دام برس -خاص - بلال سليطين:

قبل عام من الآن وتحديداً في الرابع من آب عام 2013 ارتكب ثوار الظلام والتكفير مجزرة بحق المدنيين الآمنين في ريف اللاذقية الشمالي راح ضحيتها أكثر من ٢٠٠ شهيد ومثلهم من المختطفين أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.

مجزرة تعتبر الأكثر قساوة في الحرب السورية وقد يكون في التاريخ البشري الحديث فهي تفوق بحجمها مجازر السفاح أرئيل شارون في صبرا وشاتيلا، وقد سماها الأهالي بالأحد الأسود.

لقد استيقظ الأهالي على أصوات السواطير وهي تقطع رؤوسهم، والسكاكين وهي تبقر بطون نسائهم، في مشهد يعجز اللسان عن وصفه، وأذكر جيدا وجوه الفارين الذين التقيتهم في قرية وطى الخان الصامدة كيف كانت تحكي هول المشهد، ولايمكنني نسيان وجه ذلك العجوز الفار من الموت وهو يبكي ذبح عائلته وخطف من تبقى من أهله أحياء.

قرى بأكملها تقريبا أبيدت في تلك المجزرة حيث لم يبقَ من قرية الحمبوشية سوى أربعة أشخاص أحياء، وكذلك أبيدت عائلات بأكملها تقريبا كعائلة الطفل "أسامة شحادة" ابن العاشرة من العمر والذي فقد كل أفراد أسرته، وهو الآن يعيش وحيدا ويتنقل بين منزل عمه وعمته.

عشرات القصص مازالت عالقة بالذاكرة من تلك المجازر، قصص أطفال تم خطفهم ونقلهم إلى تركيا لبيع أعضائهم كالطفلة "ياسمين"، وقصص نساءٍ أمضوا الليل في الغابات وبين الأحراج مع الوحوش البرية هربا من الوحوش البشرية، قبل أن يلوذوا بالفرار ويلجؤوا إلى أقرب نقطة للجيش العربي السوري، كما حدث مع أم الأطفال الثلاثة "ريم".

مجازر ريف اللاذقية التي لم تحظ بالتغطية الإعلامية ولا بالاهتمام الدولي الإنساني المناسب، ارتكبتها مجموعات من جبهة النصرة ولواء أحرار الشام وكتائب نصرة المظلوم، وهي المجموعات المنتشرة في ريف اللاذقية والمسيطرة على المشهد في الجزء الشمالي من اللاذقية (المحاذي لتركيا).

عاش أبناء ريف اللاذقية عاما مؤلما جدا مع جراحهم المفتوحة والتي لم تندمل بعد، فمازال هناك عشرات المختطفين جلّهم من الأطفال والنساء، حيث لم تتمكن صفقة التسوية في حمص القديمة من الإفراج عن كل المختطفين، وتم تحرير جزء منهم فقط، وبقي من كل عائلة محتجز واحدٌ لديهم يذوق العذاب بين أيديهم التي لا تعرف الرحمة، فمن يخطف طفلاً عمره عام واحد لا يمكن أن يعرف الرحمة ومن يقتل رجلاً في الثمانين من عمره لايمكن أن يعرف الرحمة ومن يعتدي على شيخ جليل القدر كالشيخ "بدر غزال" لايمكن أن يعرف الرحمة ووووووو إلخ من الموبقات والمجازر التي ارتكبت في ريف اللاذقية.

يمضي أهالي المختطفين يومهم أمام شاشة التلفاز ينتظرون خبراً هنا وآخر هناك يطمئن قلبهم على مختطفيهم، وهم في كل يوم يتضرعون إلى الله أن يرعى اتفاقاً ينتج عنه عودة كل المختطفين إلى ذويهم.

هيومن رايتس ووتش أدانت بشدة هذه المجزرة وتحدثت عن هول المشهد وفي تقرير لها كتبت "دمهم مازال هنا" في إشارة للضحايا الذين ذبحوا على يد ميليشيات سمتها المنظمة (معارضة مسلحة).

لايمكن أن تمحى تلك المجازر من الذاكرة وهي وصمة عار في جبين الإنسانية، روح سليمان فطيمة وزوجته وابنه وزوجته وأطفالهما مازالت تنادي البشرية لكي تقتص من الفاعلين، لكي تعيد العائلات المهجرة إلى بيوتها، لكي تعيد المختطفين إلى ذويهم.

منذ اللحظة الأولى ودام برس يحمل على عاتقه مسؤولية توثيق هذه المجزرة حيث نشرنا عشرات التقارير الموثقة عما حصل، مع شهادات للناجين، كما تابعنا ماحدث أثناء دفن الشهداء في المقبرة، بالإضافة إلى متابعة ملف المختطفين خطوة خطوة ونشر كل معلومة لا يؤدي نشرها لإلحاق الضرر بأحد الأهالي أو المختطفين، ونحن على العهد باقون حتى عودة آخر مختطف، ولن ندخر جهداً في ملاحقة المسؤولين عن هذه المجازر وصولاً إلى معاقبتهم على ما اقترفت أيديهم.

بلال سليطين

ايميل

Blal-press@hotmail.com

فيسبوك

Belal slyten

هذه بعض الروابط لمواد أنجزتها دام برس حول ملف المجازر والمختطفين، وهي تختصر ماحدث:

http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=30645

http://www.dampress.net/index.php?page=show_det&category_id=11&id=43659

http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=31077

http://www.dampress.net/mobile/?page=show_det&category_id=11&id=40361

http://www.dampress.net/mobile/?page=show_det&category_id=11&id=34395