Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأسد عندما يطيح بحماس .. بقلم: أحمد الحباسى

دام برس:

الرئيس الأسد يستقبل المبعوث الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد عباس زكى ، الخبر لم تتناقله وكالات الأنباء بالشكل الكافي ، و لم تعلق عليه كثير من المحطات العربية خاصة قناة الجزيرة و قناةالعربية ، بطبيعة الحال ، المحطات ووسائل الإعلام  إياها تتعمد منذ بداية الأزمة في سوريا التجاهل و التعتيم على كل خبر ايجابي يتعلق بسوريا ،

و هي تتعمد الإيحاء بعزلة النظام السوري ، و تدفع إلى الاعتقاد بأن النظام قدأصبح في حكم المغادر للساحة السياسية في سوريا ، بل أن غاية هذا التعتيم هو دفع بعض المترددين من الأنظمة و المثقفين و وسائل الإعلام و الشعوب إلى الاقتناع بكونه لا فائدة من مواصلة مساندة النظام و الشعب السوري بعد أنسبق السيف العذل و بات قرار الرئيس باراك أوباما هو القرار البات و الأخير.

العلاقة بين منظمة فتح التي تمثل الأغلبية الفلسطينية في الداخل و فيالشتات ، و بين سوريا مرت بمراحل مخاض و مد و جزر كثيرة ، و في كل هذه المراحل التاريخية كانت هناك حالة جفاء بين القيادة السورية و القيادة الفلسطينية ، و من الجانب السوري كانت الاحترازات السورية واضحة بكون النهج التفاوضي السري و العلني الذي تسير فيه قيادة الرئيس الراحل أبوعمار

و من بعده الرئيس محمود عباس هو نهج خاطئ تماما و لن يؤدىإلا لضياع الحقوق الفلسطينية و إضعاف الموقف التفاوضي العربي الإسرائيلي ، من الجانب الفلسطيني كانت القيادة الفلسطينية تسير فئ تلك المفاوضات بشيء من الرغبة الذاتية وتحت كثير من ضغوط ما يسمى بمحور الاعتدال العربي المتمثل في ثالوث الأردن ، السعودية ، مصر ،

فئ نهاية الأمر سقط خيار المفاوضات تحت ضربات التعنت و الخبث التفاوضي الصهيوني و بات الجميع فئ حركة فتح يتحدثون عن ضياع الوقت في مفاوضات يصفها الجميع بالعبثية.

السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وقفت دائما إلى جانب محورالاعتدال العربي ، و هذا الموقف أضعف بالطبع محور المقاومة و أعطى لإسرائيل فرصا كثيرة للتلاعب على المسارات ، كما يمكن القول أن القيادة الفلسطينية التي كانت تتحدث علنا على رغبتها في التحرر من الضغوط العربية ، تعنى الضغوط السورية ، قد كانت تناور بهذه الورقة لكسب الرعاية المالية العربية و ضمان قربها من الدول ذات

العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي مكنتها من قنوات تواصل سرية كثيرة في الإدارة الأمريكية أو مع الجانب الصهيوني الذي كان يتعمد تسريب محتوى تلك اللقاءات لإحراج السلطة وإزعاج دمشق و دق إسفين موجع بين الجانبين ، بطبيعة الحال ،

كانت حركة حماس تستغل هبوط درجة الحرارة بين الجانب السوري و القيادةالفلسطينية لكسب مواقع وجدانية فئ الذهن العربي توحي بكونها من تمثلالمقاومة الفلسطينية و أن السلطة هي من سلمت الحقوق الفلسطينية للجانبالصهيوني بدون مقابل.

لا شك أن تطورات الربيع العربي بما له و ما عليه من مخاض و تحولات في المشهد العربي قد زاد من ضعف مواقف كل الأطراف الفلسطينية سلطة فيرام الله و حكومة إخوان في غزة ، فما حدث في مصر تحديدا من سقوط حكم مبارك و صعود الإخوان بقيادة محمد مرسى ثم سقوطه شعبيا و رجوع قيادة مدنية علمانية لقيادة المرحلة الانتقالية و خاصة القضاء بحل المنظمة الإرهابية الأولى في العالم العربي حركة الإخوان المسلمين

قد خلط جميع الأوراق في المحيط الفلسطيني ، بحيث تحول المشهد من النقيض إلى النقيض في أشهر قليلة ، وبات في حكم المؤكد أن خيانة قيادة حركة حماس و فرارها المهين من سوريا إلى الحضن و المحور الصهيوني قدجعلها تخسر نهائيا موقعا مهما في الخارطة السياسية في المنطقة لان محورالمقاومة المتكون من سوريا- إيران- حزب الله هو محور لن يقبل حماس مرةأخرى بل سيعمل على عزل قيادتها في أقرب فرصة حتى تستعيد البندقية مقامها و مكانها في مواجهة الاحتلال الصهيوني .

بالمقابل تعمل حركة فتح على استغلال حالة الجفاء بين دمشق وحماس ، مستغلة موقفها الايجابي من سوريا منذ بداية المؤامرة رغم عديد الضغوط الدولية و الإقليمية التي كانت تدفعها لاتخاذ مواقف سلبية و متشنجة من النظام السوري ،

و لعلها المرة الوحيدة التي تتخذ فيها السلطة قرارا متعقلا و موضوعيا منالأحداث العربية و لا تسقط في فخ سياسة المحاور التي طالما أضرت بالقضية الفلسطينية ، لذلك يمكن القول أن زيارة السيد عباس زكى ،الشخصية السياسية البارزة في السلطة ، و المحاور القدير ، و أحد الرجال المقربين للرئيس محمود عباس ، لها دلالات سياسية كبيرة ،

لأنها ستكون الخطوة الأولى في إعادة حركة فتح إلى سوريا بمايعنيه التواجد في دمشق من الاعتراف بصواب الرؤية التفاوضية والسياسية السورية، و التخلص نهائيا من سياسة المحاور المضرة خاصة بعد أن عبرت القيادة المصرية سواء بمناسبة التهديد بالضربة العسكرية الأمريكية منذ أيام ،

أو بمناسبة احتفالات مرور 40 عاما على حرب أكتوبر 1973 على رفضهاالمساس بسوريا بما شكل ضوءا أخضر للقيادة الفلسطينية بضرورة التعامل مع النظام السوري كشريك في الصراع مع الصهيونية و كبديل مضمون لبعض الأنظمة العربية التي خرجت منهزمة في حربها على سوريا..

لعل الزيارة الفلسطينية هي أول أو احد المكاسب السورية المهمة والثمار الأولى للصمود السوري ، بعد أن شكل القبول الأمريكي الصهيوني بالرئيس الأسد الممثل الوحيد للشعب السوري فيمؤتمر جينيف 2

و في كل محاولات فض الاشتباك بين النظام و الجماعات الإرهابية السلفية الوهابية التي لم تتمكن إلا من تعرية حقيقة الواقع المتآمر الخليجي ، أحدالمحطات المهمة في صراع الإرادات بين معسكر المقاومة و بين معسكرالاستعمار و الهيمنة الصهيونية في المنطقة العربية ،

بالمقابل تشكل عودة فتح إلى سوريا ضربة إستراتيجية و سياسية موجعةلقيادة حماس العميلة ، و تؤكد مرة أخرى أن القيادة السورية قد نجحت نجاحاواضحا في قيادة الحرب على المؤامرة بكل تداخلاتها الإقليمية و الدولية ، وأن من هرب في اللحظة الحاسمة قد فقد كل شيء ،

و أهم ما فقد الشهامة و الرجولة التي هي عماد القيادات التاريخية العربية ،لذلك شعر إعلام الخليج بالصدمة و باتت مهمته منحصرة في تعداد الخيبات المتوالية بعد أن كشف القناع عن القناع .

بانوراما الشرق الاوسط

الوسوم (Tags)

الأسد   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz