Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 12:57:51
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بوتين لبندر: لن تحققوا هدفكم في سوريا، قررنا ذلك وانتهى الأمر.. ونزع القفازات الدبلوماسية بين روسيا- أميركا
دام برس : دام برس | بوتين لبندر: لن تحققوا هدفكم في سوريا، قررنا ذلك وانتهى الأمر.. ونزع القفازات الدبلوماسية بين روسيا- أميركا

دام برس - متابعة -اياد الجاجة :

اعتبر إلغاء اللقاء المقرر نهاية أيلول المقبل، بين الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمثابة "الهزّة" التي هوتْ بالعلاقة بين الولايات المتحدة و روسيا، إلى أدنى مستوياتها، على الأقل منذ وصول أوباما إلى السلطة عام 2008.

لقد كان التبرير حول التقدّم "الطفيف" سبباً لإلغاء الزيارة، إنما ليثبت عمق الخلافات بين البلدين، حول مواضيع كثيرة ليس آخرها منح روسيا اللجوء السياسي للمستشار السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، والذي أعاد فتح ملف "حرب الجواسيس" غير المعلنة بين البلدين واستعادة صورة ما يشبه "الحرب الباردة"، التي طبعت العلاقات بينهما في منتصف القرن الماضي.

كان من الطبيعي أن تتلقّف موسكو طلب لجوء سنودن إلى أراضيها، خاصة بعد تسريب معلومات حول امتلاكه وثائق خطيرة، تهدّد بتعريض علاقة الولايات المتحدة مع كثير من الدول الحليفة لها، وذلك على خلفية ممارسة نشاطات استخبارية تحت ذريعة "مكافحة الارهاب"، الاّ أنها قد تكون وصلت إلى ما يسمى "بالتجسّس الاقتصادي والمعلوماتي" على بعض الدول، وهذا ما أكّدته صحيفة الغارديان بأحد المقالات التي نشرتها، عن تسريب ما يوازي عشرين ألف وثيقة تفصيلية ومطوّلة حصلت عليها من سنودن، وهو ما قد يحرج الولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي وأصدقائها وحلفائها أيضاً.

من المعلوم أن جدول الأعمال الثنائي المطروح للبحث بين روسيا وأميركا، والذي بسببه اجتمع الطرفان بعدة لقاءات جانبية في عدد من الدول، إنما يشمل مواضيع خلافية كثيرة، بدءً من منظومة الدفاع الصاروخي، والانتشار النووي، والتجارة ومسائل الأمن العالمي وحقوق الإنسان.. "والشرق الأوسط، الملف النووي الإيراني، والأزمة الكبرى في سوريا".

ويأتي هذا التعثر في المفاوضات بين الدولتين، ليهدد بفتح جبهات تتخطى مجرد "الكباش" في بعض الساحات، ليزداد سخونة قد تؤدي تفجيراً في ساحات أخرى، وذلك في محاولة للضغط على الآخر كل في ملعبه وعلى أرضه.

وبهذا السياق يبدو الملف السوري الأكثر جهوزية لخوض هذا "الكباش"، وقد ظهر ذلك في الإخفاق الأميركي - الروسي للتحضير لمؤتمر "جينيف 2" حول سوريا، والاتفاق على المواعيد وقائمة المشاركين، رغم تردد الحديث حول اجتماعات بنّاءة حصلت بين الطرفين للتحضير لهذا المؤتمر، إلاّ أنه وفي ظلّ هذا التدهور الحاصل يبدو أن "جينيف 2" أصبح بعيد المنال نسبياً ومعه أيضاً رؤية الحل للأزمة السورية، والتي يبدو أنها ماضية في مسارها العسكري، حيث تحاول كل الأطراف استعجال تسجيل نصر ما على الأرض حتى يحين موعد تحقيق تسوية معينة... فيما لو نضجت ظروفها قريباً.

هذه التسوية "المفترضة" والتي يصعب تحقيقها حالياً لأنها تتطلب أكلافاً باهظة، قد يكون إحدى أثمانها الوجود الروسي في المنطقة، وضرب ما حاولت روسيا الاتحادية إعادة بنائه من منظومة اقتصادية وسياسية وأمنية لها في منطقة "الشرق الأوسط" بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وهو ما يُلحظ من خلال التشبّث الروسي بحلفائها الأساسيين في المنطقة خاصة سوريا، إيران، ومحور المقاومة.

ومن أجل تحقيق التوازن المفروض عسكرياً، فإن الحديث يتقدّم بين فترة وأخرى عن تزويد روسيا لنظام الرئيس السوري بمنظومة صواريخ أس 300، ورادارت متطورة لصواريخ "ياخونت"، وأيضاً في إطار ما يسمى بـ "لَيّ الذراع" الذي ينتهجه النظام الروسي، مقابل الضعف والتردد الأميركي حول تسليح "المعارضة السورية" والتي يعتبرها الأميركيون وجهاً من وجوه "المجموعات الجهادية" المقرّبة من القاعدة.. والتي تشكّل التهديد الرئيسي الأول لأمن الولايات المتحدة.

ولعلّ انتهاج أسلوب التهديد تارة والترغيب تارة أخرى، قد تقدّم إلى الواجهة منذ فترة، بعد تسرّب معلومات دبلوماسية عن عرض سعودي لروسيا- رغم النفي الروسي – لهذا العرض يطلب فيه رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان من روسيا التوقف عن دعم النظام السوري، وعدم عرقلة أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لإدانة سوريا، مقابل إتمام صفقة أسلحة روسية للسعودية وتسهيل استمرار تدفق الغاز الروسي إلى المنطقة، وهو ما رفضته القيادة الروسية، واعتبرت أنه لا يتناسب مع مصالح استراتيجية بعيدة المدى، ترسمها روسيا لدورها في الشرق الأوسط، كما أنه يدلّل على مأزق ما تعيشه الدبلوماسية الأميركية، وتحاول الضغط من خلال حلفائها لتغيير موقف موسكو مما يجري تحديداً في سوريا.

إن إلغاء اللقاء الأميركي - الروسي الأخير على خلفية قضية العميل "سنودن"، الذي وصفه الكرملين بقلة الاحترام، وأبدته الولايات المتحدة في تعاملها مع روسيا، ناهيك عن "التنازع" على مقدرّات الخليج، والفجوة العميقة في التعامل مع الأزمة السورية، واستطراداً، النظرة المختلفة للتعاطي مع البرنامج النووي الإيراني، كلّها ملفات تظهر عمق الهوّة في العلاقات بين عملاقي "السياسة الدولية"، وتهدد بإمكانية نزع "القفازات الدبلوماسية" لكليهما، والتحوّل ربما إلى مشهد آخر.. ساخنظن في مكان ما من العالم.

إلى ذلك تكفلت وكالات الأنباء والصحف والمواقع التي تفيض ببركات «المكرمات» السعودية بنشر رواية «بندر بن سلطان» عن تفاصيل لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محاولة من خلال حملة إعلامية منظمة إظهار الموقف الروسي من قضايا المنطقة على شكل «مستثمر عجول» يقبل النقاش في الصفقات ذات العائد المالي، متجاوزاً حساباته واستراتيجياته الخاصة إقليمياً ودوليا.
الرد الروسي الذي كان مقتضباً وحاسماً، اكتفى بالإشارة إلى أن «النقاش لم يتناول أي صفقات أو عروض»، ولم يتطرق لا سلباً ولا إيجاباً إلى كل ما تم تداوله، فعندما تطفأ الأنوار يسود الصمت.. رواق الكرملين.
الرواية التي انتشرت بسرعة قياسية، كتقرير هام وموثوق، لم تهز صمت الكرملين، الذي اعتاد التعامل مع الإعلام ببرودة قياسية، بعيدة كل البعد عن ردات الفعل، وأثبتت سياسات لافروف في هذا المجال نجاعتها محولة مؤتمراته الصحفية إلى حدث ينتظره الجميع، خاصة وأنه اعتمد سياسة الإشباع بعد التجويع، فأصبح يترك للخصوم كل مساحة «الفوضى» في التصريحات والمواقف، ويجمعها في سلة واحدة، ثم يعتلي المنبر ليراشق بتفاحاته أهدافاً، ثبت بالدليل الدبلوماسي دقة تصويبه عليها وارباكه لها، واسقاطها بالضربة القاضية عند الحاجة، من خلال «التسليح النوعي» تارة، وقبضة «الفيتو» الحاسمة تارة أخرى.
مر أسبوع على نشر «الرواية السعودية» للقاء بندر - بوتين، تعامل فيها الروسي مع «أحداثها» على طريقة المسرح الإيمائي، بسمة من هنا، علامات تعجب بإسدال الشفتين ورفع الحاجبين من هناك، وفي كثير من الأحيان كان الضحك سيد الموقف، لا شيء يستدعي الضحك أكثر من فكاهة هذا «العرض».
المحللون الروس الذين تأخروا في الإدلاء بدلوهم في هذا الموضوع، استغربوا الطريقة التي تم تداول تفاصيل اللقاء فيها، ونقل أحدهم عن جلسة ضمت اليهم بعض السياسيين الروس، أن بوتين الذي كان مستمعاً معظم الوقت بداية الجلسة، توجه الى «بندر» المستفيض في شرح الموقف السعودي ورؤيته للحل في المنطقة وخصوصاً في سوريا، بجواب دبلوماسي مفتوح وغير مباشر، بتأكيده أولاً على الثوابت الروسية من الأزمة في سوريا، وأن روسيا غير معنية بما لم يتفق عليه كأجندة لمؤتمر جنيف، خاصة وأن التطورات الإقليمية لا تؤشر إلا إلى توسع دائرة النيران لتطال دولاً تعتقد أنها آمنة، وإلى المزيد من الحروب التي لن تستطيع دول غنية ومزدهرة حماية نفسها منها، الأمر الذي يستدعي الإسراع في عقد مؤتمر جنيف ضمن الآليات المتفق عليها مسبقاً.
ويلفت الخبير الروسي في شؤون الشرق الأوسط إلى أن دلالات ما بعد اللقاء أصدق تعبير عن ما دار فيه، وهي تؤشر دون لبس لحقيقة الموقف الروسي، فالأميركي الذي فهم جيداً جواب بوتين، كان بانتظار مزيد من الشرح ولم يكن الاتصال الذي اجراه «بندر» من موسكو كافياً بالنسبة لهم، فانتظروا عودته الى الرياض ولقائه العاهل السعودي، لترتفع بعدها وتيرة الاتصالات السعودية - الأمريكية التي حملت توجساً سعودياً كبيراً، كان لا بد لأوباما من اتخاذ موقف مطمئن تجاهه، فقام بنقل الإنزعاج الأمريكي من نتائج الإجتماع إلى الشاشات الأمريكية ووسائل الإعلام مستعيناً بباقة أزمات عالقة أولها قضية سنودن، وممهداً من خلالها لخطوة إلغاء اللقاء مع بوتين، في خطوة لم يندم عليها غيره.
ويصف الخبير الروسي ردة الفعل الروسية على إلغاء اللقاء المتفق عليه بالعادية، إذ أنها لم تغادر برودة الموقف الدبلوماسي الروسي المعتمد، الذي يعتبر أنه «بمثابة رسالة تأكيدية أن موسكو لا زالت على استعداد لعقد اللقاء وهي تعتبر الغائه مجرد تأجيل إلى موعد آخر، إدراكاً منها للحاجة الأميركية الماسة إلى انجاز التفاهمات المدرجة على جدول أعماله، وارتياحاً إلى التطورات العسكرية في المنطقة، وثقة تامة بقدرة روسياً على تحريك أوراقها الكثيرة التي لم تستخدمها بعد، ويدلل على ذلك بعودة الحديث عن قرب تسلم سوريا لمنظومة الآس ٣٠٠ بعدما طوي الحديث عنها لأشهر»، مذكراً بحديث للسياسي المخضرم يفغيني بريماكوف قال فيه «لن يحققوا هدفهم في سوريا قررنا ذلك وانتهى الأمر»، ويختم متسائلاً، «هل يعتقد الأمريكيون وحلفاؤهم أن بوتين مستعد للتخلي عن سياسته والتزاماته الإقليمية لأجل لقاء قمة يعلم جيداً أنه كلما تأخر انعقاده كلما ازدادت حاجة الأمريكي إليه؟».
إقليمياً، يؤكد مصدر دبلوماسي عربي متابع لتطورات ما بعد «لقاء بندر - بوتين»، أن ردة الفعل السعودية على جواب بوتين كان مبالغاً في «اجرامها» فبعد لبنان والدور المشبوه الذي لعبته «مخابرات بندر» في تفجيره، وتحريك أدوات «الإرهاب النائم» فيه عبر العبوات والصواريخ وعمليات الخطف العابر للحدود، انتقلت لا بل عادت كما يستدرك «الى العراق»، وهو إذ يؤكد أن الخطأ السعودي في سوريا أصبح مضاعفاً الآن، يجزم بأن الرد عليه لن يبقى في حدود عملية أمنية وعسكرية على الحدود العراقية مع سوريا كما أمر المالكي أمس، بل يقدر الدبلوماسي المطلع على اتصالات «محور الشرق الممانع» أن القرار قد اتخذ ببدء التصدي والرد الرادع، وما قرار المالكي إلا البداية، وأن هناك شبه توافق ضمن «الحلف الأوسع» على حدوده واتجاهاته، وأن الشكل المحلي لهذا الرد لا يمنع من جمع أجزائه لاحقاً، إقليمياً وإخراجه على المسرح السوري الذي دعا الدبلوماسي الى تركيز الأنظار عليه والانتظار.

 

 

 

الوسوم (Tags)

روسيا   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   حقيقة العرب
منذ نشاة الخليقة وحتى هذا التاريخ وماحدث فيها من احداث ومعارك وحروب وحتى ثورات ورد ذكرها في التاريخ او لم يرد ماقرانا ولا سمعنا عن قادة اوشعب متخاذل وخائن وحاقد وفاقد للضمير وللاخلاق وحتى لابسط مواصفات الانسانية كما هو الحال لدى القادة العرب عموما ودول الخليج وشعبها خصوصا لان هذه الشعوب لو لم تكن مؤيد لحكامها وراضية عما يجري في سوريا لثارت في وجه حكامها تحية الى كل عربي شريف دافع عن سوريا وشعبها وقائدها ولو بالكلمة والخزي والعار لكم ايها الخونة ومن وراؤكم .... حماك الله سيدي الرئيس بشار الاسد وحمى جيشنا العربي السوري البطل وثبت اقدامكم وجعل النصر على هؤلاء الكفار على يدكم الطاهرة
علي حسن  
  0000-00-00 00:00:00   حمى الله شعبك يا سوريا من رهاناتهم القذره
بعد لقاء بندر بوتين كانت معركة اللاذقية وازدياد وتيرة الحرب ضد أكراد سوريا ماذا ستكون نتيجة لقاء القمة الروسي الأمريكي حمى الله شعبك يا سوريا من رهاناتهم القذره
الياس حداد  
  0000-00-00 00:00:00   آل سعود الارهابيين
أينما وجد الارهاب في الوطن العربي لن يكون وراءه إلا الوهابية السعودية ممثلة بأمراء آل سعود
كريم حنا  
  0000-00-00 00:00:00   عربان الذل
ياريت العرب بذلوا نصف الجهود المبذولة للحرب على سوريا من أجل فلسطين ولن نقول تحريرها بل فقط عوده اللاجئين والمهجرين
ناصر موسى  
  0000-00-00 00:00:00   أمريكا هزمت
عاجلاً أم آجلا ستقر أمريكا بهزيمتها وهزيمة أدواتها الغبية من عربان النفط
لين أسعد  
  0000-00-00 00:00:00   أمريكا لا تريد أن تقر بهزيمتها
أمريكا لا تريد أن تقر بهزيمتها ومستمرة في رهانها طالما أنها لا تخسر شيء في كل هذه الحرب
كنده سليمان  
  0000-00-00 00:00:00   من أجل اللقاء
من أجل لقاء بين بوتين وأوباما تزداد حدة المعارك في سوريا وترتفع أعداد الشهداء يوميا وكل ويم تفجيرات ومجازر
ميس عيد  
  0000-00-00 00:00:00   السعودية
ايمت رح نشهد الانسحاب السعودي بعد انسحاب قطر بلدان الخليج العبري من الأفضل أن تمحى عن الخارطة العربية
دارين جبور  
  0000-00-00 00:00:00   الجيش العربي السوري
كلمة الجيش العربي السوري حامي الوطن من شر الأعداء هي التي ستفرض على الجميع الحل السياسي
ريما علي  
  0000-00-00 00:00:00   كباش روسي أمريكي
كباش روسي أمريكي وفي كل مرحلة من هذا الكباش المزيد من المجازر والدماء في سوريا إلى متى هذا الحال
سليمان خليل  
  0000-00-00 00:00:00   الثمن
ساحة خلافات ورهانات دولية والثمن هو دماء الشعب السوري
مصطفى عيسى  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz