دام برس :

منذ نحو شهرين، يحاصر تنظيم داعش مدينة عين العرب الحدودية شمالي سوريا، يعيش الآن 4 آلاف شخص فقط في مناطق آمنة نسبيا بالمدينة، بينما يعيش 5 آلاف آخرين في قرية "تل سير" وهي قرية تقع شرق عين العرب في المنطقة ما بين السلك الشائك على الحدود التركية وخط السكك الحديدية.

وحينما بدأ هجوم مسلحي تنظيم داعش، حمل المدنيون ما يستطيعون حمله من أمتعتهم، وانتقلوا إلى هذه المنطقة.

ولا يزال بالمدينة عائلات كاملة، لكن العديد من العائلات توجهت إلى مدينة "سروج" على الجانب التركي من الحدود.

وتعد وسيلة الاتصال الوحيدة بين عين العرب وسروج هي الهاتف المحمول.

ويخشى الأشخاص في المدينتين على بعضهم البعض، فبينما يشكل المدنيون في عين العرب جزءا من القتال ضد تنظيم داعش، فإن أقاربهم في سروج يحاولون النجاة بأنفسهم كلاجئين.

الجزء الشرقي من عين العرب مدمرا تماما، بسبب الاشتباكات العنيفة وقذائف الهاون، ومحاولات الهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيم داعش بسيارات محملة بالمتفجرات، وكذلك بسبب القصف الجوي الذي تشنه قوات التحالف الدولي على التنظيم وقبل الحرب الدائرة حاليا، كان الجزء الشرقي من المدينة هو الأوفر حظا.

أما الأحياء الجنوبية من عين العرب، وعلى الرغم من أنها ليست مدمرة بدرجة كبيرة مثل الأحياء الشرقية، فهي مدمرة أيضا وتتواصل حرب الشوارع في هذه الأجزاء من المدينة، ولم يعد بها أي منزل عليه أبواب.

وأصبحت كل منازل المدينة بها جدران مهدمة ومفتوحة، ومن الممكن أن يتنقل الشخص من منزل إلى آخر عبر هذه الفتحات، بل يتنقل أيضا إلى شوارع المدينة المختلفة وفي كل شارع ستجد عربات منقلبة، وبها آثار لطلقات رصاص.

وأغلب المدنيين الباقين هنا من كبار السن، والنساء بصحبة أطفالهن الصغار، وعلى الرغم من أنهم غير مسموح لهم بالذهاب إلى خط المواجهة والاشتراك في القتال، فإن بعضهم يتحدى ذلك الحظر.

ولا يغادر المدنيون منازلهم أثناء الليل إلا في الحالات الطارئة، فإذا مرض شخص ما فإنهم يطلبون السلطات المحلية عبر الهاتف، فتصلهم سيارة مع اثنين من مقاتلي وحدة الدفاع الشعبي، وتنقل ذلك الشخص إلى الوجهة التي يريدها.

حينما يكون هناك هجوم بقذائف الهاون من جانب تنظيم داعش، أو أي تهديد مماثل، تعلن حالة الطوارئ لوقت قصير، ويقود مقاتلو وحدة الدفاع الشعبي المواطنين إلى مكان آخر ويجدون لهم مساكن بديلة.

ولا يزال عدد قليل للغاية من الأشخاص يقيمون في منازلهم الأصلية، وحين الضرورة تفتح أبواب البيوت الخالية، ليتم تسكين الأشخاص المحتاجين فيها.

ويستطيع هؤلاء المدنيون تقديم مساعدات تطوعية خلف جبهة القتال، حيث يقومون بإصلاح السيارات والأسلحة ومولدات الطاقة، في المدينة التي تعاني الحرمان من الكهرباء منذ نحو 18 شهرا.

كما يساعدون الأطباء في إسعاف الجرحى، وينقلون الأسلحة والذخيرة إلى خطوط القتال، ويطهون الأطعمة ويصلحون ملابس المقاتلين.

يدفن الموتى في مقابر جديدة في كوباني لأن المقابر القديمة دخلت ضمن ساحة القتال.

ودمرت المستشفيات الثلاثة الموجودة في عين العرب بسبب القصف، ويعمل الأطباء في مبان من غرفتين.