الأمني المناسب لإطلاق المسار السياسي بشكل صحيح، وهذا يعني إن موسكو تجر العالم من معصميه نحو حل الملف السوري.

وإن كانت عمان الأردنية قد شهدت اجتماعاً مخابراتيا لكل من المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والتركية والسعودية والقطرية إضافة إلى الأردنية، لبحث ما أسمي "وقف التمدد الروسي في المنطقة"، فإن ذلك يعني أن التصعيد الأخير في الشرق السوري لم يأتي من فراغ، وإنما أعطي تنظيم داعش الأمر المباشر للتوجه نحو ضرب مطار دير الزور العسكري، أو التمدد في أحياء دير الزور، بما قد يقلل من أهمية الضربات الروسية إعلامياً، إلا أن رد القوات السورية كان مباشراً، إذ بدلت القوات وضعيتها من الدفاع إلى الهجوم لتسيطر على كتل مباني في محور حي الحويقة، الذي هاجمه التنظيم يوم أمس بمفخخة ومن بعدها مجموعات من الانغماسيين الذين سقط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح.

كما إن رفع الأمم المتحدة يدها عن اتفاق "الزبداني – كفريا والفوعة" يمهد لإسقاط اتفاق الهدنة الساري حالياً، ولعل الميليشيات المنضوية تحت مسمى جيش الفتح ستقوم بمهاجمة قريتي كفريا والفوعة خلال المرحلة القادمة على أن تستبدل شعار الهجوم ليكون ردا على الضربات الروسية بدلا من نصرة الزبداني، ناهيك عن إن ميليشيا جيش الإسلام ورطت من قبل مشغليها في معركة في المناطق الجبلية الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لدمشق، كما إن الغوطة نفسها تعاني من اضطربات أمنية بين صفوف الميليشيات، تعكس واقع حرب الاغتيالات التي تشهدها مناطق ريف حمص، وفي حمص ثمة حديث عن إتمام مصالحة حي الوعر التي بدأت تتسارع وتيرتها مع بدء الضربات الروسية، وبحسب مصدر مطلع على مسير المفاوضات فإن الميليشيات المسلحة الموجودة في الحي طرحت مسألة خروجها إلى منطقة "الدار الكبيرة" في استنساخ لاتفاق أحياء حمص القديمة.

كل معطيات الميدان السوري تشير إلى أن الذهاب نحو قرار التدخل المباشر ضد الإرهاب من قبل المقاتلات الروسية، لدعم القوات السورية بالانتقال من استراتيجية الدفاع عن المدن الكبرى والطرق الرئيسية، إلى الهجوم في المرحلة القادمة، فموسكو التي تنسق مع الجيش السوري وتحصل منه على المعلومات الاستخبارية لتقاطعها مع ماتحصل عليه بفضل أجهزة الرصد والاستطلاع المتطورة لديها، ومن ثم تنفذ ضرباتها الدقيقة، تؤمن أن الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الإرهاب على الأرض السورية، وهذا ما سيخلق معادلة جديدة لطرح المبادرة السياسية مرة أخرى، تتمثل أولاً بتجريد أعداء سوريا من الإرهاب ما سيضعف قدرتهم على المرواغة السياسية، والسؤال عن السبب الذي يدفع الأمريكيين إلى التزام الهدوء والاكتفاء بالتصريحات الإعلامية التي لا تعيرها القيادة الروسية بالاً، هو أن التورط بمواجهة مباشرة مع موسكو، ستعني حرباً عالمياً لن يكون الكيان الإسرائيلي بمأمن من الزوال في حال وقعت، فكل تقديرات المواجهة في واشنطن وتل أبيب تشير إلى سيل صاروخي من سوريا يقدر بـ 1500 صاروخ مختلفة المدى خلال الساعة الأولى، كما إن الحديث عن صد التقدم البري، يعتبره محللو الاستراتيجية في الإعلام الإسرائيلي يبدأ من بعد مرتفعات الجليل، لإيمانهم المطلق أن كتائب حزب الله ستتمكن من السيطرة على شمال فلسطين بشكل كامل خلال فترة قصيرة، وهذا ما يجبر واشنطن على التروي في بحث خياراتها في مواجهة التمدد الروسي نحو المياه الدافئة، فحدود الأمن القومي الروسي تبدأ من أقصى الجنوب السوري، ووحدة سوريا وسلامة أراضيها، والحفاظ على شكل المنطقة يعني إن الحفاظ على الاتحاد الروسي ككل، فالمعركة ضد الإرهاب في سوريا بالنسبة للروس أشبه بمعركة ستالين غراد التي حفظت موسكو من الاحتلال النازي، لكن هذه المعركة برغم إنها أكبر، وأكثر استراتيجية وفق قواعد الاشتباك السياسي والعسكرية على المستوى الدولي، أفضت إلى تقدم روسي سريع في السياسة العالمية، وارتياح سوري أكبر خلال مرحلة قياسية.

وإذا ما تم الأمر، وحسم ملف الوجود المسلح في سوريا، فإن ذلك يعني إن أي اتفاق سياسي في سوريا سيكون مبنياً على وجهة نظر دمشق في الحل، والميليشيات السياسية المتخندقة في فنادق العالم، ستكون فاقدة للقدرة على المناورة خاصة وإن الخيوط التي تحركها بدأت تتقطع، فمن لم يستطع أخذ ما يريده في الميدان لن يقوى على فرض شروطه على طاولة الحوار، ومن المفيد فهم إن موسكو3، أو جنيف 3 لن يكون إلا وفق ما يقرره السوريين، وفي هذا السياق، تشير شخصية معارضة أن أسماء من الذين شاركوا في استانة1، رفضت من قبل الخارجية الكازاخستانية بأن تكون حاضرة في استانة2، لأنها رفضت تمرير بنودا في البيان الختامي لإسرائيل مصلحة بها، وتؤكد هذه الشخصية إن اﻷصبع الأمريكي والإسرائيلي كان واضحا في استانة1، وسيكون حاضرا في استانة2 بدليل رفض مشاركة هذه الشخصيات، كما إن المعارضات في الداخل والخارج بدأت تصعد من تحركاتها لإيجاد مخرج للحل السياسي من خلال مبادرة تضمن وجودهم ولو كطابور خامس في جسد الدولة السورية قبل أن يحسم ملف الإرهاب، ليكونوا شركاء في ناتج عمل التحالف الجديد ضد الإرهاب، إلا أن دمشق تعرف تماماً أن محركي هؤلاء لا يبحثون أصلا عن حل، لذا تمضي في معركتها المشتركة مع حلفاءها ضد الميليشيات المسلحة بارتياح لمسار الحل السياسي، فحين يوضع على السكة، ستكون هذه السكة دمشقية بامتياز.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

روسيا   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz