Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حزب الله والكفاح من أجل السيطرة على القلمون .. مركز دراسات الحرب
دام برس : دام برس | حزب الله والكفاح من أجل السيطرة على القلمون .. مركز دراسات الحرب

دام برس:

إيزابيل ناصيف هي محللة بحوث في معهد دراسة الحرب، حيث تركز على الأمن والسياسة السورية. وقدعاشت في الأردن حيث عملت في أكاديمية الملك وفي لبنان حيث درست السياسة والعلوم العربية في الجامعة الأميركية في بيروت. وقد عملت في مؤسسة فريدوم هاوس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قبل انضمامها إلى معهد دراسات الحرب وهي حاصلة على درجة البكالوريوس من كلية بودوين للدراسات القانونية.

بعد أعمال عنفٍ متفرقة خلال صيف عام 2013 بدأ القتال بين القوات الموالية للنظام والمتمردين يتركز على خط أمداد دمشق حمص من خلال القلمون. هذه المعركة حاسمة من ناحية الإمدادات لكلا الطرفين وسوف تتركز في قطاعات من الطريق الدولي الذي يمر في القلمون. وسيركز حزب الله على قطع الإمدادات اللوجستية بين عرسال في لبنان والمتمردين في القلمون. وعلى الرغم من أن حزب الله و النظام لديهما هدف مشترك وهو بقاء النظام, فإن معركة القلمون توضح إمكانية التفاوت في الأولويات الإستراتيجية بين الاثنين.

مع امتداد سهل البقاع اللبناني على غربها, تقع منطقة القلمون على الممر الاستراتيجي المركزي بين دمشق وحمص. فتعتبر القرى و البلدات ذات التضاريس الجبلية الوعرة في هذه المنطقة مهمة وحاسمة لكلا الطرفين كحال القصير, وهي تربط العاصمة دمشق بمعاقل الأسد على الساحل في طرطوس واللاذقية, كما توفر القلمون الممر والإمداد للمتمردين عن طريق بلدة عرسال اللبنانية, وهي تعتبر نقطة لجوء وانطلاق للمتمردين لمهاجمة مواقع النظام في شمال دمشق. وقد أفلتت الجماعات المتمردة من العقاب نسبياً في جبال القلمون في عام 2012, وقد حافظوا على مراكز رئيسية لهم كيبرود وعسال الورد ورنكوس وتلفيتا. على الرغم من الوجود القوي للنظام في سلسلة مرافق عسكرية تطوق بقواعدها جبال القطيفة ودمر والناصرية. وبعد سقوط القصير في حزيران والهجوم الكيماوي الذي شنه النظام على دمشق, بدأ تجمع المقاتلين يتزايد في القلمون وارتفع العدد بسرعة ليصل إلى ما بين 25000 و 40000 مقاتل في أوائل خريف عام 2013 .

 

حالها كحال جميع الجبهات الأخرى في سوريا, لم يتم عزل القلمون عن الجماعات السلفية والقاعدة والتي تزداد حرفيتها في ساحات القتال, وقد تسبب وجود هذه الجماعات تحولاً في عمليات المتمردين, فقد اقتصرت عمليات المتمردين سابقاً على تعطيل خطوط إمداد النظام بين دمشق وحمص. فقد كان المتمردون يستهدفون قوافل النظام عندما شن هجومه على القصير مثلاً. وبعد تراكم قوات المتمردين طوال فترة الصيف, بدأت الجماعات المتمردة وخاصةً جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء الإسلام وشهداء القلمون بشن عمليات أكثر عدوانية وقاموا باقتحام مخازن السلاح في دنها واستولوا على أسلحة وذخائر, وفي عملية مماثلة قام لواء الإسلام وأحرار الشام باقتحام اللواء 81 في الرحيبة, ويعزى هذا التحول في عمليات المتمردين لاستعمال تكتيكات القتال الغير نظامية كالسيارات المفخخة, وزيادة القوة القتالية للجماعات السلفية المرتبطة بالقاعدة في سوريا.

ضمن هذا السياق الاستراتيجي الكبير, فإن الهدف الرئيسي من معركة القلمون هو السيطرة على الطريق الرئيسي بين قارة ويبرود, وقد سعى النظام للوصول إلى هذا الهدف من خلال تكثيف القصف على بلدة قارة في القلمون منذ الصيف ثم بدأ هجوماً على قارة ومحيطها بقوة مدعومة بالمروحيات, وقد استطاعة قوات النظام السيطرة على البلدة بعد أربعة أيام مما سبب تشريد 2200 عائلة ولجوئهم لعرسال. وبعد قاره, زادت عمليات النظام في النبك وجراجير  اللتين تقعان على الطريق العام, وحشد المتمردون بعد ذلك لهجمة مضادة وقاموا بأربع تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع للنظام في النبك ودير عطية, ومنذ ذلك الحين استولى المتمردون على دير عطية في حين واصلت قوات النظام قصفها العنيف على القلمون أجمالاً وبشكلٍ خاص على دير عطية والنبك ويبرود, وقد حصل بعض الاشتباكات على الطريق السريع في تلك المناطق قبل الهجوم على القلمون أظهرت لكلا الطرفين أن التضاريس وطبيعة المنطقة يتطلب تغيراً باستراتيجيات القتال عن تلك المستخدمة في القصير. ومع استمرار القتال استخدم النظام إستراتيجية تدريجية تركزت على فصل البلدات التي يسيطر عليها المتمردون في المنطقة, وفي نفس الوقت اعتمد المتمردون على التعزيزات الثقيلة وإعادة التسليح للتحضير لمثل هذه المعركة بالإضافة للتكتيكات الغير نظامية كالسيارات المفخخة التي تختص بها التنظيمات التابعة للقاعدة كالنصرة وداعش.

حزب الله والقلمون

مع أهميتها الإستراتيجية لكلٍ من النظام وحزب الله, فإن معركة القلمون تدل على تمايز مصالح كُلِ طرف من حيث الأولوية, بحيث ظهرت التكهنات عن عملية مشتركة لحزب الله والنظام السوري للسيطرة على القلمون بعد الفوز بالقصير, وقام مقاتلو حزب الله بالتحضير للهجوم عن طريق استطلاع المنطقة بالاشتراك مع قوات النظام, لكن سرعان ما تحول الانتباه لحلب في محاولةٍ فاشلة لفرض نصرٍ حاسم ضد المتمردين في المدينة الشمالية. وعلى الرغم من التقارير التي صدرت في تشرين الأول عن معركة وشيكة في القلمون, إلا أن النظام وجه قواته في عمليات للسيطرة على جنوب دمشق, فقطعت قوات الجيش طريق إمداد هام في السبينة. ذلك إلى جانب عملية لإعادة فتح طريق الإمداد جنوب حلب, وقد تم ذلك بالإضافة للسيطرة على السفيرة وتطهير طريق حلب في وقتٍ قصير, إذاَ النظام قد قدم أولويات أخرى على معركة القلمون مما يدل على أن هذه المعركة ليست الهدف الإستراتيجي الأساسي للنظام.

من ناحية أخرى أبدى مقاتلو حزب الله عزمهم على القتال في القلمون بعد القصير, ونشروا شريط فيديو يظهر استعدادهم لذلك  ويوضح أن هذه هي أولويتهم تحت عنوان (بعد القصير ستكون القلمون). بالنسبة لحزب الله فإن الأهمية الإستراتيجية للقلمون تتخطى الحدود السورية-اللبنانية ولها انعكاسات محلية هامة لحزب الله في لبنان. وبينما تتصاعد مستويات العنف في القلمون تزداد الحركة على الجانب اللبناني من الحدود  في عرسال. وقد ترجمت هذه الحركة التي كانت غير مباشرة في البداية إلى عمليات خطف وغارات جوية عبر الحدود, وكانت نقطة انطلاق لشن هجمات تستهدف حزب الله في لبنان.

الأهمية الإستراتيجية لقطع الحدود بين عرسال والقلمون تبدو واضحة من حالة عمر الأطرش الذي قتل في أوائل تشرين الثاني عندما أصاب صاروخ سيارته في الوادي الفاصل بين عرسال والقلمون. وقد ظهرت تسريبات في آخر تشرين الأول أن مسؤول أمن مطار رفيق الحريري في بيروت قد أرسل تحذيراً لرئيس الجمهورية أن أربع سيارات مفخخة قد أعدتها جبهة النصرة وأرسلت إلى لبنان عبر عرسال, وقد تورط الأطرش في هذه العملية بالإضافة إلى السيارات التي انفجرت في وقتٍ سابق في الضاحية بالإضافة إلى الصواريخ التي ضربت الضاحية بعد خطاب السيد حسن نصر الله عن القصير في شهر أيار, وقد منع سكان عرسال الشرطة اللبنانية من فحص جثة الأشقر بعد مقتله. وتوضح اتصالات الأطرش أنه  كان يعد لهجوم على مواقع حزب الله في لبنان انطلاقاً من عرسال. لذلك تكمن الأهمية الإستراتيجية لربط عرسال بالقلمون بالنسبة لحزب الله.

قرب عرسال من الحدود مع القلمون يجعلها مثالية لانطلاق الهجمات ضد حزب الله داخل أرضه وعلى جمهوره ومخازن سلاحه وخطوط إمداده. لذلك كلما ركزت قوات النظام على السيطرة على الطريق السريع كلما ركز حزب الله على قطع الطريق الواصل بين عرسال والقلمون , وقال مقاتلو الحزب أنهم سيتكيفون على هذا النوع من حرب العصابات في مجموعات صغيرة بسبب التضاريس, وقال أحد مقاتلي حزب الله إن الإستراتيجية هي إما الاستطلاع أو استخدام القوة الجوية والمدفعية أو القوات الخاصة. وتشير التقارير أن حزب الله والمخابرات السورية قد انشؤوا فرق اغتيال بهدف استهداف الشخصيات المتمردة لتعطيل التنسيق والتخطيط بين الجماعات المتمردة التي تعمل في المنطقة. هذا يدلنا على أن تكتيك الحزب في القلمون سيتركز على قطع الاتصال اللوجستي بين المتمردين في القلمون وداعميهم في عرسال بدل السيطرة على الأرض كما فعلو بالقصير.

 

مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية

         د. بسام أبو عبد الله

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   النصر
النصر للجيش السوري وحزب الله
زينب  
  0000-00-00 00:00:00   خطوة ممهدة
قطع الإمدادات خطوة ممهدة وضرورية للسيطرة على الأرض
صابر خلدون  
  0000-00-00 00:00:00   سينتصر في القلمون
من انتصر في القصير وفي السفيرة سينتصر في القلمون
لؤي  
  0000-00-00 00:00:00   السيطرة على النبك
ها هو الجيش السوري أعن سيطرته على النبك وقريبا" على القلمون كلها
ريبال وحيد  
  0000-00-00 00:00:00   اسمهم إرهابيين
من تتحدث عنهم يا سيد ليس اسمهم متمردين بل اسمهم إرهابيين بكل معنى الكلمة
ايلي جمال  
  0000-00-00 00:00:00   جيشنا الباسل
نعال جيشنا الباسل ستدوس كل مندس
فادي حسون  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا الاسد
سوريا الاسد ستبقى مصدر القوة لجميع الدول العربية
لوليا الشامي  
  0000-00-00 00:00:00   بلدي
الله يحميكي يا بلدي
جمال حمشو  
  0000-00-00 00:00:00   قوية
سوريا قوية ولن تكسر مهما طال الزمن
ثائر مقداد  
  0000-00-00 00:00:00   مؤامرة
حزب الله هم الوحيدونالذين عرفوا المؤامرة التي مرت بسوريا
دلال عيساوي  
  0000-00-00 00:00:00   مع احترامي لبسام !!!
تحليل الدكتور بسام ابو عبد الله فيه نوع من عدم الدقة , فحزب الله - وهذاسلوبه - لايفتح ثغرة معلومات ولو كانت بحجم ثقب الإبرة للعدو ولا طريقة أفكاره , فهو دائماً كتوم - وأنا من أنصار هذه الطريقة - فأرجو توخي الدقة عند تحليل أي موضوع وخاصة ماخص بالخططالعملياتية الحالية , تحليل سياسي لرفع معنويات زائفة تضر ولا تنفع
يوسف شيخ يوسف  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz