Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف فضح الإرهابيون علاقتهم بالعدو الإسرائيلي

دام برس :

بعد أمد طويل أمعن فيه كل من تنظيمي “الجيش الحر” و”جبهة النصرة” الإرهابيين في إنكار علاقتهما بإسرائيل وانخراطهما في محور التآمر على سورية تأتي أدلة إدانتهما اليوم من لسانهما فحين تتحول الحوادث التي تعمق الشرخ بينهما إلى معركة لتسجيل النقاط ضد بعضهما البعض يتكشف مدى الانحطاط الفكري والأخلاقي والقيمي لهما ويتضح مدى الكذب الذي أصرا عليه مرارا.

حين بدأت مشافي الاحتلال الإسرائيلي باستقبال الجرحى الإرهابيين كان السؤال كيف لمن يدعي القتال من أجل سورية وشعبها أن يتحالف مع عدوها وأنكر “الجيش الحر” علاقته بإسرائيل حينها وبدورها تشدقت بأن ما تفعله يندرج في سياق “العمل الإنساني” لاحقاً خرج الأمر عن السيطرة ولم تفلح السياسة الإسرائيلية في منع وسائل الإعلام من التواصل مع الجرحى في مشافيها واطلاع العالم على حقيقة الأمر وكشف كذبها وكذب “الجيش الحر”.

كذب لم يقتصر كشفه على الأخبار والتحقيقات التي عرضتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مدى تبني حكومتها لعلاج جرحى الإرهابيين وما أثار ذلك من خوف حول المخاطرة التي ينطوي عليها تعامل إسرائيل مع هؤلاء بل إن عناصر “الحر” ومتزعمين مجموعاته الإرهابية صرحوا علانية بعلاقتهم مع إسرائيل وذهبوا أبعد من ذلك في التبرؤ من مقاومتها والإعراب عن الاستعداد التام للتحالف معها وهو أمر يؤكدونه كلما سنحت الفرصة فمن مشفى زئيف في صفد المحتلة ولإحدى القنوات الإسرائيلية صرح أحد إرهابيي “لواء الفرقان” في “الجيش الحر” بأن إسرائيل ليست عدواً وحين “نتخلص من النظام سيكون بإمكاننا الذهاب إلى حيفا والسهر والمتاجرة والعودة إلى دمشق”.

الحوادث والأدلة على التورط الإسرائيلي في الحرب على سورية كثيرة بدءا من تصريحات متزعمي “الجيش الحر” مرورا بأعضاء “مجلس اسطنبول” الذين أغدقوا بكرم المديح لإسرائيل على وسائل إعلامها من أمثال خالد خوجا ورياض معسعس وجورج صبرة وليس انتهاء برعاية الحكومة الإسرائيلية لحفل غناء يعود ريعه لصالح الارهابيين وأمام هذا الإحراج الذي تعرضت له إسرائيل التي كذبت الأمر باستمرار لجأت إلى كذبة أخرى لتقول إن تعاونها مع “التيار المعتدل من المعارضة السورية فقط وأنها لا تتعاون مع المتطرفين المنتمين للقاعدة وسواها”.

إذا أغفلنا ما أقرته القنوات الإسرائيلية حول علاقة حكومتها بـ “جبهة النصرة” وبالتحديد ما ذكرته القناة العاشرة وصحيفة يديعوت أحرونوت عن وجود 106 جرحى من “جبهة النصرة” يخضعون للعلاج في مشفى نهاريا الإسرائيلي فلنتوقف عند حادثة اعتقال أحد متزعمي “الجيش الحر” في درعا مؤخرا من قبل “جبهة النصرة” التي تحولت إلى دليل على مدى الانحطاط الأخلاقي للطرفين الذي تبدأ مؤشراته بالتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي ولا تنتهي بالحديث عن الدعم الغربي والخليجي الذي اتهم به كل طرف الآخر.

السبب هو “اعتداء شريف الصفوري على سيارة لها” ثم بعدها بتاريخ 7-8-2014 وحسب مواقع “الجيش الحر” الالكترونية أعلنت محكمة الكوبرا التابعة لـ “جبهة النصرة” الإرهابية ألا علاقة لها بالاعتقال وطلبت عدم مراجعتها حتى ظهر الصفوري في فيديو لاحقا على اليوتيوب وذكر فيه محكمة الكوبرا وهو ما أثار غضب عناصر “الجيش الحر” في درعا فعادوا يسائلون قيادات “النصرة” في الأمر لتبرر فعلها بما عرفته عن الصفوري من تعاون مع إسرائيل على الصعيد العسكري ومنع اقتراب المعارك منها وعمالته لها.

المثير للجدل أن “الجيش الحر” برر تعامل الصفوري مع إسرائيل ليقول على إحدى صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي إن ما قام به هو “مجرد إسعاف الجرحى إلى إسرائيل والتنسيق لذلك” ثم عاد ليدلل على أنه ليس وحده المتعامل مع إسرائيل بل إن “جبهة النصرة” التي تدعي قتاله لعلاقته بها هي أيضا تعالج جرحاها في إسرائيل وعلى الصفحة ذاتها نقرأ.. “للعلم فإنه في إحدى المرات قام شريف الصفوري بإسعاف أحد أبناء عناصر “جبهة النصرة” إلى إسرائيل كما تم سابقا إسعاف العديد من عناصر الجبهة وفي إحدى المرات من عناصر “أحرار الشام” وغيرهم من مدنيين وعناصر جيش حر”.

مع أن “العمل الإسعافي” الذي تحدث عنه “الجيش الحر” على صفحاته كذبة هشة لا تبرر التعامل مع عدو كإسرائيل لكن حتى هذه الكذبة لم تصمد أمام ما أقر به الصفوري في الفيديو حيث قال إنه “دخل إسرائيل خمس مرات للقاءات عقدت في طبريا” وتلا ذلك إمداد إسرائيل لـ “الجيش الحر” في درعا بالأسلحة التي شملت 30 بندقية آلية و10 قاذفات آر بي جي و47 صاروخا و48 ألف رصاصة.

ولا تزال إسرائيل التي تخشى تكشف حقيقة تعاونها مع مختلف التنظيمات الإرهابية في سورية سواء المرتبطة بالقاعدة أم لا تحاول طمس الحقائق والأدلة فتتبع أساليب مختلفة لحماية كذبها إذ تنقل القناة العاشرة عن الطبيب مسعد برهوم مدير مشفى نهاريا الإسرائيلي قوله “إن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن إحضار الجرحى وتأمين الحراسات على غرفهم” منعا لوسائل الإعلام أن تتحدث إليهم والقناة ذاتها أجرت لقاءات مع مجموعة من الجرحى بشرط عدم ذكر أسمائهم واظهار وجوههم فكان أن كشفت أن معظمهم ينتمون لـ “جبهة النصرة” و”دولة العراق والشام” الإرهابيتين ما يدحض ادعاءات إسرائيل عن التعاون مع ما تسميه “التيار المعتدل في سورية” والذي لا وجود له بطبيعة الحال أمام ما ترتكبه التنظيمات الإرهابية من جرائم على اختلاف انتماءاتها وعقائدها.

من الواضح أن التعامل مع إسرائيل تحكمه مصالح مختلف الأطراف الإرهابية في سورية لا أي معايير أخرى بل إنه يتحول في لحظة ما إلى أسلوب يبتز به العدو هذه الأطراف دون الاعتبار لما تشكله إسرائيل بالنسبة للمنطقة ومن تكون في حسابات السوريين والفلسطينيين وسواهم ممن تهدد مصالحهم وتتوعد بالعدوان عليهم لا بل إنها تحولت إلى منقذ في إحدى الحالات وأداة تنظيف لدرن انعدام الأخلاق في أخرى وفرصة تستغل ضد الآخر في ثالثة.

تدفق الأدلة التي تؤكد علاقة إسرائيل بهذه التنظيمات يعري الكذبة القائلة بأن بعضها معتدل وبعضها الآخر متطرف فجميعها تندرج في خانة الإجرام والإرهاب ضد سورية لمجرد ارتباطها بإسرائيل وهي أولا وأخيرا تخدم غاياتها وتحقق مراميها وهذا بطبيعة الحال يعيد طرح السؤال القديم المتجدد عن مطامح الغرب “حليف إسرائيل” في سورية ليدعم هذه التنظيمات التي باتت أعمالها الإرهابية ومغالاتها في التطرف محط سؤال العالم كله وهو أمر يترك أيضا إشارة استفهام كبيرة عند وضع الولايات المتحدة لـ “جبهة النصرة” على قائمة الإرهاب فيما تدعمها بالسلاح والمال والتدريب على أطراف سورية حسبما أفاد به حليفها السابق تنظيم “الجيش الحر” الإرهابي الذي تشرف الولايات المتحدة على تدريب مجموعاته الإرهابية.

الوسوم (Tags)

المسلحين   ,   اسرائيل   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-08-28 06:08:22   الموت لكم
تشبهون بعضكم لأنكم من نفس الفصيلة ومن نفس المزبلة خرجتم . الموت لكم .
كنان  
  2014-08-28 06:08:12   اعتاب الحق
مجرمون وكفار وغاياتهم الدنيئة ستختفي والله يعلم مدى مصاقية كلامنا . اسرائيل يعد ظهورها في كل مئة عام وتعود للسقوط ىوالاندثار أما الارهاب موجود بالفعل ولكم مهما طال سيموت على اعتاب الحق .
طلال ابراهيم  
  2014-08-28 06:08:03   منذ زمن
منذ زمن يعملان تحت اسم وتيار سلفي واحد ولكن الآن يفضحون هذا لانهم لم يعودوا يهابون أحدا" على حد اعتقادهم .
محمد الحمصي  
  2014-08-28 06:08:54   بلاتعليق
يعتقد اليهود أنهم فئة عليا من البشر ويصبغون على أنفسهم أوصافا يدعون من خلالها أنهم يتفوقون على الأجناس الأخرى أخلاقيا وعقليا ولكنهم في الحقيقة أناس أعمارهم قصيرة فلا يستطيعون التفكير كثيرا" لانهم سيمحون في أي وقت
جلنار  
  2014-08-28 06:08:11   اسرائيل
يعملون مع اسرائيل معتقدين بأنها ستخدمهم وستعطيهم تصريحات بدخولها والاحتماء بها ولكن ياأغبياء ألا تعلمون بأن من يخون بلده سيندم حتى اسرائيل لن تأمن لكم .
مصطفى زيدان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz