دام برس :
بعد أيامٍ على هجوم “داعش” المنظم على مطار الـ “تي 4″ العسكري في ريف حمص الشرقي بالقرب من تدمر، تتكشف بعضاً من تفاصيل ما حصل وتكشف معها إقتراب التنظيم من المطار الذي بات ضمن أهداف جماعة “البغدادي” الذي كاد ان يخترقه لولا تنبه وحدة الحماية فيه.
لا شك بأن محاولة التنظيم السيطرة على المطار، تكشف خفايا مهمة حول أهدافه العسكرية التي ينتقيها بعناية، يمهد لها، لا بل يضع السيناريوهات الافتراضية لاي تقدم عسكري يمكن ان يقوم به، ما يكشف عن حجم الادمغة العسكرية العاملة في التنظيم. على الرغم من تكرار نفس سيناريو الغزوات والهجمات على المواقع الكبرى، إلى ان هذا السيناريو يكاد ينجح في كل مرة، اما عوامل إفشاله تعتمد ليس فقط على القوة النارية او الثبات، بل على اليقظة والتنبه.
هاجم عناصر “داعش” المطار الذي يعرف ايضاً بمطار الشهيد “عمر اياس” عبر إنتحاري يقود عربه مفخخة إنفجرت على مقربة من إحدى نقاط الحماية في قرية حنورة التي تبعد مسافة 14 كلم عن قلب المطار ومدارجه بعد ان رصدها الجنود وقاموا بإستهدافها ما ادى لانفجارها اعقب ذلك معارك محدودة في نقطة الهجوم الفاشل.
المطار الذي يعتبر القاعدة الاساسية لاستهداف تجمعات “داعش” في دير الزور والرقة كما تجمعات المسلحين في حمص وإدلب وحماة وغيرها، تهدف السيطرة لتقويض حركة سلاح الجو الذي يعتبر احد أعمدة القتال في الجيش السوري وأحد اسباب عوامل الانتصار في المعارك. المطار الذي يبعد عن حقل الشاعر مسافة 30 كلم، الحقل الذي يتعرض بدوره لهجوم ادى لسيطرة “داعش” على ثلاث آبار ومقر شركة وتل هام، إستشعر اول خطر قبل يومين عبر الهجوم المتقدم بعربة إنتحارية كادت لو نجحت ان تمزق جدران الحماية وتؤدي إلى تسرب مقاتلي “داعش” إلى داخل المنطقة الحمراء التي تبعد 14 كلم وبالتالي نقلهم المعركة إلى هذه المنطقة وتهديد المطار جدياً، وبالتالي إخراج المطار من العمل اي توجيه ضربة قوية لسلاح الجو السوري، هذا اولاً، اما ثانية تحويل القاعدة العسكرية إلى منطقة قتال، وما يترتب على هذه الحالة من تصرفٍ خاصة.
لا شك ان التهديد ما زال موجوداً بعد وصول “داعش” إلى هذه المنطقة، على الرغم من تقدم الجيش بعملية عسكرية وتمكنه من إرجاع “داعش” إلى مسافة 18 كلم تقريباً عن المطار، لكن بالمعنى العسكري، فالقاعدة الجوية باتت ضمن دائرة التهديد خصوصاً مع نية “داعش” الاستمرار بمشروعه الرامي للسيطرة على المطار.
في هذا السياق، ينفي مصدر عسكري ما تم تداوله عن سيطرة “داعش” على أحد المداخل الرئيسية الواقع في الجهة الشمالية، قائلاً في حديث لـ “الحدث نيوز”، ان “وحدة الدفاع الجوي في الجيش السوري والمرابضة على تخوم المطار والمولجة حمايته إستطاعت إرجاع الإرهابيين ونجحوا بالتقدم وتثبيت النقاط في قرية حجار وتدعيم الصفوف هناك من اجل صد ان هجوم لاحقاً”.
وكشف المصدر، ان إمداد داعش لهذا الهجوم وصل من “المناطق الشرقية كدير الزور والرقة وتمددوا في البادية نحو المطار، لكن سلاح الجو بالوقت الحالي نشط في سماء المنطقة ويعمل على رصد وتعقب اي إمداد قادم من تلك المنطقة وضربه لمنع المسلحين من إسترجاع قواهم والهجوم على المطار”. وفي أول تأكيد رسمي من مصدر عسكري، أكد المصدر في حديث لـ “الحدث نيوز”خبر قيام 3 مجندين بإغتيال ضابط في الجيش السوري برتبة رائد في المطار قبيل الهجوم محاولين مساعدة عناصر داعش، مشيراً ان “أحدهم قتل اما الاخران فهما بعهدة الأمن العسكري في دمشق، وهي حالة ليست عامة بل محصورة وقد تمت معالجتها”.
في هذا الوقت نشطت الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني التي إستقدمت بشكلٍ كبير من مناطق حمص، بتدعيم مواقع الحماية على تخوم المطار وإنشاء نقاطٍ جديدة بالاضافة إلى نصب دباباتٍ مزودة بمدافع وإقامة مرابض بهدف تشديد الحماية على المطار بعد ان دخل ضمن مشاريع السيطرة للتنظيم الارهابي المتطرف.
وعلمت “الحدث نيوز” ان الأوامر العسكرية صدرت من أعلى المراجع في دمشق، فيما إستقدم قادة ميدانيون وضباط نخبة للاشراف على عملية الحماية والتحصين وإعداد خطط حماية تكفل عدم إقتراب “داعش” من المنطقة الحمراء في المطار المتضمنة مساحة 14 كلم، فيما رصد وصول حشود عسكرية ما يؤشر إلى مصيرية المعركة بالنسبة إلى دمشق.
الحدث نيوز