Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مسيحيو سوريا وفرنسا ... فؤاد عزيز قسيس

دام برس:

قرأت مؤخرا على موقع عربي ان الرئيس الفرنسي هولاند قلق على مسيحيي سوريا... فرأيت العجب لهذا النفاق والرياء... وعدت الى ما كتبت في اواخر السنة الماضية الى جريدة فرنسية تعليقا على نداء مجموعة نواب فرنسيين لمساعدة المسيحين السوريين  وايجاد حل للمشكلة الشرقية... لكن الصحيفة لم تنشر التعليق لانه كانيسمي الامور بأسمائها وفحواه

يغضب الاخ الاكبر... وهذا ملخص ما كتبت :                                  

في اوائل القرن الماضي كانت المشكلة الشرقية تشغل بال العالم الغربي, وكان زعماؤه يدعون السعي لايجاد الحل المناسب, لكنهم في الواقع  كانوا يسعون لتعقيد المشكلة كي تستمر تدخلاتهم كما كانوا يفعلون ايام الباب العالي العثماني. وكان ان خانوا حلفاءهم العرب واعطوا اعداءهم وعد بلفور. وحين انتدبت عصبة الامم فرنسا على سوريا قسمتها الى اربع دول طائفية وتنازلت عن بعض اطرافها حتى يحمل جبل لبنان لقب لبنان الكبير على حساب  اراض سورية, كما سلمت الاتراك لواء اسكندرون. فقامت انتفاضات شعبية عديدة, من ثورة 1925 حتى 1936 الى 1945 حين قصف الفرنسيون دمشق ومجلس النواب السوري لمطالبته بالاستقلال... علما بان مهمتهم كانت تحضير استقلال سوريا ولبنان.

ولما زار فرنسا البطريرك الماروني بشارة الراعي, طالب الرئيس ساركوزي بالسعي لحل عادل لمشكلة فلسطين التي تتفاعل مع كافة دول المنطقة وتسبب المعاناة والخلافات لمسيحييها ومسلميها... وذلك :


كي يستقر الشعب الفلسطيني التائه وتعود له بعض من ارض ابائه واجداده...

كي يزول خوف الدول المضيفة من الانعكاسات السلبية على نسيجه السكاني...

كي توفر الانروا اموالا طائلة لتلبية حاجات اللاجئين وتعويضات موظفيها...

كي يتمكن المواطن الفلسطيني التائه المهجر من العيش بكرامة وانسانية...

كي تزول حاجة دول الجوار الى الاستعداد المستمر للدفاع والمقاومة...

كي تتوقف عملية استيراد الاسلحة من معامل الدول المنتجة...

وهنا بيت القصيد : اذا توقف التسلح, كيف لمعامل السلاح وموظفيها ان تستمر في الحياة, وكيف لاقتصاديات الدول المنتجة ان تتعايش مع بطالة الملايين من عمالها ؟... لذا تبسم الرئيس الفرنسي امام تمنيات البطريرك ووعد خيرا, والخير لا يهمه ولا يعنيه... لان القوى الظلامية تقف حجر عثرة في وجه حل القضية الفلسطينية التي تجاوز عمرها خمسة وستين سنة, فمن مصلحة من بيده الحل والربط ان تستمرحية الى ما شاء الله, كي يحمي اصحاب الكراسي كراسيهم وتبقى عالقة غب الطلب...

 

ومسيحيو البلاد المشرقية لم يطلبوا ابدا الحماية من الغرب. لكن الغربين الذين  يدعون الانتماء للمسيحية, والمسيح بريء منهم, وبذريعة حماية المسيحيين, كانوا قد سبق وفرقوهم بمبشريهم وارسالياتهم, الى اورثودكس وكاثوليك وانجيليين كي يستغلوا هذه التفرقة فيتدخلوا في شؤونهم وشؤون بلادهم تحقيقا لمصالحهم.   

وبعد ان شكرت النواب الفرنسيين اصحاب النداء على مسعاهم الحميد وعلى حسن نيتهم, تابعت قائلا: ذكرتم في ندائكم ان مسيحيي سوريا, كما في مصر والعراق وباكستان, هم عرضة مفضلة للهجمات وانا اود ان اؤكد لكم ان هذا رأي بعيد عن واقع الحال, لان سوريا تختلف كليا عن سائر الدول :
مسيحييو سوريا قبل بدء الاحداث الاليمة في 15.3.2011 كانوا بالف خير قبل تدخل القوى الظلامية اللئيمة المستوردة من كافة اصقاع الارض.

لان سوريا, رغم انها ذات اكثرية اسلامية, فهي الدولة التي تتبع الاسلام الحنيف والاكثر اعتدالا وتطبيقا لتعاليم القرآن الكريم حتى انها تحمل اسم مدرسة الاعتدال.

لان القاصي والداني, ومنذ فجر الاسلام وحتى يومنا هذا, يعرف ان التعايش الاسلامي المسيحي والاحترام المتبادل هو مقدس بين كافة مكونات الشعب السوري .

لان بلاد الشام لم تعرف التفرقة الدينية الا على ايام الحكام المسلمين غير العرب مثل السلاجقة والمماليك والعثمانيين... ونادرا ما اضطهد بعض الامويين وبعض العباسيين تلاميذ المسيح.
 

لقد قرأت بحثا رائعا للمفكر العراقي علي الصراف على موقع شبكة البصرة,  يقول في مطلعه ما يلي :

القول ان المسيحيين العرب هم اقلية في اوطانهم هو خطيئة لانه يؤقلن عروبتهم ويضعهم على هامش التاريخ وهم الذين ظلوا في قلبه ولعبوا دورا فكريا رياديا في صنع مشروعنا  الحضاري السياسي الوطني والتحرري. وثقافة العيش المشترك هي الفلسفة الجامعة لكل جهد مسيحي في العالم العربي, ومسيحيتهم لم تعلو ابدا على عروبتهم بينما نجد العديد من المسلمين يضعون طائفيتهم فوق وطنيتهم ...

وتابعت رسالتي الى النواب الفرنسيين اصحاب النداء قائلا : لدينا قول عربي مأثور ارجو التمعن به :

اهل مكة ادرى بشعابها                                           

وهذا يعني بكل صراحة : نحن مسلمو ومسيحيو هذا البلد بالف خير حين لا يتدخل الغرب في شؤوننا


اننا نعرف القوى الظلامية التي سببت وتسبب العذاب والالم للارامل والثكالى والايتام المفجوعة, التي دمرت المؤسسات الحكومية والمدارس والمواقع الاثرية, التي دنست بيوت العبادة وحرمت من كان بحاجة لخلوة مع الرحمن للصلاة والاسترحام قائلا الله اكبر الله محبة.

اننا نعرف القوى الظلامية الكامنة وراء الدمار لاعادة الاعمار على نفقة الوطن المدمر وهي تدعي المساعدة بكل نفاق ورياء,  وترافق الشهيد الى مثواه الاخير وتذرف عليه دموع التماسيح.

اننا نعرف القوى الظلامية التي تقترح فتح الممرات الانسانية بحجة مساعدة الشعب المعذب, في حين ان مقاطعتها الاقتصادية تطال قوت الشعب دون ان تمس الحاكم الذي تقصده المقاطعة.

اننا نعرف القوى الظلامية التي تصف عكازا للمكسورة رجله عوض ان تعالج وتجبرالكسر وهي التي سببت الكسور وهجرت البشر واخذت تقدم له وجبة مسبقة الصنع بعد ان جوعته.

اننا نعرف القوى الظلامية التي جعلت من العراقيين لاجئين مهيضي الجناح حول العالم منذ ان احتلت بلادهم سنة 2003 بحجة امتلاكهم اسلحة دمار شامل وجاء اعتذارهذه القوى الظلامية على كذبهم متأخرا جدا...

انا نعرف القوى الظلامية التي بشرتنا من بيروت سنة 2005  بالفوضى الخلاقة التي دمرت ولا تزال تدمر العديد من البلاد والعباد بحجة نشر حرية وديموقراطية دول مجلس التعاون

اننا نعرف القوى الظلامية التي استقبلت بحفاوة بالغة في قصورها, بعض الزعماء وطبعت على  يدهم قبلة الاجلال واعتبرتهم المرشد الروحي ثم نكلت ببلدهم واذاقتهم علقم الموت.

اننا نعرف القوى الظلامية التي مولت وسلحت ودربت بعض مواطنيها المغضوب عليهم, كي تتخلص منهم كقنابل موقوتة, وقامت بايصالهم الى آتون النار ليقتلوا او يحققوا مبتغاها.

اننا نعرف القوى الظلامية التي رفضت اعطاء تأشيرة دخول بلادها لسماحة مفتي الجمهورية  ولسيادة الوكيل البطريركي وهما في طريقهما لشرح وجهة نظر سوريا عن الاحداث للغرب.
 

وكان سبب رفض تأشيرة الدخول رغبة الغرب في اعطاء دولة, عمرها من عمر التاريخ ستة الاف سنة, دروسا في حرية الرأي, دروسا في حقوق الانسان, دروسا في الديموقراطية, دروسا في العدل والمساواة في حين ظهرالتشريع الديني والمدني في ربوع بلادها المقدسة... الم يؤكد موسى الكليم ان اباه كان آراميا ؟... اليس عيسى ابن مريم هو ابن هذه الارض الطاهرة ؟... اولم تنطلق رسالة النبي محمد من دمشق وبغداد بعد مكة المكرمة  والمدينة المنورة ؟...

وبعد ان شكرت النواب الفرنسيين اصحاب النداء على غيرتهما واهتمامهما بمسيحييي سوريا ذكرتهما بان مسيحييي فرنسا اكثر حاجة منا الى مجهودهما لاسباب داخلية حياتية وتاريخية...


الا يستوجب الغاء ذكر الحضارة المسيحية في صلب الدستور الاوروبي بعض اهتمامكم ؟...

محاربة الصليب في مدارس فرنسا, اليس اولى بالاهتمام من مسيحيين لم يطلبوا مساعدتكم ؟...

وتسمية الحضارة الاوروبية باليهودية المسيحية ألا تتناقض والعلمانية التي تدعون تطبيقها ؟...

اليس الاجدى بكم ان تعودوا الى ماضي فرنسا المجيد بعد ان اصبحتم من اتباع الاخ الاكبر؟...

اليس الافضل ان تهتموا بمشاكل فرنسا كي لا تغرق في رمال سوريا المتحركة كما غرق غيرها ؟...

اما اذا كنتم مصرين على المساعدة, يا حضرات النواب, نتمنى عليكم توجيه جهودكم الى انصاف الدولة ذات السيادة التي تعاني من تشويه الحقيقة في اعلامكم وان تسمعوا وتعوا وجهة نظرها... نتمنى عليكم ايصال حقيقة ما يقوم به حكام بلادكم من مقاطعة اقتصادية تنهك الشعب وتهجره من ارض ابائه واجداده... نتمنى عليكم قولوا لمسؤوليكم ان الفرنسي الذي يقصد ارضنا المقدسة, اذا طال عمره, سيعود وقد اتقن كل فنون الموت... نتمنى عليكم ان لا تنسوا ان ل سوريا دين في ذمتكم. الم ترسل لكم دمشق وانطاكيا رسالة الانجيل ؟... الم تنقل لكم حضارة مصر وبلاد الشام وما بين النهرين ؟... الم تحمل لكم فكر اليونان والهند وفارس ؟... بالله عليكم خبرونا ما هي رسالتكم لشرقنا المقدس ولسوريا الشهيد الحي ؟...   

نرجوكم دعونا وشأننا ارفعوا يدكم عن بلادنا ونحن كمسيحيين بالف خير مع اخوة لنا في الوطن مسلمين مؤمنين يحترمون انجيلنا ويجلون عيسى ابن مريم وامه المقدسه مريم ابنة عمران, ولم يسبق ان قالوا عنها بهتانا عظيما... بينما يؤكد القرآن الكريم ان العذراء مريم  حملت في احشائها وهي بتول...

وتابعت قائلا : ان سوريا تقارع القوى الظلامية ببسالة وايمان لانها تذكر دوما ما جاء في القرآن الكريم:

ان ينصركم الله فلا غالب لكم

وختمت كتابي لنواب فرنسا الغيورين بما كتب السيد لويس دانجهايم يوم 25.12.2012 على موقع Info-Syrie  حول الاوضاع الاليمة في سوريا : باسلوبه المميز وعباراته المعبرة, ادان البابا بندكتوس التطرف الديني والتدخل الخارجي واشار على الجميع باللجوء الى الحوار لحل مشاكلهم فيما بينهم...

وختاما ً أتمنى عليكم رفع هذا "الاسترحام" إلى من على العرش استوى :

يا ارحم الراحمين         نتوسل اليك ضارعين         ان تقوم      سبلنا

وتعين      ضعفنا         وتثبت         اقدامنا          وتطهر     اعمالنا

وتنقي    ضمائرنا         وتمحي      اوزارنا          وتقدس      نفوسنا

وتستر   اعراضنا         وتشفي      مرضانا           وتسند      شيوخنا 

وتعضد     شباننا          وتربي        اطفالنا          وترد         غيابنا   

وتصبرالمحزونين         وتشبع       الجائعين          وتحفظ الحاضرين

وتعيد   المفقودين          وتبعد جور الظالمين          وترزقنا  يا  رحيم

يا   أرحمَ    الراحمين

نتوسل إليك ضارعين      أن    تحمي    بلادنا       وكبير     بلادنا

وتحفظ  كرامة  شعبنا      وتحصن عزّة وطننا        وتوحد    قلوبنا

وتثبتنا   في   تعايشنا      مسلمين    ومسيحيين       إلى  أبدِ الآبدين               

آميــــــــــــن.

استقيت هذا الاسترحام من صلاة قديمة مترجمة عن السريانية

لوجانو في 10.10.2013​

 فؤاد عزيز قسيس  

الوسوم (Tags)

فرنسا   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   مقالة رائعة
ًمقالة رائعة. شكراً جزيلاً للكاتب
ناديا نقولا  
  0000-00-00 00:00:00   إعجاب وشكر
نشكر السيدفؤاد قسيس على كل ما ورد من معلومات قيمة في هذا البحث المنهجي الأكاديمي ...ومزيدا من هذه المقالات الهادفة
سامي السرياني  
  0000-00-00 00:00:00   كم استشخف هذا النوع من المقالات
مقالات مكررة و مشروخة و سخيفة و تافهة و اذا قلتم لي لماذا تقول هذا لاننا شعب واحد
ابو منصور - مغرب كندا -  
  0000-00-00 00:00:00   لا يحتاجون حماية
إن مسيحيي سورية لا يحتاجون لحماية أحد فهم في وطنهم وعلى أرضهم
حورج  
  0000-00-00 00:00:00   وطن السوريين
إن سورية وطن السوريين بجميع أديانهم وطوائفهم ومعتقداتهم
أحمد جمال  
  0000-00-00 00:00:00   مهد الديانات السماوية
بلاد الشام مهد الديانات السماوية فلا يمكن لأحد حسب دينه أن يظلم فيها
ربى شمام  
  0000-00-00 00:00:00   دعم الإرهاب
بدل من أن تطلب فرنسا مساعدة مسيحيي سورية فلتكف عن دعم الإرهاب في سوريا
بشار  
  0000-00-00 00:00:00   مهد الحضارات
سوريا مهد الحضارات لا يحق لأحد إعطاء دروس في حب الوطن والحضارة
بدر رشاد  
  0000-00-00 00:00:00   متعايش مع بعضه
الشعب السوري متعايش مع بعضه بجميع أطيافه و طوائفه
ريبال وحيد  
  0000-00-00 00:00:00   موطن المسيحية
إن موطن المسيحية كانت بلاد الشام فكيف لفرنسا أو غيرها أن تتكلم باسم المسيحية
هادي علي  
  0000-00-00 00:00:00   تشعل صراع طائفي
فرنسا تريد أن تحمي مسيحيي سورية أم أنها تريد أن تشعل صراع طائفي في سورية
كنان الهاشمي  
  0000-00-00 00:00:00   محبة وسلام
جميع الأديان والطوائف تعيش في سوريا منذ عصور بمحبة وسلام
بتول  
  0000-00-00 00:00:00   ولادة المسيح في الشرق
إن ولادة السيد المسيح كانت في المشرق وتحديدا" في بلاد الشام -فلسطين- فلا يأتي الغرب ليتبنى المسيحية
تمام وكيل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz