دام برس:
كثيرا ما يتبادر إلى ذهني سؤال مصيري , لماذا إخترت لنفسك هذا الخط المزدحم بالمكاره والبلايا و المتاعب , أما كان بوسعي أن ألوذ بالصمت و أعبر مثلما يعبر كل العابرين , يستأنسون بلحظة سعادة هنا , و هنيهة فرح هناك , و وقت إمتاع ومؤانسة هنالك ...
لماذا إخترت يا يحيى طريق ذات الشوكة , درب البلاء , سبيل المتألمين , فالأثمان باهضة , و مكلفة من حياتنا و حياة أسرنا وأولادنا ..بمجرد أن يحمل الإنسان لواء الحقيقة و يحاول جاهدا أن يوحدّ هذه الأمة التي تعيش أظنك لحظاتها تتوالى الشتائم و اللعنات و
السباب و الكيد و المكر , و النجاح أي نجاح بدل أن يكون مصدر سعادة أصبح مصدر ألم ووجع , و ما الذي يقدر هذا القلب على إختزانه , أيختزن هموم التكفير و التدمير و التقاتل العربي العربي , الإسلامي الإسلامي , أم يختزن من يريدون مني أن أكون راضيا على خطهم و
دعواتهم إلى مزيد من التقاتل ..
ما يخفف الوطأ أنني عندما إخترت هذا الخط , خط ذات الشوكة , كنت مدركا لهول النتائج , و إذا كان هذا الراهن العربي يحتاج إلى حسين جديد , فإني أدعو الله أن أكون حسين الراهن العربي