دام برس :

تمكّن حزب الله يوم أمس من صد هجومٍ مباغت قام به تنظيم “داعش” الارهابي صوب مواقع المقاومة في أعالي جرود رأس بعلبك وصولاً إلى جرود القاع.

“داعش” الذي تحرّك إستباقياً قبيل بدء المعركة الفعلية بينه وبين المقاومة في جرود القلمون الشمالية الغربية وجرود عرسال الشمالية التي تعتبر ملاذات ومعاقل له، حاول أمس مباغتة المقاومة عبر شن هجمات نحو مواقع عسكرية ونقاط رصدٍ متقدّمة بهدف إرباكه وتشتيته.

وترى مصادر خبيرة في الميدان العسكري بالقلمون لـ “الحدث نيوز”، ان أحد أسباب قيام “داعش” بهذا الفعل، هو “إستشعاره الخطر من الحزب في الجانب الشمالي من القلمون وعرسال حيث حاول فتح ثغرة تُنفّس عنه الضغط العسكري ويتمكّن خلالها من تحسين مواقعه في الجرود الشمالية على إعتبار ان أنظار حزب الله ستتوجّه إلى رأس بعلبك”.

وتعتقد في سياق قراءتها لما حصل، ان “هدف داعش لم يكن مهاجمة المواقع فقط، بل السيطرة عليها لتكون خاصرة في شوكة حزب الله، خاصة تلة المذبحة الواقعة بين جنوب جرود جوسية وترتبط مع جرود القاع – راس بعلبك، التي تُشكل قاعدة متقدمة لتأمين خط القصير – بعلبك العسكري، وهي مشرفة على الجرود التي يتحرّك فيها عناصر داعش بالاضافة إلى تل الزويتينة وجب الجراد والواقعة في أقصى الشمالي الشرقي من جرود راس بعلبك وتبعد عن البلدة نحو 15 كلم، وعن عرسال نحو 29 كلم”.

ومن وجهة نظر عسكرية، فإن “داعش” لو نجح بالسيطرة على هذه المواقع، كان ليضيّق الخناق على حزب الله ويحوّل معركته من داخل جرود عرسال وجرود القلمون، إلى داخل جرود بعلبك، وكان سيسمح ذلك للتنظيم بزيادة نشاطه ومحاولته التمدّد نحو الجرود السفلى الداخلية الواقعة على تماسٍ مع القرى، وذلك يظهر من حجم الهجوم الذي قاده سعوديون بمشاركة المئات من المقاتلين الذي إندفعوا بشكلٍ واحد صوب المواقع”.

حزب الله بدوره كان قد إستبق الامور قبل مدة وعمل على تأمين محيط مواقعه بسلسلة تشريكات عبارة عن عبوات ناسفة ذات عصفي دائري، وقع فيها المتسلّلون حيث ادى ذلك إلى إعطاب العديد منهم والحد من تسلّل آخرين رأوا ما حلّ برفاقهم. عبوات المقاومة فضلاً عن الاستهدافات النارية البعيدة التي حصلت نحو جرود النعيمات وداخل جرود عرسال، كان لها أثر بالغ في وقف الهجوم بالاضافة إلى عملية الالتحام المباشر والتصدي للمهاجمين على بعد أمتار من المواقع.

وفي سياق عملية الهجوم، فقد علمت “الحدث نيوز” من مصادر حزب الله، ان “تقدم إرهابيي داعش بدأ من الجرود الشمالية الشرقية لعرسال إنطلاقاً من داخل وادي ميرا الذي يعتبر الخزان الرافد لارهابيي التنظيم عبر سيارات رباعية الدفع، وجرى التقدم تحت جناح الليل من هناك نحو جرود راس بعلبك وصولاً للمواقع المشار إليها أعلاه عبر المشاة”. وتتابع المصادر، ان عبور الارهابيين تم تأمينه عبر تلة “حقاب الكاف” التي قامت راجمات المقاومة بإستهدافها طوال نهار المعارك، وهي تلّة تربط جرود عرسال بجرود رأس بعلبك الشمالية الشرقية فجرود الجراجير شمال غرب القلمون، حتى جرود قارة في شرقي القلمون.

وفي حصيلة العمليات العسكرية، فإنها دارت لنحو 12 ساعة بدءً من ساعات الفجر الاولى قدّمت خلالها المقاومة 9 شهداء، 4 منهم من بلدة “الكواخ” البقاعية في عملية صد الهجوم بالاضافة لتمكنها من إعطاب وإحراق 6 آليات رباعية الدفع تحمل رشاشات عيار 23 ملم، مع قتل نحو 50 إرهابياً من التنظيم تمكن مقاتلوها من سحب جثث 14 قتيلاً منهم بينهم سعودي يدعى “أبو الوليد” وهو القائد الميداني للهجوم، بحسب مصادر المقاومة.

الحدث نيوز