دام برس:

مازلت متشبثا بالرأي الذي أطلقته في عام 2000 : لايوجد رجال أعمال في سورية .. بل تجار شنطة !!

ولن أغيّر هذا الرأي حتى يبرهن أحدهم انه رجل أعمال فعلي يهتم بالوطن وليس تاجر شنطة متجول من بلد إلى آخر !

مادفعني لإثارة هذا الموضوع من جديد هو إعلان رجل الإعمال المصري نجيب ساويرس عن عزمه استثمار مالايقل عن مليار دولار في مصر عام 2014 في قطاعات مختلفة صناعية وزراعية ومالية وفي قطاع الإتصالات .. فور إقرار الدستور !

وكشف ساويرس أن شقيقيه رجلي الأعمال ناصف وسميح ينويان أيضا ضخ استثمارات بالمليارات في مصر مؤكدا أنه ليس هناك حد لما ينوي استثماره في مصر لأن المهم ألا يستمر بلده في طلب المساعدة من دول الخليج !!

وأهم ما استوقفني في تصريحات ساويرس تأكيده : سأقضي على الفقر في مصر خلال خمس سنوات ! 

وللتذكير فقد كان ساويرس أحد المستثمرين العرب في سورية قبل أن ينجح "البعض" بتطفيشه" بشكل لن يفكر ثانية بالإستثمار في سورية !

الآن نسأل : أين التصريحات المشابهة لتصريحات ساويرس المصري ممن يسمون أنفسهم رجال أعمال في سورية ؟!!

ألا يوجد ساويرس واحد سوري يعلن : سأستثمر مالا يقل عن مليار دولار في سورية فور انتهاء الحرب على بلدي ، وسأقضي على الفقر خلال خمس سنوات !!

لو استعرضنا الأسماء اللامعة لحيتان المال السوري لاكتشفنا بسهولة أن ثرواتهم الفعلية لم تنتج عن استثمارات في قطاعات إنتاجية زراعية وصناعية ، وإنما من الإستثمار في قطاعات خدمية وريعية ، بل أن معظمها جاء من خلال امتيازات حصلوا عليها من الحكومات السابقة كاحتكارهم لاستيراد سلع ومواد محددة دون غيرهم من تجار الكار !!

ولا يزال مدخول بعضهم من استثمارات مايسمى "التشاركية" يقدر بمليارات الدولارات سنويا ،  ومع ذلك "يستكثر" أحدهم أن يعلن مجرد إعلان ولو للإستهلاك المحلي أنه سيستثمر جزء من المليارات التي "يشفطها من خزينة الدولة في سورية فور انتهاء الحرب عليها !!

نعم .. مايبعث على الغضب والمرارة معا أن من بين جميع الإنتهازيين الذي أغتنوا أيام الرخاء لم يظهر ساويرس سوري من بينهم حتى الآن يعلن بفخر : سأستثمر مليار دولار في سورية فور انتهاء الحرب وسأقضي مع رجال أعمال آخرين على الفقر في سورية حلال خمس سنوات!